::
::
لتكشف عن صُنَاعها
جيل النصــر
في بقعة ما تشرق عليها يومياً الشمس
في دولة من الدويلات التي تتكاثر كتكاثر الأكلة على القصعة..
تزداد الدويلات فيها ….وتترهل
ويتولد الفقر كما يتولد الغنى… ويزداد عدد الجوعى بالتناسب مع من يعانون التخمة…
كل شيء في هذه البقعة يزداد إلا الأرض تتناقص ……
في أحد المدارس … أدى طابور من التلاميذ نشيد الصباح …
وتحية العلم وكلمات وفقـرات…
زادت من حشو الأدمغة بما هو متوفر من العبارات..
دخل المعلم الصف……فوقف التلاميذ تعوداً لا احتراما…
بالكاد نبست شفتاه بالتحية
واتجه إلى قطعة خشب اسود لونها ……
وازداد سواداً من قلة الاستخدام
علق اسطوانة صفراء متهرئة..
فبان مستطيل يحمل خطوطا مبهمة ….
والعنوان
الوطن العربي
وباغتهم المعلم بسؤال:
ما هي اكبر دولة عربية
خيم صمت على المكان…..
أيها الكسالى…..
دولنا تمتد من المحيط إلى الخليج…..
وصمت آخر مازال سيد المكان
انت يا خالد: ألم تقرأ كتاب الجفرافيا
لا يا أستاذ
ولم …
لاننا لم نكتبه…
فقد كتبه ورسم خرائطه غيرنا
أوف لك !
وأنت يا سعد…. هل قرأت كتاب التاريخ:
– أي تاريخ
– التاريخ المعاصر يا فهمان
– لا يا معلمي…
– والسبب؟؟؟؟؟؟؟
– ليس تاريخنا
– كيف ؟؟؟؟؟؟
– لم نصنعه
– فمن صنعه؟؟؟؟؟؟
– حكامنا وحكامهم …
– انت تعترف انه حكامنا
– لم نخترهم
– فمن اختارهم إذن؟؟؟؟؟؟
– حكامهم يا أستاذ
– لاحول ولا قوة الا بالله
– حسنا … انت يا عمرو
– قل لي ما أقوى جيش عربي؟
– شباب المقاومة أينما كانوا
– لكنهم ليسوا جيشا..
– لكنهم عدونا يقاتلون
– لا يملكون دبابات ولا طائرات
– يملكون الإيمان بالله والإرادة يا أستاذ
– وقبل ان يسأل سؤاله الجديد……
بصوت واحد انطلق التلاميذ
والله زمان يا سلاحي … اشتقت لك في كفاحي…
صرخ المدرس :
– وأنت يا طارق… كم عدد الدول العربية
– واحدة يا أستاذ
– يا فتى ماذا تقول انها اثنتان وعشرون
– فرد طارق بثبات:
– لا أعترف بها
– لماذا؟؟؟؟؟؟
– لأن جدي لا يعترف بها
– وما دخل جدك بالموضوع؟؟
– لانه ذاكرتي التي تحفظ التاريخ…
كما ان حدودها لم ترسمها أيدِ عربية
– أسامة…
– كم عدد أعضاء الجامعة العربية
– عفواً أستاذي لم اسمع بهذه الجامعة؟
– كيف وهي قائمة منذ العام 1945؟
– ارجوك لا تخبرني كم عمرها وإنما حدثني عن انجاِز لها …..
– عروة…. ماذا تعرف عن الأمم المتحدة
– أنا لا أعترف بها
– ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
– لانها تغطي جرائم الأقوياء ولا تنصف الضعفاء
الاستاذ هازئاً
– بما تعترف إذاّ؟؟؟؟؟؟
– بما أحلم به أنا وجيلي
– وما هو حلمكم ؟؟
– دولة عربية إسلامية ترفع راية الإسلام
– سؤال أخير …قبل أن ينتهي بي المطاف إلى ما لا يحمد عقباه
– كم عدد الرؤساء العرب
– بصوت واحد أجاب الجميع:
– واحد يا أستاذ
– من هو؟؟
– الغائب الحاضر
– كيف؟؟
– لا نسمعه ولا نراه… يعيش فينا ومعنا … يوما ما سيأتي ليحقق لنا حلمنا..
– هل تعرفون له اسما
– اسمه … محفور في قلوبنا… ومحفوظ في حدقات عيوننا
ضرب الأستاذ كفا بكف وتمتم بصمت
إن كان للنصر جيل….فأنتم جيله
وهؤلاء هم صناع اسطورة النصر يا ام البنين