التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

تأمُّلاتٌ في آياتٍ .. [ سُورتا الفَاتِحَة والبَقَرَة ] ~ طريقة سهلة


أولاً: سُـورةُ الفاتِحَـة:

اشتملت سُورةُ الفاتحةِ على توحيدِ الأُلوهِيَّةِ، وتوحيد الرّبوبيَّةِ،
وتوحيد الأسماءِ والصِّفاتِ.
فتوحيدُ الأُلوهيَّة في قولِهِ تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
وتوحيدُ الرُّبوبيَّة في قولِهِ تعالى: ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
وتوحيدُ الأسماءِ والصِّفاتِ في قولِهِ تعالى: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾

قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: (( قالَ اللهُ تعالى: قسمتُ الصَّلاةَ
بيني وبينَ عبدي نِصفينِ، ولعبدي ما سألَ، فإذا قالَ العبدُ: { الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ }، قالَ اللهُ تعالى: حَمِدَني عَبدي. وإذا قالَ: { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }،
قالَ اللهُ تعالى: أثنى عليَّ عَبدي. وإذا قالَ: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }، قالَ: مَجَّدني
عَبدي ( وقالَ مرَّةً: فوَّضَ إليَّ عَبدي ). فإذا قالَ: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }،
قالَ: هذا بيني وبينَ عبدي ولعبدي ما سألَ. فإذا قالَ: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }، قالَ: هذا لعبدي
ولعبدي ما سأل )) رواه مُسلِم.

ثانيًا: سُورةُ البَقَرَة:

إنْ أردتَ الهُدَى، ففي كِتاب رَبِّكَ ستجِده، ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ
هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ 2. مَن هم هؤلاء المُتَّقِون؟ ما صِفاتُهم؟ ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ
بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ 3-4. هؤلاء هم المُهتدون،
هؤلاء هم المُفلِحون ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ 5.

إنْ أردتَ التَّقوى، فستُحقِّقُها طاعتُكَ للهِ تعالى وعُبوديتُكَ له، ﴿ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ 21.

بُشرَى لَكَ أيُّها المُؤمِن: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ
لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا
هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ 25. وهذه البُشرَى تتحقَّقُ بأمرين: الأوَّل: أن تُؤمِنَ
باللهِ تعالى، والثَّاني: أن تعملَ صالِحًا. ما هو العَملُ الصَّالِحُ؟ هو ما
كان خالِصًا للهِ تعالى، ومُوافِقًا لسُنَّةِ رسولِهِ صلَّى الله عليه وسلَّم.

قال البَعضُ إنَّ الشَّجرةَ التي أكلَ منها آدمُ وحوَّاءُ- عليهما السَّلامُ- هِيَ
شَجرةُ التُّفَّاح، وقال اللهُ تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ 35، فلم يُحدِّد
نوعَ الشَّجرةِ. إذًا، لا تُصدِّق مَن فسَّرَها بغير (شَجَرة)، ولا تُفتِّش عن نوعِها،
إذْ لو كان مُهِمًّا ونافِعًا لَكَ، لَذّكَره رَبُّكَ سُبحانه. فاكتفِ بقولِهِ سُبحانه:
(شَجَرة).

قالوا إنَّ حوَّاء هِيَ التي جعلت آدمَ- عليه السَّلام- يأكُلُ مِن الشَّجرة،
وقال اللهُ تعالى: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ﴾ 36.
فأخبَرَ بأنَّ الشيطانَ هو الذي وَسْوَسَ لهما بالأكل من الشَّجرةِ، وكان سببًا
في خُروجِهما من الجنَّةِ، ﴿ فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ 36.

قال اللهُ تعالى لبني إسرائيل: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ 44. فذَمَّ فِعلَهم، ولم ينهاهم عنه. فادعُ
إلى اللهِ تعالى وانصَح وأْمُر بالمَعروفِ وانهَ عن المُنكرِ وإنْ كُنتَ مُقصِّرًا.

﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ
فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ
إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ 54. كان قتلُ النَّفْسِ في شريعةِ مُوسى- عليه
السَّلامُ- دليلَ التَّوبةِ، أمَّا في دِيننا فقد نَهَى اللهُ تعالى عن قتل النَّفْسِ،
فقال سُبحانه: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ النساء/29، وقال نبيُّنا مُحمدٌ-
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في عُقوبةِ قاتِل نَفْسِهِ: ((مَن تردَّى مِن جَبلٍ فقتل
نفسَه، فهو في نارِ جهنمَ يتردَّى فيه خالدًا مُخلَّدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى
سُمًّا فقتل نفسَه، فسُمُّه في يدِه يتحسَّاه في نارِ جهنمَ خالدًا مُخلَّدًا فيها
أبدًا، ومن قتل نفسَه بحديدةٍ، فحديدتُه في يدِه يَجأُ بها في بطنِه في نارِ
جهنمَ خالدًا مُخلَّدًا فيها أبدًا)) مُتفقٌ عليه.

﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ 67، فسألوا
عن وَصفِها ولَونِها، فشَدَّدوا، فشَدَّدَ اللهُ عليهم. ولو أنَّهم ذَبَحوا أيَّ بقرةٍ
لتقبَّلَها اللهُ منهم.

أتعلَمُ أنَّ هناكَ قُلُوبًا أقسَى من الحِجارة؟! ﴿ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ
مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ
مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ 74. فإذا ذُكِّرَ أصحابُ هذه القُلوب لم يتذكَّروا، وإذا
زُجِروا لم يَنزجِروا، وإذا أسمعتَهم كلامَ رَبِّهم لم يتأثَّروا.

قال اللهُ تعالى في شأن بني إسرائيل: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ
وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ﴾ 85. وهكذا الحالُ مع بَعضِ مَن ينتسِبون للإسلام؛
يأخُذُونَ مِن الدِّين ما يُعجِبُهم ويُوافِقُ أهواءَهم، ويتركونَ ما سِواه.
يقبلُونَ ما تقبلُه عُقُولُهم، ويَرفضونَ غيرَه. يُحِلُّونَ لأنفُسِهم ويُحرِّمونَ
كيفما يَشاءون.

﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ
مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ 105، فالكَافِرُ لا يُحِبُّ لَكَ الخيرَ، وإنْ أحسَنَ
مُعاملتَكَ وأظهَرَ لَكَ حُبَّه ومَودَّتَه، قال سُبحانه: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ
بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ 109.

﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ 106. فهو سُبحانه القادِرُ
على إزالةِ هَمِّكَ، وتفريج كَرْبِكَ، وتيسير أمركَ، وإصلاح قلبِكَ وعملِكَ.

﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ
عِنْدَ اللَّهِ ﴾ 110. قَدِّم لِنَفسِكَ صلاةً، صِيامًا، صَدقةً، ذِكرًا، شُكرًا،
كلمةً طيِّبةً. قدِّم لِنَفسِكَ الخيرَ، وستَجِدُه عند رَبِّكَ سُبحانه،
وسيَأجُركَ عليه.

﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ 112. فأسلِم وَجهَكَ للهِ سُبحانه، فالإسلامُ:
استسلامٌ للهِ، وخُضُوعٌ له، واستقامةٌ على دِينهِ، والتزامٌ بأوامره،
واجتنابٌ لنواهيه. فإنْ أسلَمتَ وَجهَكَ للهِ وكُنتَ مُحسِنًا، فلا خَوفٌ
عليكَ ولا حُزنٌ يُصيبُكَ، وأجركَ عند اللهِ تعالى لا يَضيع.

﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ 120،
فهم لا يُحِبُّونَ لَكَ الخيرَ، ولا يُريدُونَ لَكَ السَّعادَة، ولا يَرضون عنكَ
إلَّا إذا انسلختَ مِن دِينِكَ واتَّبعتَ مِلَّتَهم الباطِلة المُحرَّفَة، قال تعالى:
﴿ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا ﴾ 135.

﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ 140. اللهُ تعالى مُطَّلِعٌ عليكَ،
عالِمٌ بِكَ، يَرَى مكانكَ، ويَعلَمُ سِرَّكَ وجَهركَ، ويُحصِي أعمالَكَ. فإنْ
علِمتَ بذلك، فالزَم طاعتَه سُبحانه ولا تَعصِه.

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ 143. في الحديثِ: ((يُجاءُ بنُوحٍ يومَ القيامةِ،
فيُقالُ له: هل بلَّغتَ؟ فيقولُ: نعم يا رَبِّ، فتُسألُ أُمَّتُه: هل بلَّغَكم، فيقولون:
ما جاءنا من نذيرٍ، فيقولُ: مَن شُهودُك؟ فيقولُ: مُحمدٌ وأُمَّتُه، فيُجاءُ بكم
فتشهدون، ثُمَّ قرأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً
وَسَطًا ﴾ – قال: عَدلًا – ﴿ لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ
عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ )) رواه البُخاريُّ.

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ 152. في الحديثِ القُدُسيِّ: ((يقولُ اللهُ تعالَى:
أنا عِندَ ظَنِّ عَبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفسِه ذكرتُه
في نَفسي، وإنْ ذكَرَنِي في مَلأٍ ذكرتُه في مَلأٍ خَيرٍ منهم)) رواه البُخاريُّ.

إنْ أصابتكَ مُصيبةٌ في نَفسِكَ أو أهلِكَ أو مالِكَ أو غيره، فاستعِن
بالصَّبر والصَّلاة. قال اللهُ تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ 153.

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ ﴾ 155. قال اللهُ تعالى: ﴿ بِشَيْءٍ ﴾ ، ولم يَقُل (بالخَوْفِ
والْجُوعِ …). ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾، فيا لَها مِن بُشرى! مَن هم هؤلاءِ
الصَّابرون؟ ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ ﴾ 156. ما جزاؤهم؟ ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ 157.

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ 186.
فلم يَقُل: (فَقُلْ إِنِّي قَرِيبٌ)، فاللهُ- سُبحانه وتعالى- قريبٌ مِنكَ، ولا تحتاجُ
واسِطةً بينَكَ وبينَه، فادعُه متى أردتَ، وفي أيِّ مكانٍ كُنتَ، واطلُب منه
حاجتَكَ، وتضرَّع إليه، وانكسِر بين يَديْه، وحِينها سينزِلُ الفَرجُ- بإذنه
سُبحانه- ويُستجابُ دُعاؤكَ.

﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ 195. دَعاكَ اللهُ تعالى للإنفاق في سبيلِهِ،
فلا تبخَل بمالِكَ، وأنفِق في أوْجُهِ الخير، وفي ما يُوصِلُكَ إلى اللهِ تعالى،
ويُقرِّبُكَ إليه.

﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ
لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ 216. قد ترغبينَ في الزَّواجِ وهو شَرٌّ
لَكِ، وقد تكرهينَ الفقرَ وهو خيرٌ لَكِ، وقد تُحِبُّ صُحبةَ شخصٍ يكونُ في
قُربِكَ منه هلاكُكَ، وقد تُبغِضُ أمرًا ويكونُ فيه صلاحُكَ. فالإنسانُ غالبًا
لا يَعرِفُ مَصلحَتَه، واللهُ- جلَّ وعلا- يَعلَمُ ما يَصلُحُ لَكَ وما يُصلِحُكَ.
فلا تحزَن لفَواتِ نِعمةٍ، ولا تغضَب وتحزن لنزول بلاءٍ؛ لأنَّكَ لا تعلم ما
وراءَه مِن خيرٍ أو شَرٍّ. فاحمد اللهَ- عزَّ وجلَّ- واشكُره على نِعَمِهِ التي
تُحيطُ بِكَ مِن كُلِّ جانِب، واسأله العَفو والعافيةَ.

﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ﴾ 238. والمُحافظةُ عليها
تكونُ بأدائِها في وقتِها، بأركانِها وواجباتِها وسُننِها. والصَّلاةُ الوُسْطَى:
هِيَ صلاةُ العَصر. وفي الحديث: ((مَن صلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجنَّةَ)) رواه
البُخاريُّ. والبَرْدَان: الفَجر والعَصر.

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ 256. كثيرٌ من الناسِ يَفهمُ هذه الآيةَ على
غير معناها، فيَظُنُّها مُوَجَّهةً للمُسلِمين، وأنَّهم لا يُجبَرونَ على الصَّلاةِ
والصِّيامِ وغيرهما من العِباداتِ، ولكنْ معناها الصَّحيح هو: عَدَمُ إكراهِ
غير المُسلِمين على الدَّخُولِ في الإسلام.

﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ
سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ 261. أنفِق
مِن مالِكَ ولا تبخَل به، أنفِق على نَفسِكَ، وعلى أهلِكَ، تصدَّق على الفُقراءِ
والمُحتاجينَ، وأنفِق في مُختلَفِ أوْجُه الخَير. واعلَم أنَّ اللهَ تعالى سيأجُرُكَ
على ذلك، وسيُضاعِفُ لَكَ الأجرَ بإذنه سُبحانه.

﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ﴾ 263. أن تقولَ
كلمةً طيبةً ووَجهُكَ بَشوشٌ، مع ابتسامةٍ رقيقةٍ في وَجه مُسلِمٍ يَطلُبُ مِنكَ
شيئًا، خيرٌ مِن أن تتصدَّقَ عليه بصدقةٍ تَمُنُّ بها عليه.

﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا
تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ 272. أنفِق مِمَّا رَزَقَكَ
اللهُ، فما تُنفِقُه- قليلاً كان أو كثيرًا- سيَعودُ عليكَ بالخَيرِ والأجرِ، ما
دُمتَ ابتغَيْتَ بِهِ وَجهَ اللهِ.

﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ
مِنَ الْمَسِّ ﴾ 275. فأكَلَةُ الرِّبا يقومونَ مِن قُبُورهم ليوم نُشورِهم كما يقومُ
الذي يَصرعه الشيطانُ بالجُنون، فيقومون مِن قُبُورهم حَيَارَى سُكارَى
مُضطربين، مُتوقِّعينَ لعَظيم النّكال وعُسْر الوَبَال.
"تفسير السَّعدي بتصرُّف"

﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ 276. يُذهِبُ اللهُ الرِّبا ويُذهِبُ
بَركتَه، فيكونُ سببًا لوقوع الآفاتِ فيه، ونَزع البَركةِ عنه، وإنْ أنفَقَ منه
لم يُؤجَر عليه، بل يكونُ زادًا له إلى النار. وينَمِّي الصَّدقاتِ، ويُنزِلُ البركةَ
في المال الذي أُخرِجَت منه، ويُنمِّي أجرَ صاحبِها؛ وهذا لأنَّ الجَزاءَ مِن جِنْس
العَمل، فإنَّ المُرابي قد ظَلَمَ الناسَ وأخذ أموالهم على وجهٍ غير شرعيٍّ،
فجُوزِيَ بذهابِ ماله، والمُحسِنُ إليهم بأنواع الإحسان رَبُّهُ أكرَمُ منه،
فيُحسِنُ عليه كما أحسن على عِباده.
"تفسير السَّعدي بتصرُّفٍ يسير"

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ
أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ 277. فآمِن باللهِ
عَزَّ وجلَّ، وأقِم الصَّلاةَ، وحافِظ عليها بأركانِها وواجباتِها وسُنَنِها، ولا
تُؤخِّرها عن وقتها، وأدِّ زكاةَ مالِكَ إنْ بلَغَ النِّصابَ وحالَ عليه الحَوْلُ،
وأخرِج زكاةَ زرُوعِكَ إنْ كُنتَ تملكُ مِن الأصنافِ التي تَجِبُ فيها الزَّكاة،
واللهُ سُبحانه لن يُضيعَ أجركَ، وسيُجازيكَ على ذلك، ولن تحزَنَ- بإذن
اللهِ- في الدُّنيا ولا في الآخِرةِ.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ ﴾ 278. أمرَكَ اللهُ تعالى بتقواه؛ وهِيَ أن تخافَه، وتعمَلَ بكتابِهِ،
وتستعِدَّ ليومِ رحيلِكَ عن هذه الدُّنيا. ومِن تقواه أيضًا: أن تترُكَ التَّعامُلَ
بالرِّبا، فقد نهاكَ سُبحانه عن أكل الرِّبا، والمُؤمِنُ لا يأكُلُ الرِّبا، ويقبَلُ
الموعِظةَ، وينقادُ لأمر رَبِّهِ سُبحانه. ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ ﴾ 279. فهل تقدِرُ على حَربِ اللهِ؟! فإنَّ اللهَ تعالى يُمهِلُ للظَّالِمِ
ولا يُهمِلُه، حتى إذا أخَذَه لم يُفلِته.

﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ
لَا يُظْلَمُونَ ﴾ 281. وهذه الآيةُ مِن آخِر ما نزل مِن القُرآن، وفيها الوَعدُ
على الخَير، والوَعيدُ على فِعل الشَّرِّ، وأنَّ مَن عَلِمَ أنَّه راجِعٌ إلى الله فمُجازيه
على الصغير والكبير والجَلِيِّ والخَفِيِّ، وأنَّ اللهَ لا يَظلِمُه مِثقالَ ذَرَّةٍ، أوجَبَ له
الرَّغبةَ والرَّهبةَ.
"تفسير السَّعدي بتصرُّفٍ يسير"

﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ 282. أي: هو عالِمٌ بحقائق الأمور
ومَصالحها وعَواقبها، فلا يَخفَى عليه شيءٌ مِن الأشياء، بل عِلْمُه
مُحِيطٌ بجَميع الكائنات.
"تفسير ابن كثير".

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ 286. فاللهُ تعالى لا يُكلِّفُ الإنسانَ
إلَّا ما تَسَعُه طاقتُه، ولا يَشُقُّ عليه، فأصلُ الأوامِر والنَّواهي لَيست من الأمور
التي تَشُقُّ على النُّفُوس، بل هِيَ غِذاءٌ للأرواح، ودَواءٌ للأبدان، وحِميةٌ عن
الضَّرَر، فاللهُ تعالى أمَرَ العِبادَ بما أمَرَهم به رَحمةً وإحسانًا، ومع هذا إذا
حَصَلَ بَعضُ الأعذار التي هِيَ مَظنَّة المشقَّة، حَصَلَ التَّخفيفُ والتَّسهِيلُ،
إمَّا بإسقاطِهِ عن المُكَلَّفِ، أو إسقاطِ بَعضِهِ كما في التَّخفيفِ عن المريض
والمُسافِر وغَيرهم.
"تفسير السَّعدي بتصرُّفٍ يسير"

أُختُكُنَّ: الساعية إلى الجنة
ذو الحِجَّة 1443-1436هـ / أكتوبر 2022م


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

نماذج اختبارات للحفظ

سلام عليكم
اخوات ممكن تساعدوني اريد نماذح لاختيارات في منة الرحمن في المدود و تنوين بالفتح
و جزاكم الله خيرا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } – لتحفيظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه كلمة رائعة، وثمرة يانعة، للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، أخذتها من رياضه الناضرة، وحدائقه النيرة الزاهرة.


قال رحمه الله تعالى: "قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3].


وهذا يشمل الكمال من كل وجه.


وقال تعالى: }إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ{ [الإسراء: 9].
أي أكمل وأتم وأصلح من العقائد والأخلاق والأعمال، والعبادات والمعاملات والأحكام الشخصية، والأحكام العمومية.


وقال تعالى: }وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ{ [المائدة: 50].


وهذا يشمل جميع ما حكم به، وأنه أحسن الأحكام وأكملها وأصلحها للعباد، وأسلمها من الخلل والتناقض، ومن الشر والفساد إلى غير ذلك من الآيات البينات العامة والخاصة.


أما عقائد هذا الدين وأخلاقه وآدابه ومعاملاته، فقد بلغت من الكمال والحسن والنفع والصلاح الذي لا سبيل إلى الصلاح بغيره مبلغًا لا يتمكن عاقل من الريب فيه.


ومن قال سوى ذلك فقد قدح بعقله وبين سفهه ومكابرته للضرورات.
وكذلك أحكامه السياسية، ونظمه الحكيمة والمالية مع أهله ومع غيرهم، فإنها نهاية الكمال والإحكام والسير في صلاح البشر كلهم بحيث يجزم كل عارف منصف أنه لا وسيلة لإنقاذ البشر من الشرور الواقعة، والتي ستقع إلا باللجوء إليه، والاستظلال بظله الظليل، المحتوي على العدل والرحمة والخير المتنوع للبشر، المانع من الشر، وليس مستمدًا من نظم الخلق وقوانينهم الناقصة الضئيلة، ولا حاجة به إلى موافقة شيء منها، بل هي في أشد الضرورات إلى الاستمداد منه، فإنها تنزيل العزيز العليم الحكيم العالم بأحوال العباد ظاهرها وباطنها، وما يصلحها وينفعها، وما يفسدها ويضرها، وهو أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم وأعلم بأمورهم، فشرع لهم شرعًا كاملاً مستقلاً في أصوله وفروعه، فإذا عرفوه وفهموه وطبقوا أحكامه على الواقع، صلحت أمورهم، فإنه كفيل بكل خير.


ومتى أردت معرفة ذلك فانظر إلى أحكامه حكمًا حكمًا، في سياسة الحكم والمال، والحقوق والدماء، والحدود وجميع الروابط بين الخلق، تجدها هي الغاية، التي لو اجتمعت عقول الخلق على أن يقترحوا أحسن منها أو مثلها تعذر عليهم واستحال.
وبهذا وشبهه نعرف غلط من يريد نصر الإسلام بتقريب نظمه إلى النظم التي جرت عليها الحكومات ذات القوانين والنظم المقصورة، فإنها هي التي تتقوى وتقوى إذا وافقته في بعض نظمها، وأما الإسلام فإنه غني عنها، مستقل بأحكامه لا يضطر إلى شيء منها.


ولو فرض موافقته لها في بعض الأمور، فهذا من المصادفات التي لابد منها، وهو غني عنها في حال موافقتها أو مخالفتها.
فعلى من أراد أن يشرح الدين ويبين أوصافه أن يبحث فيه بحثًا مستقلاً لا يربطه بغيره، أو يعتز بغيره، فإن هذا نقص في معرفته وفي الطريق التي يبصر بها.


وقد ابتلي بهذا كثير من العصريين بنية صالحة، ولكنهم مغرورون مغترون بزخارف المدنية الغربية التي بنيت على تحكيم المادة وفصلها عن الدين، فعادت إلى ضد مقصودها، فذهب الدين ولم تصلح لهم الدنيا، ولم يستطيعوا أن يعيشوا فيها عيشة هنيئة، ولا يحيوا حياة طيبة، ولله عواقب الأمور.


أما الإسلام فقد ساوى بين البشر في كل الحقوق، فليس فيه تعصب نسب، ولا عنصر، ولا قطر ولا غيرها، بل جعل أقصاهم وأدناهم في الحق سواء، وأمر الحكام بالعدل التام على كل أحد في كل شيء، وأمر المحكومين بالطاعة التي يتم بها التعاون والتكافل، وأمر الجميع بالشورى التي تستبين بها الأمور، وتتضح فيها الأشياء النافعة فتؤثر، والضارة فتترك .


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

"رحلتي مع القرآن"فضيلة الشيخ/ اسماعيل آل دراز للحفظ

"رحلتي مع القرآن"فضيلة الشيخ/ اسماعيل آل دراز



آفة الحفظ
التحصيل أو آفة الحفظ النسيان

والنسيان ما يعانيه وما يشتكي منه كلُ الحُفاظ، سواء حفظ القرآن أو الفقه
أو
غيره من العلوم الشرعية

وأنا تأملت حقيقةً هذه النقطة خاصة وأن –يعني- من يحفظ صغيرًا غير الذي يحفظ كبيرًا
والذي يحفظ كبيرًا يحتاج إلى مُداومة، والعمر يمضي وليس معه القوة في الحفظ
مثل الذي كان قبل

فأنا أسوق أولًا نقاط لتثبيت الحفظ ثم أقول علل النسيان
أولًا: نقاط تثبيت الحفظ أخذتها من كتاب "صيد الخاطر" للشيخ الإمام "ابن الجوزي" –رحمه الله- فيقول:

أن الحفظ في الغدو
خيــــــــــرٌ من العشي
والحفظ وأنت جائع
خيـــــــــرٌ وأنت شبعان
والحفظ في الأماكن العالية خير من الأماكن السافلة
ويذكر أيضًا أن الحفظ في أوقات السحر خيرٌ من غيرها… الله!

والأولى بالحفظ القرآن ثم الفقه
فإذا جَمَعَ مثل هذه الحالات في وقت تم له الحفظ

لا يمر عليك أسبوع كحافظ للقرآن إلا وأنت قد ختمت القرآن
وبالنسبة للعامة لا يمر عليك شهر وإن كثر فأربعين يومًا لا أكثر

للتعرف على مزيد من التفاصيل

ومعرفة المشايخ الذين قرأ عليهم الشيخ اسماعيل آل دراز" وتذكره لهم بالخير
ولسماع قراءة ندية جدًا لسورة الفاتحة بصوت الشيخ
ولمحة عن أهمية الكتاتيب ونصيحة رسول الله لنا حتى لا ننسى القرآن

تابعوا معنا هذا الدرس

"رحلتي مع القرآن"
لفضيلة الشيخ/ اسماعيل آل دراز

للمشاهدة
أو الاستماع أو التحميل
اضغط هنا



لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

سلسلة مع القرآن للشيخ صالح بن عواد المغامسي طريقة سهلة



سلسلة مع القرآن للشيخ صالح بن عواد المغامسي

فهذا لقاء مبارك متتابع في تفسير كلام رب العالمين جل جلاله
وفي كل لقاء منه سنأخذ بعض آيات من كلام الله نفسرها
على ما جرت به العادات في تفسيرنا

أن تجمع بين العظات الإيمانية و العظات التاريخية
وقبل ذلك ما في الآيات من أحكام فقهية

معرجين أحيانًــا على ما دونه أهل النحو والبلاغة
وأئمة البيان

ولمتابعة هذه العظات تعالوا معنا مع القرآن

درس بعنـــــــوان / سلسلة مع القرآن
الشيخ/ صالح بن عواد المغامسي

للإستماع أو التحميل أوالمشاهدة

http://www.way2allah.com/new_modules…Series&id=1205

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

رسائل قرآنية – حفظ القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


* في قوله تعالى : [وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي]
دليل على أن نبي الله موسى كان يرعى الغنم وما من نبي
إلا وقد رعى الغنم ولعل السر في ذلك حصول التدريج من رعيا الغنم إلى رعيا الأمم .



*في قوله تعالى : [فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ َ]
يفيد أن القلوب لا تجتمع إلا على من كان رفيقاً , رحيماً ليناً .



* في قوله تعالى : [رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ]
إشارة إلى أن يحسن بالداعي إذا أراد أن يدعو لنفسه ولغيره أن يبدأ بنفسه ثم يثنى بغيره .








* في قوله تعالى : [وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى]
عزاء لمن يلاقى ما يلاقى من جراء أمره أهله بالصلاة وإيقاظهم لها خصوصا صلاة الفجر , فقوله (وَاصْطَبِرْ ) ابلغ ما يكون من العبارات ولا تغنى عنها في هذا السياق لفظة أخرى لما فيها من معنى المثابرة , والاستمرار على هذه الخصلة .
فيا لها من آية تبعث الروح وتمد الإنسان بالصبر واليقين .



من كتاب ( إرتسامات )
للشيخ (
محمد بن ابراهيم الحمد )


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

إشراقات قرآنية ۞ متجدد ۞ الإشراقة الاولى – حفظ القرآن

قال تعالى فى محكم التنزيل :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ,
قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا
)

الكهف :2:1

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل في علاه
وصلاة وسلاما على من بلغنا عن الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أما بعد
ما رحم الله تبارك وتعالى عباده بمثل إنزال القرآن الذي أنزله تبياناً لكل شيء وهدىً وموعظةً وذكرى
وجعل لتاليه والعاملين من لدنه خيراً وأجراً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله كانت حياته وأخلاقه للقرآن تفسيراً وشرحاً

هذه لمحاتُ جلية ووقفات نديةُ مع آيات من كتاب الله العزيز فيها حكم وعبر ودرر بعنوان

( إشراقات قرآنية )

سنحاول فيها بمشيئة الله تعالى أن نقف على جملٍ قصيرة من الجمل التي بُثت في ثنايا القرآن
وهي على قصرها حوت خيراً كثيراً واشتملت على معانٍ جليلة تمثل في حقيقتها قاعدة من القواعد
ومنهجا ومنهاجا سواء في علاقة الإنسان مع ربه أو في علاقته مع الخلق أو مع النفس.

إن من أعظم مزايا هذه القواعد الأجر المتكرر عند قراءتها وشمولها وسعة معانيها فليست هي خاصة بموضوع محدد كالتوحيد أو العبادات مثلاً
بل هي شاملة لهذا ولغيره من الأحوال التي يتقلب فيها العباد
فبعض القواعدُ تعالج علاقة العبد بربه تعالى وقواعدُ تصحح مقام العبودية وسير المؤمن إلى الله والدار الآخرة
وقواعدُ لترشيد السلوك بين الناس وأخرى لتقويم وتصحيح ما يقع من أخطاء في العلاقة الزوجية
إلى غير ذلك من المجالات
وهناك أكثر من مائة قاعدة في كتاب الله
إن القواعد القرآنية لم تدع مجالاً إلا طرقته ولا موضوعا إلا ذكرته

وهذا ما سنفعله وهوتوظف معاني القرآن من خلال تكرار القواعد القرآنية التي حفل بها كتابُ الله تعالى فإن ذلك له فوائد كثيرة منها:

ـ ربط الناس بكتاب ربهم تعالى في جميع شؤونهم وأحوالهم، ونيلهم الأجر عند كل قراءة أو كتابة لآية

ـ ليرسخ في قلوب الناس أن القرآن فيه علاج لجميع مشاكلهم مهما تنوعت تارةً بالتنصيص عليها وتارة بالإشارة إليها من خلال هذه القواعد

ـ أن تفعيل هذه القواعد القرآنية سيكون خيرا لمن يحب أن يشغل نفسه بذكر الله والتعلم من كتابه بدلا شغل أنفسنا بكتابة كلام لا يفيد



وأول هذه القواعد التي نبتدئ بها هي قاعدة من القواعد المهمة في باب التعامل بين الناس
وهي قوله تعالى:
{….وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً….}
البقرة: 83

إنها قاعدة تكرر ذكرها في القرآن في أكثر من موضع إما صراحة أو ضمنا ً:
فمن المواضع التي توافق هذا اللفظ تقريباً
قوله تعالى:
{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
الإسراء: من الآية53

وقريب من ذلك أمره سبحانه بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن،
فقال سبحانه:
{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}
العنكبوت: 4

أما التي توافقها من جهة المعنى فكثيرة منها
إذا تأمل في قوله تعالى:
{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}
جاءت في سياق أمر بني إسرائيل بجملة من الأوامر وهي في سورة مدنية ـ وهي سورة البقرة ـ
وقال قبل ذلك في سورة مكية ـ وهي سورة الإسراء ـ:
وكأمراً عاماً
{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}
إذاً فنحن أمام أوامر محكمة ولا يستثنى منها شيء إلا في حال مجادلة أهل الكتاب ـ كما سبق ـ.

ومن اللطائف مع هذه الآية
{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}
قال أهل العلم:
والقول الحسن يشمل
الحسن في هيئته وفي معناه:
( ففي هيئته: أن يكون باللطف، واللين، وعدم الغلظة، والشدة)
(وفي معناه: بأن يكون خيراً؛ لأن كل قولٍ حسنٍ فهو خير؛ وكل قول خير فهو حسن)
تفسير بن العثيمين


أخوتى فى الله
إننا نحتاج إلى هذه القاعدة بكثرة خاصةً وأننا في حياتنا نتعامل مع أصناف مختلفة من البشر
فيهم المسلم وفيهم الكافر وفيهم الصالح والطالح، وفيهم الصغير والكبير، بل ونحتاجها للتعامل مع أخص الناس بنا
الوالدان، والزوج والزوجة والأولاد، بل ونحتاجها للتعامل بها مع من تحت أيدينا من الخدم ومن في حكمهم.

وأنت أيتها المؤمنة إذا تأملت القرآن وجدت أحوالاً نص عليها القرآن كتطبيق عملي لهذه القاعدة فمثلاً:

تأملى قول الله تعالى عن الوالدين ـ:

{وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}
الإسراء: من الآية23
إنه أمرُ بعدم النهر، وهو متضمن للأمر بضده، وهو الأمر بالقول الكريم، الذي لا تعنيف فيه، ولا تقريع ولا توبيخ.

وكذلك ـ أيضاً ـ فيما يخص مخاطبة السائل المحتاج:
{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}
الضحى:10

بل بعض العلماء يرى عمومها في كل سائل: سواء كان سائلاً للمال أو للعلم، قال بعض العلماء:
"أي: فلا تزجره ولكن تفضل عليه بشيء أورده بقول جميل"
تفسير الألوسي

ومن التطبيقات العملية لهذه القاعدة القرآنية، ما أثنى الله به على عباد الرحمن، بقوله:
{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً}
الفرقان: من الآية63
يقول ابن جرير ـ رحمه الله ـ في بيان معنى هذه الآية:
"وإذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول، أجابوهم بالمعروف من القول، والسداد من الخطاب"

وهم يقولون ذلك "لا عن ضعف ولكن عن ترفع؛ ولا عن عجز إنما عن استعلاء،
وعن صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل الكريم المشغول عن المهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع"

تفسير الطبري


ومن المؤسف أن يرى الإنسان كثرة الخرق والتجاوز لهذه القاعدة في واقع أمة القرآن، وذلك في أحوال كثيرة منها:
1 ـ أنك ترى من يدعون إلى النصرانية يحرصون على تطبيق هذه القاعدة من أجل كسب الناس إلى دينهم المنسوخ بالإسلام
أفليس أهلُ الإسلام أحق بتطبيق هذه القاعدة، من أجل كسب الخلق إلى هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله لعباده.
2 ـ في التعامل مع الوالدين.
3 ـ في تعامل الزوج مع زوجه.
4 ـ مع الأولاد.
5 ـ مع العمالة والخدم.

وقد نبهت آية الإسراء إلى خطورة ترك تطبيق هذه القاعدة فقال سبحانه:
{إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ}
الإسراء: من الآية53

وعلى من ابتلي بسماع ما يكره أن يحاول أن يحتمل أذى من سمع، ويعفو ويصفح، وأن يقول خيراً
وأن يقابل السفه بالحلم، والقولَ البذيء بالحسن، وإلا فإن السفه والرد بالقول الردئ يحسنه كل أحد.

تمت الإستعانة ببعض المواقع الإسلامية مع الاختصار و التنسيق


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

وعاد المصحف وحيداااا

وعاد المصحف وحيدااا

(14) حكاية وآية : وعاد المصحف وحيدا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان – لتحفيظ القرآن

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1).
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

الحمد لله .هو الثناء على الله بصفات الكمال
رب العالمين.هو المربي جميع العالمين (وتربيته تعالى لخلقه نوعان : عامة وهي خلقه للمخلوقين وهدايتهم ما فيه مصالحهم

وخاصة وهي تربيته لأوليائه بالأيمان ويوفقهم له ولكل خير
مالك يوم الدين.هو المالك ليوم الدين ولغيره من الايام
إياك نعبد وإياك نستعين.نعبدك ونستعين بك ..وقدم العبادة على الاستعانة اهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده
والأستعانة:هي الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع الضرر مع الثقة به في تحصيل ذلك
اهدنا الصراط المستقيم .اي اهدنا معرفة الحق والعمل به
صراط الذين أنعمت عليهم .من النبين والشهداء والصالحين
غير المغضوب عليهم .الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود
ولا الضالين الذين تركوا الحق على جهل كالنصارى
هذة السورة احتوت على انواع التوحيد .الربوبية .والالهية .والاسماء والصفات

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

وقفات مع هدهد سليمان للحفظ



الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين ,
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أما بعد:
فإن الله عز وجل خلق الخلق , وجعل لكل صنف منهم حاجة عند الآخر , فالفقير محتاج للغني , والغني يحتاج للفقير , والخلق يحتاج بعضهم إلى بعض ,
رأى الإمام أحمد رجل يدعوا الله "اللهم لا تحجني إلا إليك " قال الإمام أحمد: دعا على نفسه بالموت ,
ولذالك لا يحتقر شيء من مخلوقات الله لا لصغر جسمه ولا لضعفه , فله منافعه في هذه الدنيا.
ومن هذا المنطلق أحببت أن أبحث وأستقصي عن خلق من مخلوقات الله ألا وهو الطير ومن أسباب تقديم الطير على جميع الحيوانات الأسباب التالية:
1)إن أكثر الطيور غذائها الحشرات التي يتأذى

2) أن لحمه طعام للإنسان في الدنيا والآخرة , كما ذكر الله سبحانه وتعالى.
3)أنها تبعث للإنسان الراحة كلما رآها بألوانها الباهرة.
4)أنه كان يستخدم في نقل الرسائل في الماضي قبل وسائل النقل الحديثة.
ومن العجيب أن الاختراعات الحديثة تحاكي ماهو موجود في الطبيعة ,
ومن هذه الاختراعات اختراعهم لطائرات فهم يحاكون خلقة الطير في رأسه وأجنحته وكيف يطير وكيف يهبط ,
وصدق الشاعر عندما قال:
لله في الحركات ينتهى عجبـي * ومن عجائبه جـرى الجمـادات
سبحان من جعل الطيار من جمد * كهيئة الطير يسمـو للسمـاوات
ينهضُ ينْقَضُ كالبازى على عجل * وكـم يواصِِـلُ رنـاتٍ بأنـات
يحكى الطُّيورَ جئاجئا واجنحـة *والرعْد يحكيه في ترديد أصوات
لله ما فيه من هولٍ ومن عَجَـبٍ *ومن شيـات وءايـات وءالات
والطيور أمم وجماعات وأنواع منها المهاجر ومنها المستقر ومنها الجارح ومنها غير الجارح , والطير يطلق على ما يطير في السماء.
وأول ما أبداء من أصناف الطيور هو (الهدهد)
وقد ورد ذكر الهدهد في القرآن في موضع واحد قال تعالى {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ }النمل20

الهدهد: طائر مشهور بقنزعته المنتصبة , ذات اللون البندقي المحمر , والمنتهي ريشاتها بالسواد وبمنقاره المقوس ,
ريش الرأس والرقبة بندقي محمر , والرداء يميل إلى البني. الظهر والكتف والجناحان مقلمة بمناطق سوداء وعسليّة عريضة ,
العجز أبيض , والذنب أسود يقطعه من الوسط شريط أبيض عريض.
طوله 25-26سنتم , وبسطته 44-47سنتم , ووزنه 51 -80 غراماً , منقاره طويل معقوف إلى الأدنى , يقتات الخنافس , والديدان , والعناكب , والحشرات.
تضع الأنثى 4-8 بيضات تحضنها 15 – 19 يوماً , وتترك الفراخ العش بعد 22-28 يوماً من التفريخ. ويعتبر الهدهد من الطيور جزيلة النفع الواجب حمايتها.

أسماؤه: الهدهد , الهُداهد , النّباح , أبو الأخبار , أبو سجاد , أبو ثمامة
صوته: الهَدهَدة , العَندَلة , القَرقَرة , النُباح.

ولنستمع لابن عباس وهو يحدث عن الهدهد
حدث يوما عبد الله بن عباس وفي القوم رجل من الخوارج يقال له نافع ابن الأزرق وكان كثير الاعتراض على ابن عباس
فقال له قف يا ابن عباس غلبت اليوم قال ولم , قال إنك تخبر عن الهدهد أنه يرى الماء في تخوم الأرض وإن الصبي ليضع له الحبة في الفخ ويحثو على الفخ ترابا
فيجئ الهدهد ليأخذها فيقع في الفخ فيصيده الصبي
فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول دررت على ابن عباس لما أجبته
ثم قال له ويحك إنه إذا نزل القدر عمى البصر وذهب الحذر فقال له نافع والله لا أجادلك في شيء من القرآن أبداً.

ومن الفوائد التي يستاقها المؤمن من قصة سليمان عليه السلام والهدهد مايلي:
أ‌)إنكار الهدهد لمّا رأى أمرآة تقود رجال, وهذه من الأمور التي جعلها الله فطرة في الإنس والجن والهوام,
أن الرجل هو الذي يقود النساء.وفيها أيضاً حسن التدرج في الإبلاغ
فقد أبلغ الهدهد سليمان من الأصغر إلى الأكبر من قيادة المرآة لرجال إلى الشرك بالله وهذا فيه حسن أدب وفطنة
ب‌) عندما رأى الهدهد قوم سبأ يشركون بالله ذهب مباشرة إلى سليمان داعياً إلى الله , واليوم يرى العالم أقوام يعبدون البقر ولا يتحرك ساكناً.
ت‌)نقل الهدهد الصورة كما كانت ولم يحكم عليهم , بل ترك الحكم لسليمان عليه السلام.
ث‌) ولما أرسله سليمان إلى قوم بلقيس لم يحرف ولم يبدل بل أدى الرسالة كما كانت.
ج‌)ولنتأمل أنهم أشركوا بالله وسجدوا لشمس ومع ذالك لم يشتمهم ولم يقبحهم , لأن السب ليس من صفات الداعية المسلم , فهوا هدفه الأول أن يقيم التوحيد.
ح‌)واستخدم الهدهد في هذه الآية القاعدة الفقهية المشهورة "إذا تزاحمت المصالح يقدم الأعلى من المصالح " فقدم الدعوة إلى الله على الحضور عند سليمان.
خ‌)وفي الآيات دليل على أن الذي يعلم حجة على الذي لا يعلم.
د‌)وفي الآيات دليل على سموا أخلاق نبي الله سليمان عليه السلام , في تواضعه في قبول خبر الهدهد وحسن ظنه
عندما قال { سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ }النمل27.
ذ‌)قال القرطبي: فيه دلالة على أن الأنبياء لايعلمون الغيب.
ر‌)قال ابن العربي: وفي الآيات دليل على أن الحد على قدر الذنب لا على قدر الجسد.
ز‌)كتاب سليمان لبلقيس قال {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل30 {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }النمل31.
مع كونه ملك لم يذكر مدحاً له قبل الاسم أو بعد الاسم , بل ذكر اسمه فقط وهذا من كمال تواضعه , وكمال بلاغته.
س)ذكر الهدهد {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }النمل25 ,
فيه أن الهدهد أعظم ما يعلم هذا الأمر فلذالك لا يرى أعظم منه في نظره.
ش) لم يعاقبه لأنه اعتذر له ولا أحد أحب إليه العذر من الله ولذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين.
ص) قال العلماء فعل سليمان يدل على تفقده أحوال الرعية والمحافظة عليهم فانظروا إلى الهدهد وإلى صغره فإنه لم يغب عنه حاله فكيف بعظائم الملك.

وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده