التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .. وبعد


تفضل هنا
الدرس الخامس : صفة الجلسة بين السجدتين وما يُقال فيها من ذكر
صفة الجلسة بين السجدتين : نبدأ بصفة الجلسة كما جاء في كتاب صفة الصلاة لأبن عثيمين رحمه الله تعالى يقول فيه ( ويجلس بين السجدتين مفترشاً وكيفيته : أن يجعل الرجل اليسرى فراشاً له ، وينصب الرجل اليمنى من الجانب الأيمن. أما اليدان فيضع يده اليمين على فخذه اليمنى أو على رأس الركبة، ويده اليسرى على فخذه اليسرى أو يلقمها الركبة، فكلتاهما صفات واردتان عن النبي صلى الله عليه وسلم ) انتهى

وعَن عائشة؛ قالت: كان رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائماً. فإذا سجد فرفع رأسه، لم يسجد حتى يستوي جالساً. وكان يفترش رجله اليسرى . رواه مسلم
وعن البراء قال: كان ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده، وبين السجدتين، وإذا رفع من الركوع، ما خلا القيام والقعود، قريبا من السواء. البخاري

ما يُقال فيها من ذكر : ( رب اغفر لي وارحمني واهدني ، واجبرني وعافني وارزقني ) رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: " اللهمَّ اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني ". سنن أبي داود
وقال ابن عثيمين رحمه الله ( ولكن الصحيح أنه يقول كلَّ ما ذُكر عن النبي صلى الله عليه وسلم : «ربِّ اُغفرْ لي، وارحمني، (وعافني)، واُهدني، وارزقني» أو «اجبرني» بدل«ارزقني» وإن شاء جمع بينهما؛ لأن المقام مقام دعاء )

مخالفات في الجلسة بين السجدتين وليست مبطلات :
1_ من المخالفات السرعة المخالفة للطمأنينة .
2_ الدعاء بغير الوارد .
3_ الاستمرار بالدعاء للوالدين بهذا الموضع .
4_ نرى من بعض إخواننا من الدول الإسلامية سرعة الجلسة حتى أنه لا يكاد يقول ( ربي اغفر لي ) مرة واحدة ..نرجو التنبيه من أئمة المساجد على ذلك .
5_ نصب الرجل اليسرى وافتراش اليمنى وهذا مخالف لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ( و نحن نتحرى موافقة السنة في كُل موضع ) .
6_ لا مانع من التورك إذا كانت الأرض تحته صلبه وتؤذي قدميه أو لحاجة
تجد جميع ما ذكر أعلاه وزيادة في هذه المطوية المنسقة الجاهزة للطباعة والنشر : تفضل هنا

اللَّهُمَّ يَا سَامِعَ الصَّوْتِ، وَيَا سَابِقَ الفَوْتِ، وَيَا كَاسِيَ العِظَامَ لَحْماً بَعْدَ المَوْتِ، فَرِّجْ عَنَّا كُرَبَ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَآمِنَّا مِنْ أَهْوَالِ الحَاقَّةِ وَالصَّاخَّةِ وَالطَّامَّةِ، وَبَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ وَتَبْيَضُّ وُجُوهٌ، وَابْعَثْنَا غُرّاً مُحَجَّلِينَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَطَوَلِ النَّاسِ أَعْنَاقاً مَعَ الدُّعَاةِ وَالمُؤَذِّنِينَ، وَأَظِلَّنَا تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِكَ أَجْمَعِينَ، وَأَوْرِدْنَا حَوْضَ نَبِيِّكَ الأَمِينِ، وَارْزُقْنَا جِوَارَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى مِنَ الجَنَّةِ وَبَلِّغْنَا مُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَالصِدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً. اللَّهُمَّ بَلِّغْنا رَمَضَانَ وَأَعِنّا عَلَى صِيامِهِ وَقِيامِهِ عَلَى الوَجْهِ الّذِي يُرضْيِكَ عَنّا اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ

أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
1/7/1437-1436هـ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله الذي أنعم علينا بإنزال القرآن

هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان

ونصر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

وآتاه الحكمة والتبيان

عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
القرآن مصدر التشريع لنا

وتأتي السنة النبوية موضحة لكثير من أحكام

القرآن لذلك تعتبر السنة النبوية المصدر الثاني

من مصادر التشريع

وقد اهتم العلماء كثيرا بالسنة وتحري الصحيح منها

ومنهم من خصص كتب لجمع الصحيح من السنة وحرصه على ذلك أشد الحرص منهم

البخاري وقد بلغ من حرص البخاري
أنه لا يضع حديثًا في كتابه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين
والسنة النبوية
هي كل ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوال وأعمال وما وافق عليه من أقوال وأعمال صحابته
والسنة تساعدنا
على فهم ماجاء في القرآن
وقد تفصل ماجاء فيه مجملا
وقد حثنا
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بالتمسك بها
والابتعاد عن الابتداع
بقوله :
( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
فمن تمسك بالسنة نجا
ومن ابتدع في الدين هلك
نعوذ بالله أن نكون من الهالكين


فالله يقول: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة:43]،
فإن المفروض على العبد المسلم خمس
صلوات في اليوم والليلة، ولا يقبل الله من
عبده صلاة إلا أن يأتي بهن كاملات:
وهن ركعتان في الفجر، وأربع ركعات في الظهر
، وثلاث ركعات في المغرب، وأربع ركعات في العصر، وأربع ركعات في العشاء،
فهذا التفصيل لم تجده في كتاب الله
ولكن بينته السنة عملاً بقوله تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44]، إلى آخر الآيات.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما علمنا الصلاة قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي)

وجاءت أحكام في السنة لم تذكر في القرآن منها
تحريم أن يجمع الرجل البنت مع عمتها ومع خالتها، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(لا يجمع رجل بين البنت وخالتها ولا بين البنت وعمتها)
وتحريم كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير وغيرها

وقد حرص السلف على وعلماء السنة النبوية
على جمعها ومن أهم الكتب في ذلك
صحيح البخاري, صحيح مسلم, سنن أبي داود, سنن الترمذي, سنن ابن ماجة , مسند الإمام أحمد ،موطأ مالك,..

و يجب على المسلمين الاهتمام بالسنة حفظا و فهما و تطبيقا .

والتمسك بالسنة يعني أمورا :

1

– القيام بالواجبات واجتناب المحرمات .
2- اجتناب البدع العملية والاعتقادية .
3- الحرص على تطبيق السنن والمستحبات بحسب قدرته واستطاعته .
4- دعوة الناس إلى الخير ومحاولة إصلاح ما أمكن .

وعلينا التمسك بالسنة وتطبيقها
ولو خالفنا من خالفنا
فلا نغتر بكثرة الهالكين
إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر بأن الذين على سبيل النجاة
فرقة واحدة وهم الذين أخبر بأنهم ناجون
، فكيف ينخدع المسلم بالكثير والكثير
الذين خالفوا هذه السنة
وساروا على طريق منحرفة ملتوية
فعلى المسلم أن يقصد وجه الله،
ويعمل برضاه، ويسير على النهج القويم
، ودليله سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- التي هي سبيل النجاة،
التي هي الوسيلة لمن أراد النجاة،
وأراد الاتباع، وأراد أن يحشر في زمرة
النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فأما
ما يضاف إلى هذه السنة من البدع
ومن المحدثات فإن ذلك لا شك أنه
ضلال وأنه انحراف.


كان -صلى الله عليه وسلم- يوصي أصحابه

وأمته بأن يسيروا على سنته فهو في كل خطبة غالبا يقول لهم:

إن أفضل الكلام كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

فيبين لهم أن النجاة تكون باتباع كلام الله تعالى، وباتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
هذا والصلاة والسلام على سيد الانام

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

المراجع

موقع سماحة الشيخ ابن جبرين رحمه الله

موقع الاسلام سؤال وجواب

موقع إسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله نحمده ،ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،

وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداٌ عبده ورسوله
يسرني ان أكتب لكم سيرة فاروق هذه الامه الذي قال فيه ابن مسعود رضي الله عنه ( كان اسلامه فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمارته رحمه )

اسمه كاملا رضي الله عنه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح ابن عدي بن كعب القرشي
أسماء زوجاته رضي الله عنه

زينب بنت مظغون ابن حبيب وانجبت له عبدالله – عبد الرحمن الأكبر – حفصة ام المؤمنين هي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم

ام كلثوم بنت جرول الخزاعيه وانجبت له عبيد الله – زيد الأصغر

جميلة بنت مثبت بن أبي الأفلح الأوسي وانجبت له عاصم وهو جد الخليفه عمر بن عبد العزيز

أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وانجبت له زيد الاكبر – رقية

أم حكيم بنت الحارث بن هشام ابن المغيرة وانجبت له فاطمة

حبيبة بنت الخارجة الأنصارية وانجبت له عياض

وله امتان
فكيهة وانجبت له عبد الرحمن الأوسط – زينب

لهية وانجبت له عبد الرحمن الاصغر

عمر بن الخطاب في الجاهلية
في رحاب مكة المكرمة ، وجوها القائظ ، وريحها اللافحة ، وصحاريها المقفره ، وبعد حادثة الفيل بثلاث عشرة سنة ؛ ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حيث نشأ في كنف والده ، وورث عنه طباعه الصارمة ، التي لا تعرف الوهن ، والحزم الذي لا يدانيه التردد ، والغلظة التي لم يعرف فيها ألوان الترف ، ولا مظاهر الثراء التي تحقق له ما يريد .
أمضى شطرا من حياته في الجاهليه ، ونشأ كأمثاله من أبناء قبيلته ، وامتاز عليهم بأنه كان ممن تعلم القراءة والكتابة واصبح واحدا من سبعة عشر يتقنون ذلك ، فحفظ الشعر وأيام العرب ، وأنسابهم ، غير أن أباه لم يتركه ليستمتع بالقراءة بعد أن تعلمها ، بل حمله على أن يرعى له الإبل في الوديان المعشبة المحيطة بمكة ، وأقبل على تعلم الفروسية والمصارعة حتى اتقنهما ، فكان يمسك اذن الفرس بيد ، والاذن الاخرى بيده الاخرى ثم يثب على الفرس حتى يقعد عليه بين اعجاب الشباب من قريش ، وينطلق بالفرس يسبق كل من يسابقه ، ولقد تفوق في المصارعه حتى صرع كل من صارعه .

اشتغل عمر رضي الله عنه بالتجارة وربح منها ما جعله في وضع مادي لا بأس به ، وكسب معارف متعددة في البلاد التي زارها للتجارة ، فرحل الى الشام صيفا والى اليمن شتاءْ ، واحتل مكانة بارزة في المجتمع المكي الجاهلي ، وأسهم بشكل فاعل في بناء تاريخ اسرته ، حيث كان جده نفيل بن عبد العزى تحتكم اليه قريش في منازعاتها ، فضلاْ عن ان جده الاعلى كعب بن لؤي كان عظيم القدر والشأن عند العرب ، فقد ارخوا بسنة وفاته الى عام الفيل ، وتوارث عمر عن اجداده هذه المنزلة الكبيرة ، قال عنه ابن سعد : (( إن عمر كان يقضي بين العرب في خصوماتهم قبل الاسلام )).
ولا ضير في ذلك فهو من أشراف قريش وإليه كانت السفارة ، وقال عنه إبن الجوزي (( كانت السفارة الى عمر بن الخطاب ، إن وقع حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيرا ، او نافرهم منافر ، او فاخرهم مفاخر ، بعثوه منافراْ ومفاخراْ , ورضوا به رضي الله عنه )).

كان أهل مكة في الجاهلية يعبدون الاصنام ، ويتقربون إليها ، وكان عمر احد هؤلاء الذين عكفوا على عبادتها ، وكان شبابها يشربون ويطربون ، فأدلى عمر بدلوه معهم ، وأسام سرح اللهو حيث أساموا ! إلا أن ولعه بالمعرفة شغل كثيرا من الوقت الذي يستهلكه غيره من الشباب في الملهيات .

ذلكم هو عمر بن الخطاب في الجاهلية : رجل قوي البنيان ، رابط الجأش ، مثبت الجنان ، صارم حازم ، لا يعرف التردد والأرجحة ، احتشدت في شخصيته الرجولة الحقة التي اكسبته مكانة بين قومه في الجاهلية والاسلام .
صفاته الخلقية :
أبيض أمهق ، تعلوه حمرة ، حسن الخدين والأنف والعينين ، غليظ القدمين والكفين ، مجدول اللحم ، طويلاْ جسمياْ أصلع ، قد فرع الناس طولاْ ، كأنه راكب على دابة ، وكان قويا شديداْ ، لا واهناْ ، ولا ضعيفاْ ، وكان يخضب بالحناء ، وكان طويل السبلة ( طرف الشارب ) وكان اذا مشى أسرع ، واذا تكلم أسمع ، واذا ضرب اوجع ، اعسر يسر ، يعمل بكلتا يديه .
إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كانت أول شعاعة من نور لامست قلبه ، يوم رأى نساء قريش يتركن بلدهن ويرحلن إلى بلد بعيد عن بلدهن بسبب ما لقين منه ومن غيره من كفار مكة ، فرق قلبه ، وعاتبه ضميره ، فرثى لهن ، وأسمعهن الكلمة الطيبه التي لم يكن يطمعن ان يسمعن منه مثلها .

قالت ام عبد الله بنت حنتمة : لما كنا نرتحل مهاجرين الى الحبشة ، أقبل عمر حتى وقف علي ، وكنا نلقى منه البلاء والاذى والغلظه علينا ، فقال لي : انه الانطلاق يا أم عبد الله ؟ قلت نعم ، والله لنخرجن في ارض الله ، آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله لنا فرجاْ ، . فقال عمر : صحبكم الله . ورأيت منه رقة لم أرها قط . فلما جاء عامر بن ربيعة – وكان قد ذهب الى بعض حاجاته – وذكرت له ذلك ، فقال : كأنك قد طمعت في إسلام عمر ؟ قلت له نعم . فقال : انه لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب . لم يكن أحد يصدق ان عمر يسلم ، ولكن الله إستجاب فيه دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : (( اللهم أعز الاسلام بأحب الرجلين إليك : بأبي جهل بن هشام ، او بعمر بن الخطاب )) فكان من فضل الله على عمر أن كان أحب الرجلين إلى الله .

وبينما كانت قريش قد اجتمعت فتشاورت في أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : أي رجل يقتل محمداْ ؟ فقال عمر بن الخطاب : أنا لها ، فقالوا : انت لها ياعمر . فخرج في الهاجرة ، في يوم شديد الحر ، متوشحاْ سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضاْ من أصحابه ، فيهم أبو بكر وعلي وحمزه رضي الله عنهم في رجال من المسلمين ممن كان أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكه ولم يخرج فيمن خرج الى ارض الحبشه ، وقد ذكروا له انهم اجتمعوا في دار الارقم في اسفل الصفا . فلقيه نعيم بن عبد الله النحام ، فقال : اين تريد يا عمر ؟ قال أريد هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها ، وعاب دينها ، وسب آلهتها فأقتله ، قال له نعيم : لبئس الممشى مشيت يا عمر ، ولقد والله غرتك نفسك من نفسك ، ففرطت وأردت هلكة بني عدي ، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداْ ؟ فتحاورا حتى علت أصواتهما ، فقال عمر : إني لأظنك قد صبوت ولو أعلم ذلك لبدأت بك ، فلما رأى النحام أنه غير منته قال : فإني اخبرك ان اهلك واهل خنتك قد اسلموا وتركوك وما انت عليه من ضلالتك .
فلما سمع مقالته قال : وأيهم ؟ قال : خنتك وابن عمك واختك .

فلما سمع عمر ان اخته وزوجها قد اسلما احتمله الغضب فذهب اليهم فلما قرع الباب قالوا : من هذا ؟ قال : ابن الخطاب . وكانوا يقرؤون كتابا في ايديهم ، فلما سمعوا حس عمر قاموا مبادرين فاختبؤوا ونسوا الصحيفه على حالها . فلما دخل ورأته اخته عرفت الشر في وجهه ، فخبأت الصحيفه تحت فخذها قال : ما هذه الهيمنة ( الصوت الخفي ) التي سمعتها عندكم ؟ ( وكانوا يقرؤون طه ) فقالا : ما عدا حديث تحدثناه بيننا . قال : فلعلكما قد صبوتما ، فقالت اخته : ارأيت يا عمر ان كان الحق في غير دينك ؟.. فوثب عمر على خنته ( اي زوج اخته ) سعيد وبطش بلحيته فتواثبا ، وكان عمر قوياْ شديداْ فضرب بسعيد الارض ووطئه وطأْ ثم جلس على صدره ، فجاءت اخته فدفعته عن زوجها فنفحها نفحه بيده ، فدمى وجهها ، فقالت وهي غضبى : يا عدو الله ، اتضربني على ان اوحد الله ؟ قال نعم . قالت : ما كنت فاعلا ففعل ، اشهد ان لا اله الا الله وان محمداْ رسول الله ، لقد اسلمنا على رغم انفك ، فلما سمعها عمر ندم وقام عن صدر زوجها فقعد ، ثم قال : اعطوني هذه الصحيفه التي عندكم فأقرأها ، فقالت اخته لا افعل . قال : ويحك ، قد وقع في قلبي ما قلت ، فأعطينيها انظر إليها ، وأعطيك من المواثيق ان لا اخونك حتى تحرزيها حيث شئت . قالت : انت رجس ؛ ( ولا يمسه إلا المطهرون ) فقم فاغتسل او توضأ ، فخرج عمر ليغتسل ورجع الى اخته فدفعت اليه الصحيفه ، وكان فيها طه وسور اخر فرأى فيها : بسم الله الرحمن الرحين ، فلما مر بالرحمن الرحيم ذعر ، فألقى الصحيفه من يده ، ثم رجع الى نفسه فأخذها فإذا فيها : ( الايات من 1 – 8 من سورة طه ) فعظمت في صدره . فقال : من هذا فرت قريش ! ثم قرأ فلما بلغ الى قوله تعالى : (( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري * إن الساعه آتية أكاد أخفيها لتجزي كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) طه 14 – 16 . قال : ينبغي لمن يقول هذا ان لا يعبد معه غيره ، دلوني على محمد . فلما سمع خباب ذلك خرج من البيت فقال : أبشر يا عمر ، فإني ارجوا ان تكون قد سبقت فيك دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين : ( اللهم اعز الاسلام بأحب الرجلين اليك : بأبي جهل بن هشام ، او بعمر بن الخطاب ) قال : دلوني على مكان رسول الله ، فلما عرفوا منه الصدق قالوا : هو اسفل الصفا . فاخذ عمر سيفه فتوحشه ثم عمد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وضرب عليه الباب ، فلما سمعوا صوته وجلوا – وكان حمزه وطلحة على الباب والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يوحى اليه – ولم يجترئ احد منهم ان يفتح له ، لما قد علموا من شدته على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى حمزه وجل القوم ، قال : مالكم ؟ قالوا عمر بن الخطاب ؟ قال : عمر بن الخطاب ؟ افتحوا له ؛ فان يرد الله به خيراْ يسلم ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناْ . ففتحوا له ، واخذ بحجزته وبجمع ردائه ثم جبذه جبذة شديدة ، وقال : (( ما جاء بك يا ابن الخطاب ؟ والله ما ارى ان تنتهي حتى ينزل الله بك قارعه )) فقال له عمر : يا رسول الله ، جئتك اومن بالله وبرسوله وبما جئت به من عند الله ، قال : فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف أهل البيت من أصحاب رسول الله ان عمر قد أسلم ، فتفرق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكانهم وقد عزوا في انفسهم حين اسلم عمر مع حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وعرفوا انهما سيمنعان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينتصفون بهما من عدوهم )) .

لما اسلم عمر اسلم بإخلاص ، وعمل لتاكيد الاسلام بمثل الاندفاع الذي كان يعمل به لمحاربته ، فقال : يا رسول الله ، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : بلى ، والذي نفسي بيده إنكم على الحق ، إن متم وإن حييتم .
قال عمر : ففيم الاختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن وكان الرسول صلى اللع عليه وسلم قد رأى انه قد آن الأوان للإعلان ،وان الدعوة التي كانت كالوليد الضعيف الذي لا بد له من الرعاية والحفظ قد غدت قوية تدرج وتمشي وتستطيع ان تدافع عن نفسها ، فأذن بالاعلان وخرج صلى الله عليه وسلم في صفين ، عمر في أحدهما ، وحمزه في الاخر وكان لصفين كديد ككديد الطحين ، حتى دخل المسجد ، فنظرت قريش الى عمر وحمزه ، فأصابتهم كآبه لم تصبهم قط وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ( الفاروق )

روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال : ( ما زلنا اعزة منذ اسلم عمر ) . وقال : ( كان اسلام عمر فتحاْ ، وكانت هجرتة نصراْ وكانت امارته رحمة ؛ لقد رأيتنا وما نستطيع ان نصلي بالبيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتلهم حتى تركونا فصلينا ) .

كان إسلام عمر رضي الله عنه في السنه السادسه من النبوة بعد اسلام حمزة رضي الله عنه بثلاثة أيام في ذي الحجة . وكان المسلمون يومئذ تسعة وثلاثين . قال عمر رضي الله عنه : لقد رأيتني وما اسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تسعة وثلاثون رجلاْ فكملتهم أربعين . فأظهر الله دينه ، واعز الاسلام . وروي انهم كانوا اربعين او بضعة واربعين رجلاْ وإحدى عشر امرأة ، ولكن عمر لم يكن يعرفهم لأن غالب من أسلم كان يخفيه خوفاْ من المشركين ، ولا سيما عمر فقد كان عليهم شديداْ فذكر انه اكملهم اربعين ولم يذكر النساء لأنه لا إعزاز بهن لضعفهن .
وحسب لإسلام عمر مكانة ورفعة وسمواْ قول ابن عباس : لما اسلم عمر قال المشركون : قد انتصف القوم منا وأنزل الله : ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) الانفال : 64 .


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

علامات الساعة الصغرى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ باللـه تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه اللـه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح للأمة ، فكشف اللـه به الغمة وجاهد فى اللـه حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فاللـهم أجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته ، وصل اللـهم وزد وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .

أحبتى فى اللـه

إن الحديث عن اليوم الآخر ليس من باب الترف العلمى أو الذهنى

ولا من باب الثقافة الذهنية الباردة التى لا تتعامل إلاَّ مع العقول فحسب

بل إن الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان باللـه جل وعلا لا يصح إيمان العبد إلا به أصلا وابتداءً

كما فى صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب وفيه أن جبريل عليه السلام سأل الحبيب المصطفى ما الإيمان ؟


فقال الحبيب

( الإيمان أن تؤمن باللـه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشره )) .

فإذا استقرت حقيقة الإيمان باليوم الآخر فى قلب عبد صادق دفعه هذا العلم بهذا اليوم إلى الاستقامة على منهج اللـه وعلى طريق الحبيب رسول اللـه لأنه سيعلم يقينا أنه غدا سيقف بين يدى اللـه جل وعلا ليكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ليقول الملك

( إقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الَيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) الإسراء

أيها المسلمون قال اللـه جل وعلا ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللـه هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

وقال تعالى

( وَأَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللـه يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) الحج

وقال سبحانه : ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ ) القمر

وقال جل وعلا : ( أَتَى أَمْرُ اللـه فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) النحل
وقت قيام الساعة

أما عن وقت قيام الساعة فإن هذا من خصائص علم اللـه جل وعلا لايعلم وقت قيام الساعة ملك مقرب أو نبى مرسل

وقال سبحانه فى سورة الأحزاب

( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللـه وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا )

فلا يعلم وقت قيام الساعة إلا اللـه وإذا كان اللـه عز وجل قد أخفى وقت قيام الساعة

فقد أخبر سبحانه وتعالى ببعض العلامات والأمارات التى تكون بين يدى الساعة ، لينتبه الخلق بالإنابة والتوبة إلى اللـه جل وعلا ، وقد سمى القرآن هذه العلامات والأمارات بالأشراط فقال سبحانه

( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ) محمد

فقد جاءت علاماتها وأماراتها وهي على ثلاثة أقسام

أولا علامات صغرى وقعت وانتهت .

ثانيا علامات صغرى وقعت ولم تنقضى مازالت مستمرة .

ثالثا علامات صغرى لم تـقع بعد .

أولا علامات صغرى وقعت وانتهت

وأول هذه العلامات بعثة الحبيب المصطفى .

ففـى الصحيحين أنه قال :

(( بعثـت أنـا والساعـة كهاتيـن وأشـار بالسبابة والوسطى ))

فبعثة النبي علامة صغرى وموت النبى أيضا وكلاهما مضيتا

ومن هذه العلامات الصغرى أيضا التى وقعت وانقضت انشقاق القمر


قال سبحانه :

( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ )

ومن هذه العلامات الصغرى أيضا خروج نار فى أرض الحجاز روى البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة قال: قال رسول اللـه

(( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى ))

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله نحمده ،ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،

وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداٌ عبده ورسوله

الصحابي أسامة بن زيد

هو أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، كان أبوه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكنى أسامة: أبا محمد وقيل: أبو زيد وقيل: أبو يزيد وقيل: أبو خارجة وهو مولى رسول الله من أبويه وكان يسمى: حب رسول الله.ولد رضي الله عنه بمكة سنة 7 قبل الهجرة ونشأ حتى أدرك ولم يعرف إلا الإسلام لله تعالى ولم يدن بغيره، وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان رسول الله يحبه حبا شديدا وكان عنده كبعض أهله. وأمه هي أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته، وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوّجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة بن زيد.
****

زواجه رضي الله عنه:

عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لكِ علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي، اعتدّى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك، فإذا حللت فآذنينى، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد فكرهته، ثم قال انكحي أسامة فنكحته، فجعل الله فيه خيرا واغتبطتُّ – والغبطة هي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الحال
****
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
في العام السادس من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وُلد لأمّ أيمن أسامة بن زيد، فنشأ وتربى رضي الله عنه وأرضاه في أحضان الإسلام ولم تنل منه الجاهلية بوثنيتها ورجسها شيئًا، وكان رضي الله عنه قريبًا جدًا من بيت النبوة، وملازمًا دئمًا للنبي صلى الله عليه وسلم ففي مسند الإمام أحمد عن أسامة بن زيد قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم – أي كان يركب خلفه – بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط خطامها قال فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى، ومن ثَم كان تأثره شديدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حبًا شديدًا ففي البخاري بسنده عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن فيقول: "اللهم أحبهما فإني أحبهما"

بل وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بحبِّ أسامة بن زيد رضي الله عنه فعن عائشة قالت: لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة"، كان نقش خاتم أسامة بن زيد: (حب رسول الله صلى الله عليه وسلم)

وقد زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وفي هذا الأمر ما فيه من العفة والطهارة وراحة النفس، والتفرغ لنصرة الإسلام، فهي تربية عالية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

****
والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي به الصحابة رضي الله عنهم:

عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أسامة بن زيد لأحب الناس إلي أو من أحب الناس إلي وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا".

****
أتشفع في حد من حدود الله؟!

روى البخاري بسنده عن عروة بن الزبير أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه قال عروة فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتكلمني في حد من حدود الله قال أسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشي قام رسول الله خطيبا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت يدها فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت قالت عائشة فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في هذا الموقف العظيم يعلّمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بل والأمة كلها درسًا عمليا في غاية الأهمية والخطورة وهو عدم المحاباة أو الكيل بمكيالين فكل الناس سواء القوي والضعيف، الحاكم والمحكوم، الجميع يُطبّق عليهم شرع الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"

****
أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟!!

في البخاري بسنده عن أبي ظبيان قال سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

****

وفي رواية فقلت: " أُعطِى الله عهدًا أن لا أقتل رجلا يقول لا إله إلا الله".

وقد انعكس أثرهذا الموقف على أسامةَ رضي الله عنه بطول حياته وعرضها وتأثر به تأثرًا شديدًا وظل وفيًا بهذا العهد إلى أن لقي الله سبحانه وتعالى.

ولم يبايع أسامة رضي الله عنه عليًا ولا شهد معه شيئا من حروبه؛ وقال له: لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها ولكنك قد سمعت ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن لا إلا الله.

وفي البخاري بسنده عن حرملة – مولى أسامة بن زيد – قال: أرسلني أسامة إلى علي وقال: إنه سيسألك الآن فيقول ما خلف صاحبك فقل له: يقول لك: لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ولكن هذا أمر لم أره – أي لم يكن لي فيه رأي -…

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

التقوى


إن الغاية الكبيرة والهدف الأسمى من الصوم هو التقوى


فلقد أشار إليها القران الكريم في

وقد جاء تفسير التقوى عن جمع من السلف رحمهم الله تعالى

فهذا علي رضي الله عنه قال : التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل

إنها الغاية الكبرى التي نجنيها في هذا الشهر العظيم إنها التقوى


وتحقيق هذا المعنى العظيم يكون بعدة أمور منها:


أ. احتساب الأجر في صيام هذا الشهر وقيامه، وأن من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبهة

ب. تأمل سيرة السلف الصالح وحالهم في رمضان واجتهادهم في العبادة فيه.

ج. الحرص على مصاحبة الأتقياء الأنقياء الأصفياء: فهم العون بعد الله على المشاركة الأخوية في الطاعات والعبادات الرمضانية، وخير معين لتحقيق هذا المعنى الرائع "التقوى".

وهنا يقول الشيخ عبدالرحمن الدوسري – رحمه الله – :


وسر ختام آية الصيام بالتقوى: أن إعداد نفوس الصائمين لتقوى الله يظهر من وجوه كثيرة، أعظمها شأناً وأظهرها أثراً وأعلاها شرفاً أن الصيام أمره موكول إلى نفس الصائم وضميره، لا رقيب عليه فيه إلا الله، فهو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه أحد سواه، لأنه يستطيع أن يفطر سراً مختفياً عن أقرب قريب، ولكنه لتقوى الله يلتزم الأمانة في حفظ الصيام، مهما سنح له ما يشتهي أو يغري. فمواصلة ذلك شهراً كاملاً عن تقوى ومراقبة وحياء من الله يصاحبه في هذه المدة، يحصل بها نزاهة الضمير، وضبط النفس، وإعدادها لما يؤهلها للخير، وتحمل الأذى في سبيل الله، ويقوي عزيمتها في كل إقدام وإحجام، ويتقوى أيضاً بصومه الصحيح على كبح جماح شهوته ونزوات نفسه.

ومن أجمل ما دونته سيرة عمر بن عبد العزيز تلك الوصية التي كتب بها إلى أحد رجال ذلك الزمان فقال :


أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لايقبل غيرها ، ولا يرحم إلا أهلها ولا يثيب إلا عليها ؛ فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل ، جعلنا الله وإياك من المتقين .

وصدق رحمه الله تعالى في كون الواعظين بها كثير ، والعاملين بها قليل . فإن هذا أوضح ما يكون في مثل هذا الزمان . وإلا فهي أعظم عاصم عن الفتنة ، وأقوى حجاباً عن المعصية ، وهي ستار واق بين العبد وبين الرذائل من الأقوال والأفعال ، وما سكنت قلب إلا ازدادت طمأنينته ، وعظم خوفه ، وقرب من ربه ، وراج ذكره بين الناس .

قال بن رجب رحمه الله تعالى :


ومن صار له هذا المقام حالاً دائماً أو غالباً ـ يعني التقوى ـ فهو من المحسنين الذين يعبدون الله كأنهم يرونه ، ومن المحسنين الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم .

فالتقوى الله في السر هي علامة كمال الإيمان ولها تأثير عظيم في إلقاء الله لصاحبه الثناء في قلوب المؤمنين .

قال أبو الدرداء : ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر ، يخلو بمعاصي الله ، فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه ذو التقى لأنه ولي الله ويحبه الله وهو الأكرم عند الله .

والتقوى : فيها جميع الخير كله ، وهي وصية الله في الأولين والأخرين .


فكما يكون الطعام زاد الدنيا فإن زاد الأخرة هو التقوى وهي خير لباس .

وقد اخبر الله تعالى أنه يحب المتقي وأنه وليه ومعه ويتقبل منه ويجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب وأنه يجعل له من امره يسراً وأنه يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً وأنه ينجيه وأنه لا خوف عليه ولا هو يحزن وأن الأخرة له وأن له جنات ونعيم وأجر عظيم وأنه في مقام أمين وهو الفائز والمتقي في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.


إن رمضان أيها الصائمون من أعظم الفرص لتحقيق هذه التقوى


وعلينا أن ندرك أن الذنب مهما صغر في أعيننا إلا انه سوف يجرج التقوى وحين نستمر في الخطيئة فسوف تضيع التقوى من قلوبنا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

.

.
.

تمهيد ؛

الحمدُ لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛

أيها الفضلاء ..
بما أن رمضان قد أقبل وحلّ ؛

وحيثُ أن الهمة تطاول السحاب في بداية الشهر ..

ولكن تجد أن النفس قد يصيبها شيء من الكسل مع مرور الأيام ؛

وبحثا عن سبب هذا الضعف الذي يصيب الهمم كتبت هذه الكلمات ؛

حتى تبقى الهمم في القمم ؛

.
.

ملحوظات قبل الشروع :

* هذه الكلمات تضاف في هذا الموقع المبارك لأول مرة ؛

ولم يسبق أن أضفتها في أي موقع آخر ..

* علما أني لا أسمح بنقل أو انتحال أي جزء من كلمات مقالتي مهما كانت الظروف ..

فـ رجاء لا تحرجني ولا تحرج نفسك معي ؛

* أعلم أن الكثيرين يودون إيصال الخير لغيرهم ..

* إذا أحسست أنك استفدت فأفد غيرك ؛

* من أحب إفادة غيره على شبكة الإنترنت يمكنه إرشاده إلى رابط الموضوع ..

فأكرر أني لا أسمح بنقل محتوى الموضوع إلى أي موقع آخر أو مدونة أو ما شابه ..

وهذا من حقي ؛

* من أراد استعماله في خطبةٍ أو تعليم أو ما شابه فلا بأس ؛

وذلك يسعدني ..

وهو على الرحب والسعة ؛

وله الأبواب مشرعة ؛

بشرطين ..

أولهما : أن يستعمله فيما يرضي الله ؛

والله تعالى يقول :

" قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن

والإثم والبغي بغير الحق

وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا

وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " ؛

وثانيهما :

ألا ينسبه إلى نفسه ..

ولا يعيب المرء أن ينسب كل شيء لصاحبه ..

.
.

نبضة :

تسعدني آراؤكم ونصائحكم ؛

ومن رأى أن شيئا بحاجة لتعديل فليخبرني بذلك ..

أسأل الله لي ولكم التوفيق ؛

.
.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
أما بعد

:
:
طلب العلم غاية شريفة
ومنزلة حميدة
ومنقبة جليلة
والسعي في تحصيله

من أشرف القربات
ومن أرفع الدرجات

طلب العلم من معالي الأمور

والعُلَى لا تُنال إلا على جسر من التعب
:
:

:
:
ولتكن همتكِ في طلب العلم عالية
فلا تكتفِ بالقليل من العلم
ولا تقنعِ من إرث الأنبياء صلوات الله عليهم باليسير
ولا تؤخرِ تحصيل فائدةً تمكنتِ منها
ولا يشغلكِ الأملُ والتسويف عن العلم

قال ابن العطار تلميذ النووي :
" ذكر لي شيخنا رحمه الله أنه كان لا يضيِّع له وقتا ، لا في ليل ولا في نهار ، إلا في الاشتغال بالعلم ، حتى في الطريق يكرر أو يطالع ، وأنه دام على هذا ست سنين ، ثم أخذ في التصنيف ، وكان لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة بعد عشاء الآخرة ، ويشرب شربة واحدة عند السحر ، ويقول أخاف أن يرطب جسمي ويجلب لي النوم " انتهى .
:
:
ويقول ابن عقيل الحنبلي :
" إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة ، وبصري عن مطالعة ، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطِّرُه ، وأنا أُقَصِّر بغاية جهدي أوقات أكلي ، حتى أختار سف الكعك وتحسِّيَه بالماء على الخبز ، لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ ، توفرا على مطالعة ، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه ، وإن أجلُّ تحصيل عند العقلاء هو الوقت ، فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص ، فالتكاليف كثيرة والأوقات خاطفة " انتهى . انظر "صلاح الأمة"

طلب العلم مشروع عُمْر
لا يتوقف إلا بانخرام العمر بالموت
فلا بد أن يعوِّد الطالب نفسه على التوفيق بين حاجات الدنيا وبين تكليفات الطلب
وهكذا كان الصحابة والتابعون والعلماء السالفون
منهم التاجر ومنهم الوالي ومنهم المتزوج بالواحدة
ومنهم المتزوج بالأربع
ومنهم صاحب العيال
فلم يشغلهم ذلك عن العلم والتعلم .
:
:

:
:
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" كُونُوا رَبَّانِيِّينَ حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ وَيُقَالُ الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ "
:

:
وعن قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُوَ بِدِمَشْقَ فَقَالَ مَا أَقْدَمَكَ يَا أَخِي
فَقَالَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ قَالَ لا قَالَ أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ
قَالَ لا قَالَ مَا جِئْتُ إِلا فِي طَلَبِ هَذَا الْحَدِيثِ
قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ

وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ
وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ

حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ
وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ
إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا
إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ. "
رواه الترمذي وصححه الألباني .
أختي في الله

ليكن الإخلاص لله تعالى في طلبكِ العلم لـ يكون العمل صالحا
أن تنوي بطلبكِ رفع الجهل عن نفسكِ وعن غيركِ
التقرب إلى الله
أن لا تُرائي الناس بعلمكِ ولا تماري السفهاء به .
:
:
واستعيني بالله تعالى في طلبكِ وفي دعوكِ إلى الله
فإن التوكل عليه سبحانه مع بذل الأسباب ودعاءه سبحانه
بأن ييسر الأمور ويسهلها من أعظم الطرق النافعة
التي توصل الإنسان إلى ما يريد
ولا يمنعكِ الحياء من طلب العلم والسؤال .

قال بعض السلف " لا يطلب العلم مستحٍ ولا متكبر "
فلا ينبغي أن يمنعكِ الحياء من السؤال عن الشرع

كما أن الكِبر ضار لصاحبه في الدنيا والآخرة

ومن ضرره الدنيوي أنه يُمنع صاحبه من السؤال والتعلم .

:
:
صور مضيئة

كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية

فقد كانت ركناً ركيناً للحديث ترجم لها ابن نقطة

فقال :حدثت بصحيح البخاري بمكة، عن أبي الهيثم محمد بن المكي الكشميهني

وسمعت أيضاً من زاهر بن أحمد السرسخي

وكانت عالمة تضبط كتبها فيما بلغنا

سمع منها الحافظ أبو بكر الخطيب صحيح البخاري

وأبو طالب الحسين بن محمد الزينبي

وقد نعتها الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء)

بقوله: ((الشيخة العالمة المسندة)).
:
:
عابدة المدينة
راوية من راويات الحديث المكثرات
روت عن مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة فأكثرت
فقد قال بعض الحفاظ: (أنها تروي عشرة آلاف حديث)
وقال أين الأنبار: (إنها تسند حديثاً كثيراً).
:

:
فاغتنمِ وقتكِ وفراغكِ ونشاطكِ
وزمن عافيتكِ وشرخ شبابكِ
ونباهة خاطركِ
وقلة شواغلكِ
قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة .
:
:

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

سخر الله لدينه على مدى الزمان علماء أفذاذ اً.. يبذلون أنفسهم للدفاع عنه ..

والذود عن حياضه .

ومن هؤلاء علماء مصطلح الحديث ..

الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولولاهم لضاعت السنة الشريفة بين متأول جاهل .. وواضع للحديث بحسن

نية أو سوء نية .

رجال أجلاء كان لهم الفضل أن أوصلوا إلينا سنة رسول الله صافية منقاة من

الشوائب .

لقد أخرجوا إلينا علما ً كبيرا ً له أسس وقوانين ومصطلحات ..

فصار الحديث كالذهب ينقى من كل شائبة تشوبه حتى يخرج ذهبا ً خالصا ً .. فهو

مصدر التشريع الثاني للمسلمين .. فلو وصلنا محرفا ً لكان تشويهاً للإسلام .

ومن هنا نفهم هدف الشيعة عندما وجهوا سهامهم لصحابة رسول الله .. رضوان

الله عليهم

فهم بذلك يضربون الحديث الشريف من مأخذه .!!!

لقد وصلنا حديث رسول الله سهلا جاهزا .. ولا نحتاج إلا ضغطة زر حتى يكون

متاحا ً أمام أعيننا .

فليس هناك عذر لجاهل .

وأنا في هذه العجالة أضع بين أيادي قرائنا الأعزاء علم مصطلح الحديث بشكل

ميسر .. ومبسط .. ومختصر ..حتى نعرف على الأقل معنى التعليق الذي يكتب

في أسفل الحديث .

فأحيانا نقرأ عبارة : حديث مرفوع !! ولا نعرف معناها

أحيانا ً : حديث مرسل .

أحيانا ً : حديث شاذ .

فهيا بنا في جولة .. روحانية نتنقل بين واحات الحديث الشريف وعلمه .. فليس لنا

عذر أن نقول : لم أسمع . أو لم أكن أعلم .

تعريف علم مصطلح الحديث :

هو مجموعة من الضوابط العلمية ,, التي يعرّف بها حديث رسول الله

صلى الله عليه وسلم : سندا ً ومتنا ً من حيث القبول أو الرد .


تقسم الأحاديث الشريفة إلى ثلاثة أنواع :

أولا ً :

الأحاديث باعتبار من تنسب إليه .

فهناك أحاديث تنسب للرسول صلى الله عليه وسلم .

وأحاديث تنسب إلى الصحابة .

وأحاديث تنسب للتابعين . فهي ثلاثة أنواع .

ثانيا ً :

الأحاديث باعتبار قوة ثبوتها ودلالتها على المعنى :

كالحديث المتواتر . وهي أربعة انواع .

ثالثا ً :

الأحاديث باعتبار القبول والرد

كالصحيح والموضوع . وهي أيضا ً أربعة .


أولا ً : الأحاديث باعتبار من تنسب إليه :

هي :

الحديث المرفوع ـ والموقوف ـ والمقطوع .

الحديث المرفوع :

هو ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . تمييزا ً له عما

ينسب إلى الصحابة .

فالحديث المرفوع قد يكون صحيحا أو ضعيفا أو موضوعا .. بحسب ما

يتوفر فيه من

شروط القبول والرد .

الحديث الموقوف :

هو ما أضيف إلى الصحابي من قول أو فعل .. وخلا عن قرينة الرفع

إلى النبي .

بعضه : موقوف له حكم المرفوع : كأن يقول الصحابي كنا نعمل على

عهد رسول

الله كذا . أو يقول أمرنا بكذا . أو نهينا عن كذا .

وبعضه : ليس له حكم المرفوع .

الحديث المقطوع :

هو ما أضيف إلى التابعي من قول أو فعل . وخلا عن قرينة الوقف أو

الرفع .

ولا يلزم مَن بعدَهم الإلتزام بأقوالهم وعدم مخالفتها .


ثانيا ً: الأحاديث

باعتبار قوة ثبوتها ودلا لتها على المعنى :

الحديث المتواتر :

هو ما رواه عدد كثير تحيل العادة تواطؤهم على الكذب .

شروطه

: كثرة العدد في كل طبقة من السند .

: أن تحيل العادة اتفاقهم على الكذب . كأن يكونوا من أجناس

مختلفة ,

أو بلدان مختلفة .

: أن يكون مستنده الحس .. لا التخمين والظن : كالسماع أو الرؤية .

قيل عن كثرة العدد : أربعة . وقيل : عشرة وهي الأرجح . وقيل :

أربعون .

يعتبر الحديث المتواتر أعلى درجات الحديث .

ولا يشترط في إسناده تحقق صفات الحديث الصحيح من العدالة

والضبط . لأن

كثرتهم وتعدد وجهاتهم تغني عن ذلك .

له قسمان : تواتر لفظي : أي اتفاق جميع الرواة على لفظ واحد .

وتواتر معنوي .

كنقل وقائع مختلفة تشترك في أمر واحد كرفع اليد في الدعاء .

الحديث المشهور :

هو ما رواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة . ولم يبلغ حد التواتر .

وقد يكون المشهور صحيحا أو ضعيفا أو حتى موضوعا .

ولكن إن صح المشهور فهو يرجح على ما دونه .

الحديث العزيز :

هو ما رواه راويان فأكثر في كل طبقة .

لندرة هذا النوع من الأحاديث سمي عزيزا ً .

الحديث الغريب :

هو ما ينفرد بروايته راو ٍ واحد ولو في طبقة واحدة من طبقاته .

ويقال له الحديث الفرد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده