أولا كل عام وأنتن جميعا بخير ..
من فترة تعرض طفلاي للإصابة بالجدري المائي .. ولقد عاهدت الله أن أكتب تجربتي حتى تستفيد الأمهات منها .. فقد يكون لما مررت به معهما ما يخفف عنها جزء من المعاناة ..
المهم نبدأ أولا .. بالأعراض :
ظهرت أول ما ظهرت على ابني قبل أخته .. ولقد جاء إليّ شاكيا من حبة صغيرة في بطنه .. رأيتها عبارة عن حبة أو انتفاخ يشبه الكيس وممتلأ بالماء – يشبه حب الشباب لكنه ممتلأ بالماء.
فتفحصا بقية بطنه وصدره وظهره فوجدت عدد يشبهها تماما ويصغر حجمها أ و يساويها
أحضرت كتاب موسوعة الفراشة وقرأت عنها وقارت بين صورة الموجودة في الكتاب وبين ما هي على جسد ابني
وقد كتب عنها ما يلي:
الجدري المائي: مرض معد جدا الأيام من 1-6 تظهر مجموعات من البثور الصغيرة المليئة بالساوائل، وتسبب حكاكا شديدا.
يكون ظهورها أول الأمر على شكل بقع في الصدر والبطن ثم تنتشر لسائر الجسد ..
يتحول السائل إلى اللون الأبيض
ترتفع درجة الحرارة ارتفاعا بسيطا
الأيام من 5-9 تنفجر البثور تاركة شقوقا صغيرة
تتكون قشور فوق البثور ثم تسقط بعد بضعة أيام ..
اليوم ال 10 يعود الطفل لطبيعته
اليوم 11- 12 لا يعود الطفل معديا …
اتصلي بالطبيب فورا إذا : …
ظهر على الطفل الحكاك الشديد ..
احمرار او انتفاخ حول أي من البقع أو نز القيح من البثور – حيث يعني أنها أصيبت بالعدوى.
هذا ما كتب عنه في الموسوعة – لكنني رأيت اختلافا في بعض النقاط على طفلاي عما كتب وإضافات لم تكتب في الموسوعة سأقوم بإضافتها بعد أن أنتهي من النقل لما كتب – هذا بالإضافة للإرشادات التالية :
1- قيسي درجة حرارة الطفل وقدمي شراب البراستيمول لتخفيض الحرارة، وقدمي له الكثير من السوائل ..
2- أمنعي الطفل من حك البثور، حتى لا يصاب بالعدوى وتترك أثارا بعد اندمالها، وواظبي على قص الأظافر وأبقائها نظيفة ..
3- خففي الحكاك بدلك البثور بغسول "الكالامين" (مسحوق زنكي).
4- حمميه في مغطس مذاب فيه حفنة من مسحوق "بيكاربونات الصوديوم" ليخفف من الحكاك.
5- ألبسيه الملابس القطنية الفضفاضة لتوفير بعض الراحة ..
6- يسبب الجدري المائي مرض القوباء أو داء المنطقة عند البالغين لذلك يبعد عن المسنين ..
ماذا يفعل الطبيب ؟:-
يثبت من تشخيص الجدري المائي.
يصف مرهما مضادا للهستامين أو دواء آخر لتلطيف الحكاك – إذا كان شديدا .. ومرهما يحوي مضادا حيويا ..
============================
ذلك ما جاء في الموسوعة لكن تجربتي الخاصة فيها بعض الاختلاف ..
أخذنا ابني وتوجهنا به في الحال للطبيب .. لنتأكد في البداية من إنها الجدري أم مجرد بثور .. ولأنني كنت محملة بكم من الأسئلة ..
عندما أكد لنا أنها جدري .. سألته عن الأدوية التي سيصفها له وعن الحمام وعن عزل اخته …
وصف له مخفض للحرارة ومخفف للألم .. كذلك وصف له سائل الكالامين – مرتين يوميا – لتخفيف الحكاك وتجفيف البثور .. ومضادا حيويا (شراب).
سألته عن الحمام ذكر أنه ليس بلازم – خصوصا أن الجو بارد جدا .. إلا إذا كان يشكو من حكاك شديد ..
ونصحنا بعدم عزل اخته لأنه من الأفضل لها أخذها في سن صغيرة وقد قال إنها إن كانت قد أخذت عدوى فقد تم وقد يظهر عليها متأخرا أو قد لا تظهر عليها أصلا ..
لم ترتفع حرارة ابني ولم أعطه البنادول – فقد كنت أظنه موصوفا لارتفاع الحرارة فقط ..
تألم ابني كثيرا – لكن الحمد لله – مرت على خير ..
الليلة الأولى لم ننم .. أنا أو هو ..
صباح اليوم الثاني اشتكى من ألم في حلقه وفمه وكانت المفاجأة أنه أنتشر داخل فمه .. لم أعرف كيف أتصرف فقد كان يومها الأحد والطبيب في إجازة الأحد والإثنين .. ولم يستطع تناول أي شيء إلا عصير جزر وبرتقال ولم يكن مقبلا عليهما بطبيعة الحال ..
ومساءا وجدناه وقد انتشر في شعره .. فكنت أفتح بين الشعر وأقوم بتنقيط الكلامين عليها بواسطت قطنة صغيرة ..
نسيت أن أذكر أن الكلامين كنت أضعه بقطنة فقد كنت أجهز عدد من القطع الصغيرة وأقوم برج الزجاجة وتبليل القطنة والتنقيط على البثور دون لمسها – بسبب ما يسببه ذلك من ألم وحتى لا تنقل عدوى ..
لا توضع القطنة المستخدمة مرتين في زجاجة الدواء حتى لا يتلوث ..
غسل اليدان جيدا قبل وضع الدواء للطفل وبعده …
اتصلت بالطبيب يوم الثلاثاء لأسأله عن مخفف الألم ودواء للبثور داخل فمه .. ذكر أن البندول مخفف للألم ويؤخذ بدون الحرارة ..
أما للبثور داخل فمه فنصحني بالجلسرين يدهن فيها ..
كما نصح بعدم الأكل الجاف أو منع الطعام إذا لم يستطع نهائيا .. والاكتفاء بالمشروبات الدافئة والعصائر ..
و اشترينا الجلسرين النقي لكني لم أتمكن من دهانة في البثور لأنها منتشرة بكثرة من جهة ومن جهة أخرى لأنها تصل حتى حلقه ..
فكنت أصطحب أبني مرتين للمضمة والغرغرة بها – أعزكن الله – في الحمام ..
بعد ستة أيام لاحظت أن البثور المنتفخة بدأت تجف .. والصغير منها كون قشرة تشبه قشرة الجرح .. ثم جفت كلها وكونت تلك القشرة السميكة التي تشبه القشور على الجروح .. وسقطت الواحدة تلو الأخرى .. وبعد مضي الأيام الستة الأولى بدأ ينام وقل قلقه بالليل ..
ومن هنا يتضح أنها لم تكن كما وصفت في الكتاب
""يتحول السائل إلى اللون الأبيض
ترتفع درجة الحرارة ارتفاعا بسيطا
الأيام من 5-9 تنفجر البثور تاركة شقوقا صغيرة
تتكون قشور فوق البثور ثم تسقط بعد بضعة أيام .. ""
وكنت أغير لأبني ملابسه بعد كل مرة نضع فيها الكالامين .. يعني مرتين في اليوم وكنت أحممه مرة كل ليلة حتى اليوم السادس أصبحت أحممه كل يومن ..
لكني لاحظت بعدها أن جلده جف جدا .. وأصبح كالمتشقق مما كان يسبب له الألم خصوصا جلد وجهه ..
لذلك فقد عمدت بعد أن جفت كل البثور إلى أن أقوم بدهانه كله بزيت الزيتون النقي وأحممه بعدها ..
وهكذا حتى مضي الإسبوعان ..
تعبت .. غدا أكمل لكن العدوى عند ابنتي ..