بليلة حاكت ظلامها انامل القدر النحيلة وكانت
رياحها كزفرات موتٍ قد طال انتظاره …
وباب كوخي يفتح ويُغلق مرتعش خائف كمجنون فقد صوابه ….
شفقت عليه .أو ربما مللت منه !
ذهبت لإغلاقه تاركة ورائي زهور ندية بكأس ملئه الماء ..
و وعاء حسائي …سريري الأبيض ..
وبعض الكتب التي تواسي وحدتي
وصلت للباب وا ان لمسته حتى مدّ الهواء يده ليخطف بريق عيوني
فأغلقت الباب بسرعة خائفة وإستدرت خلفي لأرى ….
كل ما تركته ورائي قد مات بثواني معدودة ..سُلِبت منه الحياة
فما رأيت إلا كتب زقة وسرير توشح السواد ووعاء عليه شبكة عنكبوت
وزهور قد شنقت بكأس مغبر ومخدوش ..لم أستوعب ما حدث
ولكني أدركت أن الهواء لم يخطف بريق عيوني
بل خطف نظرة الأمل منها …..
وعلمت يقيناً ان باب الكوخ فقد صوابه مني ومن سنين أمضيتها بكوخه ،
لم يفقد صوابه من الرياح العاتية ….
علمت أني رأيت فيه كل شيء نابض بالحياة بفضل أمل كان بعيوني …
…فلا تدعوا أحد أن يسلبكم نظرة الأمل العظيمة ..