عالم المراهقات…..
الفتاة حينما ….
تهتم بشخص ما فإنها تدقق النظر اليه ، وتلاحظ كلامه ، وأفعاله ، واسلوبه ، وطريقته في علاج الأمور ، وتفاصيل لباسه ، ونظرات عينيه ، وتعابير وجهه ، وطريقة اكله وشربه ، وجلوسه واتكائه ، وذوقه في الأمور الأخرى من إدارة وكتابة وصناعة وأعمالا أخرى التى يطول المقام لسردها !!!
والفتى حينما …..
يهتم بفتاه فإنهه ينظر الى رجاحة عقلها ( لأنه رجل عملي أكثر ) ، ومستوى ثقافتها ، وأخلاقها وسمعتها وسمعة اهلها بلا شك ، وحسن تدبيرها للأمور ، وجوانب التوافق الإجتماعي والعادات والتقاليد ، وربما التفت الى نسبها ، ومالها !! ولكنه على استعداد ان يتنازل عن الثلاثة شروط الأخيرة إذا كانت جميلة فعلا وأخذت بتلابيب قلبه !!
وقد يترك كل تلك الشروط السابقة الذكر ويصرف عنه فكرة الزواج إذا لم تكن الفتاة جميلة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهذا ليس بقاعدة ينطلق منها كل الرجال بل إن المرأة كما نعرف انها تكون مرغوبة عند الرجل بسبب اربع خصال :
المال ، والجمال ، والنسب ، والدين .
اما الفتاة فهي تضع شرط الجمال في الرجل في الأخير من قائمة شروطها !وهذا الإختلاف بينهما هو سبب اللقاء بينهما ( سبحان الله ) لأنها تهتم بأمور مكملة لمملكتها وضامنة لحمايتها ووافرة بالحب والحنان .
وهذا الإهتمام من الفتاة قد يتطور الى اعجاب في المستقبل لأمور تحبها المرأة في الرجل ، فإن كان يحمل اغلب الصفات التي ارادت ، حاز على اعجابها ، وإلا فلا ، وقد يتطور هذا الإعجاب الى حب ! بسبب الميل العاطفي له! قد يلذ لها ان تتركه يتفلت من بين نياط قلبها ، طائعة ، قد يعود عليهابنسمات من الإسترخاء العاطفي اللذيذ تتقن الفتاة كتمانه في صدرها ولا تبوح به لأحد الا لمن تثق به فعلا .
كما انها لاتعترف به ابدا !!! وخاصة إذا شعر بها الرجل في الناحية الأخرى من ضفة النهروقرأ ذلك في عينيها أو نبرات صوتها أو غير ذلك !! وما ذلك الا بسبب غرورها الفطري الذي يجبرها الا تتنازل عن عرشها ذاك كي لا ترخص قيمتها عند الرجل الذي هي حقا تريد !
وهذا لعمري غرور الملكة ( كليو باترا ) المصرية الأصل والمنشأ ، والتي يحاول التاريخ ان يحرف تلك الحقيقة ، والتي قتلت فيما بعد بسببه وباسباب أخرى ايضا ، ولكنها لم تؤت إلا من خلال نقطة ضعفها الأساس ( حسب رايي الشخصي ) وهي عاطفة الأنوثة فيها التي لم تقو على تحد الرجال !!
والفتاة في سن المراهقة قد تمر بفترة قاهرة لعواطفها تجبرها على الإنسياق خلف ( بعض ) العادات والتقاليد ( المغلوطة ) ليدخل من يشاركها في تلك العواطف ويقسمها حسب مزاجه ويقنعها بأن الحب ليس شرطا في استمرارالحياة الزوجية ولا التوافق في بعض الأمور الأخرى ، وخاصة إذا توفرت في الرجل الجديد كل مقومات القدرة على انشاء بيت جديد !! وعندها تقتنع الفتاة بان الفرصة سانحة وقد لاتسنح حتى لغيرها .
وكي لا يفهمني الجميع على خلاف ما اريد ، أقول بأن فترة المراهقة للبنات يجب ان تكون محط إهتمام زائد من الوالدين لأنها مرحلة انفصال واستقلا لية سواء للفتاة أو الفتى ، كما انها من المراحل الرائعة فعلا وخاصة للأب العامل الذي يريد من ابنه ان يحمل عنه قدرا من المسؤولية أو الأم التي ترى ابنتها قد فتقت بتلات زهورها عن حبوب طلع جديد .
ولعلي اسوق هنا مثالا :
اجتمعت مرة مع مدرس في احد المدارس وكان يشغل منصب ( المشرف التربوي ) ، وكن نتحدث غالبا عن امور اجتماعية ومشاكلها وبعض وسائل علاجها وقد اورد لي تلك القصة فقال :
جائني أحد الآباء ذات يوم وهو مربد الوجه جاد القسمات ، فقال : اريدك في موضوع شخصي جدا .
يقول : فقلت له : تفضل واقفلت الباب خلفه .
قال الأب : لقد كنا في زيارة أحد الأقارب قبل يومين ، وبينما كنا جلوسا بعد العشاء نشرب الشاي ، انتبهت الى غياب ابنتي التي تبلغ 14 عاما من المجلس !! فقمت دون ان اشعر احدا وتجولت داخل البيت بسكون ، ودخلت اكثر الغرف التي توقعت ان اجدها فيه ، ولم اجدها !!!!
ثم قال : ثم وصلت الغرفة البنات ، وطرقت الباب للدخول ، وحينما حاولت الدخول كان هناك من يدفع الباب في الجهة الأخرى !! فشككت بالأمر ولكنني لم ادفع الباب بقوة ثم ناديت :
من بالداخل ؟؟؟؟
من بالداخل ؟؟؟؟
فجائني صوت ابن قريبتي الشاب 16 سنه من داخل الغرفة يقول :
لاأحد لاأحد .
يقول الأب فقلت : اين انت نحن نشرب الشاي بالأسفل هيا اخرج نحن ننتظرك .
فاجاب : طيب بعد قليل سآتي .
قال الأب : فزاد شكي اكثر وخاصة عندما خرج بعد دقائق معدودة وهو مرتبك شديد الإرتباك وغادر بخطى سريعة .
قال الأب : فدخلت الغرفة ، ولم أجد فيها أحدا !!
فقلت في نفسي : لابد ان في الأمر سر .
ثم أخذت ابحث في الغرفة ، وحينما فتحت خزانة الملابس وجدت ابنتي أمامي !!
يا الهي ابنتي امامي !!!!!!
يقول : وسقطت ابنتي علي وعلى رجلي وقد ارتعدت منها الفرائص وهي تقول: سامحني ابي ، سامحني ابي .
قال الأب وهو يتنهد : لقد تمنيت ساعتها امنيات لاأستطيع ان أقولها الآن وعلى بي الغضب وأخذ مني مأخذا عظيما ، ودفعتها عني بعيدا ثم اغلقت الغرفة علي وعليها .
ثم اكمل الأب القصة الى نهايتها ، التي مختصرها ، ان الولد معجب بالبنت من فترة وحاول في هذة الزيارة ان يقبلها فقط وهي تمنعت عليه ، الى ان انكشف امر الإثنين .
ثم قال الأب : وش اسوي وكيف اعالج هذي المشكلة ، الآن صرت اشك في بنتي وهذا شعور مخيف يا أستاذ !!!!
يقول ثم تباحثنا في الموضوع وسألته عن امور شخصية عائلية كثيرة استطعت من خلالها والحمد لله ان اعيد ثقته بابنته وكذلك قريبهم الشاب .
فقلت له حينها:
وماذا استفدت انت من تلك الحادثة تستطيع ان تفيدني منها مشكورا ؟
فقال جزاه الله خيرا :
في زيارتك القادمة لي في المدرسة سأخبرك لأن لدي الآن موعد .