التصنيفات
روضة السعداء


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وآله واصحابه واتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين وبعد :
محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وقبل أن نتكلم عن محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، نتعرف أولاً عن معنى الحب، وما هو الحب ؟ وأنواع الحب .

معنى الحب

الحب : هو الميل إلى الشئ .
الحب: شجرة سامقة، تثمر ثماراً يانعة، متعددة الاغصان، أصلها ثابت في القلب، وفروعها ممتدة ومتفرعة.
الحب: درجات ومنازل، والمحب يتنقل بينها فيعطي كلاً نصيبه منه بلا زيادة ولا نقصان.
الحب: حقيقة لا يجوز تجاهلها، ولكن قد يصرف لغير أهله، أو في غير محله، ومن ثمّ فلا يؤدي غرضه، ولا يورث خيره، بل قد يكون وبالاً على صاحبه.
والحب: كلمة جميلة محببة للنفوس، ترادفها كلمات أخرى في القاموس العربي مثل الود، ولها علاقة وطيدة بكلمات أخرى كالشفقة والرحمة، والعطف، وينبني عليها سلوك عملي يظهر على المحب تجاه من يحبه، من الأعيان، أو ما يحبه من الأقوال والأفعال والأحوال، ويتمنى كل مخلوق حي أن يعيش في عالم هذه المصطلحات المريحة في يومه وليلته، وفي بيته وشارعه وعمله، وفي إقامته وسفره لتضفي عليه جواً من السكينة والطمأنينة، والهدوء والراحة، وتخفف عنه أعباء الحياة ومشكلاتها ومشاغلها، بل لتقلب هذه الأعباء إلى لذائذ يستمتع بها، وقد يتعجب من يقرأ هذا الكلام فهل ممكن أن يكون كذلك؟ وكيف لايكون كذلك والتاريخ شاهد أيّما شاهد لأولئك الجيل الذين غمر قلوبهم حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم؟ كيف حولهم هذا الحب من أقل الناس شأناً إلى أن يسودوا الدنيا، وينشروا الخير والرحمة والإحسان في أقاصيها، ونقلهم هذا الحب من ذيل القائمة، إلى أن يكونوا قادة الناس وقدوتهم؟

أنواع الحب

وهو نوعان :جبلى يغرسه الله فى القلب ، فيحس صاحبه ميلا لا سلطان له على دفعه ولا قدرة له فى اكتسابه ، ومن هذا النوع قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم أن هذا قسمى فيما أملك فلا تؤاخذنى فيما تملك ولا أملك)

والنوع الثانى : مكتسب بتناول أسبابه فحب المؤمن لله ينشأ عن التفكير فى فضله ونعمائه ، فيتقرب إليه جل شأنه بالفرائض والنوافل حتى يكون امر الله وطاعته هى كل شئ فى حياته ، وكذلك الحال بالنسبه للرسول صلى الله عليه وسلم إعترافا بفضله ، وجهاده فى سبيل إخراج الناس من الظلمات الى النور.

حب الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم

أجمعت الأمة على أن حب لله ورسوله فرض ، وأن المحبة لله ولرسوله هي الغاية القصوى من المقامات التى يصل إليها السالك إلى الله عز وجل .
ودليل محبة العبد لله تعالى ثابتة فى قوله تعالى " يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ " المائدة (54)
وقوله : " وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ " البقرة (165)
وقوله : " قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " التوبة (24)

و من الأدلة العظيمة الشاهدة على وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ " آل عمران (31). ؛ إذ لا نزاع في أن محبة الله واجبة، وأن اتباع النبي ومحبته طريق إلى محبة الله. والآيات أكثر من أن تحصر في هذا المقام .

وفى الصحيح " والذى نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين " (رواه البخاري)
وقوله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن " أى لا يؤمن إيماناً كاملاً .
فمن لم يجد فى نفسه ذلك الميل لم يكمل إيمانه وايضا من يدعي حب الله ولا يحب رسوله فلا ينفعه ذلك فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة الله عز وجل متلازمان لا يمكن الفصل بينهما وذلك لقوله تعالى " {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (آل عمران: 31).
وقوله تعالى " من يطع الرسول فقد أطاع الله " النساء (80)

والإسلام دين الحقيقة والواقع، لا دين الخيال والوهم، فهو لا ينفى أن تكون هناك محبوبات للإنسان، لأن ذلك فى جبلة الإنسان، فهو يحب أهله وعشيرته وامواله ومسكنه، لكن لا ينبغي أن يكون شئ من كل ما فى الدنيا والآخرة آثر عنده من الله ورسوله، وإلا فهو ناقص الإيمان، يجب أن يسعى للكمال.

وحب العبد لله تعالى منزلة ترتفع بصاحبها إلى أعلى درجات السمو والكمال والتنزه ، وهذه المنزلة تستدعي من صاحبها أن يؤثر محبوبه كما هو الشأن فى كل محب ، بكل شعب من شعاب قلبه وفكره ، وأن يضحي فى سبيله بكل رغبة من رغباته ، وأن يتحمل فى رضاه كل عناء ويصبر على كل بلاء.
وحب العبد لله هو الإيمان الحق، الذي يجعله يؤثره على نفسه وتبدو آثار حبه فى جميع أقواله وأفعاله وتصرفاته.
أما الإيمان الجاف الصامت السلبي الذي لايعدو الإذعان النفسي والإقرار القلبي ،ولا تظهر آثاره فى مظهر من المظاهر العلمية الإيجابية، فليس هو الإيمان الذي يريده الله من عباده.

لماذا نحب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؟

إننا بقليل من التأمل نجد أن الله عز وجل أهل لكل حب، وأنه أولى بتعلق القلب من حب المرء لوالده وولده ونفسه التى بين جنبيه.
وأسرع دواعي المحبة وروداً على الذهن، النعم التي يخوض الإنسان فيها خوضاً ويمرح فى بحبوحتها طولاً وعرضاً، والتى تتدفق عليه مع الأنفاس ودقات القلوب فى جميع الأزمنة والأوقات .
قالى تعالى : " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا " النحل (18)
وقوله تعالى : " وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ " النحل (53)

وقال صلى الله عليه وسلم " أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله وأحبوا اهل بيتي لحبي" رواه الترمذي .
فهل من الحياء والوفاء بنعم الله علينا أن نعصيه وأن نعرض عن ذكره وأن لانؤدي شكره ولا نعرف قدره ؟!!

وبعد محبة الله تأتي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستحق المحبة العظيمة بعد محبة الله عز وجل، كيف لا وهو من أرانا الله به طريق الخير من طريق الشر، كيف لا وهو من عرفنا بالله عز وجل ،كيف لا وهو من بسببه اهتدينا إلى الإسلام، أفيكون أحد أعظم محبة بعد الله منه ؟!
ومحبته صلى الله عليه وسلم لها أثر عظيم على النفس ، فهي تمثل لنا زاداً إيمانياً يكون حادياً لنا فى السير فى هذه الحياة ، فتتسهل بها الدروب ، ونتخطى بها العقبات ، وتتعدل يها الأخلاق ، وتستقيم بها المعاملة ، فيظهر الصدق والإخلاص ، وحسن الظن ، والقول الحسن ، واللين فى المخاطبة ، والعفو والتسامح ، والصفح .

وهذه المحبة يجب أن تكون عميقة في نفوسنا، متجذرة في قلوبنا، تلهج فيها ألسنتنا، وتنطق بها أقوالنا، وتترجمها أعمالنا وسلوكنا، هذه المحبة عقيدة يجب أن نعتقدها، وندين الله تعالى بها، نرجوا بها الثواب، والرفعة عند الله تعالى، والصحبة لنبيه صلى الله عليه وسلم ومرافقته في الجنة، والشرب من حوضه .
أسأل الله أن يرزقنا حبه وحب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

أختكم فى الله
*زهرة السلام*

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء


في ليلة قد ألبست السماء حريرا أسودا مرصعا بالنجوم المتناثرة لتزف للبدر عروسه فبدا ضاحكا …


وزخات المطر المنعشة تطرق كل نافذة لتهتف بالخبر ويتحرر رسغ أنفاس من صفد اختناق لتركض نحو الحياة المستقلة في نشوة ..تعج القاعة بالكثير وتعلو زغاريد النساء فتقرع الطبول وترقص أهازيج الفرح لقد


أتت في ليلة عرسها والجميع في انتظار


في تلهف .. أقبلت بفستان ينبض بروعة المشاعر خجلى تزف وقدها متورد ….

إنتظـــــــــــــــــرونا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

دُعَاؤُكَ أُخْتِيْ الْمُؤْمِنَةً فِيْ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ
قَالَ الْنَّبِيُّ (صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ .قَالُوْا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ؟
قَالَ:"الْذَّاكِرُوْنَ الْلَّهَ كَثِيْرا وَالذَّاكِرَاتِ"


يتبع..~

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الميــــــزان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .
من يهده اللـه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله
وكنا قد توقفنا فى اللقاء الماضى على أصناف الناس فقلنا بأن من الناس من يأخذ كتابه بيمينه ويحاسبه اللـه حساباً يسيراً ، ومن الناس من يأخذ كتابه بشماله وراء ظهره ويحاسبه اللـه حساباً عسيراً .
ومن الناس من يدخل مباشرة من غير حساب ولا عذاب .
هل يا ترى بانتهاء الحساب تنتهى أهوال القيامة ؟!!
كلا .. !! كلا .. !!
بل إذا انقضى الحساب أمر اللـه جلا وعلا أن ينصب الميزان فإن الحساب لتقرير الأعمال ، وإن الوزن لإظهار مقدارها ليكون الجزاء بحسابه وليظهر عدل اللـه للبشرية كلها فى ساحة الحساب فتوزن أعمال المؤمن لإظهار فضله ، وتوزن أعمال الكافر لإظهار خزيه وذله على رؤوس الأشهاد وما ربك بظلام للعبيد .
والآن نسأل …
ما هو الميزان ؟!
ما الذى يوزن فيه ؟!!
ما هى الأعمال التى تثقل فى الميزان يوم القيامة ؟!!!

أولا ما هو الميزان
الميزان على صورته وكيفيته التى يوجد عليها الآن من الغيب الذى أمر الصادق المصدوق أن نؤمن به من غير زيادة ولا نقصان ، وهذه هى حقيقة الإيمان ولقد نقل الحافظ ابن حجر رحمه اللـه إجماع أهل السنة على : الإيمان بالميزان وأن الميزان له لسان وكِـَـفتان – بكسر الكاف وفتحها واللغتان صحيحتان – وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة .

وقال الإمام بن أبى العز الحنفى فى شرح العقيدة الطحاوية المشهورة قال: " والذى دلت عليه السنة أن الميزان الذى توزن به الأعمال يوم القيامة له كفتان حسيتان مشاهدتان "
أيها المسلم لا يعلم حقيقة الميزان وطبيعة الميزان وكيفية الميزان إلا الملك الرحمن ، وإلا فهل تستطيع أن تتصور ميزانا يوضع فى يوم القيامة يقول فيه المصطفى : (( لو وزنت فيه السموات والأرض لوزنها )) .

كيف تصور هذا الميزان ؟!
ففى الحديث الذى رواه الحاكم فى المستدرك وصححه على شرط مسلم وأقر الحاكم الذهبى بل وصحح إسناد الحديث الألبانى فى السلسلة الصحيحة من حديث سلمان الفارسى أن الحبيب النبى قال : (( يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوزنهما ، فإذا رأته الملائكة قالت : يارب لمن يزن هذا ؟‍ قال : لمن شئت من خلقى ، فتقول الملائكة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ))‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ .
لقد عرفت الملائكة أنها ما عبدت الرحمن حق عبادته من شدة الهول والرعب ، فإن مشهد الميزان من أرهب مشاهد القيامة فالميزان حق ، قال جل وعلا { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }الأنبياء

بين اللـه تعالى أنه يضع الموازين بالقسط ( أى بالعدل ) وكفى باللـه جل وعلا حسيبا ، والراجح من أقول أهل العلم أن الميزان يوم القيامة ميزان واحد .
فما جوابك على الجمع فى قوله تعالى { ونضع الموازين } الراجح من أقوال العلماء أن الجمع فى الآية باعتبار تعدد الأوزان أو الموزون ، لأن الميزان يوزن فيه أشياء كثيرة ، وبين الملك العدل أنا الميزان إن ثقل لو بحسنة واحدة فقد سعد صاحبها سعادة لا يشقى بعدها أبداً ، وإن خف الميزان ولو بسيئة واحدة فقد شقى صاحبه شقاوة لا يسعد بعدها أبداً
قال جل وعلا : { فَإذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ(101)فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(102)وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ(103)تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } المؤمنون

انظر إلى دقه عدل الملك من ثقل ميزانه لو بحسنة واحدة سعد سعادة لا شقاوة بعدها أبداً ، ومن خف ميزانه شقى شقاوة لا سعادة بعدها أبداً ، أما من استوت موازينه ، أى استوت حسناته مع سيئاته ، فهو على الراجح من أقوال العلماء من أهل الأعراف الذين قصرت بهم سيئاتهم فلم يدخلوا الجنة ومنعتهم حسناتهم من أن يدخلوا النار ، يحبسون على قنطره بين الجنة والنار ، إذا التفت أهل الأعراف إلى أهل الجنة سلموا عليهم { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } الأعراف
أى لم يدخلوا أهل الأعراف الجنة وهم يرجون رحمه اللـه ، ويطمعون أن يدخلوا الجنة ، وإذا التفتوا إلى الناصية الأخرى ورأوا أهل الجحيم تضرعوا إلى الملك العليم ألا يجعلهم مع القوم الظالمين .
قال جل وعلا : { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ(46)وَإذا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَالَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } الأعراف

إذا أيها المسلم الموحد حرى بك إذا ما تعرفت على أقسام الموازين الثلاثة ألا تحتقر أى عمل صالح ولو قل ، وألا تستهين بمعصية واحدة ولو صغيرة ، فأعلم أنه بحسنة واحدة يثقل الميزان وبسيئة واحدة يخف الميزان ، بل بكلمة واحدة نقاد إلى رضا الرحمن ، وبكلمة واحدة ننال سخط الجبار .
فى الصحيحين من حديث أبى هريرة أن النبى قال :
(( إن العبد ليتكلم بكلمة من رضوان اللـه لا يلقى لها بالاً يرفعه اللـه بها فى الجنة ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط اللـه لا يلقى لها بالاً فيهوى بها فى جهنم )) .
فى صحيح مسلم من حديث أبى ذر أن النبى قال :
(( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو تلقى أخاك بوجه طلق ))
فى الصحيحين من حديث أبى هريرة :
(( إن امرأة بغياً رأت كلباً فى يوم حار يطوف ببئر ، قد أدلع لسانه من العطش ، فنزعت له بموقها ( أى أنها استقت له من البئر ، والموق هنا هو الخف ) فغُفِر لها ))
كانت الرحمة بالكلاب تغفر الخطايا للبغايا فكيف تصنع الرحمة بمن وحد رب البرايا ؟!
نعم نحتاج إلى رحمه ، نحتاج إلى رفق ، فالرحمة والرفق لا يهدمان ولا يفسدان أبداً ، والشدة والعنف يهدمان ويفسدان ، هذه سنة اللـه فى خلقه ، ما كان الرفق فى شىء إلا زانه وما نزع الرفق من شئ إلا شانه
فى الصحيحين من حديث عدى بن حاتم يقول :
(( اتقوا النار ، ولو بشق تمره )) .
فقد ينجو العبد من النار بشق تمرة ، فإن ثقل الميزان بحسنة سعد العبد بعدها سعادة لا شقاوة بعدها أبداً ، وإن خف الميزان ولو بسيئة شقى العبد شقاوة لا سعادة بعدها أبداً ، وإن تساوت الموازين فهو من أهل الأعراف والراجح من أقوال أكثر أهل العلم أن اللـه جل وعلا يتغمدهم برحمته فيدخلهم الجنة .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

خطوة للأمام
بقلم :- محمود القلعاوي *
_______________________________________

هبت ريح شهر رمضان المعظم .. شهر الإصلاح .. شهر عنوانة الأول هو التغيير .. هبت ريحه وقد خطونا بفضل الرحمن خطوة للأمام .. خطوة هى التى يأخذها الكثير مع ظهور هلال هذا الشهر الكريم .. خطوة رائعة نراها بأعيننا .. فنرى السارق يمتنع عن سرقته والمرتشى عن رشوته والكذاب عن كذبه والآكل للحرام عن أكله .. خطوة رائعة هى .. لكن وللأسف لا تعقبها خطوات في نفس الاتجاه .. بل خطوات للخلف .. فنرى المساجد خاوية بعد عمرانها مثل ما نريد قوله .. ونفوت فرصة عظيمة للتغيير والإصلاح .. أليس رمضان فكرته الأساسية التغيير والتطوير .. أن نصلح ما فسد .. ونصل ما قطع .. وننير ما أطفىء ..
ولكن للأسف ينسى البعض المقصد الأساسى للصيام :- ( لعلكم تتقون ) .. لعل المدخن بصيامه أن يقلع عن تدخينه .. والقاطع لرحمه أن يعود له .. ولعل .. ولعل .. لعلكم تتقون .. لعلكم تتخذون خطوة للأمام .. يعقبها خطوات وخطوات وخطوات فى نفس الاتجاه ..

_______________________________________

ومن العجيب أننا نرى الكثير من الناس يبحثون عن التغيير إلى الأفضل .. حتى إنهم ينفقون الكثير من أموالهم والعظيم من أوقاتهم على دورات ودراسات فى التغيير والتطوير وتنمية وتربية الذات ..ومع هذا تمر عليهم أعظم فرصة للتغيير ويتجاوزونها دونما أن يشعروا بها .. ويستفيدوا منها ..

_______________________________________

ولو نظرنا لسنة الله فى كونه لرأينا أنه – جل فى علاه – وضع بداية التغيير من داخلنا من أنفسنا .. ثم يأتى تغيير السماء بعدها :- ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمْ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم ) .. وها هو شهر رمضان ببركاته ونفحاته بأيامه الثلاثين أو أقل بقليل فترة مكثفة طويلة عميقة نغير فيها .. نقف أمام أنفسنا وقفة طويلة .. نصلح ونغيير حتى إذا ما رفعنا أيدينا للسماء كان حق لها وإيفاء منها أن تهبنا التغيير من عندها ..

_______________________________________

فرصة عظيمة :- والإنسان يعتاد أن ينام في وقت ويستيقظ في وقت ، ويذهب للعمل في وقت ويعود وهكذا، ويأكل ويتسوق إلى غير ذلك من أمور دنياه في وقت محدود، وفي الغالب عندما يأتي شهر رمضان المبارك تتغير الأمور وتخرج عن الروتين والمألوف المستمر، وتتجدد حياته، ويكاد يجمع الباحثون في موضوع الإبداع على أن الإبداع هو الخروج عن المألوف، وما أحوج الإنسان في كل زمان- وخاصة في هذا الزمان- إلى الإبداع والتجديد !! كما أن كسر الروتين والخروج عن المألوف أحد الأعمال الضرورية للتغلب على القلق وضغوط الحياة، فالتجديد لا بد أن يكون في جدولك اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي .. وهذا هو رمضان .. شهر التغيير والتطوير .. يأتى ليغير لنا كل مألوف .. ويعيننا على كل أمر راتب ..

_______________________________________

أذكر هنا الرجل الفقير شديد الفقر المريض أشد المرض .. صاحب رائحة منتنة وجلد كريه .. أصلح الله حاله وأبدل أمره فصار صاحب صحة بدل مرضه وعافية مكان بلاءه .. وغنى بدل فقر .. ورائحة جميلة مكان رائحته المنتنة .. فأبى كل هذا .. وطلب العودة إلى ما كان, فقير مريض كريه .. للأسف هذا حال البعض مع شهر البركات والنفحات .. قبل رمضان يكون حاله من بُعد عن ربه وهجران لصلاته ومعصية لخالقة فيأتيه رمضان فينير الوجه بنور القلب ويهجر ظلام الدنيا إلى نور المساجد ولكنه لا يستمر ولا يكمل مشواره ..بل يعود من حيث أتى .. يأبى إلا حياة الظلام والظلمة .. تعافى نفسه الطيب فقد استمرأ حياة الظلام ..

_______________________________________

عد أيها الأخ الكريم إلى رب كريم .. وأتبع الخطوة الطيبة خطوات وخطوات وخطوات .. واثبت ولا تتبع الحسنة بسيئة بل حسنة وحسنات .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* مستشار إجتماعى وتربوى على شبكة الإنترنت .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

هل تحيرت يوما فى أمر من أمور حياتك لاتستطيع بمفردك الاهتداء الى قراربشأنة ؟
وقفت يوما عاجزا لاتدرى ماذا تفعل ؟
من يساعدنى على اتخاذ قرار صائب فيما أهمنى؟
هل السفر والبعد عن الاهل والاحباب يأتى من وراءه خير ومنفعة ام تعب ومشقة ؟ هل اترك عملى بمتاعبه الكثيرة واتوجه لعمل اخر ام اصبر وسيؤتينى الله منه الخير مستقبلا ؟
يالها من مواقف كثيرة محيرة يمر بها الانسان فى حياته يود ان يهتدى فيها الى حل يبعث الراحة والطمانينة فى نفسه.إن السعادة لا تشترى بالمال أو الجاه أو السلطان أو غير ذلك ، بل هي نعمة ربانية يَمنّ بها سبحانه على من يشاء ، وتُعرف من خلال سكون النفس وطمأنينة القلب والرضا بمقدوره وصلاح البال وزيادة اليقين وكل هذه السمات هى ثمار
الاستخارة لما فيها من توكل على الله .

أنها من نعم الله العظيمة وآلائه الجسيمة على العبد المسلم استخارته لربه ورضاه وقناعته بما قسمه وقدَّره له خالقه ومولاه ، ففي ذلك السعادة الأبدية ، وفي التبرم والتسخط بالمقدور الشقاوة السَّرمدية وذلك لأن الغيب لا يعلمه إلا الله ولا يطلع عليه أحد سواه ..

ولقد أرشد الناصح الأمين والرؤوف الرحيم محمد بن عبد الله أمته وعلمها ودلها على جميع ما ينفعها في دينها ودنياها ، من ذلك إرشاده الأمة لدعاء الاستخارة ..

وبما أن الاستخارة مبنية على التوكل، فإنها من خير الوسائل للوقاية والعلاج من تسلط الشيطان، قال تعالى :{ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [النحل : 99]ž
إن منشأ الحيرة الجهل بالشيء على حقيقته ، فكل حائربشيء جاهل به، وليس كل جاهل بشيء حائراً به والاستخارة تزيل هذا النوع من الحيرة.
أن كثرة الاستخارة تجدد الإيمان وتزيد من أسباب التسديد من الله للمستخير ؛ والاستخارة تحفظ العبد من الزلل وتمنحه ثقة بنفسه بإذن الله ؛ لأن التسديد بالتيسير أو الصرف من العليم القدير سبحانه، وتعتبر وسيلة نفيسة من وسائل الإصابة والترجيح. وكثيرا بل غالبا ما يمن الله على عبده بالرؤيا الصادقة كثمرة من ثمار الأستخارة يهتدى بها فهى رسالة من الله للمستخير يطمئن بها قلبه ويهدى بها نفسه.

تعريف الاستخارة :

الاسْتِخَارَةُ لُغَةً : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ . يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك .
وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ . أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى , بِالصَّلاةِ , أَوْ الدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ .
واستخار الله : طلب منه الخيرة ، وخار الله له : أعطاه ما هو خير له ..

أهمية صلاة الاستخارة تكمن في أوجه ثلاثة :

الوجه الأول : تجريد الافتقار إلى الله ، ونفي العلائق إلا بالله ، وتحقيق التوكل عليه سبحانه وتعالى ، وتفويض الأمور إليه ، وهي كلها معان سامية من معاني التوحيد والإسلام ، تساعد صلاة الاستخارة في تحقيقها ، وتعين على قيامها ، خاصة لمن اعتاد اللجوء إليها ، واستشعر في قلبه حقيقتها وحكمة تشريعها .
الوجه الثاني : الفلاح في الاختيار ، والنجاح في الأمر ، والتوفيق في السعي ، فمن فوض أمره إلى الله كفاه ، ومن سأل الله بصدق أعطاه حاجته ولم يمنعه ." قال بعض الحكماء : من أُعطي أربعا لم يُمنع أربعا : من أُعطي الشكر لم يُمنع المزيد ، ومن أُعطي التوبة لم يُمنع القبول ، ومن أٌعطي الاستخارةَ لم يُمنع الخِيَرة ، ومن أُعطي المشورة لم يُمنع الصواب " .
الوجه الثالث :

الرضا بالقضاء ، والقناعة بالمقسوم ، فمن استخار الله تعالى في شأنه لم يندم على خياره ، وقام في قلبه من الطمأنينة واليقين ما يدفع عنه كل هم أو حزن يحصل في اختياره ، وهذا الوجه من أعظم الفوائد التي تجنيها صلاة الاستخارة في قلب العبد .
" قال داود عليه السلام : رب ! أي عبادك أبغض إليك ؟ قال : عبد استخارني في أمر ، فخرت له ، فلم يرض به "

حكم الاستخاره :

أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ , وَدَلِيلُ مَشْرُوعِيَّتِهَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ …………..)

سَبَبُهَا ( مَا يَجْرِي فِيهِ الاسْتِخَارَةُ ) :
اتَّفَقَتْ الْمَذَاهِبُ الْأَرْبَعَةُ عَلَى أَنَّ الِاسْتِخَارَةَ تَكُونُ فِي الْأُمُورِ الَّتِي لَا يَدْرِي الْعَبْدُ وَجْهَ الصَّوَابِ فِيهَا , أَمَّا مَا هُوَ مَعْرُوفٌ خَيْرَهُ أَوْ شَرَّهُ كَالْعِبَادَاتِ وَصَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ وَالْمَعَاصِي وَالْمُنْكَرَاتِ فَلا حَاجَةَ إلَى الاسْتِخَارَةِ فِيهَا , إلا إذَا أَرَادَ بَيَانَ خُصُوصِ الْوَقْتِ كَالْحَجِّ مَثَلا فِي هَذِهِ السُّنَّةِ ; لِاحْتِمَالِ عَدُوٍّ أَوْ فِتْنَةٍ , وَالرُّفْقَةِ فِيهِ , أَيُرَافِقُ فُلانًا أَمْ لا ؟ وَعَلَى هَذَا فَالاسْتِخَارَةُ لا مَحَلَّ لَهَا فِي الْوَاجِبِ وَالْحَرَامِ وَالْمَكْرُوهِ , وَإِنَّمَا تَكُونُ فِي الْمَنْدُوبَاتِ وَالْمُبَاحَاتِ . وَالاسْتِخَارَةُ فِي الْمَنْدُوبِ لا تَكُونُ فِي أَصْلِهِ ; لِأَنَّهُ مَطْلُوبٌ , وَإِنَّمَا تَكُونُ عِنْدَ التَّعَارُضِ , أَيْ إذَا تَعَارَضَ عِنْدَهُ أَمْرَانِ أَيُّهُمَا يَبْدَأُ بِهِ أَوْ يَقْتَصِرُ عَلَيْهِ ؟ أَمَّا الْمُبَاحُ فَيُسْتَخَارُ فِي أَصْلِهِ,وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : "ما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وثبت في أمره "

كيفية صلاة الاستخارة :

1- تتوضأ وضوءك للصلاة .

2- النية .. لابد من النية لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها .
3- تصلي ركعتين .. والسنة أن تقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) .
4- وفي آخر الصلاة تسلم .
5- بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعا ً إلى الله ومستحضرا ً عظمته وقدرته ومتدبرا ً بالدعاء .
6- في أول الدعاء تحمد وتثني على الله عز وجل بالدعاء .. ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، والأفضل الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد . « اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » أو بأي صيغة تحفظ .
7- تم تقرأ دعاء الاستخارة : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ … إلى آخر الدعاء .
8- وإذا وصلت عند قول : (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (( هنا تسمي الشيء المراد له .

وقتها :
ليس لصلاة الاستخارة وقت محدد ، والمشروع أن تكون في غير وقت نهي لا سيما أوقات الإجابة ، كالثلث الأخير من الليل ، وبين الآذان والإقامة ..فإن كان الأمر المستخار فيه يفوت بتأخيرها عن وقت النهي فيصليها ولو في وقت النهي .
دعاء الاستخاره
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ)

شرح دعاء الاستخاره :
قوله ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة .. في الأمور كلها ) قال ابن أبي جمرة : هو عام أريد به الخصوص , فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما , فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه . قلت : .. ويتناول العموم العظيم من الأمور والحقير , فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم .
وقوله ( إذا هَمَّ ) .. وقع في حديث ابن مسعود " إذا أراد أحدكم أمرا فليقل " .
قوله ( فليركع ركعتين .. من غير الفريضة ) فيه احتراز عن صلاة الصبح مثلا .. وقال النووي في " الأذكار " : لو دعا بدعاء الاستخارة عقب راتبة صلاة الظهر مثلا أو غيرها من النوافل الراتبة والمطلقة .. ويظهر أن يقال : إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة معا أجزأ , بخلاف ما إذا لم ينو .
وقال ابن أبي جمرة . الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة فيحتاج إلى قرع باب المَلِك , ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه مآلا وحالا .
وقوله ( ثم ليقل ) ظاهر في أن الدعاء المذكور يكون بعد الفراغ من الصلاة ويحتمل أن يكون الترتيب فيه بالنسبة لأذكار الصلاة ودعائها فيقوله بعد الفراغ وقبل السلام .
قوله ( اللهم إني أستخيرك بعلمك ) الباء للتعليل أي لأنك أعلم , وكذا هي في قوله " بقدرتك " ويحتمل أن تكون للاستعانة .. وقوله " وأستقدرك " .. معناه أطلب منك أن تجعل لي قدرة على المطلوب , ويحتمل أن يكون المعنى أطلب منك أن تقدِّره لي , والمراد بالتقدير التيسير .
قوله ( وأسالك من فضلك ) إشارة إلى أن إعطاء الرب فضل منه , وليس لأحد عليه حق في نعمه كما هو مذهب أهل السنة .
قوله ( فإنك تقدر ولا أقدر , وتعلم ولا أعلم ) إشارة إلى أن العلم والقدرة لله وحده , وليس للعبد من ذلك إلا ما قدّر الله له .
قوله ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ) .. في رواية .. " ثم يسميه بعينه " .. وظاهر سياقه أن ينطق به , ويحتمل أن يكتفي باستحضاره بقلبه عند الدعاء . قوله ( فاقدره لي ) .. أي نَجِّزه لي " , وقيل معناه يسره لي .
قوله ( فاصرفه عني واصرفني عنه ) أي حتى لا يبقى قلبه بعد صرف الأمر عنه متعلقا به ,
قوله (ورَضِّني ) .. أي اجعلني بذلك راضيا فلا أندم على طلبه ولا على وقوعه لأني لا أعلم عاقبته وإن كنت حال طلبه راضيا به ..
والسرّ فيه أن لا يبقى قلبه متعلقا به فلا يطمئن خاطره . والرضا سكون النفس إلى القضاء .

مفاهيم خاطئة في الاستخارة
يعتقد بعض الناس أن صلاة الاستخارة تكون بالليل قبل النوم ، وأن المستخير يرى في منامه رؤيا يتبين له فيها وجه الصواب ؛ وهذا ليس بصحيح ، لأن صلاة الاستخارة ليس لها وقت محدد كما سبق ، وليس شرطاً أن يرى المستخير رؤيا بعد الاستخارة ، بل يستخير متى احتاج إلى ذلك ثم يتوكل على الله ويمضي لفعل ما هم به فإن فيه الخير بإذن الله واعتقاد بعض الناس أنّه لا بد من انشراح الصدر للفعل بعد الاستخارة، وهذا لا دليل عليه، لأنّ حقيقة الاستخارة تفويض الأمر لله، حتّى وإن كان العبد كارهاً لهذا الأمر، والله عز وجل يقول: (( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) (البقرة:216) .

وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس في حيرة وتردد حتى بعد الاستخارة، وربّما كرّر الاستخارة مرّات فلا يزداد إلا حيرة وتردّداً، لا سيما إذا لم يكن منشرح الصدر للفعل الذي استخار له، والاستخارة إنّما شرعت لإزالة مثل هذا التردد والاضطراب والحيرة.

واخيراً
فلنحمد الله ونشكره ان جعل لنا في الاستخاره في كل امر من امور حياتنا مخرجا وفرجا ووسيلة ودليلا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

لقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة لـ الجود والكرم خصوصاً في رمضان

فكان ينفق نفقة من لا يخشى الفقر كيف لا وهو الأسوة والقدوة واحرص خلق الله على الخير

وأرحم الناس بالخلق وأعظم الناس عملاً بهدي القران الكريم

قال ابن حجر أجود الناس : أكثر الناس جوداً والجود والكرم وهو من الصفات المحمودة وقوله أجود بالخير من الخير المرسلة أي المطلقة يعني في الإسراع بالجود أسرع من الريح وعبر بالمرسلة إشارة إلى دوام هبوبها بالرحمة وإلى عموم النفع بجوده كما تعم الريح المرسلة جميع ما تهب عليه " فتح البارئ "

وقال ابن رجب الحنبلي وكان جوده " صلى الله عليه وسلم " بجميع أنواع الجود من بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق من إطعام جائهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم " لطائف المعارف "

كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح فلا يشترط في المطعم الفقر

الإحسان لب الإيمان وروحه وكماله والإحسان إلى الخلق يكون بالعطف عليهم والرحمة بهم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

موسى عليه السلام من أعظم أنبياء بني إسرائيل

كان أتباعه أكثر أتباع الأنبياء

وليس في قصص القرآن الكريم أعظم من قصة موسى .

تنقسم قصته إلى قسمين :

قسم في مصر مع فرعون . وانتهت بنجاة بني إسرائيل . وغرق فرعون وجنوده في اليم .
القسم الثاني : جرت أحداثه مع قومه في سيناء . في فترة التيه .

قصة موسى مع فرعون

هي ليست فقط قصة نبي كريم مع جبار عظيم

وإنما هي قصة تصور حقيقة واقعة تتكرر في كل زمان ومكان

هي قصة الصراع بين الحق والباطل

الصراع بين جند الرحمن وجند الشيطان .

أوجز القسم الأول بكلمات . فما يعنيني أنا هو القسم الثاني .

تبتدئ قصة فرعون بمنطق الطغيان الذي لايفهم حجة ولا برهانا ً . ويقول لأتباعه ما

أريكم إلا ما أرى .

ولا يتعامل إلا بطريقة البطش والإرهاب والتعذيب .

ثم رعاية الله لموسى في ظل هذا التنكيل والتعذيب وحمايته له .لتحتضنه أمه في بيت

فرعون مع الإكرام لها والإنعام .

فنبت في بيت الفرعون كالريحانة الزكية التي تنبت وسط الأشواك والأقذار .

ثم قتله بطريق الخطأ للقبطي نصرة للإسرائيلي .

وما أعقبه من هروب إلى أرض مدين .

ليمكث فيها ثمان أو عشر سنين . وزواجه هناك . ثم عودته بأهله إلى مصر . وفي

طريق العودة أوحى الله إليه بالرسالة .

ثم غرق فرعون وجنوده في اليم .

فائدة :

ومن عجائب قدرة الله أن أم موسى ألقت رضيعها في اليم . فحفظه الله ونجاه منه .

وفي المقابل فرعون بجبروته وملكه . أهلكه الله بالغرق .. وابتلعه نفس اليم .

قصة موسى مع قومه

عاش بنو إسرائيل تحت العذاب في مصر سنين طويلة .

عاشوا حياة الذل والسخرة والمهانة مدة 430 سنة

ففسدت نفوسهم وطبيعتهم , والتوت فطرتهم .

امتلأت نفوسهم بالجبن والذل من جانب

وبالمقابل امتلأت بالقسوة والحقد والكره .

كان عمر رضي الله عنه ينظر بنور الله . فيرى حقيقة تركيب النفس البشرية

وطبيعتها وهو يقول لعماله على الأمصار : (( ولا تضربوا أبشارهم فتذلوهم ))

فقد كان يعلم أن ضرب البشرة يذل الناس .

ولقد ضربت أبشار بني إسرائيل في طاغوت الفرعونية حتى ذلوا .

بل كان ضرب الأبشار أخف ما يتعرضون له من الذل

حتى المصريين أنفسهم تعرضوا لذل الفرعون (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ) الزخرف 54

ولم يخلصهم من هذا الذل إلا الإسلام .

فقد كانت آثار سياط الرومان على ظهر القبطي الذي جاء إلى عمر يشكو له ابن

عمرو بن العاص وهو فاتح مصر وأميرها . لقد سافر شهرا ً على ظهر ناقة ليشكو

إلى عمر سوطا ً ناله من ابن عمرو . ولو لم يكن يعرف أنه سيجد الإنصاف لما سافر .
فينتصر له عمر ويقول قولته المشهورة (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ ))

وهنا كانت معجزة البعث الإسلامي الذي استنقذ الأرواح من ركام الذل لآلاف السنين .

لتنتفض الكرامة في النفوس . وما كان ليطلقها غير الإسلام .

عملية استصلاح نفوس بني إسرائيل من ذل الطاغوت الفرعوني هي التي سيواجهها

موسى عليه السلام بعد خروجهم معه .

سنرى نفوسهم من خلال القصص القرآني وهي تواجه الحرية بكل رواسب الذل .

سنراها كيف تواجه الرسالة بكل رواسب الجاهلية .

وكيف ستواجه موسى بكل الالتواءات والانحرافات والجهالات التي ترسبت فيها على

مدى الزمن الطويل .

سنرى موسى وهو يواجه نفوساً تمرغت في الوحل طويلا ً . فحسبته الأمر العادي

الذي ليس غيره.

وجاوزنا ببني إسرائيل البحر

كان عددهم 600 ألف

أخرحهم نبيهم من مصر باسم التوحيد .

بعد معجزات كثيرة آخرها غرق الفرعون أمام أعينهم .

وما أن خرجوا من البحر .. حتى طلبوا عبادة الأوثان , والعودة إلى الشرك

((قَالُواْ يَمُوسَىَ اجْعَلْ لّنَآ إِلَـَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ )) الأعراف138

لقد طلبوا عبادة الأوثان لأنهم رأوا أقواما يعبدونها .

نستخلص :

أن العدوى تصيب الأبدان كما تصيب الأرواح .

ولكنها لا تصيبها إلا إذا كان لديها استعداد وتهيؤ وقابلية .

فقد كانت طبيعة بني إسرائيل طبيعة مخلخلة العزيمة , ضعيفة الروح . ماتكاد تهتدي

حتى تضل . وما تكاد ترتفع حتى تهبط .

فيجيئ جواب موسى إنكم قوم تجهلون .

(( قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ )) الأعراف 140

كيف كان التفضيل ؟؟؟

فضلهم على الناس في زمانهم

وتمثل التفضيل في اختيارهم لرسالة التوحيد من بين المشركين .

كما أنه اختارهم ليورثهم الأرض المقدسة التي كانت بأيدي وثنيين .

فإذا أشركوا كان غيرهم أفضل منهم .

كذلك فضل الله العرب عندما اختارهم ليكون خاتم النبيين منهم . فاصطفاهم لحمل

رسالة نبيهم وتبليغها .

فإذا تهاونوا ولم يحملوا الرسالة , وحملها غيرهم ذهب عنهم سبب التفضيل . وصار

غيرهم أحسن منهم .

وواعدنا موسى ثلاثين ليلة
(( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ )) الأعراف 142

أمره الله أن يأتي مع قومه إلى جبل الطور .. حيث واعده أن يعطيه الألواح . وقد

كتبت عليها التوراة , لتكون شريعة لبني لقومه .

وقبل أن يغادر لميقات ربه :

((وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )) 142 الأعراف

[

لقد كان موسى يعلم أن هارون مثله نبي مرسل . ومع ذلك فقد أوصاه . لأن المسلم

للمسلم ناصح . والنصيحة حق واجب .

ثم إن موسى يدرك ثقل التبعة وهو يعرف طبيعة بني لإسرائيل .

ولم تثقل النصيحة على قلب هارون عليه السلام .. لأنها لا تثقل إلا على المتكبرين

الصغار , الذين يحسون في النصيحة انتقاصاً لقدرهم .

وعجلت إليك ربي لترضى
عند جبل الطور كلم الله موسى تكليما مباشرا ً

ولا نعرف الكيفية … ولو أنها كانت مهمة لفصلها لنا الله سبحانه

وبعد أن سمع كلام الله . فمن فرط شوقه ومحبته ولهفته , طمع أن يرى الله .

ومن فرط محبته نسي موسى نفسه . ونسي من هو !! ومن يكلم !!

وفي غمرة الأشواق واللهفة طلب ما لا يكون لبشر على هذه الأرض . ومالا يطيقه بشر .

((قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ )) 143 الأعراف

وجاء الرد عاجلا ً وحاسما ً (( لَنْ تَرَانِي ))

لماذا ؟
لأنه سبحانه (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) (104)الأنعام

وفي حديث صحيح رواه مسلم قال :

عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس

كلمات فقال : إن الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام . يخفض القسط ويرفعه , يرفع إليه

عمل الليل قبل عمل النهار . وعمل النهار قبل عمل الليل , حجابه النور ( وفي رواية

النار ) لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه .

ففي الحياة الدنيا لم يهيأ البشر لرؤية الله .

ثم تأتيه بشارة الاصطفاء على الناس .

وأعطاه التوراة وقد كتبت على ألواح من حجر .

ثم أمرهم أن ياخذوا ما فيها من التكاليف بوصفه الأحسن لهم . والأصلح لحالهم .
((سَأُورِيكُمْ دَارَ الفَاسِقِينَ ) ( الأعراف/145)

الأغلب انها الأرض المقدسة . كانت بيد الوثنيين .

فكانت بشارة لهم بدخولها .

عبادة العجل

خلال ملاقاة موسى لربه يحدث الأمر الفظيع .

فتكون النقلة فظيعة من الجو العلوي المشرق إلى الجو الهابط المشرك .

لقد راودوا نبيهم أن يجعل لهم إلها ً ,, فلما زجرهم ونبههم إلى نعم الخالق عليهم

سكتوا

ولكن !!! بمجرد أن غاب عنهم نبيهم . وجاء أول من يغويهم لم يتأخروا لحظة واحدة

في عبادة عجل الذهب .

(( قَالُواْ لَن نّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتّىَ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىَ }.)) سورة طه 92

((وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ )) البقرة 93
واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا

اختلفت الروايات في سبب الميقات

وربما كان للتوبة وطلب المغفرة

وعندما شعروا بموسى يكلم ربه ولم يروا شيئا ,, قالوا له وبكل بجاحة : وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً (55) البقرة
ــــــ هؤلاء هم الخيرة ــــــــ

فأخذتهم الصاعقة فماتوا جميعا .

فدعا موسى ربه وتوسل إليه فأحياهم وعادوا معه .

وشتان بين طلبهم رؤية الله وطلب موسى لرؤية ربه .

طلب موسى الرؤية : شوقا , ولهفة , وحبا , وتقربا .

وطلبوا الرؤية : عنادا ً.. وإسفافا ً .. وتعنتا ً . وصلفا .

عاد مع السبعين إلى قومه . وتحركوا جميعا نحو إيلياء وهي القد س .

طلب منهم أن يتوجهوا إليها فرفضوا : ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ المائدة 24

إلى هذه الدرجة وصل بهم سوء الأدب مع نبيهم .

﴿ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ المائدة 26

فكتب عليهم التيه في صحراء سيناء أربعين عاما ً .

أنظروا إلى هذا الموقف منهم .. وقارنوه بصحابة رسول الله الأخيار .

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إشارة فيسرعون ملبين .

لا نقاش ولاجدال .. بل تأدب وطاعة وامتثال .
يوم بدر استشار الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة في الخروج :
قال المقداد يوم بدر : يا رسول الله ، إنا لانقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى :

{ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } . ولكن امض ونحن معك . فكأنه

سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الراوي:عبدالله بن مسعود. صحيح البخاري

أما يوم الخنذق . فانظر إلى فعل حذيفة رضي الله عنه .
كنا عند حذيفة . فقال رجل : لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت . فقال حذيفة : أنت كنت تفعل ذلك ؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب . وأخذتنا ريح شديدة وقر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يأتيني بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . ثم قال ( ألا برجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . ثم قال ( ألا برجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . فقال ( قم . ياحذيفة ! فأتنا بخبر القوم ) فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي ، أن أقوم . قال ( اذهب . فأتني بخبر القوم . ولا تذعرهم علي ) فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام . حتى أتيتهم . فرأيت أبا سفيان يصلى ظهره بالنار . فوضعت سهما في كبد القوس . فأردت أن أرميه . فذكرت قول رسول الله ( ولا تذعرهم علي ) ولو رميته لأصبته . فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام . فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم ، وفرغت ، قررت . فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها . فلم أزل نائما حتى أصبحت . فلما أصبحت قال ( قم . يا نومان ! ) .
الراوي :يزيد بن شريك المصدر: صحيح مسلم
خلاصة حكم المحدث:صحيح

بهذه الطاعة . وهذا الإيمان وبصدقهم مع رسولهم وتصديقهم له ملكوا الدنيا بعده .

وفازوا بالآخرة .

التيه

تاهوا في الصحراء أربعين عاما

وكلما حاولوا الخروج منها وجدوا انفسهم عادوا إليها .

وفي التيه توالت المعجزات التي ماانقطعت عنهم .

ظلل عليهم ربهم الغمام

وأطعمهم المن والسلوى .. فطلبوا أكل القثاء والعدس والبصل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ولما استسقوا الماء ضرب موسى الحجر فانفجر منه الماء . فكانوا يحملونه معهم إذا

ساروا ..
في التيه حدثت قصة البقرة .

عن عبيدة بن عمرو قال : كان في بني إسرائيل رجل عقيم لا يولد له ، وكان له مال

كثير ، وكان ابن أخيه وارثه ، فقتله ثم احتمله حتى أتى به حيا آخر فوضعه على باب

رجل منهم ، ثم أصبح يدعيه عليهم حتى تسلحوا ، وركب بعضهم إلى بعض ، فقال

أولو الرأي منهم والنهى : علام يقتل بعضكم بعضا وهذا رسول الله فيكم ؟ فأتوا

موسى صلى الله عليه وسلم وذكروا ذلك له ، فقال : { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة

قالوا أتتخذنا هزوا } الآية . قال : فلو لم يعترضوا البقر لأجزأ عنهم أدنى بقرة ،

لكنهم شددوا فشدد الله عليهم ، قال : فانتهوا إلى البقرة التي أمروا بها ، فلم يجدوها

إلا عند رجل ليس له بقرة غيرها فساموه ، فقال : لا أنقصها عن ملء جلدها ذهبا ،

قال : فأخذوها بملء جلدها ذهبا ، فذبحوها وضربوا القتيل ببعضها ، فقام فقال : من

قتلك ؟ قال : فلان لابن أخيه ، فلم يعط من ميراثه شيئا ، ولم يورث قاتل بعد

الراوي: عبيدة بن عمرو المحدث: ابن حجر العسقلاني خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

لقد أحيا الله الميت على يدي موسى . فهل لانت قلوبهم ؟؟

في التيه حدثت قصة الخضر مع موسى .

ونتعلم من هذه القصة القرآنية التي نتلوها في كل جمعة كثيرا ً من الفوائد : منها

فضل التواضع للعلم , ولمن نأخذ عنهم

وأن يتعلم العالم الفاضل العلم الذي لم يبرز فيه ممن مهر فيه . وإن كان دونه في العلم

درجات . فلا أحد يكبر على العلم إلا الجاهل .

ومنها : الصبر على صحبة العالم .. فلا يدرك العلم إلا بالصبر .

ومنها : التثبت والتأني , وعدم المبادرة بالحكم على الأشياء . حتى يعرف المراد

والمقصود منها .

ومنها : مراعاة أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما .

مع ملاحظة هامة جدا ً وهي ان علم الغيب لا يكون إلا للأنبياء بوحي من الله عز وجل .

أما علم الباطن الذي توسع به الصوفية كثيرا ونسبوه إلى الكثير من الأولياء ففيه

مبالغات لا صحة لها .

وفي التيه حصلت قصة أصحاب السبت :

﴿ وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ الأعراف: 163

كانوا طلبوا من موسى أن يجعل لهم يوما يرتاحون فيه .. فكان يوم السبت .

فابتلاهم الله . كانوا يرمون شباكهم أيام الأسبوع , فتعود خاوية . ويوم لا يسبتون

تتراقص أمامهم الأسماك .

وكعادة بني إسرائيل في الإحتيال والالتفاف صاروا يقذفون الشباك ليلة السبت ..

فتمتلئ سمكا . فيرفعونها يوم الأحد !!!!!

سبحان الله !!!!
ما أكثر الحيل عندما تقل التقوى ويلتوي القلب . ويصبح التعامل مع ظاهر النص ..

لا مع حقيقته ولا روحه .. ولا مع هدفه ولا حكمته .

﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ الأعراف 164

وهنا يبرز واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. بعدم الوقوف على الحياد

والاكتفاء بالنظر والتأفف .

وبعد ذلك الإنسان غير مسؤول عن النتائج .

فماذا كانت النتيجة ؟؟؟

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ الأعراف 165

لقد نجا الله الذين ينهون عن السوء .

وعاقب العاصين بعذاب رهيب .

فكيف كان العقاب ؟؟؟؟

﴿ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾ الأعراف . 166

لقد مسخم قردة لأنهم تنازلوا عن آدميتهم .

تنازلوا عن أخص خصائص الإنسان : وهي الإرادة .

الإرادة التي تسيطر على النفس والهوى .. فتكبح الرغبات والشهوات .

ظلوا في التيه أربعين سنة .

مات خلال التيه هارون عليه السلام . ودفن في الصحراء .

بعده بسنتين مات موسى عليه السلام .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ،

فلما جاءه صكه ، فرجع إلى ربه ، فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، قال :

ارجع إليه ، فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة ،

قال : أي رب ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت ، قال : فالآن ، قال : فسأل الله أن يدنيه

من الأرض المقدسة رمية بحجر ) . قال أبو هريرة : فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : ( لو كنت ثم لأريتكم قبره ، إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر. )

حديث صحيح رواه البخاري
والموقع قريب من القدس .
رضي الله عن موسى وصلى وسلم عليه .
فقد كان من الرسل أولي العزم .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

إلى أولئك الفتيات الصالحات .. والنساء التقيات ..

إلى اللاتي شرفهن الله بطاعته .. وأذاقهن طعم محبّته ..

إلى من جعلن قدوتهن أمهات المؤمنين ..

وغايتهن رضا رب العالمين ..إلى اللاتي طالما دعتهن نفوسهن إلى الوقوع في الشهوات ..

ومشاهدة المحرمات .. وسماع المعازف والأغنيات ..

فتركن ذلك ولم يلتفتن إليه .. مع قدرتهن عليه .. خوفاً من يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار ..

إلى الفتيات العفيفات .. والنساء المباركات .. اللاتي يأمرن بالمعروف .. وينهين عن المنكر .. ويصبرن على ما يصيبهن ..

.. إلى حبيبة الرحمن .. التي لم تجعل همها في القنوات .. ومتابعة آخر الموضات .. وتقليب المجلات .. وإنما جعلت الهموم هماً واحداً هو هم الآخرة ..

.. إلى تلك المؤمنة العفيفة التي كلما كشر الفساد حولها عن أنيابه .. رفعت بصرها إلى السماء وقالت : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ..

إلى القابضات على الجمر اللاتي قال فيهن في صحيح الترمذي النبي صلى الله عليه وسلم : ( يأتي على الناس زمان يكون فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر ) ..

.. إلى المرأة الصالحة التقية .. التي قدمت محبة الله وأوامره .. على تقليد فلانة أو فلانة .. فأصبحت غريبة بين النساء بسبب صلاحها وفسادهن .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لها فيما رواه ابن ماجة والدارمي : " إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء " . قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : " الذين يصلحون إذا فسد الناس " ..


هنيئا ً لك رضا الرحمن ورحمته وجنته …

وما أطيب عيش المؤمنة في الجنة ..

عندما تتقلبُ في أنهارها .. وتشربُ من عسلها ..

بل وتنظر إلى وجه ربها ..

ما أطيب عيشك أنت .. وربُك يسألك في الجنة :

يا فلانة .. هل رضيت .. هل رضيت بما أنت فيه من النعيم ..

فتقولين : وما لي لا أرضى وقد أعطيتني ما أرجو وأمنتني مما أخاف ..

فيقول : أعطيك أعظم من ذلك .. ثم يكشف الحجاب عن وجهه فتنظرين إليه ..

فلا تنصرفين إلى شيء من النعيم ما دمت تنظرين إليه ..

{ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ{18} وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ{19} كِتَابٌ مَّرْقُومٌ{20} يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ{21} إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ{22} عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ{23} تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ{24} يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ{25} خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ{26} وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ{27} عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ{28}} ..سورة المطففين

ولكن لن يصل أحد إلى الجنة إلا بمقاومة شهواته .. فلقد حفت الجنة بالمكاره .. وحفت

النار بالشهوات .. فاتباع الشهوات في اللباس .. والطعام .. والشراب .. والأسواق ..

طريق إلى النار .. قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : ( حفت الجنة بالمكاره .. وحفت النار بالشهوات ) ..

فاتعبي اليوم وتصبَّري .. لترتاحي غداً ..

فإنه يقال لأهل الجنة يوم القيامة :{سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }الرعد24

أما أهل النار فيقال لهم : {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ }الأحقاف20

فيا بشراك وقد تلقتك الملائكة عند الأبواب .. تبشرك بالنعيم وحسن الثواب .. وقد ازددت جمالاً فوق جمالك ..

{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة72

فأنت في الجنة .. قد ..

كملت خلائـقُـك وأكمل حسنـك*** كالبدر ليل الست بعد ثمان

والشمس تجري في محاسن وجهك*** والليل تحت ذوائب الأغصـان

والبرق يبدو حين يـبسم ثغـرك*** فيضيء سقف القصر بالجدران

وتبختري في مشيكِ ويحـــق*** ذاك لمثلك في جنة الحيوان

ووصـائف من خلفكِ وأمامكِ***وعلى شمائلكِ ومن أيمـــان

لا تؤثرِ الأدنى على الأعلى فتحرمي ذا***وذا يا ذلــة الحرمان

منتـكِ نفسُـك باللحاق مع القعو***د عن المسير وراحة الأبدان

ولسوف تعلمِ حين ينكشف الغطا***ماذا صنعتِ وكنتِ ذا إمكان

والصالحات القابضات على الجمر .. إذا أتى إحداهن الأمر من الشريعة .. أطاعت ..

وسلّمت .. وأذعنت .. ولم تعترض .. أو تخالف .. أو تبحث عن مخارج ..

يتسابقن إلى الأعمال الصالحة .. صغيرها وكبيرها .. ولهن في كل ميدان سهم ..

يتسابقن إلى الطاعات .. وإن كانت يسيرة صغيرة .. والأعظم من ذلك هو الحذر من المعاصي .. وعدم التساهل بها .. فقد قال تعالى عن قوم تساهلوا بالمعاصي وتصاغروها :

وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }النور15

والقابضات على الجمر ..

لا تعيش إحداهن لنفسها فقط .. بل تحمل هم هذا الدين .. ليس هم إحداهن لباسها وحذاؤها .. وتسريحة شعرها .. وإنما همها الأكبر كيف تخدم هذا الدين .. إذا رأت عاصية فكيف تنصحها .. فتجدين أنها مباركة أينما كانت .. تفيد النساء في مجالسهن ..

تنصح هذه .. وتتودد إلى هذه .. فهي أحسن الناس قولاً ..

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فصلت33

وختاما يا أيتها اللؤلؤة المكنونة والجوهرة المصونة بوركتي أينما كنت ورضي الله عنك …

من كتاب القابضات على الجمر

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

لحظات مع العفيفة ..
بقلم : محمود القلعاوى *
__________________________________________________ _

عائشة .. رباه لم أصدق أذني فيما تسمع ولا عيني فيما ترى .. كيف لإنسان مهما بلغ سقوطه أن يقول ما قاله .. وفي حق من ؟ .. في حق أقرب إنسان على وجه الأرض إلى قلب أحب الناس إلى الخالق .. عائشة الزاهدة .. عائشة الرقيقة .. عائشة الفقيهة .. عائشة الصّديقة بنت الصِّديق .. عائشة التي لم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها .. عائشة الطيبة الطاهرة ..عائشة التي فضلها النبي صلى الله عليه وسلم على سائر نساء العالمين .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( كَمُلَ من الرجال كثير .. ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران ، وآسيا امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) متفق عليه .

__________________________________________________ _
بحرٌ من حب لها ..

منزلة فاضلة لم يصل لها أحد غيرها .. حب النبي صلى الله عليه وسلم لها بل وإعلانه لهذا الحب .. أي الناس أحب إليك ؟ .. قالها دون خجل أو وجل .. قالها في قريب عهد ببيْع النساء وجعلهم جزءاً من الميراث كأي متاع في البيت .. قالها ليعلن ما بداخله حب عائشة .. ثم جاء بعدها أبوها .. إن قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم ليمتلأ بحب البيت: الزوجة وأبوها .. وأوبَعد هذا تستطيع الألسِنة أن تنطق بما نطقت به .. عن أبي عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص رضي الله عنه على جيش ذات السلاسل ، قال: فأتيته فقلت :- أي الناس أحب إليك ؟ .. قال :- عائشة .. قلتُ :- مِن الرجال ؟ .. قال :- أبوها .. قلتُ :- ثم مَن ؟ .. قال عمرو :- فعَدَّ رجالاً ، فسَكَتُّ مخافةً أن يجعلني في آخرهم .. رواه البخاري
بل إن صاحب سير أعلام النبلاء يقول في حبه صلى الله عليه وسلم لها :- ( وحبه صلى الله عليه وسلم لعائشة كان أمراً مستفيضاً ، ألا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقرباً إلى مرضاته ؟ ) سير أعلام النبلاء ج2، ص142
ومَن يطيق منا ما يفعله صلى الله عليه وسلم مع حبيبته عائشة رضي الله عنها فتروي قائلة :- كنتُ أشرب وأنا حائض .. ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب .. ) جزء من حديث رواه مسلم

__________________________________________________ _
تفتقد حبيبها في غبيته

فقد كانت تعد الأيام والليالي التي يغيب فيها عداً .. فقد روى البخاري حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم :- ما أنا بداخل عليهن شهراً .. من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله تعالى فلما مضت تسع وعشرون ليلة دخل على عائشة فبدأ بها .. فقالت له عائشة :- يا رسول الله إنكَ كنتَ قد أقسمتَ أن لا تدخل علينا شهراً ، وإنما أصبحت من تسع وعشرين ليلة أعدها عداً ؟! .. فقال :- الشهر تسع وعشرون ليلة ..

__________________________________________________ _
المعلِمة للرجال ..

ولأنها نهلت من معين النبوة العذبة فقد كانت حياتها معه صلى الله عليه وسلم متعلمة وحافظة وعابدة .. فبلغت ما بلغت حتى أخذ الرجال العلماء على يديها .. ويذكر الزركشي صاحب كتاب ( الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ) :- أنها استدركت على ثلاثة وعشرين من أعلام الصحابة مثل :- عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ، وبلغ عدد استدراكاتها تسعاً وخمسين ، منها ما جاء عن عبيد الله بن عمير .. ومنها :- أنه بلغ عائشة أن عبد الله بن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن فقالت : يا عجباً لابن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن لقد كنتُ أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد ولا أزيد أن افرغ على رأسي بثلاث فرغات ).
وكانت أم المؤمنين في قوة حافظتها تخرج الحكم بدقة متناهية قد تفوت في بعض الأحيان غيرها من أمهات المؤمنين إذ يُذكر أن زوجات النبي هممن بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بإرسال عثمان لأبي بكر يسألنه عن ميراثهن من رسول الله فإذا بعائشة تجيبهن بقولها :- أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( لا نُورث وما تركنا صدقة ) ..

__________________________________________________ _
مات صلى الله عليه وسلم فى حجرها ..

وهنا تحكي لنا أنه :- لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرَّض في بيتي، فأذنَّ له .. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بين رجلين تخطُّ رجلاه في الأرض .. بين عباس ورجل آخر .. وقد مات صلى الله عليه وسلم وهو في حجرها .. ويروي لنا مسلم أن عائشة رضي الله عنها تقول :- سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت وهو مسند إلى صدرها وأصغت إليه وهو يقول "‏ اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق ‏"‏

__________________________________________________ _

وبعد :- هذه لقطات من حياة العفيفة أردتُ بها أن نعيش معها .. وأن نقترب منها قليلاً .. فنحبها في الله ولله .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* مستشار اجتماعى وتربوى على شبكة الإنترنت

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده