التصنيفات
أمومة وطفولة

كيف تساعد ابنك المراهق على مواجهة ضغوط الرفاق -للامومة و الطفل

كيف تساعد ابنك المراهق على مواجهة ضغوط الرفاق

بقلم :د. صالح بن علي الغامـــدي٭

*الرفقة مطلب نفسي واجتماعي لا يستغني عنه الإنسان وخصوصاً في مرحلة المراهقة، وهي مصدر من مصادر المعرفة والتعاون والمساندة للمراهق، بها يرتبط المراهق ومعها يقضي معظم وقته وفيها يبث آماله وآلامه ومشاعره وأحاسيسه. إنها مصدر للتعاطف والفهم ومكان للاستطلاع والاستكشاف. وتشير الدراسات إلى أنه مع بداية التغيّرات التي تصحب مرحلة المراهقة فإن المراهق يقلل من ارتباطه بمجتمع الكبار ويتجه إلى الرفقة للحصول على الأمن والتأييد والأخذ بآرائهم وتوجيهاتهم ومحاكاة سلوكهم. وهذا قد يعود إلى وجود الاقتران والتشابه وأن الرفقة تغذي حاجات ملحة منها الحاجة إلى الهوية «الإجابة على سؤال : من أنا؟ » والحاجة إلى الانتماء والحاجة إلى الاستقلالية.

إن التحدي الكبير الذي يواجه الوالدين هو تعليم الطفل كيف يتعامل مع الأقران ويواجه ضغوطهم وهو الشيء الذي غالباً يؤثِّر على حياة كل مراهق. ولا شك أن للقرين تأثيراً على شخصية قرينه وأخلاقه وسلوكه، وقد ربط الحكماء معرفة المرء بمعرفة قرينه. وضغوط الأقران ربما تكون جزءاً طبيعياً من حياة المراهق، ولكن مع الوقت قد يكون لها تأثير خطير على المراهق.

ضغوط الأقران يمكن أن تؤثر على جوانب متعددة من حياة المراهق، بدءاً من قصة الشعر إلى اختيار الملابس إلى اختيار التخصص الدراسي. وفي بعض الأحيان قد يكون لضغوط الزملاء تأثير إيجابي مثل ممارسة رياضة معينة أو الحضور لحلق تحفيظ القرآن أو أداء الصلوات في المسجد أو الاشتراك في المراكز الصيفية وما شابه ذلك. ولكن ضغوط الرفقة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي مما قد يقود المراهق في بعض الأحيان إلى الانخراط في سلوك ضار وخطير.

ينبغي للأب أن ينتبه لأهمية الرفقة وخطرها على المراهق وأن يهيئ ابنه لها قبل وصوله لتلك المرحلة وذلك بتزويده بالمعلومات والخبرات التي تساعده على اختيار الرفقة الصالحة. وأخذ بعض الوقت في اليوم للتحدث والاستماع إلى ابنك سوف يشعره بأنه مفهوم ومقبول وهذا يعطيك فرصة لتعليمه بعض القيم. وحجم الوقت الذي تقضيه مع ابنك سوف يحدد مدى الاتصال المفتوح الذي يبقى خلال سنين المراهقة. وإذا أدرك الابن أن الدعم والتفهم موجود في العائلة فسوف يعتمد على والديه قبل أن يتجه إلى الأقران.

ومن الأمور المساعدة أيضاً اختيار المكان المناسب للسكن والمدرسة المناسبة، وربط الابن بأنشطة جادة وهادفة يمكن أن يختار أصدقاءه من بين من ينتمون إليها. وعندما يحاط الابن بمجموعة من الأصدقاء يحملون نفس الاهتمامات فسوف يستمر في تطوير تقدير إيجابي لذاته سوف يساعده في اتخاذ قرارات إيجابية عندما يواجه المواقف الصعبة. وعندما تتفق قيم الأصدقاء مع قيم الأسرة فإن التأثير السلبي للأقران سوف ينعدم ويجد المراهق الدعم الضروري الذي يساعده في الانتقال من حياة الطفولة إلى الرجولة.

وكثير من الآباء قد لا يدرك تأثير الرفقة وضغوطهم السلبية إلا عندما يرى ابنه قد سلك طريق الخطر. وبينما كثير من الآباء لا يريدون حرمان أبنائهم من الرفقة ويريدون تشجيع الرفقة الصالحة يأتي السؤال الصعب وهو ما الذي يمكن عمله إذا كان المراهق قد استسلم لضغوط الأقران السلبية؟ في كثير من الحالات يمكن القول إنه ما زال هناك فرصة لمساعدته على تكوين علاقات إيجابية صالحة ولكن تحتاج إلى جهد والتزام.

أحد أسباب خضوع المراهق واستسلامه لضغوط الأقران هو عدم الثقة بالنفس ونقص تأكيد الذات. بعض المراهقين قد يقع في مشكلات وانحرافات سلوكية لا لشيء إلا لأنه لا يستطيع أن يقول لا لرفاقه، لا يستطيع أن يقول لا عند الحاجة إليها وتنقصه المهارة في ذلك.

وفي هذه الحالة يمكن للأسرة مساعدة المراهق على بناء الثقة وتكوين مفهوم إيجابي للذات لتجنب ضغوط الأقران. كأب شجِّع ابنك على اتخاذ قرارات مستقلة قدر الإمكان وامتدحه وأثن عليه عندما تكون اختياراته وقراراته صائبة.

ومن الأمور التي تساعدك على مواجهة التأثيرات السلبية لضغوط الأقران مايلي :

كن مهتماً: لا تسأل فقط أسئلة من نحو متى وأين وكيف ومع من ولماذا؟!

فالمراهق يمقت المتابعة المباشرة والتوجيه المباشر، ولكن شجِّع ابنك وربِّه على أن يشاركك حياته واهتماماته ومعلوماته وأسراره. اقض معه بعض الوقت، أظهر اهتماماً حقيقياً ببعض الأشياء التي يهتم بها، تحدث إليه بما يميل إليه ويهتم به ولا يكون سؤالك فقط هو : كيف المدرسة؟! اصغ إليه واستمع منه وحاوره وناقشه بهدوء، فكثير من المراهقين لا يحتاج إلا إلى من يستمع إليه فإذا شعر بالأمن فسوف يشاركك همومه وأسراره. وتقبل واحترم تفكيره حتى ولو كنت تحمل وجهة نظر أو رأياً آخر، وتذكر أن ابنك قد يختلف عنك أو عن إخوته في قدراته وشخصيته. ربما تحتاج إلى وقت حتى تشعر أن الأمور تسير في نصابها الطبيعي، ولكن الإصرار هو مفتاح التغيير المطلوب.

ضع بعض القواعد والحدود في المنزل : الحاجة إلى الرفقة حاجة ملحة في مرحلة المراهقة، ومن الصعب، بل من الخطورة فرض العزلة على المراهق، ولكن وضع بعض الضوابط وتنظيم الوقت داخل الأسرة أمر يساعد على ضبط المراهق وخصوصاً إذا نشأ وتعوَّد على هذا الشيء. يجب أن يكون للأسرة أوقات محددة للخروج وللأكل وللسهر وللنوم. المراهق يجب أن يعرف متى يخرج ومتى يعود فكل هذه أمور جوهرية لنموه وسلامته. وأشرك ابنك في وضع بعض الضوابط في الأسرة وتحمل بعض المسؤوليات فإن هذا يساعده في تعلّم مهارات اتخاذ القرارات ويطور لديه إحساساً جيداً بالمسؤولية.

تعرَّف على أصدقاء ابنك وادعهم إلى بيتك واقض معهم بعض الوقت وتحدث إليهم وشجِّع العلاقات التي تعتقد أن لها تأثيراً إيجابياً على ابنك. وإذا كان ابنك يخفي بعض أصدقائه ولا يريدك أن تتعرَّف عليهم فحاول أن تعرف لماذا؟ عندما يتكتم الابن على أصدقائه فربما يخفي شيئاً يعلم أنك لا توافق عليه.

ساعد ابنك على أن يكون على وعي بالمواقف السلبية والمشكلات الخطيرة وكيف يواجهها ويتخذ قرارات مناسبة حيالها. وكيف يشكِّل صداقاته وما هي المعايير التي يتخذها في ذلك. وإحدى الطرق المساعدة للقيام بهذا هي أن تجعل ابنك يقيم صداقاته، اجعله يجاوب على بعض الأسئلة الأساسية حول ما إذا كانت علاقاته تتفق مع قيمه وتتسم بالانسجام والأمن وتحقق حاجاته، والإجابة على هذه الأسئلة تعتبر مؤشراً جيداً لنوعية الأقران المحيطين بابنك، ويمكن أن تساعد ابنك في تحديد ما هي العلاقات التي يحافظ عليها.

إذا اكتشفت أن ابنك يقضي وقته مع الأصدقاء في أنشطة غير مقبولة واجه ذلك مباشرة. ربما تحتاج إلى أن تحد من أو تقطع اتصاله بهم. وحاول أن توجد طرقاً لشغل وقت ابنك بأشياء أخرى مما يحد من فرصة الاتصال بالقرين الذي يقلقك.

كأب تذكر دائماً أن الرفقة مهمة لابنك المراهق، وهدفك هو إيجاد بيئة داعمة وآمنة للمرور بهذه المرحلة بسلام.

(٭ قسم علم النفس، كلية العلوم الاجتماعية ، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
من قـــــــــــــــــول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
أمومة وطفولة

أفيدوني الأمومة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي الفاضلات احتاج مساعدتكم وآرائكم في مشكلة(التبول المتعمد) وأثناء النهار لطفل عمره 5سنين ؛ وما عنده أي مشكلة في الحمام أعزكم الله لكن في الآونة الأخيرة صار يستعبط ويعملها في أي مكان في البيت ….
أرجوكم اللي مرت بحالة مشابهة أو عندها رأي تفيدني بسرعة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
أمومة وطفولة

شق الشفة الولادي,الشفة الارنبية,شق الحنك الولادي,شق اللهاة,تشوهلت الشفة الولادي

شق الشفة الولادي او الشفة الارنبية cleft lip

هو تشوه ولادى يصيب الشفة العليا للطفل لاسباب عديدة. وبالسابق كان يطلق عليه بالشفة الارنبية اي تشبه شفة الارنب , ويكون الشق على اشكال متعددة وقد يصاحبه شق في اللهاة او الحنك او تشوهات في الوجه والانف او يكون منفردا. ويشمل كل او احد مكونات الشفة
مكونات الشفة او الشق
1-عضلات الشفة
2- الجلد
3-الغشاء المخاطي الداخلي mucus mem.

4-الغشاء المخاطي الاحمر الجاف red mucusa الخارجي للشفة
5-عظام الفك-pri maxilla

انواع شق الشفة الولادي
1- احادي الشق وهو عبارة شق منفرد في الشفة العليا في احد جانبي قوس الحب (وهو يمثل وسط الشفة العليا-cubid bow) او في الوسط.
2- ثنائي الشق وهو عبارة عن شقيين في للشفة العليا متناظرين متتساويين في الطول او غير ذالك.
3- شق الشفة الاحادي الكامل حيث يشمل الشق قاعدة الانف ايضا.
4- شق الشفة الاحادي الناقص حيث لا يشمل الشق قاعدة الانف .
5- شق الشفة الثنائي الكامل او الناقص كما في الاحادي .

تصل نسبة الإصابة بتشوهات الشفة الأرنبية سواء ارتبط ذلك بـالإصابة أيضا بتشوهات الحنك أو عدمها إلى ما يقارب واحد لكل750 ولادة حية، وعند مقارنة المعرضين للإصابة بهذه التشوهات بين الذكور والأناث، نجد أن إصابة الذكور بتشوهات الشفة سواء كان ذلك مرتبطا بالإصابة بتشوهات الحنك أو عدمها تصل إلى الضعف بالنسبة للإناث.أما بالنسبة لتشوهات الحنك، فإننا نجد أن إصابة الأناث بتشوهات الحنك فقط تصل أيضا إلى الضعف بالنسبة للذكور ولكن دون أن يرتبط ذلك بالإصابة بتشوهات الشفة.

اذا فان تعريف التشوه الذي يصيب الشفة

الشفة الأرنبية clet lip : عبارة انفصال في الشفة العلوية يظهر كفتحات أو فجوات على السطح الخارجي للشفة ذاتها. يمتد غالبا هذا الانفصال ليصل إلى اللثة العلوية أو إلى ما وراء الأنف شاملا معه عظام الفك العلوي.

شق الحنك cleft palate: هو عبارة عن انشقاق في سقف الفم. قد يصيب هذا الانشقاق كلا من الحنك الصلب hard palate(وهو الجزء الأمامي العظمي من سقف الفم)، أو الحنك الرخو soft palate

اسباب هذا التشوه ماهي ؟

مازالت أسباب الإصابة بتشوهات الشفة والحنك في معظم حالاتها مجهولة حتى الآن. كما أنه لا يمكن التدخل بأية طريقة طبية لمنع الإصابة بها أثناء مراحل الحمل.

1-وراثية: يعتقد معظم العلماء أن أسباب الإصابة تعود إلى مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية. لذلك فإن احتمالات الإصابة بهذه التشوهات تكون أكبر عند حديثي الولادة في العائلات التي قد أصيب فيها أحد أفرادها من قبل
2-ادوية :بتناول الأم خلال فترة الحمل بعض أنواع الأدوية التي قد يكون لها بعض الآثار الجانبية على الجنين. من بين هذه الأدوية أدوية الصرع، بعض أدوية القلب، أدوية علاج حب الشباب والتي تحتوي علىAccutane، أو الكورتيزونات cortisones

3- امراض مختلفة: قد تحدث الإصابة نتيجة لتعرض الأم خلال مراحل نمو الجنين داخل رحمها لفيروسات.مثلا كل الحصبة الالمانية والانفلونزا وغيرها من الامراض.

4- نقص في التغذية : للحامل لكثير من العناصر الغذائية المهمة مثل الفيتامينات والعناصر والاملاح الضرورية.
مثلا الفولك اسد folic acid
من الفيتامينات الضرورية لبناء والتحام الشفة في الاسابيع الاولى للطفل وهو داخل رحم الام.

المشاكل الصحية التي ترافق الاصابة بتشوهات الشفة والحنك

التهابات االاذن الوسطى والسمع:نتيجة لقرب قناة أستاكي
الموصلة بين الحلق والأذن من العيب الخلقي وفشل العضلات المحيطة به فإن العديد من هؤلاء الأطفال يتكرر عندهم إ لالتهابات الأذن الوسطى مما قد يسبب ضعف في السمع.


ولأنهم أكثر عرضة من غيرهم لتراكم المواد الغذائية السائلة في الأذن الوسطى. من الممكن أن تؤدي التهابات الأذن الحادة إلى فقدان حاسة السمع إذا تركت دون علاج. ولمنع تطور الحالة إلى الأسوء يتم وضع صمامات معينة في الأذن الوسطى للطفل المصاب لمساعدته على صرف المواد السائلة،

الرضاعة: نتيجة لوجود ذلك الشق أو الإنفصال في الشفة او الحنك ، فإن الأطعمة والسوائل تنتقل من خلف الفم إلى الأنف. ولحسن الحظ، تتوفر زجاجات الرضاعة المصممة لمساعدة الطفل المصاب بإنزال المواد السائلة من الفم إلى المعدة مباشرة. قد يحتاج الأطفال المصابون بتشوه الحنك إلى استخدام حنك صناعي لمساعدتهم في تناول الطعام

النطق: قد يواجه الأطفال المصابون بتشوهات الشفة والحنك أيضا بعض المتاعب في القدرة على الكلام بالشكل الصحيح. حيث إن مخارج حروفهم تكون أنفية وصعوبة في فهم ما يقولونه. فإن هذه المشكلة لا يعاني منها جميع الأطفال المصابين بتشوهات الشفة أو الحنك، وأن التدخل الجراحي يساهم في حل المشكلة جذريا عند بعض المصابين.والافضل استشارة اختصاصي النطق

مشاكل نفسية : ان تشوه الشفة قد يؤدي الى صدمة نفسية للابوين وكذالك للطفل عند دخوله الروضة او المدرسة وذالك لكثرة التعليق من قبل الزملاء .بعض الحالات تحتاج لاستشارة طبيب نفسي للاطفال.
وكذالك التشويهات المصابة للحالة مثل تشوهات الانف التي تنعكس سلبا على المريض تحتاج لاختصاصي تجميل متمرس لازالة هذه التشوهات اثناء العملية الاولى او لاحقا وحسب مقدار التشوه.

مشاكل تصيب الاسنان: مثل تسوس الاسنان او اعوجاج الاسنان وخاصة في التشوهات الكبيرة التي تصيب الفك. وتحتاج لاختصاصي طب وتقويم الاسنان.

العلاج

ان علاج التشوهات الولادية للشفة والحنك تحتاج لاختصاصات متعددة من الاطباء للحصول على النتيجة المثلى في العلاج ولتقليل من مضاعفاتها.
1-اختصاصي جراحة التجميل ويقوم باجراء العمليات اللازمة وعلى مراحل وحسب شدة الحالة وتبداء هذه العمليات بالنسبة للشفة من الاسبوع العاشر الى سن 18-20 سنة وحسب شدة التشوه
2- اختصاصي تقويم الاسنان
3-اختصاصي انف واذن وحنجرة
4-اختصاصي جراحة الوجه والفكين
5-اختصاصي نطق
6-اختصاصي تغذية
7-اختصاصي نفسي للاولاد
8-طبيب اطفال اختصاصي
ويتم متابعة المريض بصورة مستمرة وحسب شدة التشوه.

الدكتور كمال حسين صالح
اختصاصي جراحة التجميل والتكميل
مستشفى العمادي-الدوحة-قطر

al emadi hospital-qatar-doha
dr. kamal Hussein saleh
specialist plastic and reconstructive surgeon
www.kamalsaleh.sptechs.com

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
أمومة وطفولة

مشروعي مع طفلي ♥♥طفلتي والقمر ♥♥ الموضوع الاول الأمومة

الإسم:  طفلي ومايحب 1.png  المشاهدات: 4441  الحجم:  77.0 كيلوبايت

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
أمومة وطفولة

أوراق عمل!!! الأمومة

السلام عليكم
الرجاء من الأخوات ارسال صور كأوراق عمل للروضة فيها تلوين أو أرقام أو حروف
يعني أشياء يمكنني طباعتها يشتغل عليها ابني في البيت أو ضعوا رابط الله يوفقكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
أمومة وطفولة

الحوار وقاية من العنف أدخاو وشوفو كيف ؟؟ -للامومة و الطفل

لا تنسوني الدعاء أرجوكم وياريت تقرأو الحوار لحد النهاية والصبر أمامكم لانه موضوع طويل شوية ولكنه رائع اتنمني اعرف رايكم وتعليقكم عليه حيث انه منقول من موقع خاص بعلم النفس ومايخص المجتمع؟؟؟

الحوار وقاية من العنف :

الكاتب : د.محمد المهدي
التاريخ : 27/11/2017

هناك علاقة تبادلية بين الحوار والعنف، بمعنى أنه كلما كان الحوار نشطاً وإيجابياً وصحياً كلما قلت نزعات العنف، وكلما انسدت قنوات الحوار أو ضاقت أو تقلصت كلما ازدادت نزعات العنف. ولكي تتضح هذه العلاقة فسنستعرض بإيجاز بعض التعريفات والآليات والمحددات للعنف والوسائل الوقائية منه ثم نتبع ذلك باستعراض بعض مفاهيم وأنماط الحوار في حالاته السلبية والايجابية، وذلك سعيا لتحقيق أكبر قدر ممكن من الحوار الصحي النشط الذي يثرى الوجود البشرى ويجنبه الآثار السلبية لنزعات العنف.

لغويا :-
عنف (العُنْف) بالضم ضد الرفق .تقول منه : عَنُفَ عليه بالضم (عُنْفاً) ،و(عَنُفَ) به أيضاً و (التعنيف) التعيير واللوم (الرازي 666هـ)، ويتضح من التعريف اللغوي أن العنف لم يقتصر على الإيذاء الجسدي بل هو شامل للإيذاء الجسدي واللفظي على حد سواء، واصطلاحيا : العنف هو أي سلوك موجه بهدف إيذاء شخص أو أشخاص آخرين لا يرغبون في ذلك ويحاولون تفاديه (Kaplan and sadock , 1994).


إشكاليات التعريف :على الرغم من تعدد تعريفات العنف في الثقافات المختلفة إلا أنه يبقى هناك تساؤلات كثيرة حول وصف سلوك معين بأنه عنفاً ، لأن ذلك غالباً ما يرتبط بالسياق الذي تم فيه هذا السلوك ، فالعنف الذي يمارس من أجل سلب الآخرين حقوقهم أو قهرهم لقبول وضع معين يختلف تماماً عن العنف الذي يكون الدافع إليه دفع باطل أو إحقاق حق أو دفاع عن النفس أو العرض أو الوطن أو العقيدة …الخ، وهناك بعض التعريفات التي تقصر العنف على الإيذاء الجسدي دون اللفظي ، وأغلب التعريفات لا تبرز العنف السلبي كالصمت والعناد والمكايدة .

آليات العنف :
للعنف آليات كثيرة ومتشابكة تتضافر مع بعضها لتؤدي إلى انطلاق نزعات العنف .. ورغم تعدد وتشابك الأسباب إلا أن كثيرين من علماء النفس يرون أن الإحباط هو أهم عامل منفرد يؤدى إلى العنف ويفسرون العلاقة بين العنف والإحباط كالتالي :
إحباط ———- تغيرات فسيولوجية ونفسية ————— زيادة الاستجابة لمثيرات العنف ———-سلوك عنيف(Kaplan and sadock1989)، ويرى فريق آخر أن العنف يحدث إذا اختل التوازن بين البواعث نحوه وبين السيطرة الداخلية للشخص على تلك البواعث (Kaplan and sadock, 1994)، ويتضح ذلك في المعادلة التالية :


نظريات العنف : (Theories of aggression)

(1) العنف سلوك غريزي :
" كان فرويد يعتقد – في كتاباته المبكرة -أن سلوك الإنسان ينشأ بشكل مباشر أو غير مباشر مما أسماه غريزة الحياة (Eros)، وأسمى طاقة هذه الغريزة "الليبيدو" (Libido)، وقال بأنها موجهة نحو تدعيم الحياة ونمائها. وأن العنف من هذا المنظور ينشأ من إحباط أو سد منافذ هذه الطاقة . ولكن بعد الأحداث المأساوية التي عاصرها في الحرب العالمية الأولى ، كتب عن وجود غريزة أخرى هائلة هي غريزة الموت (Thanatos)، وتنطلق هذه الغريزة وتتوجه نحو التدمير وإنهاء الحياة . وذهب فرويد إلى أن سلوك الإنسان يتحدد بالتفاعل بين هاتين الغريزتين.
" أما لورنز (Lorenz, 1966) فيرى أن العنف ينشأ مما أسماه "غريزة العراك" (Fight instinct) والتي يشترك فيها الإنسان مع باقي الكائنات، وأن العنف في الإنسان طبقا لهذا المفهوم شيئا لا يمكن تفاديه فهو سلوك حتمي.
(2) العنف كسلوك مكتسب :
ويرى أصحاب هذا الرأي وخاصة ألبرت باندورا (Bandura,1973) أن العنف يعتبر سلوكاً مكتسباً في الوسط الاجتماعي من خلال :-
أ- اكتساب استجابات العنف خلال التجارب الحياتية السابقة (مثل اعتداء الآخرين عليه ومحاولة الدفاع عن نفسه).
ب- التدعيم الذي يلقاه الشخص حين يمارس العنف (كأن يصبح مهابا بين الناس أو يصبح فتوة الحارة أو يصبح بطلا في نظرهم).
ج- وجود ظروف اجتماعية وبيئية خاصة تستثير العنف بشكل مباشر.
(3) العنف نتيجة عطب عصبي تشريحي في المخ :
وأصحاب هذا الرأي يقولون بأن هناك ارتباط قوي بين سلوك العنف وإصابات الرأس، ويرون أن نسبة كبيرة ممن يقومون بالسلوك العنيف قد تعرضوا في فترة من فترات حياتهم للاعتداء عليهم مما أدى إلى إصابات متفاوتة لخلايا المخ.

محددات العنف : (Aggression Determinants)

المحددات الاجتماعية : –
(1) الإحباط : ويعتبر هو أهم عامل منفرد في استثارة العنف لدى الإنسان وليس معنى هذا أن كل إحباط يؤدي إلى العنف ، أو أن كل عنف هو نتيجة إحباط (Dollard et al,1939) ولكي يؤدي الإحباط إلى العنف فلابد أن يتوفر عاملان أساسيان :
أولهما : أن الإحباط يجب أن يكون شديدا ، وثانيهما : أن الشخص يستقبل هذا الإحباط على إنه ظلم واقع عليه ولا يستحقه ، أو أنه غير شرعي .
(2) الاستثارة المباشرة من الآخرين :- وربما تكون هذه الاستثارة بسيطة في البداية كلفظ جارح أو مهين ولكن يمكن أن تتضاعف الاستثارات المتبادلة لتصل بالشخص إلى أقصى درجات العنف.
(3) التعرض لنماذج عنف : وهذا يحدث حين يشاهد الشخص نماذج للعنف في التليفزيون أو السينما ، فإن ذلك يجعله أكثر ميلا للعنف من خلال آليات ثلاثة هي (Kaplan & Sadock,1985) :
أ- التعلم بالملاحظة : (Observational Learning) :
حيث يتعلم الشخص من مشاهد العنف التي يراها طرقاً جديدة لإيذاء الآخرين لم يكن يعرفها من قبل .
ب- الانفلات (Disinhibition) : بمعنى أن الضوابط والموانع التي تعتبر حاجزا بين الإنسان والعنف تضعف تدريجيا كلما تعرض لمشاهد عنف يمارسها الآخرون أمامه على الشاشة .
ج- تقليل الحساسية (Desensitization) : حيث تقل حساسية الشخص للآثار المؤلمة للعنف وللمعاناة التي يعانيها ضحية هذا العنف كلما تكررت عليه مشاهد العنف، فيصبح بذلك أكثر إقداما على العنف دون الإحساس بالألم أو تأنيب الضمير .
" المحددات البيئية (Enviromental Determinants) مثل تلوث الهواء والضجيج والازدحام … إلخ
" المحددات الموقفية (Situational Determinants) :
1- الاستشارة الفسيولوجية العالية : مثال لذلك المنافسة الشديدة في المسابقات، أو التدريبات الرياضية العنيفة، أو التعرض لأفلام تحوي مشاهد مثيرة.
2- الاستثارة الجنسية : فقد وجد أن التعرض للاستثارة الجنسية العالية (كأن يرى الشخص فيلماً مليئا بالمشاهد الجنسية) يهيئ الشخص لاستجابات العنف .
3- الألم : فحين يتعرض الإنسان للألم الجسدي يكون أكثر ميلا للعنف نحو أي شخص أمامه.
" المحددات العضوية : (Organic Determinants)
1- الهرمونات والعقاقير : تعزو بعض الدراسات العنف إلى ارتفاع نسبة هرمون الأندورجين (الهرمون الذكري) في الدم ، وإن كانت هذه الدراسات غير مؤكدة حتى الآن.
ويؤدي استعمال العقاقير كالكحول والباربتيورات والأفيونات إلى زيادة الاندفاع نحو العنف.
2- الناقلات العصبية : بشكل عام ترتبط زيادة الدوبامين ونقص السيروتونين بالعنف، في حين أن زيادة السيروتونين والـ GABA تؤدي إلى التقليل من السلوك العنيف.
3- الصبغيات الوراثية : أكدت دراسات التوائم زيادة نسبة السلوكيات العنيفة في توأم أحادي البويضة إذا كان التوأم الآخر متسما بالعنف . وأكدت دراسات وراثية أخرى زيادة العنف في الأشخاص ذوي الذكاء المنخفض ، وفي أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية وهناك احتمال لم يتأكد بشكل قاطع أن الأشخاص ذوي التركيب الكروموسومي XYY يميلون لأن يكونوا أكثر ميلا للعنف .

* العنف العائلي :

1- تصور الرجل عن المرأة والعكس
2- الإحباط عموماً والإحباط في العلاقات الزوجية بوجه خاص
3- إزاحة العنف :
أ- من الخارج إلى الداخل : حيثما يوجد الاستبداد السياسي والعنف الدولي أو الاجتماعي يوجد الاستبداد والعنف داخل الأسرة وخاصة من الرجل نحو المرأة
ب- من الداخل إلى الداخل : إزاحة العنف المتجه أساساً نحو الزوج أو الزوجة إلى الأولاد

* العلاقة بين الاستبداد السياسي والعنف العائلي :
كتب قاسم أمين في كتابه "المرأة الجديدة" عام 1900 يقول : "يوجد تلازم بين الحالة السياسية والحالة العائلية في كل بلد. ففي كل مكان حط الرجل من منزلة المرأة وعاملها معاملة الرقيق حط نفسه وأفقدها وجدان الحرية . وبالعكس في البلاد التي تتمتع فيها النساء بحريتهن الشخصية يتمتع الرجال بحريتهم السياسية، فالحالتان مرتبطتان ارتباطاً كلياً. وإن لسائل أن يسأل : أي الحالتين أثرت في الأخرى ؟ نقول : إنهما متفاعلتان، وأن لكل منهما تأثيراً في مقابلتها، وبعبارة أخرى : إن شكل الحكومة يؤثر في الآداب المنزلية والآداب المنزلية تؤثر في الهيئة الاجتماعية، ففي البلاد الشرقية تجد أن المرأة في رق الرجل، والرجل في رق الحاكم، فهو ظالم في بيته مظلوم إذا خرج منه"

الوقاية والعلاج :-
1) توجيه العناية نحو الفئات الهشة (الأكثر قابلية لاستثارة العنف) للتعرف على مثيرات العنف لديها ومحاولة خفض هذه المثيرات.
2) دراسة حالات العنف دراسة علمية مستفيضة لاستكشاف الجوانب العضوية والنفسية والاجتماعية التي تحتاج إلى علاج.
3) الحوار الصحي الإيجابي لإعطاء الفرصة لكل الفئات للتعبير عن نفسها بشكل منظم وآمن يقلل من فرص اللجوء إلى العنف.
4) التدريب على المهارات الاجتماعية، حيث وجد أن الأشخاص ذوي الميول نحو العنف لديهم مشكلات كثيرة في التواصل والتفاعل الاجتماعي مما يضعهم في كثير من الأحيان في مواجهات حادة وخطرة مع من يتعاملون معهم، وهذا يستثير العنف لديهم . لذلك فإن برنامجاً للتدريب على المهارات الاجتماعية كمهارة التواصل ومهارة تحمل الإحباط وغيرها . يمكن أن يؤدي إلى خفض الميول العدوانية لدى هؤلاء الأشخاص .
5) العقاب : أحياناً يؤدي العقاب المناسب (خاصة إذا كان قريباً من الفعل العنيف زمنيا) إلى تقليل حدة وتكرار السلوكيات العنيفة من خلال الارتباط الشرطي بين العنف والعقاب. ولكن إذا كانت هناك فترة زمنية طويلة بين الفعل العنيف وبين توقيع العقوبة، أو كان العقاب غير متناسب مع الفعل العنيف فإن العقاب ربما يؤدي إلى نتيجة عكسية فيزيد من احتمالات زيادة العنف، وهذا ملاحظ في الحالات التي تتعرض للإيذاء الجسدي والنفسي العنيف حيث يصبحون أكثر ميلاً نحو العنف، بل ويزداد عنفهم خطورة.
6) الاستجابات المغايرة : وهذه الطريقة تقوم على مواجهة السلوك العنيف بسلوك مغاير تماما يؤدي إلى إيقاف العنف والتقليل من معاودته. وكمثال على ذلك إذا وجد الشخص ذوي الميول العنيفة أن الشخص المقابل يعامله بحب وتعاطف وشفقة فإن ذلك يقلل من اندفاعاته العنيفة، وهذا مصداق للآية "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" ومثال آخر : أن تقابل الميول العنيفة بالدعابة من الطرف الآخر، وقد وجد فعلا بالتجربة أن الدعابة والطرافة في المواقف الحادة تقلل من احتمالات العنف . ووجد أيضاً أن إيقاظ الإحساس بالذنب أو الانغماس في نشاط ذهني معرفي، أو التعرض لبعض المثيرات المحببة للشخص ، كل هذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض نزعات العنف.
7) العلاج الدوائي : وهذا العلاج يصبح ذو أهمية خاصة في الحالات المرضية كالاضطرابات العضوية أو النفسية وحتى في غير هذه الحالات وجد أن لبعض الأدوية مثل الليثيوم وأدوية الصرع والمهدئات الجسيمة أثراً على نزعات العنف.

الدور الوقائي والعلاجي للحوار :
اتضح مما سبق أن الحوار يمكن أن يلعب دوراً حيوياً وهاماً في خفض مثيرات العنف والإقلال من احتمالات لجوء الأشخاص إلى العنف كوسيلة للتعبير عن أنفسهم أو كطريقة لحل مشكلاتهم أو التخلص من إحباطاتهم ورغم أننا على كل المستويات وفي كل المناسبات (تقريباً) نتحدث عن أهمية الحوار ليس فقط كوقاية من العنف وعلاج له وإنما لتحسين نوعية وجودنا الفردي والاجتماعي والإنساني ، رغم كل هذا ، فإن لدينا مشكلات عميقة وعديدة تتعلق بهذه الناحية ، إما بسبب انسداد قنوات الحوار (كلها أو بعضها) ، أو بسبب شيوع أنماط غير صحيحة للحوار بيننا . وكلا السببين يؤديان إلى تعطيل عملية التواصل الصحيحة مع ما يتبع ذلك من مشكلات في العلاقات يكون العنف أحد إفرازاتها. لذلك سنحاول في هذه الدراسة أن نستعرض بإيجاز بعض المفاهيم الخاصة بالحوار واستعراض بعض أنماطه السائدة في حياتنا.

التعريف اللغوي للحوار : الحوار من (المحاورة) بمعنى المجاوبة، و(التحاور) التجاوب (الرازي 666هـ) .
التعريف الاصطلاحي للحوار : هو تفاعل لفظي أو غير لفظي بين اثنين أو أكثر من البشر بهدف التواصل الإنساني وتبادل الأفكار والخبرات وتكاملها.
وهو نشاط حياتي يومي نمارسه في المنزل والشارع والعمل والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام … إلخ. وعلى أساس الحوار ينبني السلوك وتتشكل العلاقات .
وهناك بعض المفاهيم المتصلة بشكل إيجابي أو سلبي بالحوار نذكر منها على سبيل المثال : الاختلاف والخلاف ، والجدل ، والشقاق ، وفيما يلي تعريفات موجزة لهذه المفاهيم :-
أ- الاختلاف والخلاف : وذلك أن ينهج كل شخص طريقا مغايرا للآخر في حاله أو في قوله وعلى هذا يمكن القول بأن الخلاف والاختلاف يراد به مطلق المغايرة في القول أو الرأي أو الحالة أو الهيئة أو الموقف . والخلاف أعم من "الضد" لأن كل ضدين مختلفان وليس كل مختلفين ضدين ( العلواني 1991 )
ب- الجدل: إذا اشتد احتداد أحد المخالفين أو كليهما بما هو عليه من قول أو رأي أو مواقف ، وحاول الدفاع عنه ، وإقناع الآخرين به ، أو حملهم عليه سميت تلك المحاولة بالجدل . فالجدل في اللغة "المفاوضة على سبيل المنازعة والغلبة" ، مأخوذ من "جدلت الحبل" إذا فتلته وأحكمت فتله، فإن كل واحد من المتجادلين يحاول أن يفتل صاحبه ويجدله بقوة وإحكام على رأيه الذي يراه (يراجع مفتاح السعادة 2/599 طبعة دار الكتب الحديثة بمصر، والتعريفات للجرجاني 66 طبعة الحلبي ) .
ج- الشقاق: فإذا اشتدت خصومة المتجادلين، وآثر كل منهما الغلبة بدل الحرص على ظهور الحق ووضوح الصواب، وتعذر أن يقوم بينهما تفاهم أو اتفاق سميت تلك الحالة بـ (الشقاق) وأصله: أن يكون كل واحد في شق من الأرض، فكأنما أرضاً واحدة لا تتسع لهما معاً ( يراجع مفتاح السعادة 2/599 طبعة دار الكتب الحديثة بمصر، والتعريفات للجرجاني 66 طبعة الحلبي)

أهداف الحوار : وللحوار أهداف ، تتحقق كلما كان الحوار صحياً ، نذكر منها :
1- محاولة فهم الآخرين .
2- إقناع الآخرين بوجهة نظر معينة .
3- الوصول إلى صيغة من التفاهم والتعايش والتكامل .
4- الارتقاء بالوجود البشري عن طريق تبادل وتكامل وتراكم الخبرات .

مرجعية الحوار :
كلما كانت هناك مرجعية قوية ومشتركة كلما كان الحوار أكثر إيجابية وتكاملاً، وعلى العكس كلما ضعفت هذه المرجعية أو تشتتت أو تعارضت كلما تعطلت مسارات الحوار أو ضاقت وأصبح الحوار أقرب إلى الضجيج . ولذلك ففي فترات التحول الاجتماعي – خاصة المفاجئة أو السريعة – نجد أن الحوار يصبح أكثر صخباً وتشابكاً وتشتتاً نظراً لاختلاف المرجعيات المعرفية للفئات المختلفة اختلافاً شديداً يجعلها لا تملك الحد الأدنى للاتفاق على أي شيء، وتضيع منها كل الثوابت ويصبح كل شيء قابلاً للطعن والتشكيك والتسفيه .

مستويات الحوار :

1- الحوار الداخلي (مع النفس) : وفى حالة كون هذا الحوار صحياً فإنه يتم بين مستويات النفس المختلفة في تناغم وتصالح دون إلغاء أو وصم أو إنكار أو تشويه . أما إذا فشل ذلك الحوار النفسي الداخلي فإن الاضطرابات الناتجة ربما تدفع بموجات العنف المتراكمة إلى الخارج أو إلى الداخل فتكون مدمرة للآخرين أو للنفس ذاتها .

2- الحوار الأفقي (مع الناس) : وهو ينقسم إلى قسمين :
أ- حوار بين أفراد المجتمع الواحد الذين يشتركون في المعتقدات والقيم والمفاهيم . وهذا الحوار يقوم على مبدأ "نصف رأيك عند أخيك" ، ومبدأ " التعاون في الاتفاق والأعذار في الاختلاف ".
ب- حوار بين المجتمعات المتباينة في المعتقدات والقيم والمفاهيم ، وهذا الحوار يجري وفق مبدأ التعايش بهدف تنمية عوامل الخير ، والاشتراك (رغم الاختلاف) في أعمار الكون .

3- الحوار الرأسي (مع الله) :- وتختلف طبيعة هذا الحوار عن المستويين السابقين حيث يتوجه الإنسان نحو ربه بالدعاء والاستغفار وطلب العون ويتلقى منه سبحانه إجابة الدعاء والمغفرة والمساعدة . وهذا لمستوى إذا كان نشطاً وإيجابياً فإنه يحدث حالة من التوازن والتناسق في المستويين السابقين (أي في حوار الإنسان مع نفسه وحواره مع الآخرين) .

قبول الخلاف كسنة كونية أساس لنجاح الحوار :-
إن الاختلاف في وجهات النظر وتقدير الأشياء والحكم عليها، أمر فطري طبيعي وله علاقة بالفروق الفردية إلى حد كبير، إذ يستحيل بناء الحياة، وقيام شبكة العلاقات الاجتماعية بين الناس ذوي القدرات المتساوية والنمطية المتطابقة، إذ لا مجال -عندئذ- للتفاعل والاكتساب والعطاء ! ذلك أنه من طبيعة الأعمال الذهنية والعملية اقتضاء مهارات وقدرات متفاوتة ومتباينة، وكأن حكمة الله تعالى اقتضت أن بين الناس بفروقهم الفردية – سواء أكانت خلقية أم مكتسبة – وبين الأعمال في الحياة قواعد والتقاء ، وكل ميسر لما خلق له، وعلى ذلك فالناس مختلفون (العلواني 1991).

مع من يكون الحوار :
الحوار واجب طول الوقت كلما التقى اثنين أو أكثر من البشر . ونحن نخطئ كثيراً حين نظن أن الحوار يكون فقط بين طبقة المثقفين أو الصفوة، والأحرى أن يكون الحوار شاملاً لكل مستويات المجتمع وأن يبقى نشطاً ومستمراً، وتولى عناية خاصة للمجوعات الأكثر قابلية لظهور العنف (أو ما يسمى بالمجموعات الهشة) ونذكر منها :
1- فئات السن من 15-25 سنة ، حيث تسبب التغيرات العضوية والنفسية والمصاحبة للمراهقة حالة من عدم التوازن ربما تؤدي إلى العنف عند التعرض لمثيراته . وقد وجد أن المراهق حين تستثار دوافع العنف لديه فإنه يوجه هذا العنف نحو أي شخص أو أشخاص دون تمييز ، وهذا يختلف عن عنف الأشخاص الأكبر سناً والذين يوجهونه غالباً نحو أشخاص لهم بهم علاقة – عادة أحد أفراد الأسرة
2- ( Kaplan and sadock,1994 ) .
3- الأماكن المزدحمة والأحياء الفقيرة (المناطق العشوائية كمثال).
4- الأقليات داخل المجتمع والتي ربما تشعر أنها واقعة تحت ضغط أو حصار من الأغلبية. وكلمة الأقليات هنا لا تقتصر على الأقليات الدينية أو العرقية ، بل الأفضل أن تشمل أي مجموعة ذات فكر أو عقيدة معينة تختلف عن غالبية الناس.
5- الأشخاص الذين سبق تورطهم في أعمال عنف (في السجون والإصلاحيات). وغير صحيح ما يدعيه البعض ويروج له من أنه لا حوار مع من يخرج على القانون، بل على العكس إن هذه الفئة في حاجة ماسة إلى الحوار قبل وأثناء وبعد تنفيذ العقوبة القانونية عليها . والحوار هنا لا يلغي المسئولية القانونية للشخص عن أفعاله، وإنما يحاول علاج ما حدث والوقاية من عنف محتمل.
6- مدمني الخمر والمخدرات : فقد ثبت أن 50% ممن قاموا بحوادث قتل أو اعتداء تعاطوا الخمر قبل القيام بهذه الأفعال بوقت قليل (Kaplan and Sadock,1994) وهذه الفئة لها مشاكل كثيرة في العلاقات مع الآخرين، ولقد كان لكاتب هذه السطور تجربة ثرية في التعامل العلاجي مع عدد كبير من المدمنين لعدة سنوات وقد رأى أن الحوار الإيجابي الصحي في المجتمع العلاجي كان له أثر كبير في تحسين سلوكيات هؤلاء الناس رغم تاريخهم الطويل في تعاطي الخمر والمخدرات وفي ارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها.
7- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية خاصة أولئك الذي يعانون من الشعور بالغضب، أو لديهم ميول عدوانية، أو لديهم اضطراب في التحكم أو عطب عضوي بالمخ، أو سبق لهم إشعال النار بالممتلكات أو التبول في الفراش أو القسوة على الحيوانات .
8- الأشخاص الذين تكرر منهم التهديد باستخدام العنف .
9- من لديهم ميول عدوانية نحو رموز السلطة في المجتمع .
10- الأشخاص الذين فقدوا أحد الأبوين أو كليهما في سن مبكر .
11- المتهورون في قيادة السيارات .
12- الفئات التي تشعر بأنها ضحية في المجتمع .
13- الأفراد الذين ينتابهم الشعور بالعجز واليأس .
14- العاطلين عن العمل .
15- الأفراد الذي تعرضوا للإيذاء النفسي أو الجسدي أو كليهما معاً في السجون أو معسكرات الاعتقال .

ألوان من الحوار السلبي (المهدي 1992) : –
1) الحوار العدمي التعجيزي : وفيه لا يرى أحد طرفي الحوار أو كليهما إلا السلبيات والأخطاء والعقبات وهكذا ينتهي الحوار إلى أنه "لا فائدة" ويترك هذا النوع من الحوار قدرا كبيرا من الإحباط لدى أحد الطرفين أو كليهما حيث يسد الطريق أمام كل محاولة للنهوض .
2) حوار المناورة (الكر والفر) : ينشغل الطرفان (أو أحدهما) بالتفوق اللفظي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة وهو نوع من إثبات الذات بشكل سطحي .
3) الحوار المزدوج : وهنا يعطي ظاهر الكلام معنى غير ما يعطيه باطنه وذلك لكثرة ما يحتوي من التورية والألفاظ المبهمة .. وهو يهدف إلى إرباك الطرف الآخر .. ودلالاته أنه نوع من العدوان الخبيث.
4) الحوار السلطوي ( اسمع واستجب ) : نجد هذا النوع من الحوار سائدا على كثير من المستويات، فهناك الأب المتسلط والأم المتسلطة ، والمدرس المتسلط ، والمسئول المتسلط … إلخ . وهو نوع شديد من العدوان حيث يلغي أحد الأطراف كيان الطرف الآخر ويعتبره أدنى من أن يحاور ، بل عليه فقط السماع للأوامر الفوقية والاستجابة دون مناقشة أو تضجر . وهذا النوع من الحوار فضلا عن أنه إلغاء لكيان ( وحرية ) طرف لحساب طرف آخر ، فهو يلغي ويحبط القدرات الإبداعية للطرف المقهور فيؤثر سلبا على الطرفين وعلى المجتمع بأكمله .
5) الحوار السطحي (لا تقترب من الأعماق فتغرق) : حين يصبح التحاور حول الأمور الجوهرية محظورا أو محاطا بالمخاطر، يلجأ أحد الطرفين أوكلاهما إلى تسطيح الحوار طلبا للسلامة أو كنوع من الهروب من الرؤية الأعمق بما تحمله من دواعي القلق النفسي أو الاجتماعي .
6) حوار الطريق المسدود (لا داعي للحوار فلن نتفق) : يعلن الطرفان (أو أحدهما) منذ البداية تمسكهما (أو تمسكه) بثوابت متضادة تغلق الطريق منذ البداية أمام الحوار وهو نوع من التعصب والتطرف الفكري وانحسار مجال الرؤية.
7) الحوار الإلغائي أو التسفيهي (كل ما عداي خطأ) : يصر أحد طرفي الحوار على ألا يرى شيئا غير رأيه وهو لا يكتفي بهذا بل يتنكر لأي رؤية أخرى ويسفهها ويلغيها . وهذا النوع يجمع كل سيئات الحوار السلطوي وحوار الطريق المسدود .
8) حوار البرج العاجي : ويقع فيه بعض المثقفين حين تدور مناقشاتهم حول قضايا فلسفية أو شبه فلسفية مقطوعة الصلة بواقع الحياة اليومي وواقع مجتمعاتهم . وغالبا ما يكون ذلك الحوار نوعا من الحذلقة وإبراز التميز على العامة دون محاولة إيجابية لإصلاح الواقع .
9) الحوار الموافق دائماً (معك على طول الخط) : وفيه يلغي أحد الأطراف حقه في التحاور لحساب الطرف الآخر إما استخفافاً (خذه على قدر عقله)، أو خوفاً، أو تبعية حقيقية طلباً للراحة وإلقاء المسئولية كاملة على الآخر .
10) الحوار المعاكس دائماً (عكسك دائماً) حين يتجه أحد طرفي الحوار يمينا يحاول الطرف الآخر الاتجاه يسارا والعكس بالعكس وهو رغبة في إثبات الذات بالتميز والاختلاف ولو كان ذلك على حساب جوهر الحقيقة .
11) حوار العدوان السلبي (صمت العناد والتجاهل) : يلجأ أحد الأطراف إلى الصمت السلبي عنادا وتجاهلا ورغبة في مكايدة الطرف الآخر بشكل سلبي دون التعرض لخطر المواجهة .

خصائص الحوار الإيجابي (المهدي 1992) :
وبما أن الحوار عملية تبادلية بين طرفين أو أكثر، وهو يتم من خلال عمليتين أساسيتين هما الإرسال والاستقبال إذن فلنحاول الآن أن نرى كيف يمكن أن يتم الحوار بشكل فعال من خلال تحسين كفاءة الاستقبال (السماع) والإرسال (التحدث) :-
1) الاستقبال (أدب الاستماع) :
إن أهم شروط الحوار الناجح مع الآخرين حسن الاستماع والفهم لما يصدر عنهم ، وهذا الاستماع الجيد يعطى فائدة مزدوجة للطرفين فبالنسبة للمتحدث يشعر بارتياح واطمئنان حيث يجد أن الطرف الأخر يحسن الإصغاء له ويعى ما يقوله ، وهذا يعطى فرصة لدوام الحوار والتواصل بشكل جيد وسلس . وبالنسبة للمستمع فإن إنصاته وفهمه الجيد لما يقوله المتحدث يعطيه قدراً من المعلومات وإلماماً بالموضوع يسمح له بالرد المناسب والحوار المناسب . ولكن : ما هي الشروط الواجب توافرها لكي نحقق الاستماع الجيد ؟ ….. والإجابة هي :
" إقبال المستمع بوجه طلق هادئ نحو المتحدث .. مع إعطاء إيماءات المتابعة والفهم من وقت لآخر حتى يتأكد المتحدث أن المستمع معه دائماً .
" عدم إظهار علامات الرفض أو الاستياء بشكل يقطع على المتحدث فرصة الاسترسال إلا إذا كان قطع الاسترسال مطلوباً لذاته .
" عدم إعطاء ردود فعل سريعة ومباشرة قبل أن ينتهي المتحدث من كلامه .
" عدم ملاحقة كلام المتحدث بكلام من المتلقي بشكل سريع ، بل الأفضل السكوت للحظة للاستيعاب وإعادة النظر فى كلام المتحدث ثم ترتيب الأفكار قبل التعليق .
" الفهم الجيد لمحتوى الحديث مع محاولة إعادة ترتيبه إذا أمكن .
" الإدراك الجيد للمشاعر التي يبديها المتحدث أثناء حديثه ، فهذا الإدراك يعطى بعداً هاماً للحديث من خلال التعرف على الانفعالات المصاحبة للموضوع .
" قراءة لغة جسم المتحدث كإشارات يديه وإيماءات رأسه وحركات جسمه .
" أن يحاول المستمع ضبط انفعالاته تجاه ما يسمع ، وأن يتذكر دائماً أن كل شيء قابل لمناقشة والتحاور والأخذ والرد ، وأن الانفعالات الحادة تقطع طريق التواصل الجيد وتعتبر إحدى علامات عدم نضج الشخصية .
" أن لا يعتبر المستمع نفسه في موقف القاضي الذي يستمع فقط ليقيم محدثه ثم يحكم له أو عليه .

2) الإرسال (أدب التحدث) :
حين يتحدث شخص أمام الناس بهدف توصيل رسالة أو مفهوم معين فعليه أن يضع في الاعتبار الأشياء التالية :
* شكل المتحدث ومظهره :
1- يستحب أن يكون المتحدث حسن الشكل، حسن المظهر، مهندم الثياب في بساطة، وأن يخلو مظهره ولباسه من الأشياء الصارخة والملفتة للنظر حتى لا يشتت انتباه المستمع.
2- يجب أن يقبل المتحدث بوجهه نحو المستمع (أو المستمعين) .
3- ويتأكد المتحدث قبل وأثناء وبعد الحديث أن أعضاء جسمه في حالة استرخاء وفى وضع مريح ، فلا يأخذ أوضاعاً تؤدى إلى التوتر العصبي أو العضلي، أو تثير دهشة أو سخرية المستمع .
4- يحرص المتحدث على عدم المبالغة في إظهار الانفعال إلا لضرورة (كأن يثير حماساً معيناً في موقف يستدعى الحماس)، وأن لا يبالغ في حركات يديه أو جسمه أثناء التحدث .
5- التوسط في سرعة السرد فلا يكون بالبطيء الممل ولا بالسريع المخل
مضمون الحديث :
إن لمضمون الحديث أثراً هاماً وعليه يتوقف مسار الحوار والمناقشة ، فإذا كان مضمون الحديث ومحتواه جذاباً ومريحاً للمستمع استمر الحوار البناء وآتى التواصل ثمرته ، أما إذا كان محتواه غير ذلك فإن الحوار يصبح دفاعياً أو هجومياً وتكون نتيجته سلبية على الطرفين .

وقد تابع أحد علماء النفس (Gibb,1966) عدداً كبيراً من المناقشات في عدد من المجالات المختلفة خرج منها بتصنيف مزدوج للمناقشة الدفاعية وكيف يمكن أن تكون مناقشة حيوية حوارية (بن مانع، عن كتاب الانكفاء على الذات)، وسوف نورد هذا التصنيف هنا باختصار :

1- التقييم مقابل الوصف :
فكلما زاد التقييم من قبل الشخص المتحدث سواء كان مباشراً أو غير مباشر، أو كان كلامياً أم من خلال لغة الجسد من نبرات صوت أو حركات، كلما زاد الموقف الدفاعي لدى المستمع، وبالرغم من أن المستمع قد لا يقابل التقييم بسلوك دفاعي إلا أن هذا يتم في حالات قليلة بينما الغالبية تقابل التقييم بسلوك دفاعي، وإذا أردنا تجنب هذه الحالة فما على المتحدث إلا أن يتبع وصف الحالة المناقشة دون إشعار الآخرين بأنه يحاول تغيير وجهات نظرهم أو تقييم سلوكهم، عند ذلك يقابل هذا الحديث بارتياح وعدم تحفظ أو هجوم .

2التحكم مقابل الاختيار :
عندما يحاول المتحدث فرض وجهة نظره بطريقة الإقناع القوى بمختلف الطرق المباشرة وغير المباشرة، يزرع في المستمع مقاومة هذا التوجه ورفضه، لأن المستمع يستنتج من سلوك المتحدث هذا أنه ينظر إليه على أنه غير كفء لاتخاذ القرار المناسب بنفسه ومن ثم يأخذ موقفاً دفاعياً يجعل المناقشة تراوح مكانها . غير أن المتحدث عندما يعطى الانطباع في حديثة أنه يرغب التعاون مع المتحدث إليه يفهم من هذا أن المتحدث يقدر قدرته على البحث عن حل والرغبة في التعاون وبالتالي فإن المستمع يشترك بطريقة تلقائية تعاونية في المناقشة ويسهم إسهاماً كبيراً في البحث عن حل بطريقة تنم عن المرونة وعدم الدفاعية، ومن ثم الحرية في مناقشة الموضوع .

3- استخدام الإستراتيجيات مقابل التلقائية :-
فعندما يقوم المتحدث باستخدام استراتيجيات مثل الغموض في الكلام، أو الدوافع المتعددة، أو يتكلم بتلقائية غير طبيعية فإن ذلك قد يعبر عن سذاجة وعدم مصداقية أو إمكانية خداع، وهنا نجد المستمع يتخذ موقفاً دفاعياً، ذلك أن الناس لا يريدون أن يكونوا ضحاياً للغموض والدوافع الذاتية . لكن المستمع عندما يدرك أن المتحدث يتكلم بتلقائية طبيعية وهى تلك التي تعنى الاستقامة والأمانة والاستجابة حسب طبيعة الأحوال المحيطة ، فإنه يبادل المتحدث بنفس الطريقة، وهنا تنساب المعلومات المتبادلة ويتم فتح ميدان خصب لتنمية المهارات المختلفة.

4- عدم الاكتراث مقابل التعاطف :
عندما يكون المتحدث غير مكترث بالموضوع قيد النقاش ويظهر البرود حياله، يفقد النقاش الحيوية والاهتمام ، ويجعل المستمع غير متحمس ، ويصبح مستمعاً سلبياً ومتحدثاً دفاعياً أو هجومياً . ولكن عندما يكون المتحدث متحمساً ومتعاطفاً مع الموضوع فإن ذلك يجعل المستمع جاداً في استماعه وحديثه، يتحدث بتلقائية ويدلى بمعلومات ذات علاقة كبيرة بالموضوع المناقش ويزداد إثراء النقاش وحيويته .

5- التعالي مقابل التساوي :
عندما يجعل المتحدث الآخرين يحسون أنه متفوق في شيء ما سواء في المكانة أو المال … الخ ، فإن ذلك يعني بداية المواقف الدفاعية لدى الآخرين وبداية التفكير في آثار ومضامين الحديث على المستمع وبالتالي نسيان الموضوع المناقش برمته . لكن المتحدث عندما يفصل للمستمع آثار المشكلة دون أي اعتبار لما ذكر أعلاه ، وأن حل المشكلة عمل جماعي مشترك تحكمه الثقة والاحترام المتبادل ، فإن أي فارق بين الأشخاص بعد ذلك غير ذي أهمية ، وعند ذلك تصبح المناقشة غنية متدفقة بين أطراف النقاش .

6- التصلب مقابل المرونة :
إن التصلب في رأي أثناء مناقشة موضوع أو مشكلة ما يعتبر في حد ذاته عائقاً في سبيل النقاش أو حتى يؤدي إلى توقفه . فقد يكون هناك أشخاص يظهرون أنهم ليسوا في حاجة إلى زيادة معلومات عن المشكلة بينما الواقع غير ذلك ، وهذا مظهر من مظاهر التصلب يحول دون مباشرة الموضوع . إن مثل هذا العمل يجعل الآخرين يقومون بأنماط من السلوك الدفاعي ، وهذا يجعل النقاش في أضعف مستوى له . لكن عدم التصلب ، أي المرونة في التنازل عن الرأي عند اللزوم وتقبل آراء الآخرين، وفي الوقت الذي لا يعني الأخذ بهذه الآراء ، أمر ضروري في سبيل الوصول إلى آراء متفق عليها . ولعل أهم دليل على المرونة وعدم التصلب هو البحث عن حل للمشكلة وتقبل أي أطروحات للحل ووضعها موضع النقاش والتحليل والدراسة .

نماذج من التراث للحوار الإيجابي :
(1) عن أنس بن مالك t عنه قال : (بينما نحن في المسجد مع رسول الله e إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله e: مه مه، قال : قال رسول الله e لا تورموه (لا تقطعوا بوله) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله دعاه فقال له : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول أو القذر إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن ، أو كما قال رسول الله e ، قال : فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من الماء فشنه عليه) (أخرجه البخاري في كتاب الوضوء 1/56 وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة 1/163)

الأعرابي (ساكن البادية) جاء إلى المسجد فقام يبول فيه إما جهلاً بحرمته، أو اتباعاً لنمط حياته البدوية، أو تحدياً لمشاعر المسمين الذين يعظمون المساجد خاصة إذا كان المسجد النبوي .وأياً كانت دوافع الأعرابي لهذا الفعل ، فإن ذلك قد أثار مشاعر الاستياء والرفض والغضب لدى الجالسين في المسجد فعبر الصحابة – رضوان الله عليهم – عن مشاعرهم مباشرة بزجر الرجل عن فعله المنتهك لحرمة المسجد وللآداب العامة . ولا شك أن رسول الله e أنكر هذا السلوك من الأعرابي ولكنه استطاع أن يملك نفسه وأن يتصرف مع الأعرابي بطريقة علاجية تروض غلظته وتلين قلبه وتمحو جهله ، فأمر صحابته بالكف عنه وألا يقطعوا عليه بولته ، فهو الطبيب العارف بأثر قطع بولة الأعرابي على حالته النفسية ، فإن قطع البول يسبب توتراً شديداً كان كفيلاً – لو حدث – بأن يفجر غلظة الأعرابي وعدوانيته ، وفي ذات الوقت يجعله غير مهيأ لتلقي الرسالة التعليمية والعلاجية التي بثها له الرسول من خلال تحاوره معه بعد ذلك . لذلك كان لابد وأن يسمح له باستكمال بولته حتى يصبح مهيئاً للتلقي ، وليتعلم الصحابة في ذات الوقت كيف يتحكمون في غضبهم الثائر على الرجل .

وها هو الأعرابي قد فرغ من بوله … فماذا بعد ؟ … هل يترك إلى حال سبيله تحاشياً لجهله وبداوته ورفضاً لانتهاكه لكثير من الحرمات والآداب ؟ … هل يعنف ليكون ذلك درساً قاسياً يردعه ويردع أمثاله عن هذا الفعل المشين ؟ … هل ينسى الأمر برمته وكأن شيئاً لم يقع ؟ …

إن كل هذه الاستجابات لا تؤدي وظيفة إيجابية لا للأعرابي المنتهك للحرمة ولا للصحابة كاظمي الغيظ فماذا كانت استجابة الرسول المعلم e ؟ …. دعاه رسول الله e وشرح له وظيفة المساجد ، وأن ما حدث منه لا يتفق مع هذه الوظيفة ، وكان هذا هو الجزء المعرفي في العلاج .. فهل كان كافياً وحده ؟ …. لا …. لأنه حتى وإن كان كافياً للأعرابي (وهو ليس كذلك) ، فماذا عن قلوب الصحابة التي تضطرم بالغضب من فعلة الأعرابي ؟ .. لذلك أمر رسول الله e رجلاً من الصحابة فصب الماء على موضع البول تطهيراً له وتنظيفاً لأثره ، وكان هذا هو الشق الثاني من العلاج وهو علاج بالفعل والسلوك . فبالنسبة للأعرابي فقد رأى بعينية قبح فعلته بما استدعى صب دلو من الماء الطاهر على بوله ليمحو أثره من المكان المقدس ، ورأى بعينيه قبل وبعد وأثناء ذلك حلم الرسول المعلم تجاه فعله . وبالنسبة للصحابة فقد أطفأ ماء الدلو غضبهم وهو يسيل فوق النجاسة فيمحها ، وتعلموا أن الأمر على فداحته ميسور العلاج . وهكذا يكون الحوار الإيجابي في السياق الصحي مثمراً ونافعاً .

(2) حين دخل الشاب على رسول الله e وقد تأججت شهوة الزنا في قلبه حتى لم يعد قادراً على إخمادها ، وهو في ذات الوقت يعرف (بعقله) حرمة الزنا ، لذلك أصبح في صراع يريد أن يجد له حلاً ، فلجأ إلى طبيب النفوس محمد e يطلب منه أن يأذن له في الزنا ، وحين سمع الحاضرون الشاب يطلب ذلك من الرسول e صراحة ، هالهم ذلك وأفزعهم ، فزجروه وقالوا مه مه . ولكن الرسول e كان قد غاص في نفس هذا الشاب ورأى حجم المشكلة وعرف أن الزجر لن يجدي ، بل ربما دفع الشاب إلى الخروج من دائرة الإسلام تحت ضغط الشهوة ، وعرف أيضاً أن تذكير الشاب (المتوقد شهوة) بالحكم الشرعي ليس هو الحل ، لأن من الواضح أن الشاب يعرف حرمة الزنا بدليل أنه جاء يستأذن الرسول e فيه ، ولا يُستأذن إلا في شيء محظور ، لذلك قال له الرسول e : (أدنه ، فدنى منه قريباً . قال : أتحبه لأمك؟ …. قال لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال : أتحبه لابنتك ؟ .. قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال: أفتحبه لعمتك؟ … قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال : أفتحبه لخالتك ؟ … قال : لا والله جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يتلفت إلى شيء" (أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي أمامة رضي الله عنه)وبتحليل هذا الموقف نرى أن أول شيء فعله الرسول e هو أن طلب من الشاب أن يدنو منه ليقترب من نفسه حساً ومعنى وليزيل أثر الزجر والرفض الذي واجهه به الحاضرون ، فدنى الشاب منه قريباً ، وهنا بدأ الحوار العلاجي ، فسأله إن كان يحب أن يزني أحد بأمه أو بابنته أو بأخته أو بعمته أو بخالته ، فكان الشاب يجيب في كل مرة بالنفي ويتبع النفي بكلمة : جعلني الله فداءك ، فيعقب الرسول e بقوله ولا الناس يحبونه، ويتضح من ذلك أن الحوار كان يدور بشكل هادئ ومريح بدليل قرب الشاب من الرسول ودعاءه للرسول بعد كل رد "جعلني الله فداءك" وإنصاته للرسول e حتى النهاية .

ويتضح أن الرسول e كان يحاول من خلال الحوار إحداث صوراً ذهنية لدى الشاب تجعله يكره هو نفسه هذا الفعل من خلال تكرار تلك الصور الذهنية التي تصور احتمال أن يزني أحد بأمه (وهي أصله) أو ابنته (وهي فرعه) أو عمته (أخت أبيه) أو خالته (أخت أمه) .

ولم يكتف الرسول e بالحوار اللفظي المجرد وإنما دعم ذلك بالجانب الروحي في لمسة حانية حيث وضع يده على صدر الشاب (محل الشهوة الثائرة) ودعا له بالمغفرة أولاً لما حدث منه (أو يحتمل أن يكون قد حدث) من زلات تحت تأثير هذه العلة في قلبه فقال "اللهم اغفر له ذنبه" ، ثم اتبع ذلك بدعاء آخر "وطهر قلبه" أي من هذه الشهوة التي استحكمت فيه ، "وحصن فرجه" الذي كان الوسيلة لتنفيذ هذا الفعل . وهكذا يكون الحوار (وهو أداة معرفية أساساً) جزءاً في الإطار الوجداني والروحي .

(3) حين اتخذ المسلمون مكانهم للقاء المشركين في غزوة بدر ، وكانت آبار المياه أمامهم ، نهض الحباب بن المنذر t وسأل رسول الله e : أهو منزل أنزلكه الله ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ .. فأجاب رسول الله e : بل هو الرأي والرحب والمكيدة . فقال الحباب : يا رسول الله ما هذا بمنزل .. وأشاء على رسول الله e بالوقوف بحيث تكون آبار المياه خلف المسلمين فلا يستطيع المشركون الوصول إليها .. وفعلاً أخذ الرسول e بهذا الرأي الصائب وكان ذلك أحد عوامل النصر في المعركة .

وإذا حاولنا تحليل هذا الموقف نجد أن الحباب بن المنذر t كان جندياً إيجابياً على الرغم من أنه واحد من عامة المسلمين ، وكان أمامه كثير من الأعذار لكي يسكت أو يعطل تفكيره ، فهو مجرد جندي تحت لواء رسول الله e الذي يتلقى الوحي من السماء ، وهناك كبار الصحابة أصحاب الرأي والمشورة .. ولكن كل هذه الأسباب لم تمنعه من إعمال فكره والجهر برأيه الصائب … ولم يجد الرسول e … وهو القائد الأعلى للجيش – أي غضاضة في الاستماع لرأي أحد الجنود والأخذ به .

(4) وقد ناظر ابن عباس الخوارج وحاورهم في أدب واستمع لهم وتحدث إليهم فرجع منهم ألفان إلى الحق وبقي ستة آلاف (أعلام الموقعين 1/214-215) ،مع أن هؤلاء قوم أشهروا سيوفهم للقتال واستحلوا دماء مخالفيهم ، ولكنهم مع ذلك حين جودلوا بالحق استجاب كثير منهم ، وحينما ذكروا بالقرآن تذكروا ، وحينما دعوا إلى الحوار استجابوا بقلوب مفتوحة (العلواني 1991)

الخلاصة
1- للعنف أسباب كثيرة بعضها غريزي وبعضها مكتسب .
2- يعتبر الإحباط من أهم العوامل المثيرة للعنف .
3- على الرغم من معرفتنا بأهمية الحوار في التقليل من نزعات العنف إلا أنه مازالت تسود في حياتنا أنواع كثيرة من الحوار السلبي الذي يؤدي إلى تراكم نزعات العنف ومن ثم انفجارها في أي وقت . لذلك يجب الانتباه إلى المشكلات التي تعوق انسياب مسارات الحوار على كل المستويات وتعلم مهارات الحوار الجيد والتواصل الصحي .
المراجع العربية
– القرآن الكريم .
– ابن حنبل ، أحمد ، المسند .
– البخاري . كتاب الوضوء 1/56 طبعة الشعب .
– الرازي ، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر (ت:666هـ) مختار الصحاح ، دار الجيل ، بيروت ، لبنان.
– العلواني ، طه جابر (1991) . أدب الاختلاف في الإسلام ، الطبعة الثالثة ، نشر وتوزيع الدار العالمية للكتاب الإسلامي ، الرياض .
– أمين ، قاسم ( 1900 ) . المرأة الجديدة ، إصدار مكتبة الأسرة ، وزارة الثقافة ، القاهره .
– المهدي ، محمد (1992) . الصحوة الإسلامية : الدوافع والعوائق (دراسة نفسية) دار الوفاء ، المنصورة.
– بن مانع ، سعيد ( ) ، الانكفاء على الذات .
– مسلم . كتاب الطهارة 1/163 طبعة الشعب .

المراجع الأجنبية
– Bandura, A (1973). Aggression , a social learning analysis , Prentic- Hall, Englewood Cliffs, N J.
– Dollard J, Miller N, Nowrer O, Sears R (1939) . Frustration and aggression . Yale University press, New Haven, Conn .
– Kaplan H, Sadock B (1985) . Comprehensive textbook of psychiatry, ed. 4, williams and Wilkins, Baltimor .
– Kaplan H Sadock B (1989) . Comprehensive textbook of psychiatrym fifth ed., vol. One, Williams and Wilkins Baltimor .
– Kaplan H, Sadock B (1994). Synopsis of psychiatry, seventh ed., Williams and Wilkins, Middle East edition, Egypt .
– Lorenz K (1996) . On aggression . Bantam, New York .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
أمومة وطفولة

احكى لطفلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -عالم الأمومة

أولى بركات الرسول صلى الله عليه وسلم

و مع علمها أنه يتيم , و لكن حليمة تعلق قلبها بالرضيع فأخذته و رجت من الله أن يكون فيه بركة , فقالت لزوجها : سآخذ محمد بن عبد الله ، عسى أن يكون فيه بركة لنا . فقال زوجها : نعم يا حليمة , خذيه , فوالله إنى لأرجو أن يرزقنا الله به رزقا حلالا , و بركه من عنده .
و أخذت حليمة الرسول صلى الله عليه وسلم و سعدت به سعادة بالغة , و ما إن وضعته على صدرها , حتى إمتلأ ثديها باللبن , فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يرضع منها حتى شبع , ثم أخذت و لدها فأرضعته . فكان ذلك أول بركات الرسول صلى الله عليه وسلم , و نظرت حليمة إلى زوجها , و نظر إليها , و هما يحمدان الله تعالى , فقد تحقق ما كانا يتوقعان , فهذه أول بركات الرسول صلى الله عليه وسلم .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
أمومة وطفولة

مشروعي مع طفلي"الزرافة" الأمومة و الطفل


السلام عليكم أخواتي

الزرافة

الإسم:  8OPtCp12120918.jpg  المشاهدات: 742  الحجم:  34.1 كيلوبايت
سبب حب إبنتي للزرافة وجود تطريزة الزرافة على منشفة الحمام الخاصة بها والتي تستعملها منذ ولادتها ولما بدأت تستوعب دائماً تسمع مني نعيما زرافتي


طبعا نعلم أن للزرافة رقبة طويلة ولا توجد إلا في إفريقيا
الزرافة هي أطول على الأرض تتجاوز غالبا ال5 أمتار وتعيش مدة 20 – 25 عاما
أرجلها الأمامية أطول من الخلفية حتى تصل للأشجار العالية

الإسم:  yABf2H12120919.jpg  المشاهدات: 1270  الحجم:  138.4 كيلوبايت

تتغذى على أشجار الأكاسيا الضخمة


تأكل أوراقها وثمارها بلسانها الطويل


تنتقل من المشي إلى القفز وتصل سرعتها إلى 50 كم في الساعة

الزرافة تنام واقفة وتهرب لأقل خطر


بسبب طول أرجلها لا تجلس على الأرض إلا إذا كانت تشعر بالأمان

الإسم:  yYc4rN12120919.jpg  المشاهدات: 537  الحجم:  62.9 كيلوبايت
تأخذ وقتها في شرب الماء مع إبعاد أرجلها عن بعضهم البعض
الإسم:  3kppVN12120935.jpg  المشاهدات: 719  الحجم:  110.3 كيلوبايت



تلد الزرافة بعد حمل يدوم 14- 15 شهر

تلد وهي واقفة ويسقط صغيرها أثناء الولادة على مسافة مترين (تأثرت إبنتي لهذه المعلومة وزعلت عليه طبعا شرحتلها أنه لن يتأثر)



لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
أمومة وطفولة

إذا عاش الطفل .. !! الأمومة و الطفل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الطفل يتعلم الكثير من واقع الحياة ..

إذا عاش الطفل في جو من التشجيع يتعلم الثقة بالنفس
إذا عاش الطفل في جو من التحمل يتعلم الصبر
إذا عاش الطفل في جو من المديح يتعلم التقدير
إذا عاش الطفل في جو من الرضى يتعلم المحبة
إذا عاش الطفل في جو من التقدير يتعلم الرضى عن النفس

إذا عاش الطفل في جو من المشاركة يتعلم الكرم
إذا عاش الطفل في جو من النزاهة يتعلم الصدق
إذا عاش الطفل في جو من الانصاف يتعلم العدل
إذا عاش الطفل في جو من الطيبة ومراعاة مشاعر الأخرين يتعلم الاحترام

إذا عاش الطفل في جو من الأمان يتعلم الاستقرار
إذا عاش الطفل في جو من الانتقام يتعلم الادانة
إذا عاش الطفل في جو من العداوة يتعلم العنف
إذا عاش الطفل في جو من الخوف يتعلم القلق

إذا عاش الطفل في جو من الشفقة يتعلم الأنطواء
إذا عاش الطفل في جو من السخرية يتعلم الخجل
إذا عاش الطفل في جو من الغيرة يتعلم الحسد
إذا عاش الطفل في جو من العار يتعلم الشعور بالذنب

إذاً هل تحتاج الأسرة أن تعتبر تلك الأمور محور تربيتها !!
هل تحتاج إلى مراجعتها بين كل فترة والثانية لترى أثرها !!

أعتقد أن ذلك هو واجب الأسرة تجاه طفلها، لينشأ فرداً سليماً واعياً بمحيطه الاجتماعي ..

~* وصلتني بالبريد (بعد التعديل) *~

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
أمومة وطفولة

ها أنا قد أتيت لكم بموضوع هام جدا لكبار والصغار؟؟ العناد؟؟؟

ها انا قد اتيت لكم بموضوع هاام جدا للكبار والصغار ؟؟العناد؟؟؟ أرجو قرءاة هذا الموضوع فسوف يفيد الجميع خاصة الاطفال والمراهقين ؟؟؟
انه منقول عن موقع خاص بعلماء النفس اتمني ان يفيدكم واسمع اراءكم اذا كنتم تريون المزيد في اي موضوعات تتعلق بعلم النفس والدين اي شيء تريونه ستجدوني تحت امركم ولاتنسوني في الدعاء؟؟؟؟
منقول عن الدكتور محمد المهدي استاذ علم النفس في المنصورة بمصر

اضطراب العناد الشارد Oppositional defiant disorder:
طفل في العاشرة من عمره أحضرته أمه للعيادة وهي تشكو منه بمرارة لأنه كثير الجدال في كل شيء لا يترك كلمة إلا ويعلق عليها بشكل عكسي، وهو مستفز بشكل دائم، ولديه رغبة في مخالفة كل النصائح والتعليمات التي يتلقاها من الأب أو الأم فمثلاً حين ينزلون إلى الشارع ويمشون على الرصيف يصمم هو أن يمشي في نهر الطريق ويصبح معرضاً لأن تضربه السيارات المسرعة ومع هذا لا يستجيب لاستغاثات أبويه فهو دائماً في حالة تحدي وخروج عن الطاعة وعن الخط العام للأسرة. أما في المدرسة فقد اشتكى منه كل المدرسون فهو يصر أن يجلس على كرسيه في وضع معكوس بحيث يعطي ظهره للمدرس، ويرفض الإجابة على الأسئلة رغم أنه شديد الذكاء ويرفض عمل الواجبات المدرسية. وهو فوق ذلك كثير اللوم لمن حوله ويحملهم مسئولية مشاكله ويصفهم بأوصاف رديئة ولديه الكثير من مشاعر الغضب والكره والجحود لمن حوله.

هذا مثال لحالة تسمى اضطراب العناد الشارد وهو نمط ثابت من السلبية والعدائية والسلوك الشارد ولكن دون انتهاكات خطيرة لحقوق الآخرين أو للقيم الاجتماعية وهذا ما يفرقه عن اضطراب السلوك.

معدل انتشاره:
إن درجات خفيفة من العناد والسلبية يمكن قبولها في مراحل النمو المبكرة لدى الأطفال عموماً، فالطفل يريد أن يشعر أنه شخص له كيان وذات مستقلة عن الكبار، وإرادة مستقلة غير إرادة الكبار، وهذا يكسبه صفات التفرد والشجاعة والاستقلال. وبمرور الوقت وبالتعامل الحكيم من الكبار يصبح الطفل أكثر اطمئناناً على ذاته وعلى استقلاله وعلى إرادته، ويتعلم أن العناد ليس هو الأسلوب الأمثل للتعايش مع الكبار، وأن التعاون والأخذ والعطاء يجعله في وضع أفضل في الحياة.

وتوضح الدراسات الانتشارية أن سمات العناد والسلبية بدرجاتها المختلفة تبلغ 16-22% في أطفال المدارس. وعلى الرغم من أن هذا السلوك يمكن ان يبدأ مبكراً في سن الثالثة من العمر إلا أنه غالباً ما يتضح في سن الثامنة. ويكثر هذا الاضطراب في الذكور أكثر من الإناث قبل البلوغ أما بعد البلوغ فيتساوى الجنسين.

بعض السمات الشائعة في أسرة الطفل العنيد:
لقد وجد أن آباء هؤلاء الأطفال( كلهم تقريباً ) يعطون اهتماماً زائداً بالسلطة والسيطرة والذاتية. وبعض الأسر يوجد بها أكثر من طفل عنيد وكأن هناك ظروفاً مشتركة تنتج هذا السلوك في الأسرة.

وتتسم الأمهات بأنهن مكتئبات مرهقات لا يملكن القدرة على الحوار الهادئ ويردن أن تنفذ أوامرهن دون نقاش، أما الآباء فلديهم سمات العدوان السلبي والمكايده فهم يجعلون من يتعامل معهم في حالة غيظ وغضب على الرغم من هدوئهم الظاهر.

الأسباب:

هناك مرحلتان من مراحل النمو يظهر فيهما سلوك العناد والمخالفة كعلامات للنمو الطبيعي حين تكون في حدودها المعقولة، المرحلة الأولى هي سن 18-24 شهراً حين يبدأ الصراع بين الطفل والأم حول عملية ضبط التبرز بالإضافة لبداية محاولات الطفل الاعتماد على نفسه في تناول الطعام أو اللعب، أما المرحلة الثانية فهي فترة المراهقة حين يبدأ المراهق في تأكيد ذاته واستقلاله عن الأسرة وتظهر خياراته المختلفة عن خيارات الوالدين. فإذا كانت استجابات الوالدين لهذه المرحلة التطورية هادئة ومتفهمة فإن الأمور تسير بسلام وتخف حدة السلوك العنيد شيئاً فشيئاً مع الوقت، أما إذا كانت الاستجابة غاضبة وعنيفة ومبالغ فيها هنا فقط تظهر الدرجات المرضية من العناد والمشاكسة.

وفيما يلي بعض العوامل التي تساعد على ظهور هذا السلوك واستمراره:

1- بعض الأطفال يكونون بحكم تركيبهم الفسيولوجي والنفسي أكثر ميلاً نحو الإرادة القوية، وتأكيد الذات والتصميم على الخيارات الشخصية. فإذا كان الأبوان يصران على السلطة والسيطرة وخاصة إذا كان ذلك يخدم احتياجات ذاتية لديهما فهنا يحدث الصراع بين إرادة الطفل وإرادة الوالدين وينشأ السلوك العنيد.
2- إذا تعرض الطفل في طفولته المتأخرة لصدمات من البيئة التي يعيش فيها أو مرض أو إعاقة مزمنة فإن ذلك يمكن أن يشكل بداية للسلوك العنيد كنوع من الدفاع ضد قلة الحيلة والقلق وفقد تقدير الذات.
3- وتعزو المدرسة التحليلية السلوك العنيد إلى صراعات لم تحل في المرحلة الشرجية للنمو النفسي.
4- أما المدرسة السلوكية فتعتقد أن السلوك العنيد هو سلوك مكتسب يتعلمه الطفل أثناء تعامله مع الآخرين ويتم تعزيزه مع الوقت، ومن خلال هذا السلوك يسيطر الطفل على رموز السلطة في حياته وذلك بإظهار حالات غضب وهياج كلما طلبوا منه عمل شيء، وبذلك يتجنب الوالدين طلب أي شيء منه خوفاً من تفجر ثورته، وبالتالي يعرف الطفل أنه حقق مكسباً من هذا السلوك فيتمادى فيه. يضاف إلى ذلك أن سلوك العناد يجعل الطفل العنيد محل اهتمام وحيرة الوالدين وهذا ما يريده أي طفل.
5- أو يكون الطفل غير مرغوب فيه كأن يأتي بعد أطفال كثيرين قبله، أو تأتي بنت بعد بنات قبلها في حين كان الوالدان يرغبان في مولود ذكر وهكذا، فيشعر الطفل أنه منبوذ أو على الأقل غير مستحب فيحاول إثبات وجوده بالعناد والمخالفة وفي نفس الوقت يعاقب والديه اللذان يرفضان وجوده (ولو على مستوى اللاشعور).
6- اضطراب المزاج لدى الطفل.
7- ويمكن أن يكون العناد دفاعاً ضد الاعتمادية الزائدة على الأم وخاصة في الطفل المدلل أو الوحيد، حيث يريد من خلال عناده أن يقول" أنا هنا " ، " أنا كيان مستقل" ،" أنا رجل" .

الخصائص التشخيصية ( كما وردت في دليل التشخيص والإحصاء الرابع DSMIV ):
نمط من السلبية والعدوانية والسلوك الشارد لمدة لا تقل عن 6 شهور يوجد أثناءها أربعة أو أكثر من الخصائص التالية:
1- غالباً يفقد مزاجه ( ينفجر غاضباً).
2- غالباً يجادل مع الكبار.
3- يتحدى ويرفض أوامر الآخرين بشكل دائم.
4- يغلب في تصرفاته تعمد فعل الأشياء التي تضايق الآخرين.
5- غالباً يلوم الآخرين على أخطائه هو.
6- غالباً يستفز الآخرين ويضايقهم.
7- كثيراً ما يغضب ويعاند.
8- غالباً حقود ومحب للانتقام.
9- كثيراً ما يحلف أو يستخدم ألفاظاً سوقية.

0 وهذا الاضطراب يسبب خللاً إكلينيكياً واضحاً في النواحي الاجتماعية أو الدراسية أو الوظيفية.
0 لا يحدث الاضطراب خلال مسار اضطراب ذهاني أو اضطراب وجداني.
0 لا تتفق هذه الخصائص مع خصائص اضطراب السلوك ، وإذا بلغ الشخص الثامنة عشرة من عمره فإن هذه الخصائص لا تتفق مع اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع.
0 ويتميز العناد الشارد حسب شدته إلى:

1- خفيف: حيث تكون الأعراض قليلة تفي بالتشخيص والإعاقة الناشئة عن الاضطراب قليلة.
2- متوسط: وهو الوسط بين الشديد والخفيف من حيث درجة الاضطراب فالإعاقة.
3- شديد: حيث توجد أعراض عديدة والإعاقة مشوهة لأدائه الاجتماعي والمدرسي مع الرفاق والكبار.

التشخيص الفارق:
يجب تفرقة اضطراب العناد الشارد من الحالات التالية:-
1- العناد والسلبية في مراحل النمو مثل بداية المراهقة وهي صفات تكون في حدود معقولة وتزول أو تخف حدتها مع الوقت.
2- العناد الذي يحدث في فترات الضغوط النفسية كجزء من اضطراب التوافق.
3- اضطراب السلوك، ويميزه وجود انتهاك لحقوق الآخرين أو للقيم الاجتماعية.
4- الاضطرابات الذهانية مثل الفصام.
5- الاضطرابات الوجدانية.

المسار والمآل:
يعتمد المسار والمآل في هذا الاضطراب على عوامل كثيرة منها شدة الاضطراب وثباته مع الوقت ووجود اضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب السلوك أو الصعوبات التعليمية أو اضطرابات المزاج أو تعاطي العقاقير، كما يعتمد أيضاً على ثبات الأسرة وتكيفها. وعموماً فإن25%من هؤلاء المرضى يتحسنون بعد عدة سنوات، أما الباقين (75%) فإن بعضهم يبقى على عناده كما هو وبعضهم يتحول إلى اضطراب السلوك. ومما يعزز المآل المتدهور وجود اضطرابات نفسية في الوالدين مثل اضطراب الشخصية أو سوء استعمال العقاقيرأو اضطراب الجو الأسري.

العلاج:
غالباً ما يأتي الوالدين بالطفل أو المراهق يطلبون علاجه من العناد بمعني تليين رأسه الحديديه وترويضه حتى ينصاع لأوامرهما. هذا هو هدف الوالدين من العلاج سواء أعلنوه أو لم يعلنوه، ولو حدث أن سار المعالج في نفس الطريق فسيجد نفسه قد وصل بعد قليل إلى نقطة مسدودة حيث سيتحول هو الآخر إلى سلطة قاهرة وغير منطقية في نظر الطفل أو المراهق وبذلك تزداد دفاعات الأخير ويتمسك بعناده الذي يحميه في نظره من محاولات الإلغاء والاختراق بواسطة الكبار المستبدين. وعلى الجانب الآخر يمكن أن يتعاطف المعالج مع الطفل العنيد ضد تسلط الوالدين أو عدوانهما السلبي فيصبح عدوانياً هو الآخر تجاه الوالدين فيصل إلى طريق مسدود معهما ويتوقف العلاج.

إذن فالمعالج في مثل هذه المواقف يحتاج إلى حكمة بالغة وإلى مراعاة التوازن والموضوعية دون اتهام أحد الطرفين بالتقصير أو العدوان فكلاهما (الطفل والوالدين) يحتاج للمساعدة. ومن الخطأ أن يعمل المعالج مع الطفل فقط ويستبعد الوالدين من العملية العلاجية أو العكس بل الوضع الصحيح هو العمل معهم جميعاً بالتوازي في المراحل الأولى ثم العمل معهم بالتلاقي( جلسات علاج الأسري) في المراحل التالية. وفيما يلي نورد الوسائل والاتجاهات العلاجية المستخدمة في مثل هذه الحالات:-

(1) العلاج النفسي الفردي:

غالباً ما تكون العلاقة بين الطفل ووالديه أو مدرسيه قد وصلت إلى طريق مسدود لذلك يصبح من المفيد دخول طرف آخر محايد وموضوعي ومنطقي ومتفهم ومتقبل. وهذا هو دور المعالج النفسي الذي يعقد مع الطفل عدة جلسات نفسية فردية ولا يسمح للوالدين بتوجيه هذه الجلسات حسب ما يرون أو التحكم فيها لأن هذا لو حدث فإن المعالج سيصبح في نظر الطفل العنيد عميلاً لوالديه ولن يستطيع أن يثق به ويتعاون معه.

إذن فأهم خطوة في العلاج أن يكسب المعالج ثقة الطفل ويعطيه الأمان الحقيقي على ذاته وعلى إرادته وعلى أسراره، وأن يسمعه طويلاً ويحترم وجهة نظره وخياراته حتى لو لم يتفق معه فيها. والمعالج في علاقته بالطفل يعطي نموذجاً لشخص من الكبار ولكنه مختلف من حيث أنه متقبل للطفل ومتسامح معه ومحب له ويرغب في مساعدته ولا يهمه التحكم في آرائه وخياراته ولا يسعى لإلغاء إرادته.

في هذا الجو يشعر الطفل بالأمان على ذاته وعلى خياراته ويكتشف أن هناك كباراً يمكن الوثوق بهم والتعاون معهم، وهو لن يصل إلى ذلك بسهولة ولكن بعد محاولات عديدة لاختبار صدق وصبر وسماح ومرونة المعالج، وحين يصل إلى درجة الاطمئنان له يصبح المعالج صورة جديرة بالتقمص والتقليد بوعي أو بدون وعي من الطفل. وفي هذا الوضع الجديد يكتشف الطفل أن صلابة الرأي بالحق أو الباطل ليست فضيلة في كل الأحوال وأن المرونة تعطي فرصة للأخذ والعطاء وأن التفكير المنطقي قبل الرفض أو القبول يجعل الحياة مع الآخرين أسهل وأفضل. ومن علامات نجاح العلاج النفسي الفردي أن يبدأ الطفل في التعلق بالمعالج فهو ينتظر موعد الجلسة ويذكر والديه بها بعد أن كان يرفض الحضور في البداية. والمعالج هنا ذو نفس طويل لا يسعى إلى تحقيق تغيرات سطحية سريعة في الطفل وإنما يسعى الى تعليمه مهارات جيدة في التفكير والتواصل والتعامل تنمو مع الطفل طوال عمره. والمعالج ليس عميلاً للوالدين وليس عدواً لهما في ذات الوقت.

(2) العلاج السلوكي:
كما أسلفنا من قبل فإن العناد سلوك مكتسب قد تم تدعيمه وترسيخه دون وعي من الأسرة أو من البيئة المحيطة بالطفل. لذلك فالعلاج في نظر أصحاب المدرسة السلوكية هو إعادة عملية التربية للطفل في ظروف مختلفة طبقاً لمبدأ الثواب والعقاب بحيث يدرب الأبوين على تشجيع وتدعيم الاستجابات الجيدة من الطفل وإهمال الاستجابات السيئة وتوقيع العقاب عند حدوثها، وبذلك تحدث ارتباطات شرطية جديدة تعطي فرصة لنمو السلوكيات المرغوبة وهذا العلاج يحتاج لتدريب خاص للوالدين وربما يحتاج لأن يقضي الطفل بعض الوقت في وسط علاجي مناسب بعيداً عن بيئته الأسرية لكي يتعلم أنماطا سلوكية جديدة في ظروف أفضل.

(3)
الإرشاد الأسري:

وهو نوع من التعليم والتوجيه للوالدين فيما يخص أسباب العناد عند الطفل وطرق التعامل الصحيحة وهو يفيد إذا كان الوالدان مثقفان ولديهما المرونة الكافية لتقبل فكرة أن هناك خطأ ما قد حدث في تربية الطفل وهذا الخطأ يمكن تصحيحه ببعض التعديلات في العلاقات داخل الأسرة. وعلى المعالج أن يكون حكيماً بالقدر الكافي فلا يوجه اللوم إلى الوالدين أو يتهمهما بالجهل أو بالتقصير (سواء بشكل مباشر أو بغير مباشر) حتى لا يستثير دفاعاتهما حيث أننا كبشر يصعب علينا تقبل أننا مخطئين وأننا آباء أو أمهات سيئين أو فاشلين، وإنما يمكن أن نتقبل أن شيئاً ما غالباً غير مقصود قد حدث وأدى إلى انحراف في السلوك وهذا الشيء يمكن تداركه.

(4) العلاج الأسري:
وهو وسيلة أعمق من الإرشاد الأسري، ويلجأ إليه المعالج حين يلاحظ أن أحد الوالدين أو كليهما على درجة شديدة من الصلابة في الرأي ولديه ميول نحو التسلط والتحكم في الآخرين(بما فيهم المعالج نفسه) ولديه مقاومة شديدة للتغيير ولديه مساحة هائلة من الإنكار والعمى النفسي (حيث يرى أن المشكلة كلها في الطفل وعلى المعالج أن يروضه ويعلمه الانصياع لأوامر الكبار الذين يعرفون كل شيء)، وهذان الوالدان(أو أحدهما) ربما يحاولان استخدام المعالج بطريقتهما حيث يطلبان منه أن يقول للطفل كذا وكذا، أو أن يأمره أن يشرب كوب اللبن في الصباح وأن يلبس الحذاء الأسود حين يذهب إلى المدرسة وأن ينام الساعة العاشرة، وسوف يلاحظ المعالج أنه يجد صعوبة في إحداث تغيير في هذين الوالدين ففي رأيهما أنه لا توجد لديهما مشكلة على الإطلاق وإنما المشكلة تكمن بالكامل في هذا الطفل المشاكس العنيد وأن المعالج عليه أن يبذل كل جهده مع الطفل (فقط) لتليين رأسه.

هذان الوالدان لن يقبلا فكرة الخضوع للعلاج على أنهما يحتاجان لذلك العلاج، وإنما يمكن أن يفكرا في ذلك على أنه جزء من حل مشكلة العناد لدى الطفل، وعلى المعالج أن يتجنب الاصطدام بدفاعاتهما وأن يتجنب الهجوم عليهما والانتقاص من كفاءتهما كأبوين، وإنما يبدأ في الاقتراب الهادئ منهما ومن طرق التعامل بينهما وبين الطفل طارحاً خيارات أخرى أمامهما ويعطيهما الفرصة للقبول أو الرفض حيث أن ما يطرحه مجرد اقتراحات وليست أوامر. وفي نفس الوقت يشجع وينمي أي بادرة إيجابية تظهر منهما نحو الطفل ويربط بينها وبين التغير الحادث في سلوك الطفل مما يعطيهما إحساساً بالفخر على أنهما يلعبان دوراً مهماً في التغيير. وربما يحتاج أحد الوالدين جلسات منفردة لإعطائه فرصة للتعبير عن نفسه وعن صعوباته بعيداً عن تأثير الطرف الآخر. وشيئاً فشيئاً يحدث التغيير العلاجي المطلوب ويكون مواكباً للتغيير الحادث للطفل نتيجة العلاج النفسي الفردي للطفل وحينئذ يمكن عمل جلسات أسرية تضم الوالدين والطفل معاً بعد التغيير لكي يمارس الجميع أساليب جديدة في التواصل والتعامل، ولكي يرى المعالج المشكلات التي مازالت قائمة في العلاقات البينية.

وسيعرف الوالدان ويقتنعان مع الوقت أن إرغام الطفل على الطاعة ليس فضيلة، بل إن المرونة والسماح التقبل والأخذ والعطاء والتربية الاستقلالية في جو يسوده الحب والدفء العاطفي يحول بين الأطفال والعناد المرضي.. أما العناد البسيط فيجب أن نغض الطرف عنه ونستجيب فيه لرغبات الطفل مادام هذا لن يضره وكانت رغباته في حدود المعقول. وهذا الموقف الأخير ربما يعطي للطفل نموذجاً للمرونة في التعامل. فالإنسان ليس قطارا مندفعا في اتجاه واحد أو قطعة من الحديد مثبتة في أرض وإنما هو كائن مفكر ومرن يتقدم حين يكون التقدم مطلوباً ويتراجع حين يكون التراجع أفضل، وهذه هي الخلاصة التي يصل إليها الجميع من خلال التفاعل في الجلسات النفسية، وبذلك يتخلى الطفل ووالديه عن صراع الرؤوس الحديدية.

(4) العلاج بالعقاقير:
هل هناك عقاقير يمكن أن تلين الرؤوس الصلبة العنيدة للأطفال المشاكسين؟..
بالطبع هناك الكثير من الآباء والأمهات يتمنون وجود هذه العقاقير السحرية التي تجعل من أبنائهم أطفالاً طيبين مطيعين للأوامر.. ولكن من حسن الحظ أن هذه العقاقير غير موجودة وإلا لتوقفت الحضارة الإنسانية وأصبح الأبناء صوراً طبق الأصل من الآباء وأصبحت الأجيال نماذج مكررة.

ولكن هناك في الواقع عقاقير تلطف من حدة المشاعر العدوانية مثل الهالوبيريدول والريسبيريدون وهناك عقاقير تخفف من حدة التقلبات المزاجية مثل الليثيوم والكاربامازيبين والصوديوم فالبروات وهناك عقاقير تخفف من القلق والاكتئاب مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق. وحين نكتشف أن الطفل العنيد لديه مشاعر عدوانية أو تقلبات مزاجية أو اكتئاب أو قلق (وكثيراً ما توجد هذه الأشياء فعلاً في الطفل العنيد) فإن إعطاء الدواء المناسب يساعد في تخفيف العناد بدرجة ملحوظة تساعد على استكمال العلاج النفسي المطلوب.

(6) العلاج الديني:
حين ينشأ الطفل على فكرة وجود إله خالق ورازق ومحب وودود، وأن هذا الإله العظيم يستحق الطاعة لأوامره وأن هذه الطاعة ترفع من قدر الإنسان، حينئذ يتعلم درساً مهماً في الطاعة الإيجابية لمن يستحقها ويساعده ذلك على الامتثال لأشياء ربما تكون مصدر صراع بينه وبين والديه كأداء الصلاة مثلاً، فحين يعلم أنه يؤدي الصلاة طاعة لله الذي يحبه ربما تخف حدة هذا الصراع أما إذا نظر إلى الأمر على أنه تحكم من والديه فربما يرفض أداء الصلاة ليس كرهاً لها وإنما كرهاً لأوامر والديه.

وإذا تعلم الطفل أن والديه يطيعان الله ويمتثلان لإرادته ومشيئته فهذا يعلمه أن الطاعه والامتثال حين يكونان في محلهما فهما فضائل عظيمة. واذا تعلم أن هناك إطاراً مرجعياً (النصوص الدينية وتفسيراتها) يرجع إليه الجميع (بما فيهم هو وأبويه) فإن ذلك يخفف من حدة الصراع الشخصي ويعيد الأمر إلى جذوره الموضوعية المحايدة.

وعلى الجانب الآخر نجد بعض الآباء والأمهات يسيئون استخدام الجانب الديني في التربية فيعطيان صورة مخيفة للإله على أنه قاهر وجبار ويعذب بالنار على أي خطأ (اللي يكذب هايروح النار واللي يغلط هايروح النار واللي ميسمعش كلام أبوه أو أمه هايروح النار واللي يشتم هايروح النار واللي يضرب أخوه هايروح النار ……. وهكذا) وبذلك تتكون في نفس الطفل صورة مخيفة لهذا الإله ويبدأ في التمرد والعصيان فنجده يتهرب من الصلاة ومن أداء العبادات بصورة عامة وينفر من كل الرموز الدينية. وتتعمق هذه الصورة السلبية حين يريد الأب أن يتسلط على ابنه أو يقهره باسم الدين فيجعل الابن في صراع مع الأب وصراع مع الدين، وهذا وضع شديد التعقيد يستلزم جهوداً كبيرة من المعالج لفك هذا الاشتباك المعقد المرتبط بمعتقدات راسخة لدى الوالدين تحتاج لتصحيح أو تعديل.

فالطفل في النهاية يطيع من يحب فإذا أحب الأب أحب من خلاله الرب وإذا تعلم طاعة الرب فإنه يتقبل عن طواعية طاعة الأب، ولكي يحدث هذا يجب ان تصل إليه صورة الإله صحيحة ومنطقية ومحبوبة وأن يرى في أبيه سنموذجاً لهذه الصفات المحبوبة يقربه من نموذج الإله الأعظم.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده