أيتها المعلمّة الحبيبة /
هذه أحرف .. اسكبيها عطراً لطالباتكِ ..
حيثُ المصلى يجمعكمْ .. والملائكة تحفكم ..
لعل الله عز وجل ينفعُ بها فلكِ الأجر الكثير ..
سكن الليل ، وهدأت الأصوات ، ونامت العيون ،وهجعت النفوس، واسودت ظلمة الليل،
وحآآن موعد اللقـاء ("
فقد خيم الظلام ،، وتنزّل الحبيب إلى السماء الدنيا
هاهو ينادي هل تسمع ؟
هل من سائل فأعطيه ؟
هل من مستغفر فأغفر له ؟
هل من تائب فأتوب عليه ؟
هل من داع فأستجيب له ؟
نشط لذكر الله يسكب العبرات، ويظهر الحاجة والافتقار إلى مولاه، ويعترف بعجزه وضعفه، ويلح عليه بالثناء والتسبيح والتهليل،
يرفع العبد يديه بقلب مخبت منيب يسأل الله – سبحانه وتعالى – ويستعينه،
"أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ"
(الزمر: من الآية9)،
"تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً" (السجدة: من الآية16).
إنها لذة المناجاة،
لذة من أعظم لذائذ الدنيا، تعمر القلوب وتسكن لها الجوارح، ولا يجدها إلا من ذاق طعم الإيمان، وحلاوة القرآن، وبرد اليقين.
لبِستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا
وَقمِتُّ أشكوا إلى مولاي ما أجدُ
وقُلتُ يا أمَلي في كلِّ نائبة
ومَن عليه لكشف الضُّرِّ أعتمد
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها
ما لي على حملها صبرٌ ولا جلدُ
وقد مدَدْتُ يدِي بالذُّلِّ مبتهلاً
أليك يا خير من مُدَّتْ أليه يدُ
فلا ترُدَّنها يا ربِّ خائبةً
فبَحْرُ جودِكَ يروي كل منْ يَرِد
قال عبدالله بن وهب: كل ملذوذ إنما له لذة واحدة .. إلا العبادة
فإن لها ثلاث لذات ،، إذا كنت فيها وإذا تذكرتها وإذا أُعطيت ثوابها
( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون )
إن قيام الليل له لذة ، وفيه حلاوة وسعادة لا يشعر
بها إلا من صف قدميه لله فى ظلمات الليل يعبد ربه
ويشكو ذنبه ، ويناجى مولاه ، ويطلب جنته ، ويرجو
رحمته ، ويخاف عذابه ، ويستعيذ من ناره
قال الفضيل بن عياض : إذا لم تقدر على قيام الليل
وصيام النهار فاعلم أنك محروم وقد كثرت خطيئتك
واعلم أن قيام الليل هو طريق الصالحين ، وسبيل
العاملين ، وتكفير لذنوب المذنبين ، وهداية للعاصين
يخلو العبد بربه، ويرطب لسانه بالذكر وتلاوة القرآن، مخلفاً وراءه الدنيا بغربتها وهمومها، فمهما ادلهمت به الخطوب، وتكالبت عليه
الفتن، وتكاثرت عليه الهموم، إلا أنه يجد في قلبه سكينة عامرة، ويقيناً راسخاً.
إن الدعاء عبادة عظيمة تتجلى فيه كريم الصلة بين العبد وخالقه، يُرى فيه العبد منكسراً بين يدي مولاه، منطرحاً على بابه، يستغيث به ويستجير.
ودعوات المؤمنين الصادقة هي الطاقة الحية المعطاءة التي تبعث الروح في قلوب المؤمنين، وتدفعها إلى البذل والعطاء بصدق
وإخلاص، فهي الجند الذي لا يُغلب، والسلاح الذي لا يقهر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام »
وقال ثابت البناني: جاهدت نفسي على قيام الليل عشرين سنة
ثم تلذذت به عشرين سنة !!
وقال أحدهم ما شيء أجده في قلبي ألذّ عندي من (قيام الليل)
قيام الليل هو النصر يا أصحاب
الحسن بن صالح كان عنده جارية فباعها فأيقظتهم
فى الليل ، فقالوا : أسفرنا – يعنى طلع الفجر – قالت
لا ، ألا تتهجدوا ؟ فقالوا : لا نقوم إلا إلى صلاة :
الفجر ، فجاءت إلى الحسن تبكى ، وتقول : ردنى
لقد بعتنى لأناس لا يصلون إلا الفريضة ! فردَّها
قال صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصلاة بعد الصلاة المفروضة صلاة الليل )
اللهم ياملجأ القاصدين ،، ياحبيب المحبين ،، يا أنيس المنقطعين ،،
يامن هو عند قلوب المنكسرين ،،نسألك أن تجعلنا ممن دعاك فأجبته ،،
ورغب إليك فنفعته..
إلهنا وسيدنا ومولانا ، هل في الوجود رب سواك فيدعى ،، أم هل في الملأ إله غيرك فيرجى ،، أم هل من حاكم ترفع إليه الشكوى ،،
إلهنا إلى من نشتكي وأنت العليم القادر ،، وإلى من نلتجيء وأنت الكريم الساتر ،، أم بمن نستنصر وأنت المولى الناصر ،، أم بمن نستغيث وأنت المولى القاهر ،،
إلهنا من الذي يجبر كسرنا وأنت للقلوب جابر .. ومن الذي يغفر ذنبنا وأنت وحدك الرحيم الغافر ..
إلهنا .. أنت ملاذنا إذا ضاقت الحيل ،، وأنت ملجؤنا إذا انقطع الأمل .. فأجب دعاءنا واستر عوراتنا واغفر ذنوبنا ،، وأقر في القيامة برؤياك عيوننا ..
عرض البوربوينت
هنا