السلام عليكم أخواني وأخواتي نقف هنا وقفة تأمل نغوص
في أعماق الحكمة ونحلق في سماء الخيال
أتيتكم أحبتي بقصة من أروع ما قرأت في كتاب كليلة ودمنة
أرجو أن تستفيدوا منها وتستمتعوا بقرائتها….
أترككم معها …………………………
القرد والغيلم( سلحفاة)
الجزء الأول
قال الملك لبيدبا الفيلسوف:
اضرب لي مثل الرجل الذي يطلب الحاجة فإذا ظفر بها أضاعها
قال الفيلسوف:
إن طلب الحاجة أهون من الإحتفاظ بها ، ومن ظفر بالحاجة ثم لم يحسن القيام بها أصاب ما أصاب الغيلم.
قال الملك:
وكيف كان ذلك؟
قال بيدبا:
زعموا أن قردا كان ملك القرده يقال له ماهر وكان قد كبر وهرم، فوثب عليه قرد شاب
من بيت المملكة فتغلب عليه وأخذ مكانه فخرج هاربا على وجهه حتى انتهى إلى
الساحل فوجد شجرة من شجر التين فارتقى إليها وجعلها مقامه. فبينما هو ، ذات يوم،
يأكل من ذلك التين ، إذ سقطت من يده تينه في الماء فسمع لها صوتا وإيقاعا فجعل يأكل
ويرمي في الماء فأطربه ذلك فأكثر من تطريح التين في الماء . وثم غيلم ، كلما وقعت
تِينه أكلها . فلما كثر ذلك ظن أن القرد إنما يفعل ذلك لأجله فرغب في مصادقته وأنس
إليه وألف كل واحد منهما صاحبه.
وطالت غيبة الغيلم عن زوجته فجزعت عليه وشكت ذلك إلى جارة لها وقالت: قد خفت
أن يكون قد عرض له عارض سوء فاغتاله . فقالت لها: إن زوجك في الساحل قد ألف قردا
وألفه القرد فهو مؤاكله ومشاربه ، وهو الذي قاطعه عنك ولا يقدر أن يقيم عندك حتى
تحتالي لهلاك القرد قالت : وكيف أصنع ؟
قالت جارتها: إذا وصل إليك فتمارضي ، فإذا سألك عن حالك فقولي إن الأطباء قد وصفو
لي قلب قرد .
ثم أن الغيلم انطلق بعد مدة إلى منزله فوجد زوجته سيئة الحال مهمومة ، فقال لها :
مالي أراك هكذا ؟
فأجابته جارتها وقالت: إن زوجتك مريضة مسكينه ، وقد وصف لها الأطباء قلب قرد وليس
لها دواء سواه.
قال الغيلم: هذا أمر عسير ، من أين لنا قلب قرد ونحن في الماء ؟ وبقي متحيرا . ثم قال
في نفسه : مالي قدرة على ذلك إلا أن أغدر بخليلي وصاحبي و إثمه عندي شديد ،
وأشد من ذلك هلاك زوجتي ، لأن الزوجه الصالحة لا يعدلها
شيء ، لأنها عون على أمر الدنيا والأخرة
*
*
*
*
*
*
*
*
*
ابقوا معنا أحبتي
في يوم أخر
لنرى ما صنع الغيلم وكيف دبر أمره
ولي عودة
للأكمل القصة
لاتغيبو عنا
وترقبوني
تحياتي لكم