التصنيفات
روضة السعداء

،
،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمْدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
.
أما بعد:
قرن الله سبحانه وتعالى حقه بحق الوالدين في أكثر من موضع
من القرآن الكريم،
وجعل البر بهما سببًا لدخول الجنة,
ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبوهريرة
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(رغم أنفه . ثم رغم أنفه . ثم رغم أنفه . قيل :
من يا رسول الله ! قال : من أدرك والديه عند الكبر ، أحدهما أو كليهما ،
ثم لم يدخل الجنة)
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلمالمصدر: صحيح مسلم
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولماً كانت الآيات والأحاديث تدل على مكانة وفضل الوالدين

بشكل عام،

فإن الأم قد خُصت بأحاديث أخرى تُبين عظيم حقها

بشكل خاص، وما ذاك إلا لتحملها كثيرمن متاعب الحمل

والولادة، والتربية والمتاعب، فهي أحق الناس بالصحبة ,

(جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :


من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال " أمك "


قال : ثم من ؟ قال " ثم أمك "


قال : ثم من ؟ قال " ثم أمك "


قال : ثم من ؟ قال : " ثم أبوك "


. وفي حديث قتيبة : من أحق بحسن صحابتي ؟ ولم يذكر الناس .


الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلمالمصدر: صحيح مسلم


خلاصة حكم المحدث: صحيح





أقدمُ إليكم 6 طُرق من طُرق البر،
فإن وجدتم خلالها مايستحق التطبيق..
فالبَدَارَ… البَدارَ
وإن لم تجدوا ما يستحق ذلك،
فلاتحرموني وأصحاب المراجع من الدعاء

الطريقة (1)

الطريقة (2)

الطريقة(3)

الطريقة(4)

الطريقة(5)

الطريقة(6)


يقول الشيح محمد حــسان حفظه الله :
أم عُمرها 53 سنة تشتكي بسبب ماتُعانيه من أبناءها الخمس ,
وأحد أبناءها يسُبها ويهينها وكان تاركاً للصلاة,
والغريب أن الولد قد تاب ورجع إلى الله ولكن معي يسوء خُلُقه
ويتصرف تصرفات سيئة تزداد سوءاً أخاف إن ذكرتها لك أن تدعوا عليه
وأنا لاأريدُ ذلك
الله أكبرانظروا إلى قلب الأم !!
ثم قالتـ : والأغرب أن الولد يحضر مُحاضراتك
قال الشيخ رداً على هذا الولد:
واعــــلم بأن كل ماأنت فيه لاقيمة له عند الله
ولاكرامة وأنت عاق بأمكـ
فالبَدَارَ… البَدارَ


وتأملي معي هذا الحديث الشريف:
(جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد،فقال:

(أحيٌ والداك) قال : نعم ، قال:( ففيهما فجاهد)
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاريخلاصة حكم المحدث: صحيح


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

~ §=§ الحَبيبَة الطّاهِرَة ( أمُّ عبدِ الله ) §=§ ~

وفِي بساتِينِ الهُدَى والنُّور ..
لازِلنا نتَفَيّأُ ظِلالَ الزهراتِ التّقَيَات ..

:

وفِي بيتٍ يمتلأُ نُورَاً , وينْبُعُ الإيمانُ مِنْ جَوانِبهِ , وتُشرِقُ فِيهِ شَمسُ الهِدَايةِ صَباحَ مَساء ,
وُلِدَتْ الحَبِيبَة الطّاهِرة ( أمُّ عبد الله ) بعدَ البِعثةِ بأربعِ أو خَمسِ سنواتٍ ,
فنشأتْ وترَعْرَعتْ بينَ أبوَينِ مُسلِمِين ,
فلَم تستَنشِقْ أبداً هواءَ الشّركِ، ولمْ تتنَفسْ أبداً هواءَ الكُفر.
تقول:" لمْ أعقلْ أبويّ إلّا وهُما يدينَان الدِّين ",
وذكرتْ أنّها لحِقتْ بسائِسِ الفِيلِ شيخَاً أعمَى يستعْطِي (يطلُبُ العطَاء) , وهاجَرتْ بِصُحْبَةِ أمّهَا وأُختِها وأخيها إلى المَدِينةِ .
وهِيَ أصغرُ من فاطِمَة رضِي اللهُ عنها بثَمانِي سِنين .

:

وهِيَ منْ هِي ؟ حَبيبَةُ الحَبيب, وإلفُهُ القَريب,الطَّيِّبةُ زَوجُ الطَّيِّب

[ الطَّيِّباتُ للطَّيِّبينَ والطَّيِّبونَ للطَّيِّبات ]
لا تُعلَمُ امرَأةٌ فِي الدُّنيا هِيَ أعلمُ بشرعِ اللهِ منهَا, حُبُّها قُربةٌ, وبُغْضُها ضلالٌ
وسَبُّها فُجورٌ, وقَذْفُها كُفْرٌ.
فمن هيّ ؟ وأيُّ شرفٍ نالتهُ ؟
كُلّ النساءِ يُزوجُوهُنّ آباؤهنّ , ولكنّ هذهِ الطّاهِرةِ كانَ لهَا شأنٌ آخر !
إذ أنّ الذّي أختارَها لنبيِّه هوَ اللهُ سُبحانَهُ وتعَالى ..
هلْ عرفتَ من هِيّ ؟ هل سمعتَ حدِيثِ النّبيّ وهُو يُخاطبُها فيقول :

[ أُرِيتُكِ فِي المنامِ ، ثلاثَ ليالِي ,
جاءَنِي بكِ المَلَكُ فِي سُرقَةٍ مِن حَريرٍ ، فيقولُ : هِذهِ امرَأتُك ،
فأكْشِفُ عنْ وجْهك فإذا هِيَ أنتِ ، فأقولُ : إنْ يكُ هذا مِنْ عِندِ اللهِ , يُمضِهِ ] ،
وجاء في رواية عنها : أنّ جِبريلَ جاءَ بِصُورَتِها فِي خِرقَةِ حريرٍ خضراءَ إلى النّبيِّ فقالَ [ هذهِ زَوجَتُكَ فِي الدُّنيا والآخِرَة ] .

نعم .. إنّها حَبيبَةُ الحَبيبِ : الصِّدِّيقةُ بنتُ الصِّدِّيقِ , أمُّ المُؤمِنين

عَائِشة رَضِيّ اللهُ عنهَا

والدُهَا الصِّدِّيقُ أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بن أبِي قُحافَة رضِيَ اللهُ عنه,
خيرُ النّاسِ بعدَ رسولِ اللهِ وبعدَ الأنبياءِ , وأمُّها أمُّ رُومَان رضِيَ اللهُ عنها .
وأما كُنيتُها : فقدْ كنَّاها بذلِكَ رسولُ اللهِ بابنِ أُختِها عبدُ اللهِ بن الزُّبيرِ،
عندمَا قالتْ لهُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها : يا رسولَ اللهِ ، كُلّ صَواحِبِي لَهنّ كنَى ،
قال( فاكْتَنِي بابنِكِ عبدُ الله )؛ يعنِي ابنُ أُختِها،عبدُ اللهِ بن الزُّبير، قالَ: فكانتْ تُكنّى بأمِّ عبدِ الله.
:
عقَدَ عليها النّبيُّ قبلَ الهِجرةِ وعمرُها سِتُّ سِنين بعدَ زَواجِهِ منْ سَودَةَ بعامٍ ,
لكنّهُ تزّوجَها فِي المَدينَةِ وعُمرُها تسعُ سنِين فِي السّنَةِ الثّانيةِ للهِجرةِ بعدَ غزوةِ بدرٍ ,
تقولُ:" تَزوّجَنِي رسولُ اللهِ مُتوَفّى خديجةَ، قبلَ الهِجرةِ، وأنا ابنةُ سِتٍّ،
وأُدخِلتُ عليهِ وأنا ابنةُ تسعِ سنين، جاءنِي نِسوةٌ، وأنا ألعبُ على أُرجُوحةٍ،
وأنا مُجمّمةً فَهيَّأنِني وصَنعنِنِي، ثُمَّ أتينَ بِي إليهِ )
وهِيَ قدْ نشأتْ فِي بيتِ صدِّيقِ الأُمّةِ ثُمّ انتقلتْ فِي سِنٍّ مُبَكِرّةٍ إلى بيتِ النُّبوّةِ ،
ليُواصِلَ النّبيُّ تربيةَ عائِشةَ ، وليَسقِيهَا بِمدَادِ الطُّهرِ، وتَسمَعُ القُرآنَ غَضّاً طَرّياً، منْ فَمِهِ .
وكانتْ امرأةٌ بيضاءُ جميلة ، ومنْ ثمّ ؛ يُقالُ لهَا الحُميرَاء , ولم يثبتْ أنّهُ ناداها بالحُميرَاء .

ولمْ يتزّوجْ بِكرَاً غيرهَا , ولا أحَبّ امرَأةً حُبّهَا , حتّى أنّ عَمرو بن العَاصِ سألَهُ :
أيُّ النّاسِ أحَبُّ إليكَ يارسولَ اللهِ ؟
قالَ : (عائِشة ), قالَ : فمِنَ الرِّجالِ ؟ قالَ : ( أبُوهَا ) .
ولِعِلْمِ النّاسِ بِمكَانتِها مِنْ رسولِ اللهِ كانُوا يتَحَرَّونَ اليومَ الذّي يكونُ فيهِ النّبيُّ عندَهَا
دُونَ سَائِرِ الأيامِ لِيقدّمُوا هدايَاهُم وعطَاياهُم .
وكانَ النّبيُّ يُداعِبُها ويُمازِحُها ورُبّمَا سَابقَهَا فِي بعضِ الغزوات .
ومنْ حُبّهِ لها أنّهُ كانَ يشربُ من الموضِعِ الذّي تشرَبُ منهُ ويأكلُ منَ المكانِ الذّي تأكُلُ منهُ .
:
ومن محبّتهِ لها أنّهُ استأذنَ نساءَهُ في أن يبقَى عِندَها فِي مرضِهِ الذّي تُوفِيَ فيهِ لِتقومَ برعَايتِهِ .
وكان يُراعِي حَالَها ويُقَدّرُ أنّها جَاريةٌ حديثةُ السِنِّ حريصةٌ على الّلهوِ، فيُسَرّبُ صُويحبَاتِها ليلعَبنَ معهَا كَي لاتَستَوحِش .
وكانَ يقومُ على بابِ حُجرتِها ، والحَبشةُ يلعبونَ بالحِرابِ في المَسجِدِ ، وهو يستُرهَا بردائِهِ لِكي تنظُرَ إلى لِعبِهِم ، ثمَّ يقفُ من أجلِها حتّى تنصرِف .

:

وانظرْ إلى ماحدثَ مرّةً أنّ جاراً لرسولِ اللهِ فارِسيّاً كانَ طيّبَ المَرق ،
فصَنَعَ لرسولِ اللهِ ثُمّ جَاءَ يدعُوهُ ، فقالَ : وهذِهِ ؟ لِعائِشةَ ، فقال: لا. فقالَ رسولُ اللهَ :لا،
فعادَ يدعُوهُ، فقال رسولُ اللهِ : وهذِهِ ؟ قالَ : لا ، قالَ رسولُ اللهِ : لا ، ثُمّ عادَ يدعُوهُ ،
فقالَ رسولُ اللهِ : وهذِهِ ؟ قالَ : نعم ، فِي الثّالِثةِ ،
فقامَا يتدافعَان ، حتى أتَيَا منزِلَهُ .
:
وتأمّلْ فِي هذا المَوقِفِ الّلطيفِ عن عائِشة قالتْ : لمّا رأيتُ مِنَ النّبيِّ طِيبَ النّفسِ ، قُلتُ : يارسولَ اللهِ ، ادْعُ اللهَ لِي .
قالَ :" الّلهُم اغفِرْ لِعائِشةَ ماتَقدّمَ مِنْ ذنبِهَا وماتأخّر، وما أسَرّتْ وما أعلنَتْ "
فضحِكَت عَائِشة حتّى سَقَطَ رَأسها فِي حِجْرِ رسولِ اللهِ مِنَ الضّحكِ .
فقالَ :" أيَسُرّكَ دُعَائِي ؟ " فقالتْ : ومَالِي لايَسُرُّنِي دُعَاءَكَ ؟!
فقالَ : " واللهِ إنّها لَدَعْوَتِي لأُمّتِي فِي كُلِّ صَلاة " حسن .
:

وسأَلَتْهُ مَرةً : يارسولَ اللهِ ، مَنْ مِنْ أزواجِكَ فِي الجنّةِ ؟ قالَ :" أمَا إنّكِ مِنْهُنّ "
وانظرْ إليهِ كيفَ كانَ تَرخِيمُهُ لإسمِها عندمَا قالَ :
" ياعَائِش ، هذا جِبريلُ ، وهُو يقرَأ عليكِ السّلام "
قالتْ : وعليهِ السّلام ورحمةُ الله ، تَرى مالا نَرى يارسولَ الله
وسَلامُ جبريلِ عليهَا يُعتبرُ مِن فضائِلِها.
:
وكانتْ تغسِلُ رأسَهُ وهُومُعتكِفٌ وتُرّجلُهُ ، وتُطَيّبهُ بيدِها لإحْرَامِهِ وحِلِّهِ .
وكانَ يجلسُ إليهَا النّبيُّ يُؤانِسُها ويُحدّثُها وتُحَدّثُهُ مثلما جاءَ فَي حديثِ أبِي زرعٍ الطّويل .
:
وتُحدِّثُ عائِشةُ عنْ فاطمةَ عندمَا جاءتْ للنّبيِّ ،
" فقالتْ : يارسولَ اللهِ ، إنّ أزواجَكَ أرسلنَنِي إليكَ يسألنَكَ العَدلَ فِي ابنةِ أبِي قُحافَة ، ( وأنا سَاكِتة )
قالتْ : فقالَ لها رسولُ اللهِ : "أيْ بُنَيّة ألستِ تُحِبّينَ مَنْ أُحِبُّ ؟
"قالتْ : بلى ، قالَ : " فأحِبّي هذِه " .

:

:

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

معكم يتجدد اللقاء مع القراءة الخامسة ضمن سلسلة القراءات العشر
ونتجول مع
– قراءة عاصم الكوفي، وأشهر من روى عنه شعبة و حفص

اسمه : عاصم بن أبي النجود بفتح النون وضم الجيم ، وقيل اسم أبيه عبد الله .

وكنيته : أبو النجود . واسم أُم عاصم بهدله . ولذلك يقال له عاصم بن بهدله .

كنيته : أبو بكر وهو أسدي كوفي .

وفاته : توفي سنة سبع وعشرين ومائة بالكوفة .

هو تابعي جليل ، فقد حدث عن أبي رمثة رفاعة التميمي ، والحارث بن حسان البكري ، وكان لهما صحبة .

أما حديثه عن أبي رمثة فهو في مسند الإمام أحمد بن حنبل ، وأما حديثه عن الحارث فهو في كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام .

قال شعبة : دخلت على عاصم وقد احتضر فجعلت أسمعه يردد هذه الآية : « ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق » يحققها كأنه في صلاة لأن تجويد القرآن صار فيه سجية .

قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي ، وعلى زر بن حبيش بن حباشة ، وعلى أبي عمرو سعد بن إلياس الشيباني .

وقرأ هؤلاء الثلاثة على عبد الله بن مسعود ، وقرأ زر والسلمي أيضاً على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب .
وقرأ السلمي أيضاً على أُبي بن كعب وزيد بن ثابت ، وقرأ ابن مسعود وعثمان وعلي وزيد على رسول الله صلّى الله عليه وسلم .

اقوال العلماء فيه

من القراء سبعة : شيخ الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي ، جمع بين الفصاحة والإتقان ، وكان أحسن الناس صوتاً .

رحل إليه الناس للقراءة من شتى الآفاق ، جمع بين الفصاحة ، والتجويد ، والإتقان ، والاتفاق والتحرير .

قال أبو بكر بن عياش : وهو شعبة :

لا أُحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول : ما رأيت أحداً أقرأ للقراءة من عاصم بنَ أبي النجود ، وكان علماً بالسنة لغوياً نحوياً فقيهاً .
قال يحيى بن آدم : حدثنا حسن بن صالح قال : ما رأيت أحداً قط أفصح من عاصم إذا تكلم كاد يدخله خيلاء .

وقال أبو بكر بن عياش :

قال لي عاصم مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفا .

وقال حماد بن سلمة :

رأيت حبيب بن الشهيد ، ورأيت عاصم بن بهدله يعقد أيضاً ويصنع مثل صنيع شيخه عبد الله بن حبيب السلمي .

سئل أحمد بن حنبل عن عاصم فقال :

رجل صالح خير ثقة .ووثقه أبو زرعة وجماعة .

وقال أبو حاتم :

محله الصدق وحديثه مخرَّج في الكتب الستة .

قال الشاطبي :
بالكوفة الغرَّاء منهم ثلاثةٌ أذاعوا فقد ضاعت شذاً وقرنفلا
فأما أبو بكر وعاصم اسمه فشعبةٌ رواية المُبرِّزُ أفضلا
وذاك ابن عياشٍ أبو بكرٍ الرضا وحفصٌ وبالإتقان كان مفضلا
أي إن في الكوفة المشهورة ثلاثة من الأئمة السبعة بثوا علمهم فيها فتعطر بها ذكرهم ، ورفع من شأنها علمهم ، فالإمام الأول من الثلاثة هو عاصم بن أبي النجود .
وقد وصفت الكوفة بذلك لما فيها من كثرة العلماء .

أذاعوا: أي نشروا العلم بين الناس .

وضاعت : أي فاحت رائحة العلم بها .

والشذا : العود أو المسك .

والمبرز : هو الذي فاق أقرانه

أشهر من روى قراءته

روى القراءة عنه ، حفص بن سليمان ، وأبو بكر شعبة بن عياش وهما أشهر الرواة عنه ، وإبان بن تغلب ، وحماد بن مهران الأعمش ، وسهل بن شعيب ، وأبو المنذر سلام بن سليمان ، وشيبان بن معاوية وخلق لا يحصون .
وروى عنه حروفاً من القرآن أبو عمرو بن العلاء ، والخليل بن أحمد ، وحمزة الزيات

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

..
..
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيراً , وصى عباده بفعل الطاعات ووعدهم بالجنة وتوعد من عصاه بالنار …
حياكن الله في هذه الروضة من رياض الجنة , أسأل الله كم جمعنا في رياض الدنيا أن يجمعنا في الآخرة .
خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، لا إله إلا هو العليم الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ ابتلى عباده بالدنيا والآخرة، فجعل الدنيا محفوفة بالشهوات، وجعل الآخرة محفوفة بالمكاره، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ خيره الله تعالى بين ملك الدنيا والزهد فيها، فاختار الزهد على الملك، وآثر الآخرة على الدنيا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين

زيد بن الخطاب رضي الله عنه
رحم الله زيداً ، سبقني إلى الحسنين "
" أسلم قبلي ، واستشهد قبلي
عمر بن الخطاب
زيد بن الخطاب
ابن نفيل بن عبد العزى بن رياح ,السيد الشهيد المجاهد التقي أبو عبد الرحمن القرشي العدوي ، أخو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب . وكان أسن من عمر ، وأسلم قبله .

وكان أسمر طويلا جدا ، شهد بدرا والمشاهد ، وكان قد آخى النبي – صلى الله عليه وسلم – بينه وبين معن بن عدي العجلاني .

ولقد قال له عمر يوم بدر : البس درعي . قال : إني أريد من الشهادة ما تريد . قال : فتركاها جميعا .

إنه زيد بن الخطاب
-رضي الله عنه- أخو عمر بن الخطاب لأبيه، وكان أكبر منه سنًا، وأسلم قبله
واستشهد قبله، وقد آخى النبي ( بينه وبين معن بن عدي العجلاني، وظلا معًا
حتى استشهدا في اليمامة، وكان إيمانه بالله وبرسوله ( إيمانًا قويًّا، فلم
يتخلف عن رسول الله ( في غزوة أو مشهد، شهد بدرًا وأحدًا والخندق وشهد بيعة
الرضوان بالحديبية، وفي كل مرة يقابل فيها أعداء الإسلام كان يبحث عن
الشهادة.
رآه أخوه عمر يوم أحد، وقد سقط الدِّرع عنه، وأصبح قريبًا من الأعداء، فصاح
قائلا: خذ درعي يا زيد فقاتل به، فردَّ عليه زيد: إني أريد من الشهادة ما
تريده
يا عمر، وظل يقاتل بغير درع في فدائية، ولكن الله لم يكتب له الشهادة في تلك الغزوة.
وبعد وفاة الرسول (، ارتدت كثير من قبائل العرب، فرفع الصديق لواء الجهاد
في وجوه المرتدين حتى يعودوا إلى الإسلام، وكانت حرب اليمامة من أشد حروب
الردة، ودارت رحاها بين المسلمين وبين جيوش مسيلمة الكذاب، وكاد المسلمون
أن ينهزموا بعد أن سقط منهم شهداء كثيرون، فلما رأى زيد ذلك، صعد على ربوة
وصاح في إخوانه: يا أيها الناس، عضوا على أضراسكم، واضربوا عدوكم، وامضوا
قدمًا، ثم رفع بصره إلى السماء
وقال: اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة
وأصحابه. ثم نذر ألا يكلم أحدًا حتى يقضي الله بين المسلمين وأعدائهم فيما
هم فيه مختلفون، ثم قال: والله لا أتكلم اليوم حتى يهزمهم الله أو ألقى
الله، فأكلمه بحجتي.
ثم أخذ سيفه، وقاتل قتالا شديدًا، وعمد إلى الرجَّال بن عنفوة قائد جيوش
مسيلمة وقتله، وكانت أمنيته أن يقتل هذا المرتد، وظل يضرب في أعداء الله
حتى رزقه الله الشهادة.
غزوة أحد
في كل مشهد كان زيد -رضي الله عنه- يبحث عن الشهادة أكثر من النصر ، ففي يوم أحد وحين حمي القتال بين المسلمين والمشركين ، سقط درعه منه ، فرآه أخوه عمر فقال له خذ درعي يا زيد فقاتل بها فأجابه زيد إني أريد من الشهادة ما تريده يا عمر وظل يقاتل بغير درع في فدائية باهرة

يوم اليمامة
لقد كان زيد بن الخطاب يتحرق شوقا للقاء ( الرّجال بن عنفوة ) وهو المسلم المرتد الذي تنبأ به الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوما حين كان جالسا مع نفر من المسلمين حيث قال إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد وتحققت النبوة حين ارتد ( الرّجال ) ولحق بمسيلمة الكذاب ، وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه ، لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين

وفي يوم اليمامة دفع خالد بن الوليد بلواء الجيش الى زيد بن الخطاب ، وقاتل أتباع مسيلمة قتالا مستميتا ، ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين ، وسقط منهم شهداء كثيرون ، ورأى زيد مشاعر الخوف عند المسلمين فعلا ربوة وصاح أيها الناس ، عَضُوا على أضراسكم ، واضربوا في عدوكم ، وامضوا قدما ، والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله ، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي ونزل من فوق الربوة عاضا على أضراسه ، زاما شفتيه لايحرك لسانه بهمس ، وتركز مصير المعركة لديه في مصير ( الرّجال ) وهناك راح يأتيه من يمين ومن شمال حتى أمسكه بخناقه وأطاح بسيفه رأسه المغرور ، وهذا أحدث دمارا كبيرا في نفوس أتباع مسيلمة ، وقوّى في الوقت ذاته عزائم المسلمين

استشهاده
رفع زيد بن الخطاب يديه الى السماء مبتهلا لربه شاكرا نعمته ، ثم عاد الى سيفه وصمته ، وتابع القتال والنصر بات للمسلمين ، هنالك تمنى زيد-رضي الله عنه- أن يختم حياته بالشهادة ، وتم له ما أراد فقد رزقه الله بالشهادة وبينما وقف عمر بن الخطاب يستقبل مع أبوبكر العائدين الظافرين ، دنا منه المسلمون وعزّوه بزيد ، فقال عمر رحم الله زيدا ، سبقني إلى الحسنين ، أسلم قبلي ، واستشهد قبلي )

فحزن المسلمون لموت زيد حزنًا شديدًا، وكان أشدهم حزنًا عليه أخوه عمر الذي قال حينما علم بموته: رحم الله زيدًا سبقني
إلى الحسنيين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي. وكان دائمًا يقول: ما هبت الصبا
إلا وجدت منها ريح زيد، وها هو ذا يقول لمتمم بن نويرة: لو كنت أحسن الشعر
لقلت في أخي زيد مثل ما قلت في أخيك مالك، وكان متمم قد رثى أخاه مالكًا
بأبيات كثيرة، فقال متمم، ولو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت
عليه، فقال عمر: ما عزاني أحد بأحسن مما عزيتني به
لا اله الا الله

..
..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

اخواتي الغاليات نقدم لكم هنا سلسلة متكاملة عن القراءات العشر
للقران الكريم
ونشكر الاختين درة السنة و om_yosef22
لجهودهم في هذه السلسلة الرائعة والمتميزة
فبارك الله فيهم
وجزاهم الله بالجنان

صيفنا إبداع: نزهة المتقين**.. سلسلة القراءات العشر المتواترة ..** (10) قراءة خلف بن هشام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

من منا تذكر يوما ما الآخرة..


ولم تحدثه نفسه بترك المعاصي والموبقات..


وبفعل الخير والأعمال الصالحات..


ومن منا تذكر أهوالها..


ولم تستيقظ نفسه وتخشع وتذل وتبادر إلى الحسنى..


وهل هناك أمر هو أشد دفعا للنفوس إلى فعل الخير من أمر الآخرة ؟؟..


وهل هناك أمر أشد دفعا لمحاسبة النفس وانتشالها من الغفلة..


من الوقوف بين يدي من له الأولى والآخرة ؟؟

والتفكر في اليوم الآخر على نوعان..


فهو سعادة وطمأنينة وسكينة لطالبيه..

وعلى ما يحزن طالب الآخرة ؟..

على أمر حقير يفنى عما قريب ؟..


كلا.. فالآخرة خير وأبقى..

فإن كان مصابا ..


فتفكره في اليوم الآخر يهون عليه مصائبه..


لعلمه علم اليقين أن مصائبه إنما هي تخفيف لذنوبه.. تثقيل لميزان حسناته..


وإن كان مظلوما.. فتفكره في اليوم الآخر سكينة وسعادة له..


فيومئذ سيأخذ حقه لا محالة.. وأي حق !!


يوم يقتص العادل في حكمه جل في علاه للشاة الجلحاء من الشاة القرناء..

والوزن بالقسط فلا ظلم ولا *** يأخذ عبد بسوى ما عملا

هكذا.. لا تذهب نفس طالب الآخرة على الدنياحسرات..

بل..


تثبت شماء..


وهي تتطلع لما أعده الله للصابرين من نعيم يُنسى معه كل ضر..


ويُنسى معه كل بلاء وسوء وعناء..

وتتطلع لما أعده للظالمين من بؤس يُنسى معه كل هناء..


وأما من كانت أنفسهم غارقة في ملذات الدنيا والأهواء..

هؤلاء.. هم من أنذرهم الله سبحانه وتوعدهم بيوم الحسرة..


(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) مريم/39

فإذا قُضى الأمر.. يوم يُجمعُ الأولون والآخرون في موقفٍ واحد..

يسألون عن أعمالهم..

فمن آمنَ و اتبع الهدى سعِدَ سعادةً لا يشقى بعدها أبدا..


ومن تمردَ وعصى شقي شقاءً لا يسعدُ بعده أبدا.. يومها يتحسر هؤلاءَ ويندمونَ ندامةً تتقطعُ منها القلوبُ..

وتتصدعُ منها الأفئدةُ أسفا..

وأيُ حسرة أعظمُ من فواتِ رضا الله وجنته..

واستحقاقِ سخطهِ وناره.. على وجهٍ لا يمكنُ معه الرجوع ليُستأنف العمل..


ولا سبيلَ له إلى تغييرِ حالهِ ولا أمل..

يوم..


يُأمَرُ بالموت فيذبحُ..

ثم يقال.. يا أهلَ الجنةِ خلودُ فلا موت..


ويا أهلَ النارِ خلودُ فلا موت..

وأنذرهم يوم الحسرة..

إن في ذكر الآخرة حسرة.. بل حسرات..


أخبار وأنباءٌ مهولات..


تجلت في العديد من الآيات المحكمات..

*
وأنذرهم يوم الحسرة..

الحسرةُ على الأعمال الصالحة..


التي شابتها الشوائبُ وكدرتها مُبطلاتُ الأعمالِ من رياءٍ وعُجبٍ ومنةٍ..


كان الأمل بعد اللهِ عليها.. ولكنها ذهبت في ذلك اليومِ العصيب..


فضاعت وصارت هباءً منثورا..


في وقتٍ يكون فيه الإنسانُ أشدُ ما يكونُ إلى حسنةٍ واحدةٍ..


تجنبه حسرات وحسرات..


إلى من تعدى حدودَ اللهِ في من ظلم في مالٍ أو دمٍ أو عرض..


فكان مفلساً حقا..


فيأخذُ هذا من حسناتِه وهذا من حسناته..


ثم تفنى الحسنات فيطرحُ عليه من سيئاتِ من ظلمهم ثم يطرحُ في النار..

(… وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) الزمر/47


(وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) الزمر/48

*

وأنذرهم يوم الحسرة..

الحسرةُ على التفريطِ في طاعةِ الله..

وينقضي العمرِ القصيرِ في اللهثِ وراء الدنيا حلالِها وحرامِها..

والاغترارِ بزيفِها مع نسيانِ الآخرةِ وأهوالِها..

(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) الزمر/56

(أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) الزمر/58

يا ضيعة العمرِ لا الماضي انتفعت به *** ولا حصلت على علم من الباقي


بلى علمتُ وقد أيقنتُ وا أسفَا *** أني لكل الذي قدمته لاقي

*

وأنذرهم يوم الحسرة..

الحسرةُ على التفريطِ في النفسِ والأهل..

(… قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) الزمر/15

أن تقيَهم من عذاب جهنم..

يوم تَفقِدَهم وتَخسَرَهم مع نفسك..


ذلك هو الخزيُ والخسارة والحسرةُ..


ولسان حالك يقول..

بعضي على بعضي يجردُ سيفَهُ *** والسهم مني نحو صدري يرسلُ

النار توقد في خيام عشيرتي *** وأنا الذي يا للمصيبة أُشعِلُ

*

وأنذرهم يوم الحسرة ..

حسرةُ جُلساءِ أهلِ السوء..

يومَ انساقوا معهم يقودونَهم إلى الرذيلةِ..

ويصدونَهم عن الفضيلةِ..


إنها لحسرةُ عظيمةٌ في يومِ الحسرة يعبرون عنها بعضِ الأيدي..


يومَ لا ينفعُ عض الأيدي..

( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ) الفرقان/28

(يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ) الفرقان/28

*

وأنذرهم يوم الحسرة..

حسرةُ الأتباع المقلدين للظالمين..

يوم يتبرأ منهم من تبعوهم بالباطل..

فلا ينفعهم ندم ولا حسرة..

(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ) البقرة/166

(…كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) البقرة/167

*

وأنذرهم يوم الحسرة..

حسرة الظالمين المفسدين في الأرض..

الذينَ يصدون عن سبيلِ الله..

حين يحملون أوزارَهم وأوزار الذين يضلونهم بغيرِ علم..


وحين يسمعون عندها قول الله..


(… فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) الأعراف 44

*

وأعظم الحسرات..

حين يكفر الظالمون بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا محتدين ومتبرئين..

(حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جميعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُل ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف/38

فيا حسرة للسادة والأعوان الأذلاء في حضرة الرحمان..

فهل تصورتم معي ذلك الجو من الحسرة والخزي والندامة..

المخيمة على المستضعِفين للناس.. المستكبِرين..

أتباع ضعفاء يتهمون زعماءهم بالحيلولة بينهم وبين الإيمان ..


ومستكبرون يقولون لأتباعهم أنتم المجرمون دعوناكم فكنتم مجيبين..

يرجع بعضهم إلى بعض القول..

يلوم بعضهم بعضا..


ويؤنب بعضهم بعضا..


ويلقي بعضهم تبعة ما هم فيه على بعض..


فأي حوار بائس..


علم كل منهم أنه ظالم لنفسه.. مستحق للعذاب.. فندم حين لا ينفع الندم..

قضي الأمر وفات الأوان..

فيا للحسرة والندم..

حين لا تنفع حسرة ولا ينفع ندم..

*

وأنذرهم يوم الحسرة..

الحسرةُ على أعمالٍ محدثةٍ استحدثوها..


وبدع ابتدعوها..

وعباداتٍ لم يأذن الله بها وأحلوها..

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا


الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) الكهف/103- 104

هؤلاء هم الأخسرون أعمالا..


وهيهات هيهات.. يظنون أنهم يحسنون صنعا..

*

وأنذرهم يوم الحسرة..

الحسرةُ على أموالٍ جُمعت من وجوه الحرام..

رباً ورشِوةٍ وغشٍ وسرقةٍ واحتيالٍ..

فأي حسرةٍ أكبر على امرئٍ يؤتيه اللهُ مالاً في الدنيا..


فيورثه هذا المال جهنمَ وبئس المصير..

أي حسرة أكبر على امرئ يرى عبدا له في الدنيا..

أفضل عند الله منه هو في الآخرة..

أي حسرة أكبر على امرئ أن يرى أعمى في الدنيا قد صار بصيرا..

في حين غدا هو فاقدا للبصر والبصيرة..


أي حسرة أكبر على امرئ علم علما ثم ضيعه ولم يعمل به فشقيَ به..

*

وما أكبرها من حسرة..!!

عندما يرى أهلَ النار أهلَ الجنةِ وقد فازوا برضوانِ الله والنعيم المقيم وهم يقولون..

(…ِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُم أََنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظّالِمِينَ) الأعراف/44

*

وحسرة أكبر..

يومَ ينادي أهلُ النار أهل الجنةِ..

(… أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافرِينَ ) الأعراف/50

*

وحسرة أعظم..

حين ينادي أهلُ النارِ مالكاً خازن النار..


(وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) الزخرف/77

*

ومنتهى الحسرة ..

حين ينادون..


(رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ) المؤمنون/107


فيُجبَهم عز وجل بعد مـدة..

(… اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ) المؤمنون/ 108

وتتوالى الحسرات..


يوم لا تنفع حسرات ولا تأوهات ولا زفرات..

فيا أخي..


متى ستعي..


أن تدع الذي يفنى لما هو باقي..


وأن تغتنم حياتك قبل موتك والآتي..


أن تغتنم ما أنت فيه من مهلة من أعمار وثواني..

فاحذر..


أن تتحسر حين لا ينفع ندم ولا حسرات..


ولا تمني..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى
وأشهد ان لا إله غلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله

تطرقنا الى الجنة ودرجاتها
هنا

صيفنا إبداع: الروضة " ****الجنة ودرجاتها وكيف ترفعين درجتك وتحافظين عليها ****

والى الجزء الاول و الثاني من الاعمال التي تفع درجتك في الجنة
هنا

صيفنا إبداع:الروضة " ****الجنة ودرجاتها وكيف ترفعين درجتك وتحافظين عليها **** الجزء الثاني

صيفنا إبداع: الروضة " ****الجنة ودرجاتها وكيف ترفعين درجتك وتحافظين عليها **** الجزء الثالث
واليوم حول لله نكمل مع اخر جز وهو كيف نحافظ على هذه الدرجات

كيف تحافظ على درجتك في الجنة

أخواتي الغاليات
كما أن هناك أعمال ترفع صاحبها إلى أعالي الدرجات في الجنة
فانه هناك أعمال تخفض أصحابها وتبعدها من الدرجات العالية
ويكون صاحبها في الدرجات الدُنيا من الجنة
وبذلك تنقص نعيم صاحبها ونقص ملكه

دعونا نتتطرق الى بعض هذه الاعمال التي تنقص من درجة المؤمن
أو تنقص نعيمه في الجنة

العمل الاول
التكهن والاستسقام والتطير
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرا "
رواه الطبارني وحسنة الألباني
العمل الثاني
التاخر عن خطبة الجمعة
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" احضروا الجمعة وادنوا من الإمام فان الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها "
رواه احمد وصححه الألباني

العمل الثالث
التنعم الزائد
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما " لا يصيب عبد من الدنيا شيئا إلا نقص من
درجته عند الله ةإن كان ليه كريما "
رواه ابن ابي الدنيا وصححه الألباني
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو تعلمون مالكم عند الله لأحببتم أن تتزدادوا فاقة وحاجة "
رواه احمد وصححه الألباني

العمل الرابع
الإصرار على شرب الخمر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها
حرمها في الآخرة "
رواه البخاري ومسلم

العمل الخامس
لبس الرجال للحرير
عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من لبس الحرير في الدنيا فلن يلبسنه في الآخرة "
رواه البخاري


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

زود الله سبحانه وتعالى الإنسان بإنفعالات تعينه على الحياة والبقاء ، فهي تساعده على مقاومة المواقف الخطرة ، أو الهروب منها ، أومواصلة البذل والجهد للحصول على الشيء الذي يحتاجه .


إن الانفعالات الإنسانية تمثل القلب بالنسبة للعقل وهي ضرورية لكل أحد للحفاظ على قدرته لأداء مهامه وأدواره في الحياة بشكل سليم .


وهي تعبر عن أفكار الشخص تنشط و تندفع بسلوكه ، وقراراته غالبا ما تتخذ على مستوى انفعالي، فالانفعالات تقوم مشاركة مع الدافع بتوجيه السلوك .


إن الحفاظ على مستوى معين من الانفعالات مطلب ملح لحياة متزنة سعيدة , فإن اختلت وخرجت عن وضعها الطبيعي زيادة أو نقصا كان الاضطراب وقد يكون المرض النفسي ، فمثلاالخوف الطبيعي


انفعال ضروري لدينامية الشخصية وفعاليتها فإن زاد عن حده الطبيعي كان الخوف المرضيأوالرهاب ، والحزن قد يستفحل ويؤدي إلى الاكتئاب والفرح الزائد عن حده الطبيعي


قد يؤدي إلى مرض الهذاء.


فعلى الإنسان تنظيم حياته الانفعالية تنظيما يسهم في تحقيق صحته النفسية وعليه


عدم المغالاة والإسراف في الانفعال بدون مبرر أو فيما لا يتناسب مع الموقف المعاش فإن فعل لك


كان الألم والاضطراب والمرض .



وإن لتلاوة القرآن الكريم

وتعلمه وتدبر معانيه والعمل بما فيه آثارا تربوية ونفسية عظيمة منها ضبط الانفعالات والتحكم فيها والسيطرة عليها بطريقة نموذجية مميزة تنمي

شخصية الإنسان وتسهم في تحقيق صحته النفسية، وليتمتعوا بحياة متزنة الانفعالات سوية


خالية من الأمراض والعلل ،ومن الانحراف والضلال والفرقة والانقسام ، وذلك بإرشادهم إلى


السلوك السوي السليم الذي فيه صلاح الإنسان وخيرالمجتمع، ولتوجيههم إلى الطرق الصحيحة


لتربية النفس وتنشئتها تنشئة سليمة تؤدي بها إلى بلوغ الكمال الإنساني الذي تتحقق به


سعادة الإنسان في الحياة الدنيا وفي الآخرة.قال تعالى :


﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَاهُوَشِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً [سورةالإسراء الآية :82]



والانفعال يمكن أن يعرف بأنه


اضطراب حاد يشمل الفرد كله ويؤثر في سلوكه وخبرته الشعورية ووظائفه الفسيولوجية الداخلية .


أمثله على الانفعالات :


كتم السر : بعض النفوس لا تستطيع أن تكتم السر، لقد جاء في الشريعة أوامر معينة وتوجيهات إرشادية في مسألة كتم السر، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن المجالس بالأمانة، وأن الرجل إذا حدث بالحديث


ثم التفت فهي أمانة، وأن كتم السر من الإيمان،ومن حسن العهد وحقوق الأخوة الإسلامية وذلك


إذا لم يحدث من كتمه ضررٌ على الإسلام والمسلمين، وإنك لتدهش وتتعجب


من يوسف "عليه السلام"لما جاء إخوته وهم لا يدرون أنه الحاكم في مصرعلى خزائن ا


لأرض،وأراد أن يبقي أخاه عنده، لما جاءه إخوته بأخيهم فعمل حيلة، فجعل اع الملك في رحل أخيه


﴿ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ * قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ


مَاذَا تَفْقِدُونَ *قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ[يوسف:70-72]


المهم أنهم نفوا أن يكونوا سرقوا، وقالوا: فتشوا رحالنا، وقبل أن يفتشوا رحالهم قال: ما جزاؤه؟


﴿قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ [يوسف: 75]


على شريعة يعقوب عليه السلام أن السارق يؤخذ عبداً عند المسروق منه كما قيل، فلما وجد الصواع في رحل بنيامين -إن صح اسمه- وهو أخو يوسف الأصغر، قال إخوة يوسف


﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ [يوسف:77] .


لقد كان هذا الاستفزاز غير المقصود ليوسف كافياً طبعاً لأن يعرف عن نفسه ويقول:


من تتهمون،أتعرفون من تتهمون وعمن تتكلمون إنه أنا، وكان يمكن أن يقول لهم أشياء كثيرة جداً لكنه كتم هذا الأمر﴿ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ[يوسف:77]


لم يأت بعد الوقت المناسب لتوضيح القضية، ولم يأت الوقت المناسب


للكشف عن الحقائق.



اشتمل القرآن الكريم على الكثير من الانفعالات التي تشتمل على مظاهر البهجة والسرور


أومظاهر الألم وعدم ارتياح النفس .


ومن تلك الانفعالات ما يلي :


1/ انفعال الحب : لانفعال الحب دور بارز في حياة الإنسان ومن صوره مايلي :


-حب الله تعالى ورسوله .


ذروة الحب وأكثره صفاء ونقاء هو حب الله فهو الرباط الوثيق الذي يربط الإنسان بربه ، وهو الأساس الذي يبني عليه صرح شخصيته ويسمو بأخلاقها ويقّوم مايصدر عنها من سلوك .


قال تعالى :﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[آل عمران:31]


وعليه فإن حب الله ينمي انفعال حب رسوله وهو من لوازم الإيمان بالله والشعور به والاطمئنان،ويتطلب


ذلك أن يتخذ كل مؤمن من الرسول المثل الأعلى وأن يقتدي به في


جميع أقواله وأعماله، ويهتدي بسيرته المباركة, قال تعالى:


﴿ لَقَدْ كَـانَ لَكُمْ فِي رَسُول ِاللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَـةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَاللَّهَ كَثِيرًا ﴾ (الأحزاب:21).


وحب المؤمن لربه يجب أن يفوق أي نوع من أنواع الحب الأخرى قال تعالى :


﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ


تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِن ُتَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ


فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾[التوبة :24]

– انفعال حب الذات.


فكل إنسان يحب الحياة ويحب أن يمتلك كل ما فيه خير وأمن وسعادة لذاته ويسعى لتهيئة سبل الراحة والرفاهية لها قال تعالى :﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِلَشَدِيدٌ﴾[العاديات : 8], ويجنبها ما يسوؤها أو يضرها .


ويؤكد ذلك قول الحق سبحانه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم :


﴿قُل لاَّأَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف :188 ]

-انفعال حب الوالدين :

حب الوالدين انفعال فطري يبدأ مع الإنسان – ذكرا أو أنثى- غير أنه يتركز في البداية نحو أمه باعتبارها المصدر البيولوجي الوحيد لحاجاته العضوية والنفسية ، ثم تتسع دائرة الجانب النفسي للطفل ، فيشعر بمشاركة الأب مع الأم


في إشباع حاجاته النفسية ، فيتركز نحوذات الأب انفعال حب طفله له ، ومع تقدم العمر الزمني للطفل تتسع دائرة انفعال الحب ويتجرد عن مظهر الإشباع البيولوجي لحاجاته .


يمثل هذا الحب النامي المتسامي للعلاقة الوثيقة للإنسان بوالديه استجابة فطرية لقوله تعالى:


﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًاعَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان :14]


وحب الأب والأم لأبنائهما انفعال يدفع الأمو الأب للحنو والعطف عليهم ورعايتهم وإبعادهم عن الأخطار والمهالك.


وقد أشارالقرآن الكريم إلى ذلك في قصة نوح إذ طلب من ابنه أن يركب معه في السفينة لينجو من الغرق قال تعالى :


﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَتَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ﴾ [ هود :42]


ويظهر الحب الأبوي جليا في حب يعقوب لابنه يوسف وأخيه الأصغر قال تعالى :


﴿إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌإ ِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍم ُّبِين ٍ﴾ [ يوسف :8 ]

-انفعال حب الناس:

يعتبر هذا الانفعال مطلبا نفسيا واجتماعيا لكي تعم الألفة والانسجام مع الآخرين .


والموازنة بين حب الذات وحب الآخرين والتعاون معهم وتقديم المساعدة والعون لهم .


قال تعالى : ﴿وَاعْتَصِمُواْبِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْنِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمبِ نِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَاحُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِفَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[ عمران :103]


وقد أثنى الله على إيثار الأنصار لإخوانهم المهاجرين إليهم من مكة على أنفسهم قال تعالى :


﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾[ الحشر :9]


من خلال ما سبق نجدأن الحب كانفعال جزء مهم في شخصية الإنسان وموجه لسلوكه لجلب الخير والمنفعة لهودفع الشر والضرر والخطر عنه.


وهنا تبرز أهمية تربية انفعال الحب عند المؤمن وضبطه بغرس حب الله ورسوله في نفسه وتقويته

وتنميته باتباع الأساليب التي تتلاءم مع شخصيته وطبيعته باعتبار أن جميع أنواع الحب الأخرى تتوازن وتتناغم لتسخيرجميع طاقاته الجسدية والنفسية والفكرية لتساعده


في جني ثمار حياته والوصول إلى غايته العظمى بها وهي العبودية الحقة لربه والظفر بالجنة النجاة من النار في الآخرة .


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد r، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
مع إشراقة فجر الإسلام كان الاهتمام بالعلم اهتماماً كبيراً ، وفي أولياته توسيع مدارك الإنسان وطريق سلك العظماء،

(.. اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ..)العلق1،

فانطلق العلم في هذه الأمة ، وجعل سلوكه توفيق إلى الجنان..
(.. يَرفعِ اللهُ الَّذيِنَ آمَنُوا منَكُم والذين أُوتُوا العلمَ دَرَجَاتٍ ..)المجادلة11،
يقول عليه الصلاة والسلام:عن أبى هريرة رضى الله عنه قال‏:‏ قال رسول r :
(.. مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ..)رواه مسلم،
وقد رفع الله عز وجل قدر أهل العلم وشرفهم على من سواهم ، وجعل العلم مطلوب تسعى لتحصيله النفوس الشريفة ، بالصبر
وبالمثابرة ، وبالعزم في تحصيله والوصول إليه ، وجعل معلمه قائداً تربوياً يخوض معركته
ضد الجهل بكل بقوة متسلحاً بالإيمان ؛ ليسعد الناس من حوله ، ويترك آثاراً واضحة على المجتمع بكامله..
قال ابن عباس رضي الله عنه فى حديث مرفوع إلى النبى r:‏
(.. إن الذى يعلم الناس الخير تستغفر له كل دابة حتى الحوت فى البحر..).

ولقد أثبتت السُّنّةُ المطهّرة ، وأثبت القرأن الكريم أن رسول الله r رغم أميته ، هو المعلم الأول للناس والبشرية جميعاً ،
حيث ذكر العديد من الوسائل والأساليب التي كان يستخدمها في تعليم الدين لأصحابه وتصويب الأخطاء لمن وقعت منه؛ ليكون لنا في ذلك الأسوة والقدوة ..

قال الله تعالى : (..هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ..)الجمعة2.
وقال تعالى : (.. وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً..)النساء79
وقال تعالى أيضاً : (.. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ..)سبأ28.
وروى ابنُ ماجَهْ في ( سُنَنه) ، عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال :
(.. خَرَج رسول الله r ذاتَ يوم من بعض حُجَره ، فدخلَ المسجد ، فإذا هو بحَلْقَتين : إحداهما يَقرؤون القرآن ويدَدعون الله تعالى ،
والأخرى يَتعلَّمون ويُعلِّمون ، فقال النبي r :
(.. كُلٌّ عَلَى خَيْرٍ هَؤُلَاءِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ
مَنَعَهُمْ،وَهَؤُلاَءِ يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ،وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا , فَجَلَسَ مَعَهُمْ ..)..

من المعروف أن التربية والتعليم معيار حضارة الشعوب ، .. فأول ما صدر للبشرية هو التعليم:

(.. وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا..)البقرة31

وكان أول معلمٍ في هذه الأمة ومازال هو رسولنا الكريم محمد r وأول مدرسةٍ في الإسلام
(.. مدرسة دار الأرقم بن أبي الأرقم..) ..
(.. مركز للقيادة ومدرسة للتربية والإعداد..)

ومن ذلك المعلم ، وفي تلك المدرسة ، ومن أولئك التلاميذ صاغ العرب نواة حضارتهم ،
فحين نزل القرآن الكريم في القرن الأول الهجري ودارت أحداث سيرة الرسول r وصحابته الكرام اللذين تعلموا وأمروا أن يبلغوا العلم ،

والذي اصبح لكل واحد من هؤلاء الأصحاب دليلٌ ناطق على عِظم هذا المعلم المربي الأمي الأوحد بالخيرr ،

الذي منحه الله سبحانه وتعالى عالى العلم ، وأتم عليه النعمة ، وامتن عليه بقوله سبحانه:

(.. وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ..)النساء113
فكان r القدوة الحسنه ، فلم يكن فظاً غليظاً فينفضوا من حوله.. فأحبوا تلاميذه النظر إليه والجلوس بين يديه وإنفاق مالهم على دعوته وورثوا علمه..

فكانت النتيجة ، حيث أصبحوا بفضل الله من رعاة غنم إلى خالدون سادوا الحضارات في وقت قصير ، وأخرجوا العباد من عبادة العباد إلى..~
عبادة رب العباد ، وورثوا الإنسانية منهج صلاحها ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هانحن أيها الأحبة قد بدأنا في الأشهر الحرم المتصلة الثلاث والتي قال الله تعالى فيها
{إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ … }الآية.

فالأشهر الحرم هي أربعة: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم

وهذه الأشهر مما عظمها الله سبحانه في كتابه , فيجب علينا أولا أن نُعظم ما عظم الله , فإن تعظيمنا يُعد عبادة قلبية من أجلّ العبادات التي نسأل الله أن يتقبلها منا , فحين ندخل هذه الأشهر استشعري تحريمها وتعظيم الله لها ,

ثم إن الله سبحانه قال فيها : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}
قال قتادة في ذلك : إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة و وزراً فيما سواها و إن كان الظلم على كل حال عظيماً ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء ،

فتأملوا أيها الأحبة إلى قول الله تعالى :" فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ " وكيف ينهانا عن ظلم أنفسنا في هذه الأشهر خاصة ، لأنها آكد و أبلغ من غيرها ,

وأقسام الظلم ثلاثة أقسام :

• ظلم بين الإنسان وبين الله تعالى و أعظمه الشرك بالله .

• ظلم بينه وبين الناس.
• ظلم بينه و بين نفسه .
و كل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس ، فإن الإنسان أول ما يَهُمّ بالظلم فقد ظلم نفسه

:

وقال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ :"لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب؛ لأن الله سبحانه إذا عظّم شيئًا من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظّمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة، فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيِّء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح .

:

وقال الإمام الطبري ـ رحمه الله ـ في تفسيره: "فلا تعصوا الله فيها، ولا تحلُّوا ما حرّم الله عليكم، فتكسبوا أنفسكم ما لا قِبَل لها به من سخط الله وعقابه.

:

والظلم له شقان ..

1- ترك العمل الفاضل تفويت الزمن الصالح و ترك الحسنات،،

2-ارتكاب السيئات .أي بعمل المحرمات ."

:

<embed src="http://www.youtube.com/v/m4IIZxFjExM?version=3&hl=ar_EG&rel=0"" type="application/x-shockwave-flash"
>

وقد علمنا ذلك أحبتي .. احرصوا على تقوى الله في هذه الأشهر لأن السيئة فيها ليست كغيرها فالسيئات تعظم فيها
وكما أن السيئات تعظم فيها فالحسنات فيها تعظم ايضا
فاسألوا الله العون والتوفيق للعمل الصالح
وعليكم بالاتباع وترك الابتداع

ولا تتصوّروا أن جوارحكم تنفعكم في الأعمال دون أن يكون معها قلوبكم ..
لذلك .. فاسألوا الله أن يجمع عليكم قلوبكم وتكونوا ممن أحسن عملا
وهو وحده القادر على ذلك ..فاسألوه بصدق ..

قال ابن كثير رحمه الله:
“كما أن المعاصي في البلد الحرام تغلظ فكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام”.

لنعظم ما عظم الله ونتذكر قوله تعالى :
(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )

:

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لطاعته واجتناب معاصيه
و أن يرزقنا الاخلاص والقبول و يتجاوز عنا التقصير
ولا تنسوا أن تُذكروا غيركم وتُنبهوه لأن كثير من الناس يجهل ذلك ,
الحمدلله الذي علمنا مالم نكن نعلم ..

:
روابط للاستزادة :
وهي اسئلة أجاب عليها فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –

الاسئلة منقولة من مدونة الانتقاء من درر العلماء بارك الله فيها

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده