التصنيفات
روضة السعداء

المرأة المسلمة في مجتمعها لها دور بارز في سلامته من آفات العصر ، ومحدثات الأمور ، ولا شك بأن المرأة في مجتمعنا الإسلامي تمثل دورا عظيما في مسيرة المجتمع وبناءه ، وتعتبر الرافد الأكبر ، في إرساء قواعد الإصلاح في هذا المجتمع إذا تمثلت بأسس هذا الدين ، وحافظت على مسلماته وضوابطه 00

وما سأتطرق إليه في هذه المقالة هو عن بعض مثالب ومناقب النساء في أفراحنا ، وليس هذا دعوة لمواجهة المرأة المسلمة ، بل دعوة لإصلاح ما أُُحدث في زماننا من بعض الأهواء التي اندلعت على مجتمعات نساءنا ، وتنبيها للغفلة التي غشيت رعاة الأسر ، وتذكيرا بالمُثل التي ينبغي أن نتشبث بها ، لئلا تكون الأفراح أتراح 00

إن بعض النساء في الأفراح ، يمثلن عقبة كبيرة في تسهيل الزواج ، بسبب مبالغتهن في حاجيات الزواج ، وإفراطهن في إحياء ليلة الفرح ، وهذا يمثل عقبة في تسهيل زواج الشباب والفتيات ، وهذه مثلبة عظمى يسجلها الشباب والشابات على بعض نساء المجتمع 00

ومن هذا الباب انطلق وإياك أيها القارئ الكريم للتفتيش عن بعض المثالب التي استحدثها النساء في أفراحنا 0

بعض النساء في طريقهن إلى حفل الزفاف يتعرضن للمرور على الرجال وهن متطيبات ، وهذا بلا شك ، حرام حرام. فعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية )00

ومن النساء من يسكتن على المنكر الذي بدأ يستفشي في بعض مجتمعاتنا ، وهو دخول العريس على النساء ، وهذا لا يجوز 00

كيف يدخل الرجل على نساء المسلمين وهن في كامل زينتهن ، هذا منكر عظيم ، والمنكر الأعظم سعي أهل العريس وأهل العروس في تسهيل ذلك ، والأمر الأخطر هو سكوت النسوة الحاضرات على ذلك ، خوفا من إثارة المشاكل والبلابل مع أزواجهن ، وبعض قريبات الزوج ينبهن النساء على إلتزام الحجاب بسبب دخول الزوج ، وبذلك لسن مسئولات عما يحدث0 وهذا الأمر لا بد أن ينفى من زوجاتنا ، ولا بد أن يكون للنساء موقفا يزجر من كان هذا ديدنهم في زوجاتهم ، وكذلك الرجال ينبغي أن يكون لهم قصب السبق في شكوى من يفعل ذلك على المحاكم الشرعية 00 يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :- ( تصوروا حال الزوج مع زوجته أمام النساء المتجملات المتطيبات ، ( ثم يقول رحمه الله ) بالله عليكم ماذا يكون من الفتنة؟ ستكون فتنة عظيمة، ستتحرك الغرائز، وستثور الشهوات) انتهى كلامه 0

بل قد لا يكون ذلك في صالح الزوجة وأهلها ، ولا يكون في صالح أهل الزوج ، لأن العريس قد يرى في قاعة الأفراح من هو أجمل من زوجته ، فيهبط في نفسه شغف الحب بينهما لأنه رأى من هو أجمل منها 0

والأمر المستحدث في هذه الأيام ، هو إخراج عرض كامل على الحاسوب ، عن قصة وصور الزوج عندما كان صغيرا ، ثم تعرض صوره مع زوجته أثناء مِلكتِهِ ، ثم يمزجون مع ذلك الغناء على هيئة فيديو كليب ، ثم تثار مع ذلك غرائز النساء وخصوصا اللاتي لم يتزوجن ، ثم تكون المفاسد العظيمة المترتبة على ذلك 00
ومع ذلك النساء لا يكن لهن موقف يبرأهن أمام الله، وأتمنى من اهل الغيرة والصلاح أن يكون لهم موقف صارمٌ ممزوج بالحكمة والموعظة الحسنة أمام كل منكر يحدث في أوساط نساءنا ، حتى لا يتكرر ذلك في زوجات قادمة0

ومن منكرات النساء — رقصهن في الفرح كما يرقصن الماجنات على القنوات الفضائية ، فيبدأن النساء يقلدنهن حتى يصبح ذلك شيئا مألوفا في الزوجات ، وأما النساء اللاتي يشاهدن الزواج فتجدهن ، يشيرون بان رقصة فلانة ، كرقصة فلانة الفلانية التي تعرض في القناة الفضائية 0

ومن المنكرات التي تحصل في أوساط النساء ، هو تساهلهن في تصوير بعضهن بكاميرات الفيديو ، أو كاميرات الجوال ، ونحن نعلم بأن أكثر المناسبات يأخذن الحيطة بوجود أجهزة تكشف مثل هذه الكاميرات في القاعات والقصور ، وهذا جيد ، لكن نسبة ضماننا لأعراض نساءنا بحجم انتشار التقنيات ، لا تشكل أكثر من عشرون في المائة ، وكم سعدنا بمواقف بعض النساء البواسل عندما ينكرون ويشهرون بمن تقدم على التصوير ، حتى وإن كان ذلك بالتخفي0

ومن المنكرات أيضا / لبس الملابس التي تبدي العورات ، ومحاكاة الملابس الغربية ، وهذا لا يجوز ، لأن مجتمعاتنا مجتمعات أصيلة ، تحافظ على الشرع وأيضا تحافظ على ما يحفظ شيم نساءنا ، فلا داعي للتوسع في ذلك ، والعتب على أهل المرأة عندما يسمحون لهن في تفصيل الثياب التي تبدي العورات ، وتخالف الأصول ، وحقا على كل راعي أن يتفقد أهله بطرق غير مباشرة قبل ذهاب أهله للزواج ، من أجل أن لا يخرجوا للزواج إلا بثياب ساترة فلا يكون الظهر والبطن عاريا ، ولا تكون الثياب قصيرة ، ولا يكن كاسيات عاريات 00
ومن المنكرات أيضا / لجوء بعض النساء إلى النمص ، ووصل الشعر ، وهذا ما يخالف الشرع ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لعن الله النامصة والمتنمصة ) رواه البخاري ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لعن الله الواصلة والمستوصلة) رواه البخاري 00

وهنا مثلبة كبرى أيها القارئ /

وهو لجوء بعض النساء إلى أماكن التجميل الغير محافظه ، ( ويحصل ما يحصل من العري ، ويرافق ذلك التصوير الخفي إضافة إلى ذلك هو تصيد اهل الشر من أجل الحصول على قطع من شعور النساء من أجل إيذائهن بالسحر

ومن المثالب أيضا / أن تخرج المرأة في كامل زينتها ، وهي غير متحصنة بالأذكار الشرعية ، فأكثر النساء يصيبهن داء العين بسبب ظهورها أمام الملأ في كامل زينتهن ، ومع ذلك لا يتحصنَّ بالأذكار الشرعية ، وأكثر الناس الذين يجتمعون على أبواب معالجي الرقية الشرعية هم النساء ، ولنخبر نساءنا ، بأن حُبَّ الظهور يقصم الظهور 00

ومن المنكرات تضييع صلاة المغرب والعشاء ، أو تأخير وقتها ، بسبب المكياج ، أو المحافظة على القصة واللبس ، والله عز وجل يقول {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }المدثر42، 43 ويقول تعالى ( فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون )

ومن منكرات النساء في الأفراح / المغنيات بالموسيقى ، والأشرطة التي فيها غناء وموسيقى وكذلك استخدام الفيديو كليبات لبعض اللقطات للمغنين والمغنيات أثناء زفة العروس 00

أمر عجيب يارجال /

لماذا يترك البعض لنساءه حرية استخدام مثل هذه الأغنيات المحرمة لبنات ونساء المسلمين ، فبعض النساء لم تتعرف على هذه الأغاني إلا في مثل هذه الأفراح 0 وعلاج هذا المنكر كما يقول الشيخ ابن عثيمين ( أن يقتصر النساء على الضرب بالدف وهو المغطى بالجلد من جانب واحد، وعلى الأغاني التي تعبر عن الفرح والسرور دون استعمال مكبر الصوت ، فإن الغناء في العرس والضرب عليه بالدف مما جاءت به السنة ) ومن المنكرات أيضا ظهور أصوات النساء اللاتي يغنين عن طريق مكبرات الصوت ، لأن بذلك يحصل الفتنة للرجال 000
إلى غير ذلك من التوسع في الذهاب إلى القصور ، وتفلت بعض الفتيات في فترة الزواج بالذهاب مع بعض الشباب ، ولبس العباءات على الكتف ، ولبس العباءات المخصرة ، وبعض الأمور التي قد تصاحب المرأة من الخيلاء ، والعجب بالنفس ، والتبذير في شراء الألبسة بقيم باهظة الثمن ، والإسراف في تحضير الحلويات والمأكولات ، ومن كان هذا ديدنها فالله عز وجل يقول {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }الإسراء27

وأما المناقب التي تحلى بها بعض النساء في أفراحنا ، فهي كثيرة جدا ، لكن سألفت الإنتباه إلى بعض الشيء الذي ينبغي أن نخبر بها النساء ، ويكون ذلك حافزا لهن في أفراحهن0

فهناك من النساء الحاضرات ، من تحضر معها بطاقات دعوية ، أو أشرطة للتوزيع ، أو هدايا لإئتلاف قلوب صاحبات المنكر ويجعلن ذلك وسيلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 0

كذلك هناك من النساء من تمتلك الشجاعة للوقوف أمام الحاضرات وإلقاء كلمة قصيرة تحرك بها قلوب الحاضرات بعد الإذن من أهل الزواج ، وبعض النساء ينسقن مع أحد الدعاة ليلقي كلمة قصيرة عبر الميكرفون من الخارج ، لا تتجاوز العشر دقائق00

– ومن المناقب أيضا – الاتجاه الكبير للنساء إلى إقامة الزواج بالطرق الشرعية ، التي لا تنافي الفرح وأُطر الشرع المطهر 0

وهذا المشروع لا بد أن نتبناه جميعا ، من اجل أن يأتي في الأعوام القادمة وزوجات النساء زوجات تتميز بالزوجات المنضبطة ، وهذا سهل جدا ، فقد كان قبل عشرات السنين الماضية لا يكاد يمر زواج إلا وفيه الطبل للرجال ، وبعد سعي المجتمع في إصلاح ذلك ، أصبح الزواج الذي فيه طبل ، شيء غريب في مجتمعاتنا ، وستذكر ما أقول لك ( ستصبح زوجات النساء بإذن الله زوجات سليمة من الآفات والمنكرات ) وذلك بعد سعي المصلحين والمصلحات في ذلك 00

ومن المناقب ايضا ، عدم التوسع في الذهاب إلى الأفراح ، إلا ما كان سببا في الصلة والمحبة ، ومع ذلك إن وجدوا منكرات في الفرح يباركون لأهل الزواج ثم يفارقون المكان مباشرة 00

ومن المناقب أيضا — كما يقول أحد الدعاة وجود نساء يقيمون ( أعراسا أساسها الرضا ، وسمتها التواضع ، وهي نموذج عملي على من يرون أنهم لا يستطيعون تغيير الواقع السيئ في أعراسنا )00

أمة الإسلام : يا أهل الغيرة والدين ، يجب على كل من علم بمنكرات في ليالي الأفراح والأعراس أن ينكرها ، ويبادر بمناصحة أهلها لتغييرها ، فإن لم يتغير المنكر ، وجب عليه الخروج ، ومنع أهله من حضور تلك الليالي الحمراء والظلم الدهماء ، إنكاراً للمنكر ، وغضباً لله تعالى ، وينبغي ان لا تلغى قوامة الرجل على أهله فبعض الأفراح كما يقول أحد الدعاة إخراجها نسائي ، و يجب أن يكون للمرء سبلا في إقناع أهله بالمخاطر التي تحصل في مثل هذه الأفراح ، وأن يحفزهم على عدم التوسع في حضور الزوجات ، وأن يخبرهم بالمخاطر التي قد تحصل في ليلة الفرح ، وأهم ذلك خطر التصوير بالجوال 0

هذا ما استطعت جمعه عن ما يخص النساء في الأفراح ، وأسال الله لي ولهن التوفيق والسداد ، والفوز بالجنة 00

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني وأخواتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى ، فوددت أن تكون هذه المشاركة مشاركة مباركة إن شاء الله لذا سأشترك فيها بموضوع من الموضوعات التي تهم كثير من المسلمين ويتمنوا تحقيقها ألا وهو كيف تحفظ القرآن الكريم ، وقد اقتبست هذه القواعد العامة لحفظ القرآن الكريم من دورة تدريبية بعنوان طرق إبداعية لحفظ القرآن الكريم أرجو من الجميع الاستفادة منها ففيها أشياء جميلة جدا: وقد أجملت هذه القواعد في عدة نقاط :
1 – القاعدة الأولى :
1) الإخلاص سر الفتح :
إذا عمل الإنسان وبذل الجهد وطبق ما يلزم تطبيقه وأتقن البرمجيات ولكن لم يكن هناك إخلاص في عمله أولم يكن هناك توكل على الله تعالى ، يكون العمل ناقصاً … لذلك نجد كثيرا من المصلحين الغربيين من المكتشفين من الذين نفعوا البشرية بأفكارهم ولكنهم فقدوا الإخلاص النابع من الإيمان بالله تعالى ، نجدهم انتحروا وبكل بساطة .. ولذلك علينا أن نتذكر قوله تعالى : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) إذاً هم سعوا واجتهدوا ولكن سعيهم ضلّ بسبب فقدانهم للإيمان والإخلاص ..
ونحن نحمد الله كثيرا على منة الإيمان والإسلام . فالإسلام الذي ميّز امتنا جعلنا نصبغ كل ما نأخذه من الغرب من برمجيات وتكنولوجيا بصبغة الإسلام ونلبسها بروحانية الإيمان ولذلك نحن نؤمن بأن كل عمل لا يقوم على الإخلاص فهو على جرف هار..
الإخلاص له زرّ في القلب وفي أي لحظة وبدون أن يراك أحد اضغط هنا على القلب وقل في نفسك ( الإخلاص .. الإخلاص .. الإخلاص) )ثم انطلق إلى القاعدة الثانية ( .
الحقيقة يا أخواني أن موضوع الإخلاص يحتاج إلى محاضرات طويلة وأمثلتها كثيرة جدا منها قصة الإمام النووي والإمام الشاطبي قصة النووي والإمام أحمد أيضا ) مؤلف المنظومة المشهورة الشاطبية في القراءات السبع .. تفكر في إخلاصه العجيب : كان يطوف بها حول الكعبة مئات بل آلاف المرات ويقول : يا رب إن كنت قد قصدت بها وجهك فاكتب لها البقاء … ولم يكتف بهذا بل كتبها في قرطاس ووضعها في قارورة وختم عليها وألقاها في البحر ثم دعا الله تعالى أن يبقيها إن كان يريد بها وجهه تعالى … ودارت الأيام وإذا بصياد يصيد السمك ويرى القارورة بين السمك فيفتحها ، فيجد بها ورقة بها قصائد في القراءات .. فيقول في نفسه : والله لا يعلم بها إلا الإمام الشاطبي .. سأذهب إليه وأسأله عنها وحينما دخل على الإمام وذكر له ما وجد في البحر قال له الإمام : افتحها واقرأ ما فيها …. فبدأ الصياد يقرأ :
بـــدأت باســم الله فــي النظم أولا تبــارك رحمـــان الرحيــــم موئـــلا
وثنيت صلى الله ربي على الرضــا محمد المهدي إلى النـــاس مرســلا
وإذا بالصياد يقرأ والإمام الشاطبي يبكي وحكى له قصة القصيدة ( اللهم ربي ارزقني الإخلاص) ، ولذلك نجد الآن وفي كل مكان من طلاب علم القرآن يحفظونها ، وهي مشهورة تذهب إلى اندونيسيا .. الهند .. مصر ، الشام ، تركيا ، وفي كل مكان لأن صاحبها أخلص في عمله إذاً الخلاصة للقاعدة الأولى : ( ما قصد به وجه الله تعالى ، لابد أن يبقى (
القاعدة الثانية :
2) الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر :
اعترض أحد الحاضرين وقال إن هذه القاعدة سلبية ، فأجابه الشيخ الفاضل قائلاً : ستجد بعد قليل كيف أن الإيجابيات ستضيء من جوانب هذه القاعدة.
نرجع إلى هذا القول المأثور .. ( الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر والحفظ في الكبر كالكتابة على الماء ) هذه نشأت من أصل قاعدة ربانية موجودة في الكون مسلّمة لاشك فيها ، أن الصغير يحفظ أكثر من الكبير.. القاعدة تكون كما يأتي :
الإنسان عندما يولد يكون الحفظ عنده في القمة ، ولكن فهمه لاشيء ، فالفهم قليل جداً ، والحفظ يرتفع جداً وكلما كبر كلما ارتفع الفهم وقلّ الحفظ وهكذا بمرور السنوات .. سنوات الطفولة والشباب .. حتى يصل إلى سن العشرين إلى الخامسة والعشرين تقريبا .. يتساوى عنده الحفظ والفهم ، ثم يبدأ يقل الحفظ أكثر ويزداد الفهم أكثر .. هل يموت الحفظ أخيرا ؟؟؟؟؟ لا لا يموت لأن حجيرات الدماغ الخاصة والمسئولة عن الحفظ لا يمكن أن تموت حتى بعد المائة .. إذاً القانون السائد كلما كبر الإنسان قلّ الحفظ ….ولكن ماذا يخرق هذا القانون ؟؟؟؟ هناك شيء اسمه العامل الخارجي .. إذا وجد فانه يضرب جميع القوانين ، فيصبح الحفظ بعد الأربعين سهلاً جدا جدا وهناك كتاب اسمه ( الفضل المبين على من حفظ القرآن بعد الأربعين) ما هو هذا العامل الخارجي ؟؟
هذا العامل هو : الرغبة .. التصميم .. الإرادة .. العزم .. قوة الهمة .. الهمة العالية .. ، إذا وجدت هذا في نفسك فإنه يشعل العزيمة والقوة لتنفيذ ما يريد ..وهناك عندي أكثر من ثمانين اسماً حفظوا القرآن بعد سن الأربعين والخمسين والسبعين …؟!!
أمثلة على العامل الخارجي :
إذا وقفت على رجلك ثلاث ساعات مثلا .. تتعب صح ؟ .. طيب إذا وقفت 4 أو 5 ساعات .. لا تستطيع صح..؟؟ بس إذا قلت لك إن تقف 8 ساعات .. مستحيل صح ؟؟؟ لكن مالذي يدفع مغنيا أن يقف على خشبة المسرح 14 ساعة متتالية وهو يغني ، وذلك ليدخل اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية ..( عامل خارجي )
مسابقة حصلت حول أكل طبق من الصراصير مقابل إعطاء مال بشرط أن تقرمشه تحت أسنانك !! وتقرظه فلم يقم احد .. إلاّ بعد أن رفعت المكافئة إلى مبلغ خيالي أكثر من 500ألف دولار قام رجل .. قال أنا آكله . واعتبر نفسي أنني آكل فستق .. ( عامل خارجي ) !!!!!!
قصة أم طه التي حفظت القرآن تؤكد ذلك … ( سأروي لكم القصة آخر المحاضرة )
سأل الشيخ الحضور .. إذا عرضت على أحدكم أن يقف خمس ساعات , وبعدها عرضت عليه أن أعطيه 10آلاف دولار مقابل أن يقف ساعة إضافية .. هل يفعل ..؟ أجاب الحضور بل نقف ساعتين إضافيتين .. فعلق : أرأيتم ..هذا هو العامل الخارجي .. تحدّي ..
نرجع إلى الموضوع السائد أن الإنسان إذا حفظ القرآن وهو صغير فقد اختلط بلحمه ودمه ، كيف ذلك ؟؟
أنا أودع القرآن عند حفظه في حجيرات دماغي ، وعندما أكبر تكبر كذلك حجيرات دماغي ، تكبر وهي حافظة للقرآن، فيبقى .. والسؤال المهم من أي سنّ يجب أن يكون التلقين ؟؟؟؟؟؟؟
إذا استطاعت الأم أن تحرص أن تفتح المسجل دائما وجنينها في بطنها في الأشهر الأخيرة فلتفعل وبعد أن يولد الطفل ، دائما أسمعيه القرآن الكريم ، اجعليه يراك تقرئين القرآن الكريم ، تذكرين الله تعالى ، ستجدين النتيجة طيبة بإذن الله تعالى … ولكن .. احذري .. احذري أختي المؤمنة أن تقهريه قهراً فكرة الإجبار خاطئة تماماً ..
لنأخذ هذا المثال … معي قطعة من الحلوى لذيذة جداً جداً , وهي من النوع الفاخر الغالي الثمن .. وجئت من خلف ابني وفاجأته وقلت افتح فمك لأضع الحلوى فيه .. ماذا تتوقعون أن يفعل ؟؟؟ أول حركة يتراجع ويغلق فمه .. لا يستقبل ولا بد أن، يعمل حركة معاكسة .. القاعدة هي :
لا تضع قطعة الحلوى مباشرة في فم الطفل .. تعني لا تدفع طفلك إلى حب العلم .. الصدق .. الخلق الطيب….لا تأمره بهذا أولا … حببه إليه ..
لا تضعها مباشرة في فمه وإنما أمامه .. شوقه إليها تشويقا .. على مبدأ ( ما بال أقوام)
يقول الشيخ الدكتور المدرب: لقد وقعت أنا في هذا الخطأ وكان عندي شريط كاسيت وكنت أرغب من قلبي أن يسمعه ابني عاصم في السيارة ، وفي الطريق إلى المدرسة وفي السيارة ، قلت له : اسمع هذا الشريط يا عاصم . الذي حدث أنه بدأ يقرأ اللوحات على جانبي الطريق .. ويشغل نفسه .. وأنا أقول له : عاصم أسمع .. وهو يشغل نفسه ويتعمد ذلك ، وأنا كنت حريصا على أن يسمع الشريط ، وبعد ذلك صرخت وقلت له : يا بابا هذا شريط قرآن اسمعه .. ثم التفتت لخطئي … أنني أريد أن اسمعه الشريط بطريقة خاطئة .. فلم يسمع الشريط .. بعد فترة حملت معي شريط آخر ولم أتكلم فسألني ما هذا قلت له قرآن يا ابني وقال : بابا ما هذا الشريط .؟؟ قلت له " بعدين تعرف " .. ركبنا في السيارة قال عاصم : بابا أضع الشريط في المسجل .؟؟ قلت له : لا لا تضعه بعدين تعرف .. أوصلته إلى المدرسة وعنده ملف مفتوح وهو يفكر به .. ، افتحوا ملفات عند أبنائكم واتركوهم يفكرون .. قولوا لهم ماذا فعلت حليمة السعدية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تكملوا الشرح خلوهم يفكرون ويعيشون في الخيال ، وكذلك في الحلقة القرآنية افتح للطلاب ملفا واتركهم يفكرون فيه .. المهم ما فتحت الشريط .. رجعت إليه بعد الظهر ركب السيارة وكنت قد فتحت الشريط وهو لطفل قارئ اندونيسي وصوته جميل جدا .. يقرأ القرآن وبعده بثوان أغلقت المسجل: بابا ليش أغلقت المسجل خليه .. قلت له طيب بعدين .. أنت كيف حالك اليوم بالمدرسة .. وبدأت اشغله ..وهو يجيب بسرعة ويلح عليّ أن افتح الشريط .. وأنا أشغله .. وتعلق قلبه بالشريط .. وبعد ذلك أسمعته , وأعجبه .. وبعد ذلك استأذنني أن يأخذه معه إلى البيت ليكمله .. هكذا ..
جرب أنك تجبر أبنك على شيء معين .. وفي اليوم التالي جرّب أن تشوّقه لنفس الشيء بطريقة التحبيب والترغيب … وسترى النتيجة ..
الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر .. والحفظ في الكبر ممكن إذا وجد الحافز والعامل على ذلك…
في السودان ، وكنت أتكلم عن الذين حفظوا القرآن الكريم بعد الأربعين قالوا الآن هنا يوجد الشيخ مكين حافظ القرآن الكريم وهو أميّ لا يقرأ ولا يكتب فناديته وقال " لي أسأل أي سؤال وأقرأ أي آية وأخطأ أي خطأ وأنا أكتشف لك ذلك .. " ، فوالله أنا ارتبكت كيف أخطأ بالآية ؟ ..
فطلبت من شخص جالس أن يعطيه آية .. فقرأها وأخطأ فيها .. وأخذ الشيخ مكين يبين له الخطأ والأحكام ، قلت له ما شاء الله عليك .. احكي لنا قصتك .. قال : " أنا نظرتَ إلى نفسي وقلتَ : ((ملاحظة :أهل السودان يتكلمون عن أنفسهم بالمخاطب نظرتَ وأكلتَ وهكذا )) وقلتَ يا مكين كيف تأتي يوم القيامة وأنت مليء بالذنوب .. فذهبتَ إلى المسجد وجلستَ مع حلقة الأطفال وبدأتَ أردد معهم وأسمعهم وبقيت كذلك حتى حفظت القرآن الكريم كاملا " تصوروا وبعد الستين سنة وبإتقان ، والقصص عديدة بهذا الموضوع ومنها قصة أم طه …
القاعدة الثالثة : 3) اختيار وقت الحفظ :
إذا تغدى الإنسان وملأ بطنه وشرب من المشروبات الغازية .. كيف يستطيع الحفظ .. لا يمكن أبدا !!!!
فالذهن مشغول والدم كله موجه إلى المعدة لعملية الهضم .. وأهمل الدماغ , فلن تستطيع أن تحفظ .. أو لن يتركز الحفظ أبدا … وإنما وقت الحفظ هو وقت السحر قبيل الفجر .. يقول الإمام ابن جماعة .. أحد علماء الإسلام المربّين الرائعين في رسالة ماجستير له بعنوان ( فنّ التعليم عند ابن جماعة ) يقول : " أجود الأوقات للحفظ الأسحار ، وأجودها للبحث الأبكار ، وللتأليف وسط النهار ، وللمراجعة والمطالعة الليل ".
الآن لو تساءلنا لماذا يكون وقت الأسحار أفضل الأوقات للحفظ ؟؟؟؟؟؟
لو رسمنا خطا بيانياً للقلب هكذا .. في فترة الصباح يتحرك الدماغ طوال النهار …. أي مشكلة , خطأ ، راحة ، فنجان قهوة ، الدماغ شغّال بين حالات راحة وعصبية وتعب .. كل الحوادث تجد الصورة للخط البياني للدماغ وعند النوم هكذا مثلا …
يخزن هذه الأحداث وهذا الجدول البياني في الليل يبدأ العقل اللاوعي بترتيبها وأنت نائم على حجيرات …
يضع النظير مع نظيره والشبيه مع شبيهه ، فيضع العصبية مع بعض .. والراحة مع بعض والألم مع بعض ، وما يتعلق بأمر النساء وكل شيء … مثل الكومبيوتر .. وهو نظام عجيب .. يرتب لي الحجرات ولكن مالذي يفيدني هذا في الحفظ ؟؟؟؟؟؟؟؟
يفيدني أن الإنسان عندما يستيقظ في السحر يكون الدماغ جاهزا للحفظ ويقول لك تفضل أعطني المعلومات .. أما في آخر النهار إضافة إلى الشواغل الكثيرة ، تأتي وتدخل عليها الحفظ … ستجد الصعوبة في الحفظ أو يكون غير جيد ..أو يأخذ وقت أطول وتركيز أكثر … أما في السحر .. وهو شيء مجرب ..هو أفضل الأوقات .. وهو الثلث الأخير من الليل .. ولابد أن يسبقه نوم ، لأنه إذا لم يسبق هذا الوقت النوم يشعر الإنسان بالتعب الشديد ، فالعقل اللاواعي يعمل طوال الليل …
فمن مميزات العقل الواعي انه يهدأ ليلاً ويرتاح ، أما العقل اللاواعي فلا ينام ولا يرتاح .. شغّال طول الوقت .. ليلا ونهاراً ، وهو لا يفرق بين الخيال
والواقع ، ولذلك حينما أقول لك تخيّل أنك حافظ القرآن الكريم ..وحققته … العقل اللاواعي يصدق .. عندما تقول : أنا الآن أحقق حفظ القرآن الكريم أو أن أنال شهادة الماجستير وبتفوق … يقول لك العقل اللاواعي أنا حاضر وأنا عبدك المطيع .. سأسخر لك كل قواك الداخلية لتحقيقها .. أما إذا قلت لا لا يمكن .. ذلك صعب .. فالعقل اللاواعي يصدق ذلك .. ويقول لك حاضر … خلاص .. بإرادتك .. نام قد ما تقدر .. أنا عبدك المطيع .. كما تريد أكون أنا ..
هناك تشبيه جميل .. يشبهون العقل اللاواعي والعقل الواعي بالهندي والفيل … الذي يأمره .. فيأتمر بأمره …
الفيل ضخم جدا والهندي وزنه ستون أو خمسون كيلو.. يلاعبه …يقول له اجلس على منضدة… يجلس الفيل على المنضدة .. ويقول له ارفع خرطومك .. يرفع خرطومه .. يقول له افعل كذا وافعل كذا .. ويفعل الفيل ما يأمره الهندي .. والهندي هو العقل الواعي ..أعطي عقلك اللاواعي رسالة أنك ستحفظ .. هو سيقول لك بأمرك أنا حاضر …الآن سنبدأ ..
(( حينما سئل الشيخ كم ساعة تكون قوة العقل على الاستيعاب والحفظ ؟؟ قال 4 أو 6 أو 8 للناجحين .. وبراحة تامة )( .
إذا استطاع العقل أن يتحكم بالطاقة الجسدية والنفسية ويوجهها عند ذلك تستطيع أن تعمل كل شيء ، العقل اللاواعي يتحكم بحسب ما يدخله العقل الواعي إليه من معلومات .. ( الحقيقة أن الحواس كثيرة فهناك حواس لازالت تكتشف ، منها حاسة الاتجاه .. فلو أني رميت لك القلم هكذا ستمسكه بأقل من لحظة .. كيف تمسكه؟ بحاسة الاتجاه ، كذلك إذا قلت لك أكتب رقم الهاتف دون أن تنظر إلى مكان القلم في جيبك .. ستمّد يدك وتمسك بالقلم دون نظر ودون تفكير .. وتخرج القلم .. كله بحاسة الاتجاه ) .
الآن الكومبيوتر مثلا ، تدخل إليه المعلومات : أنا كسلان …أنا غضبان .. أنا زعلان .. أنا قلق .. وبعدين اطلب منه أن يعطيك المعلومات التي أعطيته إياها .. هل سيعطيك مثلا .. أنا مسرور ؟؟ أو أنا سعيد .. غير ممكن .. سيعطيك ما أدخلته .. لذلك بعض الناس عند العصبية تطلع منه العجائب ويفتح قاموس الحيوانات الأليفة وغير الأليفة .. من عقله اللاواعي ..والأطفال يحفظون ويأخذون من آباءهم .. وإذا كان الطفل مؤدب جدا جدا.. يقول لك انتظر يا أبي عندما أكبر .. سأعامل أولادي كما عاملتني بالضبط .. وسأقول لهم كذا وكذا … هكذا العقل اللاواعي يعمل .. يحفظ ويحفظ ويخزن .. مثل الكومبيوتر .. لذلك عليّ أن أحرص ألا أتكلم مع أولادي إلا بالإيجابيات ..والكلام الطيب ..
وينشأ ناشئ الفتيان فينا ****** على ما كان عودّه أبوه
القاعدة الرابعة :
4) اختيار مكان الحفظ : كـــيـــف ؟؟؟
عليّ أن أحفظ القرآن الكريم في المكان الذي احفظ فيه عيني وأذني ولساني .. إخواني : الحقيقة أن منافذ الذاكرة ثلاثية .. لو أن عندي حوضا للماء وفيه ثلاث مصبات تصب فيه .. من أماكن متفرقة ، فإذا فتحت المصبّات الثلاثة بالماء ، يمتلئ الحوض ماءً ، وإذا فتحتها باللّبن يمتلئ لبناً ، وإذا بالعصير .. الخ وهكذا ، وكذلك قلبك .. حوض مداخله ومصبّاته العين والأذن واللسان ، فكل ما يدخل عن طريقها إلى القلب يمتلئ به ، فإذا دخلت المعاصي .. نكت في القلب نكته سوداء .. وإن كانت طاعات .. يمتلئ القلب نوراً وهكذا …
فإذاً علينا أن نحفظ في المكان الذي نحفظ فيه سمعنا من الغيبة . ألسنتنا من النميمة .. وأبصارنا مما حرم الله تعالى .. ومن اللطائف في اختيار مكان الحفظ .. أنني وجدت في تركيا في بعض المراكز لتحفيظ القرآن الكريم ، غرفا صغيرة جدا ، مترين في مترين ، بناها العثمانيون القدامى .. ولها سقف عالي للتهوية ، قالوا إنها مخصصة للمتسابق للمراجعة .. وللذي عليه ورد معين يريد أن ينهيه ، وحينما دخلت وجدت أحد الأخوة يراجع القرآن الكريم فيها .. قال هنا نركز على الحفظ .. وهذه فكرة قديمة من 400 سنة تقريبا .. وفي الحرم لازالت هناك غرف صغيرة موجودة .. ومن الأشياء الطريفة أيضا أنك يجب أن تحفظ ولا يوجد أمامك مرآة : لماذا؟؟؟؟
لئلا تنشغل ، فإذا بدأت بالحفظ : بسم الله الرحمن الرحيم .. نظرت إلى المرآة وقلت لنفسك والله إن الشيب قد كثر .. ما عاد ترضى بي أم العيال … أو تنظر إلى قميصك ، إلى لباسك … أو .. أو .. فيشغلك الشيطان ..
قد يسمح وينصح بالمرآة في جانب آخر وذلك لتذكر وتعلم أحكام التجويد .. في بعض المراكز ينصح المدرّب الناجح والمحفظ لتلقي أحكام التجويد يقول الشيخ انظر إلى شفتيك وفرق بين انطباقهما وانضمامهما وكذلك الإشمام والروم ، ويقول امسك المرآة وانظر كيف تطبق أحكام التجويد .. وبهذه المناسبة أذكر أن أحد الطلاب جاء ليدرس أحكام التجويد وهو يدرس في بريطانيا فقال نحن ندرس في معهد اللغات معهد الصوتيات في الدراسات العليا قال نحن ندرس اللغة والمرآة عند المشرف يقول للطالب انظر إلى المرآة وانظر إلى شفتيك والفك وتعلم كيف تنطق .. فقلت له أننا بحمد الله نهتم بهذا العلم منذ فترة طويلة …
القاعدة الخامسة : القراءة المجودة والمنغمة :
التجويد يثبت الحفظ بطريقة أقوى وأوسع فمن خلال تتبعي للعديد من المدارس والطلاب ، يأتيني الكثير من الإشكالات في الحفظ يقول أخ : يا شيخ أنا احفظ وأنسى ، فاسأله كيف حفظت؟؟ فالأكثرية يقولون أننا نحفظ بقراءة عادية ( كأنه يقرأ كتاب عادي ) ..وهذا خطأ .. القراءة الاعتيادية جدا للقرآن الكريم لا تصح ، ينبغي لي أن أجمل صوتي وأنغمه …
أبو موسى الأشعري رضي الله عنه كان يقرأ القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إليه ، فسّر بقراءته فالتفت إليه أبو موسى وقال :
يا رسول الله استمعت إليّ؟ قال : نعم لقد أوتيت مزمارا من مزامير أبي داود . قال :" لو أعلم أنك تستمع إلىّ لحبرته لك تحبيراً"( لقرأته لك أجمل وأحلى من ذلك ) ..
إذاً إذا أردت أن تحفظ فاقرأ بالحد الأدنى من مخارج الحروف من الغنة والإدغام والمد والذي يعتبر تركه لحنا جليا .. القراءة السريعة تسمى هذربة .. الحفظ الجيد أن نظهر المدود والغنة وبعض مخارج الحروف المهمة ثم النغمة .. كل ذلك سيثبت الحفظ .. الدماغ يرتاح على النغم والإيقاع …
كل إنسان حينما يقرأ ( اقرأ بسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق …) القلقلة الموجودة في الآيات ( إق) أول الآية وأخرها تحس ببهاء الآية وجمال الآية، والآية التي بعدها نجد أن الجرس الإيقاعي أو الإعجاز الإيقاعي تؤثر وتؤدي إلى تسهيل الحفظ فالإنسان مفطور على النغم ، كل واحد ، الأعرابي ..الرجل.. المرأة في مطبخها نجدها تدندن بنشيد أو آيات …الخ ما سرّ ذلك ؟؟؟
إن الجنين حينما كان في بطن أمه كان رأسه قريبا من قلب أمّه الذي يدق دقات منتظمة طوال تسعة أشهر , بم بم … بم بم بم … بم بم .. المشيمة تنقل صوت دقات القلب بطريقة عجيبة إلى الطفل كأنها تهدهده ، تسكته ، تعطيه النغم ، تعطيه الراحة النفسية فهو يعيش على هذا الإيقاع بم بم بم .. بم بم .. وعندما يولد الطفل عندما يبتعد عن أمه ، يبكي ، وحينما يقترب منها ويسمع دقات قلبها يهدأ وكلما ابتعد عن قلبها يبكي ويصيح : " أرجعوني إلى المكان إلي يريحني "
فكل واحد منا شاء أم أبى يحب أن يسمع ولكن علينا أن نعلم أن هناك خطوط حمراء وخطوط خضراء هذا في الشرع .. تمتع بالطرب في حدود الخطوط الخضراء .. فإذا تجاوزت شرعنا وديننا هذا لا يجوز .. وأنتم تعرفون حكم الخطوط الحمراء…
* الخلاصة والقصد من كل هذا أنه إذا أردت أن تحفظ القرآن الكريم فاحفظه بنغم فطري و إيقاع يثبت الحفظ ، إذا ذهبنا إلى أي قرية في العالم ، سبحان الله ، وقلنا لطفلة صغيرة إقرأي الفاتحة ، تقول: "بسم الله الرحمن الرحيم …" بنغمة مميزة ومعروفة… من أين جاءت بها ؟؟ يقرأها بغير القراءة العادية وغير الأداء الاعتيادي لجميع القراءات ..
هذا الرجل الذي درس الصوتيات في احد معاهد الدراسات في بريطانيا والذي تكلمنا عنه عند استعمال المرآة في تعلم اللغة ، هو يدرس صوتيات اللغة العربية فطرح فكرة مع أسرته أن يسجل لهم أصوات عربية من أناس عرب مختلفين .. مثقفين وعامة وعاديين جداً ، وسيضع نصوصا مختلفة ، من بينها نصوصا قرآنية ، فوجد أن الناس يقرأ ون الآيات القرآنية بطريقة مجودة ونغمة مختلقة عن باقي النصوص ولها إيقاع خاص ، غير باقي الإيقاعات ، سجل ذلك بأجهزة دقيقة وذهب إلى أستاذه المشرف عليه غير المسلم ، قال له : " أنظر هذه لغة عربية وهذه لغة عربية ولكن هذه تختلف بالقراءة عن تلك " قال له الأستاذ : " عجيب هذا الكلام ، هل هذا الاختلاف صدر من واحد أو اثنين من المسلمين ؟؟ "
قال له : " أغلب المسلمين هكذا فالمسلم إذا قرأ الشعر ، الجريدة ، الأخبار ، المجلة .. يقرأها بطريقة معينة ، إذا جاء إلى آية قرآنية يقرأها بتجويد بغنة بإدغام " قلت له : " هذا البحث إذا طورته وخدمته خدمة عميقة سيقدم للغرب حقيقة أن القرآن متميز بكل شيء حتى بصوتياته وبحروفه وطريقة أدائه المتوارث"
فتعجب الأستاذ وقال : " كيف تأخذونها " قلت : " هذه الطريقة يأخذها التلميذ والطالب عن شيخه والشيخ عن شيخه والشيخ عن شيخه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه ميزة القرآن العظيم عندما ينبغي أن يقرأ على شيخ وقد شرحت له فكرة السند أكثر وقلت له أخبر أستاذك هذا (بيّن له) وقل له أن هذا القرآن ينبغي أن يقرأ على الشيوخ ولا يصرح ولا يجاز بأنه يستحق أن يعلم القرآن إلا بشروط منها أنه عليه أن يقرأ القرآن غيباً من أوله إلى أخره بطريقة معينة على شيخ متقن فيسمع الشيخ كامل قراءته ثم يقول له لقد استمعت إلى قراءتك وبما أنها متقنة فقد أجزتك بقراءته كما أجاز لي شيخي الذي أجازه شيخه فلان ابن فلان وهكذا السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه ميزة لا توجد إلا في القرآن الكريم فكان هذا الكلام مبهراً جدا للأستاذ بل حتى هو انبهر عندما علم من بعض المسلمين أن هناك سند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ولم يصدق . وللسند أنواع منها من يصل إلى 30 درجة ومنها من يصل إلى 35 درجة ، ومنها 32 ومنها 28 شخص ، وهذا أعلى الأسانيد وأعلى من هذا 27 اليوم في العالم ,,
يوجد شخص واحد في العالم حسب علمي ( والكلام للشيخ الغوثاني ) اليوم بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم 26 قارئ والناس يرحلون إليه ويقرأون عنده شهراً كاملا ويؤشر على الإجازة وهو الشيخ ( بكري الطرابيشي ) وهو في دمشق أحيانا يأتي إلى دبي ، وهذا الرجل بينه وبين الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم 26 شخص ، ولكن الذين بينهم 27 هم كثر ، منهم الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات من مصر وعمره أكثر من 90 سنة وهو مريض فأدعو له بالشفاء ..
القاعدة السادسة: الاقتصار على طبعة واحدة من المصحف ولا يغيره :
وهذا المصحف الأفضل أن يبدأ بآية في أول الصفحة وينتهي بآية في أخرها .. وهذا مصحف مجمع الملك فهد هو المنتشر .. حافظ على المصحف المحدد ، ولا يشتت الآيات وإذا اضطرت بعض أخواتنا أن يقرأن من كتب التفسير لعذر أقول لها اختاري التفسير الذي يكون بداخله المصحف نفس الطبقة التي تحفظيها حتى لا تشتت الآيات ..
القاعدة السابعة : تصحيح القراءة مقدّم على الحفظ :
إذا أردت أن تحفظ الآيات عليك أن تقرأها على شيخ متقن الحفظ ولا تعتدّ بنفسك فلا بد أن يكون لك أخطاء ، والتصحيح له طريقتان فإمّا أن تصحح القرآن كاملا من أوله إلى أخره وهذه الطريقة لا يسمح للطالب فيها أن يبدأ بالحفظ ،عليه أن يقرأ وتصَحّح القراءة ثم في السنة الثانية يبدأ ، الطريقة الثانية أنك تبدأ فقط بتصحيح ما تريد أن تحفظه وتصحيح التلاوة يجعل الطالب يحفظ أسرع بكثير من الذي لا يصحّح قبل الحفظ ثم أنك عندما تصحّح الحفظ تحفظ بما لا يقل عن 30 % من الصفحة قبل الحفظ مجرد التصحيح يفتح ذهنك وبحضور الشيخ ، فيتجاوز 30% من الصفحة فيبقى عليك
70% هذا على الطريقة الثانية ..
أما على الطريقة الأولى فالطالب حينما يبقى مع القرآن سنة كاملة يقرآ يصحح وبوجود شيخه فتكون هناك نسبة من المحفوظ … أنا أذكر أن والدي رحمة الله عليه قد قرأ القرآن على الطريقة الأولى صححّه عند الشيخ من أوله إلى أخره والمرحلة الثانية وقف لم يكمل الحفظ ولكنه يصحح أي آية ويعرف تقريبا كل آية في أي سورة ولكنه حفظ حوالي 40 % .
في الجلسة الخاصة للنساء سألت إحدى الحاضرات عن استخدام بعض الكلمات النابية والنبرات المؤذية مع بناتها بنية التخويف أو إجبارهن على الحفظ ، فأجابها الشيخ الفاضل بأن الكلمات السلبية في الحقيقة غير مستحسنة ويجب أن تحاول مع بناتها بالطريقة الإيجابية والتشخيصية وقال أن الشخصية نوعان إحداها مرجعيتها داخلية والثانية خارجية فالأولى لا تستجيب إلا لنفسها ولا يهمها قول الآخرين فتعمل الذي تريده ويرضيها هي ، أما الثانية عكس ذلك .. عليك أن تتعلمي كيف تنوعين وتغيرين التعامل مع أولادك تعلمي كيف تسيطرين على المواقف وذلك بممارسات مختلفة حسب المواقف ..
إحدى الحاضرات سألت عن طريقة ناجحة لتعليم غير العربيات وتحفيظهن القرآن الكريم مع صعوبة اللفظ عندهن فقال الشيخ حفظه الله بأن الصبر مهم في هذه المهمة ويجب تعليم الألف باء أولا ثم مخارج الحروف ثم بعد ذلك نبدأ بالتحفيظ .. مع ذلك أقول لك يا أختي وأنت تعلمين أولادك دائما تذكري الرسائل الخمس للعقل اللاواعي وأعطيهم الثقة بالنفس وكرريها دائما … ووفقكن الله تعالى لما يحبه ويرضاه ولما يخدم الإسلام والمسلمين ..
القاعدة الثامنة : عملية الربط مقدم على الحفظ :
الربط مهم جدا في كل جزء من أجزاء السورة ، أي ربط الآيات بالمعاني .. مثلا ربط الآية بخيال ، جائز كما قلت ضمن الدائرة الخضراء ( يجعلون أصابعهم في آذانهم ..) جاز لك أن تتخيل كافرا يضع إصبعيه في أذنه كلما سمع القرآن هكذا ..( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) لك أن تتخيل كافراً يخفه البرق الصورة تسمح بذلك ( ويوم يعض الظالم على يديه ..) صورة تتخيلها .. بلغة مؤثرة لك أن تربطها بطريقة ما .. ما دام النص يعطيني خيال أوسع ..
لكن لا يجوز أن تربطها بأشياء غير محلها ، مثلا ذلك الشاعر الذي قال حينما نزل ضيفاً عند شخص فأجلسهم في سطح المنزل فجاعوا فجلب لهم الماء وكلما ازدادوا جوعا يرسل لهم ماء فقام أحدهم كان شاعرا فقال :
أبات الضيوف على سطحهم وبــــات يريهم نـجوم السمـــا
وقــد قطع الجــوع أمــعاءهم وإن يستغيثوا يغاثوا بمــــــــا
هذه الآية لا ينبغي وضعها هنا فهو أراد أن ينكت .. وهذه خاصة بالكافرين .. فلا ينبغي ربط الآية في غير محلها .. لأن الضيوف مؤمنون والآية خاصة بالكفار ..
من الطُرف أن أحدهم جمع مجموعة في مطعم وجاء لهم بخروف مشوي وقال لهم لا أسمح لأحدهم أن يمد يده إلى الطعام إلا بعد أن يأتي بآية يقرأها وتكون مناسبة لما يأخذ ، فقال أحدهم( فك رقبة ) وأخذ الرقبة .. والثاني قال ( والتفت الساق بالساق ) وهم على الفخذ .. أما الثالث فقال ( حتى إذا ركب السفينة خرقها ) .. هذا لا يجوز .. لا ينبغي التلاعب بالقرآن ..
الربط البصري : ربط اسم الآيات رسم الكلمات ، مثلا ( وهو على كل شيء قدير ) الذي شخصيته بصرية يركز على شكل المصحف والآيات ،أما السمعي فيركز على صوت القارئ ..وهكذا
القاعدة التاسعة : الـتــكــرار :
عملية التكرار تحمي الحفظ من التلفت والفرار..، التكرار نوعان :

أولهما : بمعنى امرار المحفوظ على القلب سرّاً.
الثاني : التكرار الصوتي وبطريقة مرتفعة يوميا.

التكرار يجب أن يكون من وجهة نظري خمس مرات على الأقل ، بعض الشيوخ يوصي طلابه أن يكرر الدرس خمسين مرة … ذكر أحد العلماء عن طالب أمره شيخه أن يكرر الدرس ثمانين مرة .. فأخذ يكرر ويكرر .. فحفظ بعد عشر مرات. ولكن كرر وكرر لان شيخه أمره بذلك .. وإذا بعجوز جارة له تنادي من وراء السور .. يا غبي أنا حفظت الدرس وأنت ما حفظته ، قال لها : ماذا افعل … الشيخ أمرني أن أكرره ثمانين مرة ، قال لها إذا حفظتيه فاذكريه ، فقرأت له الدرس كامل.. بعد أسبوع ناداها .. يا عمتي إقرأي الدرس الذي قرأ تيه قبل أسبوع .. قالت : أي درس ؟؟ أنا لا أدري ما تعشيت أمس .. لقد نسيته ! ، قال لها لكني لم أنس .. بسبب التكرار … حتى لا يصيبني ما أصابك أكرره كثيرا ..
هناك نظرية تقول : إذا حفظت حفظا .. يوضع في ملفات مؤقتة ثم بعد ذلك ينزل إلى الملفات الثابتة في اليوم الثاني أو الثالث ..
من خلال تجربة أحدى الأخوات من أبو ظبي تتضح لنا هذه النظرية :
هذه الأخت حفظت في اليوم أكثر من تسع صفحات .. وكتبتها غيبا .. فوجئت عصر ذلك اليوم أنها لم تستطيع قراءتها …. فاكتأبت وقالت قضيت أكثر من ساعتين بالحفظ وجئت عصرا فلم أتذكر منها شيئا : قلت لها لا تحزني اقر أيها غدا وستتذكرينها .. لأنها الآن في الملفات المؤقتة في الذاكرة القصيرة .. فاصبري عليها وغدا راجعيها ستجدين أنها قد ثبتت في الذاكرة الدائمة ، وفعلا بعد مراجعتها قالت أنها فعلا تركزت عندي بعد المراجعة..
فمن ترك التكرار نسي ..
إذاُ التكرار للقرآن الكريم هو أساس كل شيء ..
ومن الأشياء المهمة أنك في البداية تشعر بصعوبة .. الشيخ إبراهيم الذي حفظ القرآن في 55 يوما كان يراجع في اليوم ثلاثة أجزاء ثم أصبح الأمر سهلا عليه فراجع خمسة .. ثم عشرة .. ثم يقول أنا أراجع في اليوم 15 جزء بسهولة وراحة .. لأنه تعود التكرار والمراجعة .. عود نفسك على التكرار بدون ملل…
القاعدة العاشرة : الحفظ اليومي المنتظم خير من الحفظ المتقطع : لــمــاذا ؟
لان هناك حجيرات في الدماغ مسئولة عن الحفظ فعندما تبدأ بعملية الحفظ ربما تشعر ببعض التعب … ولكن لماذا ؟
لأن هذه الحجيرات في دماغك تعاتبك وتقول لك "أهكذا هجرتني هذه المدة الطويلة والآن تطالبني بالحفظ ؟!! أين كنت منذ زمن طويل ؟؟!!
ربما تعاندك في البداية ولكن في اليوم الثاني والثالث والرابع تستجيب لك …ابدأ بالقليل بعد التعود على الحفظ ، وبعد استجابة الحجيرات لك زود قليلاً الكمية …
أحد الأخوة كان يقول : لا أستطيع الحفظ أبداً ، فحاول معه المشرف على المركز قال له : ألا تستطيع أن تحفظ سطراً واحداً كل يوم ؟ قال نعم أستطيع .. واستمر في حفظ سطر واحد كل يوم حتى زاده إلى سطرين ثم ثلاثة ثم أربعة ثم نصف صفحة … وهكذا .. النجاح يولد النجاح .. ابدأ بالصغير ثم تصل إلى الكبير..
إذا داومت على الحفظ تتنشط الذاكرة ، وقد تجد طريقة في الحفظ أفضل ومناسبة لك .. بعض العلماء قالوا لا مانع إذا أعطى الحافظ لنفسه استراحة يوم أو يومين إذا وجد نفسه قد تعب من الحفظ ..
أيضا عليك أن تعطي لنفسك جائزة إذا أنجزت شيئا في الحفظ مثلاً: أنهيت حفظ سورة البقرة لا مانع من أن تكتب شهادة شكر وتقدير لنفسك ( أشكرك يا طموح ….. يا متفائل .. عسى الله أن يسهل عليك سورة آل عمران ..) هكذا ..
تخيل نفسك شخصاً آخر يهنئك على الإنجاز ويبارك لك ما قدمته..
* سئل الشيخ : ماذا عن العقاب ؟ أجاب :" بعض السلف كان يعاقب نفسه إذا اغتاب أحدا صام يوماً … فتعودت نفسه على الصوم … فقال : وجدت
نفسي تعودت على الصوم ووجدت أن الصوم قد هان عليّ ، فقلت إن اغتبت مسلماً سأدفع ديناراً ، فصعب عليّ فتركت الغيبة؟؟!!!! "
ما رأيك بهذه الفكرة ؟؟؟!
عندما تشكر نفسك وبصوت عالٍ تجد أن عقلك اللاواعي يتنشط ، وينجز نفس الإنجاز بطريقة أسرع ..
هل سمعت بإبراهيم الفقي ؟؟؟؟ أحد المدربين العالميّين قال أنه بدأ حياته بكندا … وكان يعمل غاسل صحون في فندق … وكان عنده تصميم أنه يصبح في يوم من الأيام مدير أحد الفنادق الكبيرة … وبعد سنوات أصبح مديرا لأحد الفنادق الكبرى في كندا .. فيقول : لمّا تسلمت إدارة الفندق .. في الصباح لم يهنئني أحد على المنصب الجديد .. فرحت و اشتريت بوكيه ورد وكتبت بطاقة تهنئة وكتبت بنهايتها اسمي .. ووضعته في المكتب أمامي ..
، فجاء أحد زملائه يزوره ، فنظر إلى الورد وقال : من الذي أرسل لك هذه التهنئة ؟؟؟ وعندما نظر إلى البطاقة قرأ الاسم .. إبراهيم ؟؟ فقال مين إبراهيم ..
قلت له : أنا .. فتعجب وذهب إلى زملائه وقال لهم يجب علينا أن نبارك له .. يقول وبعد فترة بسيطة امتلأت الغرفة بالورود .. والتهاني ..
أسئلة جانبية :
1)) سئل الشيخ الفاضل عن أيام الامتحانات هل من بأس إذا ترك الطالب الحفظ والمراجعة نهائيا وانشغل بالامتحانات هل يؤثر على حفظه ؟
فأجاب بارك الله فيه : لا بأس من ذلك لأن الذاكرة لازالت تعمل ، فلا بأس أن يتفرغ للامتحانات ولكن لابد من مراجعة ولو نصف ساعة أو ربع ساعة فلا يقطع الصلة بالقرآن الكريم ، وحتى لو عشر دقائق ، وهذه الدقائق لا تلهيه عن الدراسة بل على العكس تعطيه نشاطا وقوة روحانية عجيبة للاشتياق للدراسة ، فهذه تعتبر فترة الراحة له ، حتى النظر في المصحف وفتحه فقط يعطيه الأجر ولكن الحفظ يوقفه …
من الأشياء المهمة في هذا الموضوع أن لا تحفظ وقت الضجر والملل .. انتبه لأن الحفظ ينسى في هذا الوقت ، وحتى إذا كنت تحاضر .. وأحسست بالملل بدأ يسري في نفوس المحاضرين ، فأوقف المعلومات وابدأ بحكاية قصة أو طرفة أو موقف طريق تذكره .. لأن العقل أمام أكبر المحاضرين يستمع بفعالية لمدة عشرين دقيقة بعدها يبدأ بالعد التنازليّ فلا بد أ، تغيّر النعمة تفتح له ملفا ثانياً ، ثم بعد ذلك تعود إلى موضوعك الأساسي … لابد من التنشيط..
2)) سئل الشيخ عن الطالب بهاء الدين الخطاب :
قال : بهاء الدين الخطاب قابلته قبل أربع سنوات وكان عمره ثمان سنوات ، كان يحفظ 21جزء ، كانت أمه تعمل مساعدة لطبيب وكان يأتي معها بعض الأيام ، وفي أحد الأيام رآه الطبيب وسأله عن اسمه وعمره وحفظه.. وأعطاه لوحة مكتوب فيها أسماء الله الحسنى وقال له احفظها وارجع غداُ وسمعّها لي ، ففوجئ الطبيب أنه قد حفظها في اليوم الثاني كاملة .. ، قال : أعطيته جزء عمّ وقلت له إذا حفظته لك مكافأة ، فحفظها في فترة وجيزة جداً ، فاستمر على هذه الطريقة بشكل مدهش حتى حفظ 21 جزء وكان عمره ثمان سنوات قبل 4 سنوات ، وعندما قابلته أعطيته كتابي كيف تحفظ القرآن الكريم وأرشدت شيخه أن يحفظه أرقام الآيات .
قال الشيخ الغوثاني تجربة عجيبة جداً قبل أربع سنوات لم يكن أحد من البلاد العربية يحفظ الأرقام بهذا العمر وقد رأينا الطفل الطبطبائي الذي حفظ الأرقام بشكل عجيب وعمره سبع سنوات حتى كلامه كان بالقرآن حينما سئل عن المباراة المقامة في ذلك الوقت بين إيران وأمريكا من تتوقع أن يغلب ؟ قال : ( غلبت الروم في أدنى الأرض ) سألوه أيضا ما شعورك وأنت بين هذا الجمع الكبير والجميع يستمع إليك ؟ قال: ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) حينما جلس عند النساء أيضاً سألوه ما شعورك وأنت تقرأ عليهن . قال : ( فتبسم ضاحكاً من قولها ) .. مع أنه لا يفهم التكلم باللغة العربية .. ويتكلم بلغة الإشارات يقول أبوه .. لقد اكتشفت لغة خاصة بيني وبين ابني ، لقد حفظ الأرقام .. وأرقام الصفحات .. والأحزاب والأرباع وحفظ الشاطبية بالقراءات كلها وحوالي 400 بيت من ألفية ابن مالك رحمه الله ويحفظ أكثر رياض الصالحين وكل ذلك ولم يبلغ السنة العاشرة من عمره ، الصيف الماضي كان هناك اختبار له وحوله أكثر من 220 حافظ ، يقول الشيخ يحيى : أمسكت المصحف أعلى صفحة 100 قلت اقرأ الآية من صفحة 100 فقرأها … وقلت له اقفز خمس صفحات إلى الأمام وإذا به يقرأ قبل أن اقلب الصفحات الخمس !!!!!!! ، قلت له ارجع عشرة صفحات .. وإذا به يقرأ قبل أن أصل إليها !!!!!! ,, وكل ذلك مع أرقام الآيات .. سبحان الله ذاكرة عجيبة أسرع من الكومبيوتر فعلاً .. كذلك إذا سألنا عن أي موضوع تجده يسرد لك جميع الآيات المتعلقة بهذا الموضوع .. مثلاً الصبر .. جميع الآيات التي تتعلق بالصبر يذكرها لك بالترتيب .. وهكذا ، مشاء الله عليه
… ويرجع الشيخ حفظه الله إلى المحاضرة : هل يمكن من أبناءنا من يستطيع الحفظ هكذا .. نعم إذا وجد من يهتم به طبعا ليس بالصعب يا أخي …
اعترض أحد الحاضرين وقال : ما أظن هذا إلاّ معجزة أو موهبة ، ذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء ، ما أظن أن ذلك إلا توفيقا من الله تعالى ..
أجابه : نعم صحيح ذلك ولكن وجد من يلقنه ومن يعلمه .. يوجد الكثيرين مثله .. ولكن إذا وجد من يعلمهم ويرشدهم ويكتشف مواهبهم .. طبعا إضافة إلى توفيق الله عز وجل ..
القاعدة الحادية عشر: الحفظ البطيء الهادي أفضل من السريع المندفع :
البطيء معناه أن تحرك العين يميناً ويساراً ببطء شديد كأنك تصور بكاميرا فيديو تنظر هكذا على المصحف يميناً ويساراً .. ركّز على الآيات والأسطر
التي ستحفظها حتى أن بعض البصريين ينصح أن يضع ورقة على النص حتى لا تنتبه لغير المحفوظ .. أنظر إلى الآيات ثم أغمض عينيك مباشرة واقرأ ، لا تنظر إلى السقف والشبابيك والستائر والأنوار و… الخ .. لأنك ستحفظ أشكالاً ثانية غير الآيات..
وهذا خاص بالبصريين ولعل منهم الإمام الشافعي رحمه الله كان يغطي الصفحة الثانية لئلا يحفظها.. ( ساعة من تركيز خير من أسبوع من الفوضى …) مهم جداً .
القاعدة الثانية عشر : التركيز على المتشابهات يرفع الالتباس:
أفضل طريقة لحفظ المتشابهات وحتى تتركز في ذهنك أن تقرأ على شيخ تكون له خبرة بالمتشابهات في باقي الآيات .. مثال على المتشابهات :
( يقتلون النبيين بغير الحق )
( يقتلون الأنبياء بغير حق )
الأولى في سورة والثانية في سورة أخرى … ونتساءل .. لماذا ذكرت بلفظين مختلفين … فعمل الشيخ الحافظ هو توضيح ذلك للطالب حتى يسهل عليه الحفظ بدون أن يخلط بينها.. هناك كتب بهذا المجال منها :
البرهان في متشابه القرآن … للكرماني .
فتح الرحمن … للقاضي زكريا الأنصاري
ويوجد كتب اهتمت بالمتشابه بدون تعليل كثيرة منها : عنوان الرحمن في حفظ القرآن .. لأبي ذر القلموني .
تنبيه الحفاظ إلى متشابه الألفاظ … محمد عبد العزيز .
متشابهات القرآن …. مصطفى الملائكة .
وكتب عديدة في هذه المواضيع ويوجد أيضاً منظومات شعرية كثيرة منها: منظومة متشابهات القرآن … للدمياطي ..
وأجودها للسخاوي موجودة في المنتدى من أرادها فليطبعها ويأخذها … تحتاج المتشابهات إلى ربط ، كل إنسان له عملية وطريقة خاصة به .. بالمعنى .. أو بالحروف مثلا :
( يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم )
هنا حرف الزاي .. يزكيهم ، العزيز ..
أيضا ( فضلاً من ربهم ورضوانا ) وفي آية أخرى ( فضلاً من الله ورضواناً) الآية الأولى في المائدة والأخرى توجد في سورتي الحشر والفتح
نقول حرف الراء في كلمة ربهم يأتي في ترتيب الأحرف الأبجدية قبل اللام الموجودة في الآية الأخرى في كلمة الله … يعني حسب الترتيب .. ستأتي الآية الأولى في سورة المائدة التي أيضا ترتيبها في القرآن قبل سورتي الفتح والحشر …وهكذا ..
القاعدة الثالثة عشر : ضرورة الارتباط بالشيخ المعلم
الذي يربطك عقلياً وتربوياً وعلمياُ ويعطيك أصول علم التجويد .. وتلتزم معه بطريقة معينة في الحفظ .. حتى لا يتشتت ذهنك من شيخ إلى آخر ومن طريقة إلى أخرى …
القاعدة الرابعة عشر:
تركيز النظر أثناء الحفظ على الآيات لتنطبع على صفحات الذهن ، هناك فرق بين هذه القاعدة وبين قاعدة الحفظ البطيء الهادي
ما نقصد به من هذه القاعدة هو التركيز العميق ، اجعل عينيك تشبع من القرآن ….أولاً أجعلها كاميرا .. ثم بعد ذلك .. قرب الصورة أكثر لكي تدخلها في العمق ..
القاعدة الخامسة عشر: اقتران الحفظ بالعمل ولزوم الطاعات وترك المعاصي .. وأضيف بيتاً من الشعر معروف تأكيدا على هذه القاعدة عندما قال الشافعي رحمه الله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ***** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرنـــي بـأن العـلم نـــــورٌ***** ونور الله لا يؤتى لعاصـي
القاعدة السادسة عشر : المراجعة :
الناس نوعان : إما حفاظ للقرآن كاملاً ، وإما حافظين لأجزاء محددة
الحفظ الجزئي يحتاج إلى قراءته دوماً .. بحيث لا يمر عليك الأسبوع إلا وقد مررت على كل حفظك … خذ هذه قاعدة لك ..
وأما حفاظ القرآن الكريم كاملاً فلهم عدة أساليب في المراجعة منها :
التسديس : وهو أن تقسم القرآن الكريم كل يوم ستة أجزاء ,, أو التسبيع : له بيت شعر : بكرٌ عقودٌ يونسُ سبحانا **** الشعرا يقطين ق بانا
( حفظت هذا البيت من شيخ موريتاني )

يوم السبت : بكر وهي سورة (البقرة) … إلى عقود وهي (المائدة)
يوم الأحد عقود وهي (المائدة) … إلى ( يونس)
الاثنين (يونس) ….. إلى سبحانا وهي (الإسراء)
الثلاثاء (الإسراء) …. إلى (الشعراء )
الأربعاء (الشعراء) … إلى يقطين وهي (الصافات)
الخميس من (الصافات) …. إلى (ق)
والجمعة من (ق) …. إلى آخر القرآن
———————————————
نتمنى من الحفاظ والحافظات أن يتواصلوا ويتابعوا معاً مراجعة القرآن الكريم … يتصل الحافظ بأخيه ويقول له اليوم الأربعاء .. المفروض أن نبدأ بالشعراء .. أين وصلت بالتلاوة ؟؟؟ وهكذا … يجب علينا أن نتواصل حتى يذكر بعضنا بعضاً
من سورة البقرة … إلى العقود 106 صفحة
من العقود إلى يونس 105 صفحة .. خمس أجزاء
ثم الباقي كله اقل من ذلك …
القاعدة السابعة عشر: الفهم الشامل يؤدي إلى الحفظ المتكامل وهو فهم معنى الآيات فهماً بحيث يؤدي إلى ترابط المعنى .
القاعدة الثامنة عشر : قوة الدافع وصدق الرغبة في الحفظ .
القاعدة التاسعة عشر : الالتجاء إلى الله بالدعاء وطلب العون منه .. عامل مهم لتسهيل حفظ القرآن فلا ننسى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لمعاذ : "والله إني لأحبك يا معاذ .. فلا تنسى إن تقول دبر كل صلاة ، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" .

التاءات الخمس :
هي ملخص الطريقة المثلى لحفظ القرآن الكريم ..
إذا كان عندك محاضرة أو درس في مراكز التحفيظ ، يمكنك أن تشرح لهم طريقة التاءات الخمس :
1) التهيئة النفسية : عليك أن تهيئ نفسك من الليل إذا أردت أن تحفظ القرآن الكريم وقبل أن تنام هيئ نفسك .. برمج نفسك وقل غداً أريد أن استيقظ الساعة الثالثة فجراً واحفظ كذا وكذا ..
– – من التهيئة النفسية أن تختار المصحف المحبب لديك الأنيق المميز الذي ترتاح نفسك له ، وأنصح إخواني المؤمنين أن يهدوا بعضهم بعضا المصاحف المميزة وأن يكتبوا إهداء عليها … وقد أهديت مصحفاً لأحد الأخوة فيقول لي ..كلما فتحت المصحف .. رأيت الإهداء فكان حافزاً لي أن استمر في الحفظ … وقد حفظ القرآن الكريم كاملاًً .. ويقول لا يمكن أن أغيره أبدا
2) التسخين : أنت في الصباح حين تسخن السيارة قبل أن تذهب إلى عملك قد تحتاج إلى دقائق ليصل الزيت في مجاري الموتور بشكل جيد .. فنحن في دماغنا نحتاج إلى عملية تسخين من 6- 8 دقائق .. اقرأ شيئا من الحفظ الماضي .. أو على الحاضر كرره بصوت مرتفع هذا العمل يعطيك تشويقاً أكثر لتحفظه …
تحضرني الآن قصة بهذا الخصوص : قصة الحكيم الهندي والكأس وكذلك قطعة الحلوى عندما تضعها في فم الطفل مباشرة دون تشويق .. شوّق دماغك على الحفظ .. راجع من الماضي 6 دقائق سخّن .. ثم سخّن .. كالعضلات .. مرّنها ثم ابدأ بالحفظ فإذا حفظت مباشرة قد يكون الدماغ غير مرتاح .. متعب…لا تحفظ وأنت متعب أبدا …
3) التركيز : بعد التسخين وكما قلنا التركيز نوعان ..
أ – أفقي
ب – بؤري
4) التكرار وقد سبق ذكره
5 ) الترابط ..
نرجع إلى قصة الهندي الحكيم مع الكأس :
يروى أن شخصاً أراد أن يحصل على فائدة واحدة تفيده في حياته كلها .. فذكروا له حكيماً هندياً ينفعه بذلك .. فسافر من بلد إلى بلد .. ومن قرية إلى قرية يسال عنه .. إلى أن وصل إلى الحكيم .. دقّ باب بيته استقبلته عجوز قالت له تفضل .. دخل الرجل إلى غرفة الاستقبال .. وانتظر ساعة .. ساعتين .. ثلاثة . .. ما هذا ؟؟؟؟؟!!!! إلى العصر .. !! دخل الهندي وسلم عليه ببرود وجلس وسكت .. وسكت !!!! والضيف يفكر كيف يبدأ ،
والهندي ساكت ! ثم بدأ الرجل فقال : جئت من بلاد بعيدة لأحصل منك على حكمة تنفعني في الحياة .. قال الهندي طيب .. وسكت … ثم سكت .. !!!! ثم قال الهندي : تشرب شاي ؟؟؟! قال الرجل على الفور نعم أشرب .. المسكين منذ ثلاث ساعات لم يضع في فمه شيء .. بعد قليل جاء الهندي بصينية فيها إبريق شاي وكأس وبدأ يصب في الكأس ويصبّ .. امتلأ الكأس والهندي يصبّ ويصبّ .. امتلأت الصينية .. والهندي يصب !!! فاض الشاي على المنضدة .. واستمر بالصبّ!! حتى نزل إلى الأرض .. فجأة قال الضيف .. بس …… يكفي ايش هذا .. حكيم ولا مجنون ؟؟؟؟!!!! قال الهندي متسائل : يكفي ؟ .. قال الضيف نعم . وهنا قال الهندي ؟
انظر يا بنيّ .. إذا أردت أن تستفيد من هذه الحياة ينبغي أن تكون كأسك فارغة ، أرأيت الكأس كيف امتلأت وفاضت .. فأنا حين تأخرت عليك امتلأت كأسك .. ولم تستطيع أن تستقبل مني أي شيء .. فإذا أردت أن تستفد من أي شيء فرغ قلبك من الشواغل .. لتضع محله الفائدة .. فرغ قلبك من حقد النفس .. من الأفكار السلبية..
فإذا حضرت محاضرة .. وأنت فيها .. امتلأت نفسك بالمعلومات والأفكار التي أتتك منها .. ويجب أن تفرغ كأسك لتستوعب .. وإلا سيفيض الكلام إلى الأطراف كما فاض الشاي من الكأس .. فلا تستفيد منه .. وإذا أحس المحاضر أن الكؤوس بدأت تمتلئ .. فليتوقف عن إعطاء المعلومات .. وليحاول أن يفرغها بطريقة معينة .. نكتة مثلاً .. طرفة ..قصة .. تنفس عميق ..
قصة أم طه الأردنية مع حفظ القرآن الكريم وعمرها سبعون سنة
امرأة أردنية تعيش في مدينة الزرقاء وتعمل خياطة وهي أمية ولا تقرأ ولا تكتب كلمتني في الهاتف عن قصتها مع القرآن الكريم أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب ..
وذات يوم طلبت من إحدى الفتيات اللواتي يترددن عليها أن تعلمها كيفية كتابة لفظ الجلالة قالت لي أريد أن أتعلم اسم ربي كيف يكتب وبالفعل تعلمت وأصبحت أتتبع لفظ الجلالة في القرآن من أوله إلى أخره وأعجبتني الفكرة وأحسست بمشاعر عالية جدا ..
فطلبت من الأخت أن تعلمني الحروف وتعلمت التهجي والتحقت بمركز لتحفيظ القرآن وبدأت أقرأ بالتهجي من المصحف واستمريت إلى أن ختمت القرآن كاملا ..
لم اصدق نفسي بعد كل هذا العمر أنني أصبحت قارئة ثم أقمت حفلة كبيرة لجميع الأخوات بمناسبة انتهائي من قراءة القرآن واهدوني كتابك كيف تحفظ القرآن وهذا الكتاب فجر عندي الرغبة في الحفظ حيث علمت منكم أن من لديه الهمة يمكن له أن يحفظ ولو كان فوق الأربعين .. فبدأت حفظ القرآن الكريم وأحسست بسعادة عجيبة جدا ..
وأنا الآن أحفظ 15 خمسة عشر جزءً وأخذت تدعو لي دعوات مباركات جزاها الله خيراً ووفقها كان هذا في صيف عام 2022 م ..
ودعوت الله لها وقلت بإذن الله ستكونين من الحفاظ .. فقالت : الله يسمع منك يا رب وقد وصلني خبر منذ مدة قريبة أن أم طه قد حفظت كامل القرآن الكريم والحمد لله ..
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ونسأل الله تعالى أن يرزق الجميع هذه الهمة العالية بالمناسبة لقد حكيت قصة أم طه في أكثر من دورة
فكان لها صدى كبير عن الأخوات وقالوا : ما دام أم طه وهي في السبعين من عمرها حفظت القرآن وحنا وش ورانا .
يا من ترغبون أن تكونوا من المبدعين والمبدعات .. يا من ترغبون بحفظ القرآن الكريم .. لا بد من برمجة العقل قبل كل شيء .
وإليكم هذه النقاط :
1 – حدد ما تريد حفظه .
2 – اجعل أهدافاً لحفظك للقرآن الكريم على الأقل ثلاثة .
3 – ضع تصورا داخليا لأهدافك ، وتخيلها كما لو أنها تتحقق .
4 – أحلم بأحلام جديدة ( كحفظ المزيد من الأجزاء ) واجعلها حقيقية عن طريق تكرار ورؤية وسماع هذه الأحلام والشعور بها وكأنها تحققت .
5 – ثق بعقلك المبدع وقدرته على تحقيقها كما يثق الطفل في وعد والده .
6 – ركز ذهنك على ما تريد ( وهو حفظ سورة البقرة مثلاً ) وليس على تفاصيل عمل ما تريد …. كالوسائل ، ونحو ذلك …. فإنها تأتي لوحدها .
7 – فكر في عدد من نتائج وثمار حفظك لكتاب الله .
8 – زد أو قلل عدد النتائج بما يجعلها دائما قوة دفع .
9 – فكر في أسلوب وطريقة لضغط الجدول الزمني لإنجاز المهمة .
10 – عش المشاعر والأحاسيس التي يعيشها حافظ القرآن الكريم .
وتخيل نفسك وأنت تنعم بنعمة حفظ كامل القرآن الكريم أو وأنت تتلوه في المحراب إماماً في صلاة التراويح في الناس أو وأنت تنال شهادة الحفظ من أساتذتك..
أعد قراءة هذه الخطوات وانسخها واجعلها أمامك واقرأها كل ما احتجت إليها سائلاً المولى سبحانه أن يجعلك من حفاظ القرآن الكريم ألف مبارك

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

*
*

كثيراً ما نتألم لأوضاعنا وأوضاع أمتنا ..

وكثيراً ما نشكو أيضاً ونتساءل عن السبب ..

ما هو أعظم سبب في أزمات أمتنا اليوم ؟

ما هو أول سبب يجب معالجته لتنهض الأمة وتعيش سعيدة بلا آلام وآهات وجراح ؟

هل هي أزمة اقتصادية ؟

أم عسكرية؟

أم تقنية ؟

أم سياسية ؟

أم هي كلها تجتمع وتتحد لتمثل أزمة واحده ؟! ..

*
*

كلا .. لست أرى أن ما ذكرت هي سبب أزمة أمتنا اليوم ..

بل إن أزمة الأزمات .. ومشكلة المشكلات .. ومعضلة المعضلات .. وأشد التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية :

هي أزمة نقص الإيمان ..

نعم..أختي المسلمة وأخي المسلم

لنقف هنــا وقفة .. وقفة مع أنفسنا ..

ألا يضيق صدرك نقص مالك ؟

ألا يسوؤك ضعف صحتك ؟

ألا يقلقك نقص عمرك ؟

ونشعر جميعاً أن هذا النقص والضعف لخطر مقلق ..

فكذلك نقص الإيمان خطره وخيم .. وضرره عميم ..

قال العزيز العليم سبحانه تعالى :
( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه:123-124

أي عن الذي يتبع هدى الله بإيمان وتقوى فلا يضله الله ولا يشقى فهو على الصراط والطريق المستقيم وعلى الحق المبين , فلا يشقى بتسليط أعداء الله عليه، ولا يشقى بفقر، ولا ببلية يسلط الله العذاب من عنده بسببها ..
ولكن من صدّ لم يسر على الصراط المستقيم وأعرض عن ذكر الله فله من المعيشة الضنك بمقدار إعراضـه عن ذكر الله وضعف إيمانه ..
فهذه قـاعدة مقررة من رب العالمين , فلو تأملنا أحوال الأمم التي أُهلكت من قبل , وأحوال الأمم التي تعيش الآن بل تغرق في التعاسة والضنك والخوف والقتل النفس والجوع ,

لوجدنا أنها لا تفتقر للمال ولا للعدد ولا للسياسة بقدر ما هي تفتقر للإيمان بالله العظيم .
إذاً ليست العبرة بكثرة ذات اليد ولا بالقلة ، مع أن لها جانباً كبيراً لا يُغفل ، و لكن ليست هي الأساس و العبرة ،

وإنما هو في إتباع هدى الله سبحانه وتعالى وإتباع ما أنزل الله عز وجل.

وأول طريق للخروج من هذه الأزمة والنجاة من هذا المأزق .. معرفة أسبابه ..
فبمعرفة الأسباب .. نرى نور الحل الرباني الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ..
وليبدأ كل منا بنفسه وليتعهد إيمانه لأن الإيمان يزيد وينقص فلا بد من متابعته تجديده كل يوم بل كل لحظه في السكنات والحركات والأقوال والأفعال بإتباع لا بتداع ..

قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة

ِولا بد أن نتعهد الإيمان في قلوبنا حتى لا نكون كمن قال الله سبحانه وتعالى فيهم
( .. وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ )

فإلى من يريد أن ينصر دينه
ويحرر أرض المسلمين ليعيشوا في أمن وأمان وعز ورخاء وإيمان
فلنبدأ بأنفسنا .. وننتصر عليها لينصرنا الله على الأرض بالتمكين
ويؤمننا يوم العرض بالأمن العظيم ..

يتبع
..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لا يخفى على أحد فضل التفقه في الدين و فضل الاستزادة من العلم و طلبه

و عبر هذه المسابقة الفقهية أسأل الله أن يكتب لنا أجر طالبي العلم الباحثين عن التفقه في دينهم
و الساعين بذلك لنيل رضى ربهم بالعمل بما تعلموا

لديكم مهلة لغاية 17 رجب 1443 هـ / 11 آب –أغسطس- 2022 م
لارسال الاجابة لي عبر الرسائل الخاصة

و لا تنشروا الأجوبة في هذا الموضوع

ستكون الجوائز تواقيع فلاشية

و بما أن أبواب الفقه واسعة جدا .. رأيت أن أقتصر على فقه العبادات في هذه المسابقة لأهمية فقه العبادات

نبدأ على بركة الله الأسئلة :

  • ما معنى الطهارة الباطنة و الطهارة الظاهرة ؟
  • ما معنى السؤر ؟ و ما حكم التوضؤ بسؤر الآدمي ؟
  • جاء في الآن الكريمة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ (المائدة 6)

"و امسحوا برؤوسكم" معطوف على "و أرجلكم إلى الكعبين" فكيف استدل الفقهاء بهذه الآية على غسل الرجلين و ليس مسحهما ؟

  • إطالة الغرة و التحجيل من سنن الوضوء كما جاء في أحد الأحاديث ، اذكره و عرف الغرة و التحجيل
  • هل يرى ابن عمر أن تقبيل الرجل لزوجته ينقض الوضوء أو لا ؟
  • ما هي شروط المسح على الخفين و هي ست شروط
  • تقسم الصلاة إلى فرض و سنة و نفل : اذكر ثلاث سنن مؤكدة و 3 سنن غير مؤكدة
  • هل يجوز لمن كان متعبا و يريد النوم تقديم صلاة العشاء بنصف ساعة حتى ينام ؟
  • من استدار بصدره نحو اليمين لسبب ما أثناء الصلاة هل تبطل صلاته أو لا ؟
  • اذكر ثلاث مبطلات للصلاة ليست من مبطلات الوضوء
  • ما معنى التورك في الصلاة و متى يكون ؟
  • هل يجوز للمصلي دفع المارين بين يديه ؟ استدل بحديث
  • ما حكم صلاة المنفرد خلف الصف ؟
  • هل يجوز صلاة السن الرواتب قبل الآذان بعشر دقائق ؟
  • ما هي صفة صلاة الجنازة بايجاز و هل يجوز للمرأة أن تصليها ؟
  • اذكر ثلاث حكم من مشروعية الزكاة ؟
  • منع الزكاة من علامات يوم القيامة استدل على ذلك بحديث صحيح
  • ما معنى الرِّكاز ؟ و كم نصاب زكاته ؟
  • هل يجوز دفع الزكاة للأبناء و الوالدين ؟ لماذا؟ ، و هل يجوز دفع الزكاة للإخوة ؟
  • صوم بعض الأيام محرم تحريما قطعيا ، ما هي هذه الأيام؟
  • هل التقيأ يفسد الصوم ؟
  • كفارة الصوم ثلاثة أيام لمن حنث بيمينه هل تكون بالخيار بينها و بين الاطعام أو لا ؟
  • اذكر ثلاث سنن من سنن الحج ؟ و ما حكم ترك هذه السنن ؟
  • يشرع استلام الركن اليماني باليد فإن لم يستطع المحرم لمسه بيده هل يشرع الاشارة إليه باليد ؟
  • امرأة حاضت قبل طوافها بالبيت فلا يمكنها الطواف لوجوب الطهارة له ، فهل يجوز لها أن تسعى قبل طوافها ؟
  • هل الترتيب بين رمي جمرة العقبة و النحر و الحلق و طواف الافاضة من واجبات الحج ؟
  • متى يكون الوقوف بعرفة ؟ و ما هي مدته و شروطه ؟
  • ما هو الإحصار ؟ و ماذا على من أحصر ؟
  • هل يجب للحاج زيارة المسجد النبوي لصحة حجه ؟
  • اذكر حديثا يدل على فضل شد الرحال إلى المسجد النبوي
بالتوفيق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني أن أفتتح في هذا الموضوع حلقة لتدراس كتاب من أروع الكتب يتحدث عن أعظم خلق الله..

كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

رابط الكتاب:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=230&CID=1
مع العلم أننا سنبدأ من عند النسب والمولد والنشأة..

فمن يود مشاركتنا الأجر والمتعة والنهل من سيرة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ما عليه سوى التسجيل في هذا الموضوع..

نظام الحلقة:
بعد تسجيل عدد كافي من الأخوة والأخوات..
سأقوم بتوزيع موضوعات الكتاب على المسجلين..
وحسب تسلسل الموضوعات في الكتاب..سنبدأ بطرح أجزاء الكتاب..

كل مسجل/ة عليه:
1. أن يطرح ملخص للجزء الخاص به..
2. بالإضافة إلى تعليقه الشخصي على الأحداث في هذا الجزء..
3. وأيضا مجموعة من الدروس المستفادة من المواقف الحاصلة..ويمكن أن تكون هذه الفوائد من تحليله الشخصي أو مستعينا بكتب أخرى مثل: كتاب السيرة النبوية دروس وعبر للدكتور مصطفى السباعي..
لم يبقَ سوى أن أرى أسماء تتسابق لنيل الأجر..
بانتظاركم بقوة..ولن نرضى بالقليل..

.
.

قائمة بمواضيع الكتاب مقسمة على المسجلات + ملاحظات مهمة
نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأسرته (صفحة 55-69)
الدروس والعبر والفوائد
حياة النبوة والرسالة والدعوة (صفحة 73-82)
دروس وعبر
المرحلة الثانية..الدعوة جهارا..
أساليب شتى لمجابهة الدعوة والاضطهادات
فوائد ولطائف
الهجرة الأولى إلى الحبشة
إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما
دروس وعبر + تعليـــق
فوائد ولطائف
المقاطعة العامة + عام الحزن
المرحلة الثالثة: دعوة الإسلام خارج مكة + الإسراء والمعراج
بيعة الأنصار الأولى والثانية
وقفات مع بيعة الأنصار
طلائع الهجرة إلى المدينة
تفاصيل الرحلة
اضاءات من هجرة الحبيب
مراحل الدعوة والجهاد في العهد المدني
بناء مجتمع جديد
الدروس والعبر
أحداث ما قبل غزوة بدر(معاهدة مع اليهود,,الكفاح الدامي,,سريا وبعوث,,تحويل القبلة)
غزوة بدر الكبرى
الدروس والأحكام المستفادة من غزوة بدر
النشاط العسكري بين بدر وأحد
غـزوة أُحــد
(تابع غزوة أحد) أحرج ساعه فى حياة الرسول
السرايا والبعوث بين أحد والأحزاب
غـزوة الخنــدق
غزوة بني قريظــة
النشاط العسكري بعد هذه الغزوة + غزوة بني المصطلق
دور المنافقين في غزوة بني المصطلق
عمــرة الحـديبيــة
المرحلة الثانية (في العهد المدني): طور جديد
النشاط العسكري بعد صلح الحديبية(غزوة الغابة+غزوة خيبر+غزوة ذات الرقاع)
وقفات مع صراع المسلمين مع اليهود في المدينة
عمرة القضاء + معركة مؤتة
غزوة فتح مكة
البعوث والسرايا بعد الرجوع من غزوة الفتح
المرحلة الثالثة من حياة النبي عليه السلام(الجهاد ونشر الإسلام)
تابع غزوة حنين + غزوة الطائف

حج أبي بكر رضي الله عنه + نظرة على الغزوات
الـوفــود
نجاح الدعوة وأثرها + حجة الوداع + وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
البيــت النبــوي

تــم بـحمــد الله

مسابقة كتاب "الرحيق المختوم"..هنــاااا

.
.
أخواتكم في طاقم روضة السعداء..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء



إلى كل أخت مسلمة .. تُريــد الإنتقال
من الحياة الزائِفة.. إلى الحياة السعيدة
ومن شُؤم المعصية.. إلى التقى والطهارة
والوصول إلى الدار الآخرة بسلام.
فهذا الموضوع يحوي زهور ..
إقتطفتُ من كل بُستان زهرة..
لألقي باقة مملؤة برائِحة
فواحة .. رائِحةِ المِســك ..
آآمل أن تقبلن من
مجموعة تــاج العروس
هذهِ الهدية
يامُرتادات

روضة السُعــداء ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

صعقت وأنا أسمع أقرب الناس إلى قلبي وهو يحكى لي ما ألم به في أيامه الأخيرة وما حاق به .. فقد تعلق قلبه بفتاة في المرحلة الثانوية .. ووجدت الدموع تسقط من عيني أمام دموعه التي تنهمر من عينه من شوق في قلبه وتعب في بدنه وإرهاق ألم بكل حياته .. ولكي تعلموا حجم الكارثة التي عشتها مع صاحبي لابد أن أعرفكم على صاحبي .. فهو ابن الخامسة والثلاثين .. متزوج بزوجة صالحة تحبه أكثر مما يحب هو نفسه .. كثيراً ما أدمع عيني وهو واقف على المنبر كالجبل يزلزل القلوب والمشاعر .. أما هو بالنسبة لي فهو ركني الذي آوى إليه بعد ربى .. لكم احتضنني بمشاعره وكلماته .. لكم انهرت في حياتي فكان هو عماد أمري .. وملاذ همي وحزني .. كل هذا تذكرته وأنا انظر إليه ما بين مشفق عليه حزين له مهموم به باحث عن حل له ناقم على فعلته .. رباه ماذا حدث لصاحبي ؟ لقد صار البكاء قرينه .. إنني أحس بتمزق يعيشه ما بين التزامه وما بين فتاته .. ما بين حبه لزوجته وحبه لفتاته .. ما بين نوره وظلمته .. ما بين ما كان عليه وما صار إليه .. أحس بأن الجبل ينهار .. ترى ماذا أفعل؟ بل ماذا أقول؟ فما وجدت كلمة تسعفني في حالتي هذه فتركته بعد أن اجتهدت أن أحتضنه بكلماتي ومشاعري .. وألا أجرح مشاعره أو أمسك بسوط لأجلده .. وتذكرت الحبيب – صلى الله عليه وسلم – وقد جاءه الرجل طالباً الإذن بالزنا .. فما نهره وما سبه وما قهره .. ولكنه – صلى الله عليه وسلم – احتضنه بكلماته : أترضاه لأمك ؟! أترضاه لزوجك ؟! .. أترضاه لأختك ؟! .. فخرج الرجل من عند الحبيب وما على الأرض أبغض من الزنا إلى قلبه .. فكان حالي معه هكذا ؟! ولكن السؤال : كيف وقع ما وقع ؟! .. قال : هي تلميذة عندي في الفصل وقد بدأت هي فما تجاوبت معها كثيراً ولم أردها لحياء في نفسي .. ثم سقطت .
فعدت إلى بيتي مهموما كيوم وفاة أمي .. ترى ماذا أفعل وماذا أقول .. إنه أحب الناس إلى قلبي .. أأصمت على حاله؟ .. أأجلده بسوط الجلاد؟ أم أعالجه بقلب الطبيب؟ أم أرفق به بقلب الداعية؟ أم ماذا أكون معه؟ .. فتذكرت المثل الشعبي القائل : " بدلاً من أن تلعن الظلام حاول أن تضيء شمعة " فأخذت أبحث عن الشمعة طوال يومي وليلى حتى وجدتها أخيراً وبدأت في إضاءة لا شمعة واحدة بل شمعات كثيرة ..
الشمعة الأولى : بأن سألت زوجتي عن حال صاحبي مع زوجته دونما أن أخبرها الخبر فذهبت وتحسست الخبر وعادت حزينة بما سمعت ، فزوجته المصونة لم تتزين لزوجها منذ أيام كثيرة فهي مشغولة عنه بخروجها وعودتها ودعوتها وفكرتها .. فقلت سبحان ربى العظيم! أليس زوجها أحق الناس بدعوتها وفكرتها .. فطلبت من زوجتي أن تهبها زجاجة عطر هدية في لمسة عاطفية تذكرها بما قصرت فيه .. تقول زوجتي : ما إن أعطتها الهدية حتى نظرت في الأرض حياء واستحياء مستغفرة ربها دامعة عينها .. معلنه توبتها من تقصيرها.. ففرحت في نفسي حامداً ربى على توفيقه لي في الشمعة الأولى .. وبدأت في إضاءة الثانية .
الشمعة الثانية : ذهبت إلى أصحابنا الذين يحبهم ويحبونه .. وقسمنا أيام الأسبوع علينا كل واحد له يومه يزور صديقنا المبتلى لنشغل فراغه ونملأ قلبه بحب غير الحب .. وبوقت غير الوقت .
الشمعة الثالثة : أخذت أحدثه فيما قدم لدعوته وفكرته .. وجهده وجهاده حتى أحسست بالثقة تملأ عينيه بعد خوار ملأ قلبه .. وذكرته بخطبة خطبها في مجاهدة النفس وأثرها .. وكون أن المؤمن لابد أن يجاهد نفسه وشهوته .. فقال : نعم عندك حق .. خارجة من كل كيانه .. قلبه ومشاعره .. متأثراً بما سمع .. فأحسست بما فيه فقلت له ولم لا نصلى ركعتين لله؟ .. نغتسل مما نحن فيه؟ فسعد وسعدت لسعادته .. وما أن بدأ بالحمد لله رب العالمين حتى بكى وبكى وأحسست به يقول من كل وجدانه لربه وخالقه يا رب أحمدك على أن رحمتني وسترتنني حتى أعود .. وأنهى الصلاة في لحظة أظن أنها لن تتكرر من صاحبي أحسست فيها بقربه من ربه وندمه على بعده .. فهممت بالانصراف وأنا أسعد ما أكون فلا حاجة لشمعات أخرى .. فوقعت عيني على صاحبي وهو يحتضن ولده الصغير ويقبله قبلة حارة وكأنه يقولله : اغفرها لي يا ولدى ولن أعود .. فانصرفت بعدما اطمأننت على صاحبي بأنه خرج من أزمته واقترب بعد بعده .. فحمدت ربى وما أن دخلت بيتي حتى صليت ركعتي شكر لخالقى على نعمه وفضله علينا .
http://alkalawy.maktoobblog.com/

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء


عن سفيان بن عبدالله الثقفي قال : قلت يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا غيرك.
قال : قل آمنت بالله ثم استقم.
حديث صحيح

..

كنت أقرأ منذ أيام عن موضوع نهضة الأمة و الوعد بالنصر… فمررت بلفتة طيبة أحببت أن أشارككم بها

في قوله تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ . محمد 7

يقول سيد قطب رحمه الله :

نقف لحظة أمام لفتة خاصة في التعبير: ينصركم . ويثبت أقدامكم.

إن الظن يذهب لأول وهلة أن تثبيت الأقدام يسبق النصر , ويكون سببا فيه . وهذا صحيح . ولكن تأخير ذكره في العبارة يوحي بأن المقصود معنى آخر من معاني التثبيت . معنى التثبيت على النصر وتكاليفه . فالنصر ليس نهاية المعركة بين الحق والضلال . فللنصر تكاليفه في ذات النفس وفي واقع الحياة . للنصر تكاليفه في عدم التراخي بعده والتهاون . وكثير من النفوس يثبت على المحنة والبلاء . ولكن القليل هو الذي يثبت على النصر والنعماء . وصلاح القلوب وثباتها على الحق بعد النصر منزلة أخرى وراء النصر . ولعل هذا هو ما تشير إليه عبارة القرآن . والعلم لله

إنما سمي القلب من تقلبه ، إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة ، تعلقت في أصل شجرة ، يقلبها الريح ظهرا لبطن .حديث صحيح

و لهذا كان الدعاء في القرآن الكريم :

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا

فالتوبة هي الخطوة الكبرى و نقطة التحول، و هي بمثابة النصر؛ النصر الأكبر. و لكن الجهاد لا يقف عندها، بل إن الثبات على الحق و الإستقامة في المسير و الصبر عند الضعف ، لهو الجهاد الأكبر بحق.

السؤال الآن

كيف لنا أن نثبت هممنا و لا ننجرف بتيار الهوى عند إدبار القلوب ؟

يقول تعالى :

وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً . وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً . وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً . النساء 66-68

أي أنه بمجرد وقوفنا وقفة صدق مع النفس، و إتخاذ أول خطوات في المسير وفق ما يحب الله و يرضى، لوجدنا منه تعالى التثبيت و الأجر و الهداية.

و الإنسان حكيم نفسه و خبير بحالها. لا أحد يهوي بلحظة !
بل يكون ذلك بمراحل؛ أولها فتور للهمة، و إدبار القلب عن الطاعات التي تدعم المسير و تحصن ذلك القلب من إتباع الهوى. باتباع أول خطوة من خطوات الشيطان، نبدأ بالتخلي عن النوافل. فيسقط التهجد من برنامجنا اليومي، و بذلك تكون الخسارة مضاعفة. أولاً خسارة بركة صلاة الليل التي يعرف جميعنا عظيم أجرها و مفعولها. و ثانياً خسارة مفتاح إصلاح القلوب ، ألا و هو الوقوف بين يدي الله للدعاء و التضرع في أحب الساعات إليه.

والله لقد لاحظت ذلك في نفسي. أول ما أتهاون به في حالات الإعراض، هو صلاة الليل. و بذلك يكون "تكتيك" إبليس اللعين المحكم؛ ينخر في أسس حصني من جهة ( بإبعادي عن النوافل و القربات)، و في الوقت ذاته يغلق في وجهي باب أقصر السبل للعودة في أشد الأوقات حاجة إليه، و هو التذلل إلى الله و طلب العون منه في أحب الأوقات إليه.

متى ما لمستِ في نفسكِ عوارض تلك الحالة، حالة الفتور و الإعراض، عليكِ بتدارك الأمر بسرعة و الدخول في حالة من " الطوارئ" لإنعاش القلب ، و تثبيت الدعائم التي تحصنه. و إياكِ يا أختي أن تدعي الشيطان يسلبك مفتاح الوصل… التذلل بين يدي الله و طلب العون منه إذ لا مولى لي و لكِ سواه..

لعل أطيب أوقات المناجاة أن تخلو بربك والناس نيام والخليون هجع، قد سكن الكون كله وأرخى الليل سدوله، وغابت نجومه، فتستحضر قلبك وتتذكر ربك، وتتمثل ضعفك وعظمة مولاك فنأنس بحضرته ويطمئن قلبك بذكره وتفرح بفضله ورحمته وتبكي من خشيته وتشعر بمراقبته وتلحّ في الدعاء وتجتهد في الاستغفار وتفضي بحوائجك لمن لا يعجزه شيء ولا يشغله شيء عن شيء.. تسأله دنياك وآخرتك وجهادك ودعوتك وأمانيك ووطنك وعشيرتك ونفسك وإخوانك.

قفي بين يديه و اسأليه الثبات

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، فقلت : يا نبي الله آمنا بك وبما جئت به ، فهل تخاف علينا ؟ قال : نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء. حديث حسن

عوامل الثبات على الدين كثيرة، و قد تم طرحها في مواضيع عديدة في الركن هنا.. لعلي أذكر نفسي و إياكم بأهمها

القرآن الكريم لما فيه من شفاء لما في الصدور و رحمة. والله إنه ليسكب في القلب نوراً يملأ القلب بحب الله و الدعوة و يوقد الهمم.. ثم التمسك بالصحبة الصالحة لما للصحبة من أثر كبير على سلوك المرء. و الدعوة إلى الله؛ ففيها تذكير للغير و للنفس، و تشكل رادعاً للمرء عن الإنحراف عن السبيل الذي يقوم بدعوة الغير إليه. أما أشد عوامل الثبات فعالية في رأيي، فهو الإكثار من ذكر الموت، و الخوف من سوء الخاتمة…
قال رسول الله عليه الصلاة و السلام : أكثروا ذكر هادم اللذات ؛ يعني الموت.


..

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

و الحمد لله رب العالمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

سؤال طالما تفكرت فيه: لماذا لا يُستجاب دعاؤنا مع أن الله تعالى قد تعهّد باستجابة الدعاء، وبدأتُ رحلة من التدبر في آيات القرآن الكريم، وكانت هذه المقالة

يقول تعالى في محكم الذكر يخاطب حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]. وهذا يدل على أن الله قريب منا يسمع دعاءنا ويستجيب لنا. ولكن الذي لفت انتباهي أن الله يجيب الدعاء فكيف نستجيب له تعالى (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) وهل هو بحاجة لاستجابتنا؟!
من هنا نستطيع أن نستنبط أن الله يدعونا إلى أشياء ويجب علينا أن نستجيب له، وبالتالي إذا استجبنا لله سوف يستجيب لنا الله. فما هي الأشياء التي يجب أن نعملها حتى يُستجاب دعاؤنا؟
إذا تأملنا دعاء الأنبياء والصالحين في القرآن نلاحظ أن الله قد استجاب كل الدعاء ولم يخذل أحداً من عباده، فما هو السرّ؟ لنلجأ إلى سورة الأنبياء ونتأمل دعاء أنبياء الله عليهم السلام، وكيف استجاب لهم الله سبحانه وتعالى.
هذا هو سيدنا نوح عليه السلام يدعو ربه أن ينجيه من ظلم قومه، يقول تعالى: (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) [الأنبياء: 76]. وهنا نلاحظ أن الاستجابة تأتي مباشرة بعد الدعاء.
ويأتي من بعده سيدنا أيوب عليه السلام بعد أن أنهكه المرض فيدعو الله أن يشفيه، يقول تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 83-84]. وهنا نجد أن الاستجابة تأتي على الفور فيكشف الله المرض عن أيوب عليه السلام.
ثم ينتقل الدعاء إلى مرحلة صعبة جداً عندما كان سيدنا يونس في بطن الحوت! فماذا فعل وكيف دعا الله وهل استجاب الله تعالى دعاءه؟ يقول تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 87-88]. إذن جاءت الاستجابة لتنقذ سيدنا يونس من هذا الموقف الصعب وهو في ظلمات متعددة: ظلام أعماق البحر وظلام بطن الحوت وظلام الليل.
أما سيدنا زكريا فقد كان دعاؤه مختلفاً، فلم يكن يعاني من مرض أو شدة أو ظلم، بل كان يريد ولداً تقر به عينه، فدعا الله: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) [الأنبياء: 89-90]. وقد استجاب الله دعاءه مع العلم أنه كان كبير السنّ ولا ينجب الأطفال، وكانت زوجته أيضاً كبيرة السن. ولكن الله قادر على كل شيء.
والسؤال الذي طرحته: ما هو سرّ هذه الاستجابة السريعة لأنبياء الله، ونحن ندعو الله في كثير من الأشياء فلا يُستجاب لنا؟ لقد أخذ مني هذا السؤال تفكيراً طويلاً، وبعد بحث في سور القرآن وجدت الجواب الشافي في سورة الأنبياء ذاتها.
فبعدما ذكر الله تعالى دعاء أنبيائه واستجابته لهم، قال عنهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. وسبحان الله! ما أسهل الإجابة عن أي سؤال بشرط أن نتدبر القرآن، وسوف نجد جواباً لكل ما نريد.
ومن هذه الآية الكريمة نستطيع أن نستنتج أن السرّ في استجابة الدعاء هو أن هؤلاء الأنبياء قد حققوا ثلاثة شروط وهي:
1-
المسارعة في الخيرات
الخطوة الأولى على طريق الدعاء المستجاب هي الإسراع للخير: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ): فهم لا ينتظرون أحداً حتى يدعوهم لفعل الخير، بل كانوا يذهبون بأنفسهم لفعل الخير، بل يسارعون، وهذه صيغة مبالغة للدلالة على شدة سرعتهم في فعل أي عمل يرضي الله تعالى. وسبحان الله، أين نحن الآن من هؤلاء؟
كم من المؤمنين يملكون الأموال ولكننا لا نجد أحداً منهم يذهب إلى فقير، بل ينتظر حتى يأتي الفقير أو المحتاج وقد يعطيه أو لا يعطيه – إلا من رحم الله. وكم من الدعاة إلى الله يحتاجون إلى قليل من المال للإنفاق على دعوتهم لله، ولا تكاد تجد من يدعمهم أو يعطيهم القليل، والله تعالى ينادينا جميعاً فيقول: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 245].
ليسأل كل واحد منا نفسه: كم مرة في حياتي ذهبتُ وأسرعت عندما علمتُ بأن هنالك من يحتاج لمساعدتي فساعدته حسب ما أستطيع؟ كم مرة سارعتُ إلى إنسان ضال عن سبيل الله فنبّهته، ودعوته للصلاة أو ترك المنكرات؟ بل كم مرة في حياتي تركتُ الدنيا ولهوها قليلاً، وأسرعتُ فجلستُ مع كتاب الله أتلوه وأحاول أن أحفظه؟؟
فإذا لم تقدّم شيئاً لله فكيف يقدم لك الله ما تريد؟ إذن فعل الخير أهم من الدعاء نفسه، لأن الله تعالى قدّم ذكر المسارعة في الخير على ذكر الدعاء فقال: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا).
2-
الدعاء بطمع وخوف
الخطوة الثانية هي الدعاء، ولكن كيف ندعو: (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا). الرَّغَب أي الرغبة بما عند الله من النعيم، والرَّهَب هو الرهبة والخوف من عذاب الله تعالى. إذن ينبغي أن يكون دعاؤنا موجّهاً إلى الله تعالى برغبة شديدة وخوف شديد.
وهنا أسألك أخي القارئ: عندما تدعو الله تعالى، هل تلاحظ أن قلبك يتوجّه إلى الله وأنك حريص على رضا الله مهما كانت النتيجة، أم أن قلبك متوجه نحو حاجتك التي تطلبها؟! وهذا سرّ من أسرار استجابة الدعاء.
عندما ندعو الله تعالى ونطلب منه شيئاً فهل نتذكر الجنة والنار مثلاً؟ هل نتذكر أثناء الدعاء أن الله قادر على استجابة دعائنا وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟ بل هل نتذكر ونحن نسأل الله أمراً، أن الله أكبر من هذا الأمر، أم أننا نركز كل انتباهنا في الشيء الذي نريده ونرجوه من الله؟
لذلك لا نجد أحداً من الأنبياء يطلب شيئاً من الله إلا ويتذكر قدرة الله ورحمته وعظمته في هذا الموقف. فسيدنا أيوب بعدما سأل الله الشفاء قال: (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، وسيدنا يونس والذي سمَّاه القرآن (ذَا النُّونِ) والنون هو الحوت، الغريب في دعاء هذا النبي الكريم عليه السلام أنه لم يطلب من الله شيئاً!! بل كل ما فعله هو الاعتراف أمام الله بشيئين: الأول أنه اعترف بوحدانية الله وعظمته فقال: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ)، والثاني أنه اعترف بأنه قد ظلم نفسه عندما ترك قومه وغضب منهم وتوجه إلى السفينة ولم يستأذن الله في هذا العمل، فاعترف لله فقال: (إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
وهذا هو شأن جميع الأنبياء أنهم يتوجهون بدعائهم إلى الله ويتذكرون عظمة الله وقدرته ويتذكرون ذنوبهم وضعفهم أمام الله تبارك وتعالى.
3-
الخشوع لله تعالى
والأمر الثالث هو أن تكون ذليلاً أمام الله وخاشعاً له أثناء دعائك، والخشوع هو الخوف: (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ). وهذا سرّ مهم من أسرار استجابة الدعاء، فبقدر ما تكون خاشعاً لله تكن دعوتك مستجابة. والخشوع لا يقتصر على الدعاء، بل يجب أن تسأل نفسك: هل أنت تخشع لله في صلاتك؟ وهل أنت تخاف الله أثناء كسب الرزق فلا تأكل حراماً؟ وهنا ندرك لماذا أكّد النبي الكريم على أن يكون المؤمن طيب المطعم والمشرب ليكون مستجاب الدعوة.
هل فكرت ذات يوم أن تعفوَ عن إنسان أساء إليك؟ هل فكرت أن تصبر على أذى أحد ابتغاء وجه الله؟ هل فكرت أن تسأل نفسك ما هي الأشياء التي يحبها الله حتى أعملها لأتقرب من الله وأكون من عباده الخاشعين؟
هذه أسئلة ينبغي أن نطرحها ونفكر فيها، ونعمل على أن نكون قريبين من الله وأن تكون كل أعمالنا وكل حركاتنا بل وتفكيرنا وأحاسيسنا ابتغاء وجه الله لا نريد شيئاً من الدنيا إلا مرضاة الله سبحانه، وهل يوجد شيء في هذه الدنيا أجمل من أن يكون الله قد رضي عنك؟
وأخيراً أخي الكريم!
هل ستسارع من هذه اللحظة إلى فعل الخيرات؟ وهل ستتوجه إلى الله بدعائك بإخلاص، تدعوه وأنت موقن بالإجابة، وترغب بما عنده وتخاف من عذابه؟ وهل سيخشع قلبك أمام كلام الله تعالى، وفي دعائك، وهل ستخاف الله في جميع أعمالك؟
إذا قررت أن تبدأ منذ الآن بتطبيق هذا الدرس العملي فإنني أخبرك وأؤكد لك بأن الله سيستجيب دعاءك، وهذا الكلام عن تجربة مررت بها قبلك، وكان من نتائجها أن أكرمني الله بأكثر مما أسأله، واعلم أخيراً أن الدعوة التي لم تستجب لك في الدنيا، إنما يؤخرها الله ليستجيبها لك في الآخرة عندما تكون بأمس الحاجة لأي شيء في ذلك اليوم، أو أن الله سيصرف عنك من البلاء والشر والسوء ما لا تعلمه بقدر هذا الدعاء.
وندعو بدعاء المتقين الذين حدثنا القرآن عنهم: (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران: 193-194].

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

في حياتنا اليومية نسينا أعمالاً قلبيه وفعلية ثمينة جداً ولكنها بالفعل منسيّة إلا عند القليل

.

أولها النية : التي هي أساس كل عمل ، نجد المنتديات مليئة بالمواضيع

والردود والإبتسامات والورود ، أكاد أجزم بأن الكثير غفلوا عن إحتساب

الأجر عند طرح موضوع أو إضافة رد

ووضع إبتسامة وورد !

و محادثة الصديقات في الماسنجر و إرسال المسجات .

فنجد البعض هداهم الله ، يطرح العديد من الموضوعات وإضافة الردود التي

تكاد تملىء أرجاء المنتديات لكي تزداد عدد المشاركات ، فأضاع عليه

الحسنات الكثيرات

فـياللخسران وإضاعة الأوقات

فلنتحسب الأجر لأي عملاً نقوم به في عالم الإنترنت : عند طرح موضوعاً أو

إضافة رداً أو وضع إبتسامة ( فالإبتسامة صدقة )

إذا أحتسبنا الأجر، وكذلك عند محادثة الصديقات فلتكن محادثتنا لها من أجل

إدخال السعادة عليها لا من أجل التسلية وإضاعة الوقت ..
وفي حياتنا بعيداً عن النت : فلنتحسب الأجر عند الجلوس والحديث مع

الوالدين والأخوان والأخوات وعند زيارة الأقارب والأصدقاء ، وكذلك عند طهي الطعام

والتبعل والتزين للزوج بما يرضي الله

وعند الذهاب للمدرسة لتكن نيتنا من أجل التعلم والتعليم لا من أجل حصول

على الوظيفة ونيل الشهادات العليا .

هناك الكثير من الأعمال نستصغرها فنغفل عن النية عند القيام بها
:

:

ثانياً: عيادة المريض

الكثير غفلَ عن عيادة المريض وفضلها العظيم

فلا نكاد نرى من يزور المريض إلا القليل

:
:

ثالثاً :حلقات الذكر
أصبحت البيوت مهجورة من الحلقات ، فدخلتها الشياطين من كلِ الجهات
فتكالبت علينا الهموم وضاقت بنا النفوس
لغفلتنا عن ذكر علام الغيوب
فبذكره تنشرح الصدور وتزيل الكرب وتنفرج الهموم
:

:


رابعاً : قيام الليل

يشكي من هجر الكثيرين

فلسان حاله : هل ستهجرونني من بعد رمضان

فماذا أستفدتم من شهر الصيام ؟!

فَربُ ليالي رمضان رب ليالي الشهور الباقية

وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل

وأعلموا عبادالله بأن عز المؤمن وشرفه واستغناؤه عن الناس في قيامه لليل

فلِمَ الهجر ؟!


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده