التصنيفات
روضة السعداء

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله , فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها , فهجرته إلى ما هاجر إليه )
متفق عليه

أخيـــاتي الحبيبات …..

نحن في شهر فضيل تتكاثف فيه الجهود للطاعات والتقرب من الله عز وجل ، وها نحن على أبواب العشر الأواخر من رمضان… نستبق الوقت لنبذل أقصى طاقاتنا في الصلاة والذكر وقراءة القرآن والتسبيح لننال العتق من النيران بإذن الله تعالى …..
وكم هو جميل ان نشحذ طاقاتنا هذه الى ما بعد رمضان وتكون السنة بأكملها شهر رمضان….

إخياتي الحبيبات
كم هو جميل عندما نتذكر كلام خير البشر أرحنا بها يا بلال نتسابق بنيل الحسنات بصلاة نرتاح بها من عناء الدنيا وهمومها وقراءة قرآن نحس براحة تسري في نفوسنا وبصيامٍ جُنةً وذكر ترطب بِهِ ألسنتا وفي المقابل هنا الكثير من أوقاتنا نقضيها في حاجاتنا الدنيوية،
.
.
فنحن معشر النساء المسؤلية كبيرة على عاتقنا …
علينا أن نرعى شؤون المنزل والأسرة وإعداد الطعام وتربية الأولاد وتدرسيهم وما إلى ذلك من مشاق الزوجة والأم المسلمة.
وكثير منا منهمك بمتابعة الدراسة والعمل.
كلها أعمال تستنفز من وقتنا الكثير الكثير …

هل فكرنا يوما أن نحول هذه العادات الى عبادات…
نعم أخيتي عن طريق النية.

فعندما تقوم الزوجة والأم بواجبها تجاه عائلتها وزوجها وأولادها وبيتها، يجب أن تقوم به لأجل عبادة الله فهو عبادة تؤجر عليها…

ألم يقل الرسول المصطفى صلوات الله عليه "
كما رواه الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت.
ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في الجامع الصغير.

لماذا لا نجدد النية في كل عمل نعمله ؟

لماذا لا تضعي أيتها الأم والزوجة الفاضلة النية الصادقة لله بعبادتك وطاعتك لزوجك وحفظك لنفسه من الوقوع في الحرام وإسعاده وتلبية رغباته لتنالي شرف الزوجة الصالحة وتكسبي أعلى الجنان…
لماذا لا تضعي النية عند تربيتك لأولادك ورعاية شؤونهم بأن تربي جيل مسلم مؤمن ليقوم بتطوير الأمة الاسلامية وارتقاءها ..

أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام والنهوض بها والتفوق على الكفار وإرجاع عهد الأمة الإسلامية الذهبي المزدهر.
لماذا لا تجددي النية في تربية أبناءك المسلمين ليكونوا كأمثال عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي وقولي هذه عبادة خالصة لوجهك الكريم…

كثير من أمهاتنا وزوجات المسلمين هذه الأيام غافلة تتزوج لكي تتزوج… تنجب لكي تسعد بأطفالها… ترعاهم لانها تحبهم وتربطها بهم عاطفتها، وعندما تحس بالملل من واجباتها ويضيق صدرها تحبط وتتقاعس عن واجباتها …
كم من أم مشحونة متوترة يضيق صدرها لأتفه الأسباب على أولادها بسبب شعورها بالملل والروتين الخانق من واجباتهم….
ألم تدركي أن في لحظات ضعفك وغضبك هي عبادة تؤجري عليها مثلها مثل العبادات الاخرى؟

وكذلك الطالبة والعاملة كلٌ يسعى لهدفه لاغراض دنيوية، ألم تفكري عزيزتي الطالبة حين ذهابك للجامعة أو المدرسة أنك تتعلمي امتثالاً لامر الله عز وجل بطلب العلم وامتثالاً لامر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في طلب العلم
ألم تشحذي نيتكِ بانك تتعلمين لكي ترفعي الجهل عن امتك وتقومي بدورك في اعمار الارض والنهوض بالامة والقيام بواجبك تجاه دينك وامتك….
هل تتعلمين فقط ارضاءاً لمكانتك الاجتماعية او لارضاء لوالديكِ ولان التعليم امر حاصل لا بد منه؟؟؟
أفيقي اخيتي وجددي النية.

اكررها لمعناها الجميل… النية تحول العادة الى عبادة

وكذلك اختي العاملة … لا نريد العمل من اجل المال وشغل الوقت وتحقيق مكانة اجتماعية وعلمية وثقافية مرموقة…
نعم هي امور جميلة تتحقق فقط باخلاص النية لله في طاعته بالعمل واعمار الارض وتطوير قطاعاتنا في كافة مجالاتها..

الحقيقة امور كثيرة وساتحدث عن بعضها على سبيل المثال وليس الحصر

مثلاَ: اثناء تنظيفنا لبيوتنا هل وضعتي نية ان النظافة من الايمان وانك تقومين بعمل ايماني امتثالاً لامر الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام الذي وصانا بالنظافة في كل شيء والقيام بواجبك تجاه بيتك وزوجك اذا كنتي ام وانك تبري والدتك اذا كنتي انسة.

مثال اخر: هل تمتثلين لسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال: "من كان لديه شعر فليكرم شعره" وانك عندما تعتنين بشعرك هو اجر لكِ.

هل تدركين اختي ان النوم عبادة ؟
نعم عند وضع نية تحقيق راحة الجسم حتى يستطيع القيام بواجباته الدينية والدنيوية في اليوم التالي وانك بنومك تحافظين على امانة الله وهي جسدك…. وانك نويتي النوم لكي تستيقظي على صلاة الفجر او التهجد حاضر ….

الامثلة كثيرة لا مجال لحصرها لان كل عاداتنا الايجابية السليمة الهادفة هي عبادات.

أخياتي أن تحويل عاداتنا لعبادات واستحضار نية العبادة في كل عمل دنيوي او ديني نقوم به يبقينا متعلقين بخالقنا عز وجل ونكتب من الذاكرين والذاكرات.

أسال الله العلي العزيز الكريم ان تمتلأ حياتنا بالطاعات والعبادات وان نخلص النية لله الواحد القهار في كل شيء.
اسال الله لي ولكم العتق من النار وان يقدرنا عل القيام والصيام.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

احبتى فى الله

فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محداثتها
وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

دعونا في البداية نبين أن محبة النبي ليست كسائر المحبة لأي شخص نعم
إن محبة النبي عبادة عظيمة نعبد بها الله
عز و جل وقربة نتقرب بها من خلالها إليه و أصل عظيم من
أصول الدين ودعامة أساسية من دعائم الإيمان كما قال تعالى
"{النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}

وكما قال رسول الله
"والذي نفسي بيده لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه
وماله وولده والناس أجمعين". [البخاري]

وفي الصحيح أيضاً أن عمر رضي اللّه عنه: يا رسول اللّه واللّه لأنت
أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال
"لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك" فقال: يا رسول اللّه
واللّه لأنت أحب إليَّ من كل شيء حتى من نفسي
فقال: "الآن يا عمر "

إذن فمحبة النبي ليست أمرا ثانويا أو أمرا
مخير فيه إن شاء المرء أحبه وإن شاء لم يحبه بل هي واجب
على كل مسلم وهي من صميم الإيمان ولابد لهذا الحب
أن يكون أقوى من أي حب ولو كان حب المرء لنفسه .

يعتقد البعض ان الاحتفال بالمولد النبوى الشريف
من الامور المحبة الى الرسول إن الناظر
في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم
بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحدا
لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه
العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به

قال الحافظ السخاوي في فتاويه :"عمل المولد الشريف لم ينقل عن
أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد

اذن الاحتفال بالمولد النبوي مع البدع العظيمة والمستحدثة فى التاريخ الاسلامى

اذا متى ومن اول من احتفل بالمولد النبوى الشريف

والجواب على هذا السؤال عند المؤرخ السني ( الإمام المقريزي ) رحمه الله
يقول في كتابه الخطط ( 1/ ص 490وما بعدها):" ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها
أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم"

قال:" وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم( رأس السنة)
ومواسم ( أول العام )،( ويوم عاشوراء) ،( ومولد النبي صلى الله عليه وسلم )
( ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ، ( ومولد الحسن والحسين عليهما السلام )
( ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام ) وغيرها الكثير

ماذا قال أهل العلم عن الدولة الفاطمية العبيدية التي أحدثت هذا الأمر ( المولد النبوي)؟
قال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ص 200-202عن الفاطميين العبيديين

أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد ) وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا

اذن هى بدعة مستحدثة

عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله : { من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وخير الحديث كتاب الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة } [رواه مسلم والبيهقي وعنده وعند النسائي بإسناد صحيح { كل ضلالة في النار }.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله :{ من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد }[متفق عليه] وفي رواية لمسلم { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }.

اثبات بطلان عيد المولدالنبوى

– أن رسول الله ثبت عنه أنه لما جاء المدينة وعندهم أعياد أبطلها وقال:
{ عيدنا أهل الإسلام عيد الفطر وعيد الأضحى }.

– أن النصوص تنهى عن البدعة وتصفها بأنها ضلالة { وكل بدعة ضلالة }.
أن فاعل هذه البدعة غير مأجور على فعله بل مردود على صاحبه لقول
النبي ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
ولايكفي حسن النية بل لابد من متابعة النبي صلى .

ـ قال الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ).
والذي يقول إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها فهو مكذب بهذه الآية
وهو كفر بالله عزوجل فان قال انه مصدق بها لزمه ان يقول ان المولد
ليس بعبادة ويكون اقرب الى العبث واللعب منه الى ما يقرب الى الله عزوجل

ـ أن الممارس لهذا الأمر- اعني بدعة المولد كأنه يتهم للرسول بالخيانة
وعدم الأمانة و العياذ بالله لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله

– ولذلك أبطل رسول الله أعياد أهل الجاهلية.

أن في إقامة هذه البدعة تحريف لأصل من
أصول الشريعة وهي محبة النبي
واتباعه ظاهرا وباطنا واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق

الذي لايتفق مع مقاصد الشرع
وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسول لان محبة الله والرسول تكون
باتباع سنته ظاهرا وباطنا كما قال جل وعلا( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )

– أنها من ابتداع الروافض أعداء الإسلام وهم أهل البدع وبناء القباب
والمساجد على القبور.

– عدم فعل أحد من السلف الصالح لهذه البدعة مع أنهم أكمل إيماناً

وأفهم للنصوص وأي شيء يُتدين به ولم يكن من علم السلف
فليس بدين بل بدعة محدثة.

ـ أن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون
بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال صلى الله عليه
وسلم ( ومن تشبه بقوم فهو منهم )

ـ ان فاعل هذا المولد واقع فيما نهى النبي أمته
صراحة فقد قال ( لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ) فقد
نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه وذكر أن هذا مما
وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم .

ـ أن فعل المولد غلو مذموم في شخص النبي و من أعظم الذرائع المؤدية للشرك الأكبر
وهو الكفر المخرج من الملة لأن الغلو في الصالحين
كان سبب وقوع الأمم السابقة في الشرك وعبادة غير الله عزوجل.

ففي هذه الموالد يترنمون بالمدائح النبويةوعلى رأسها بردة البوصيري الذي يقول

ياأكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم

ويقول أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي

نور الهدى قد بدا في العرب والعجم *** سعد السعود علا في الحل والحرم
بمولد المصطفى أصل الوجود ومن *** لولاه لم تخرج الأكوان من عدم

فماذا بقي لرب العباد إن هذا ليس شركا في الألوهية بل هو شرك في الربوبية

وبعد هذا أوصي نفسي وإخواني المسلمين بتجنب البدع ومن وقع في شيء منها فعليه تركها والرجوع إلى السنة

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وأسأل الله أن يغفر لنا ولوالدينا
ولجميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تم الاستلال من بعض الموقع صيد الفوائد اسلام اون لاين
الكتب والمراجع التحذير من البدع للشيخ عبد العزيز بن باز

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بدع عاشوراء :

سُئِلَ شَيْخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ، وَالاغْتِسَالِ، وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ،وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.. هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ؟ أَمْ لا؟
الْجَوَابُ :

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا عَنْ أَصْحَابِهِ، وَلا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ وَلا غَيْرِهِمْ، وَلا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا، لا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا الصَّحَابَةِ، وَلا التَّابِعِينَ،لا صَحِيحًا وَلا ضَعِيفًا

وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ..
وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ».

وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَذِبٌ.
ثم ذكر رحمه الله ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال :
"فَصَارَتْ طَائِفَةٌ جَاهِلَةٌ ظَالِمَةٌ :

إمَّا مُلْحِدَةٌ مُنَافِقَةٌ،

وَإِمَّا ضَالَّةٌ غَاوِيَةٌ،

تُظْهِرُ مُوَالاتَهُ وَمُوَالاةَ أَهْلِ بَيْتِهِ، تَتَّخِذُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مَأْتَمٍ وَحُزْنٍ وَنِيَاحَةٍ، وَتُظْهِرُ فِيهِ شِعَارَ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ لَطْمِ الْخُدُودِ، وَشَقِّ الْجُيُوبِ، وَالتَّعَزِّي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ.. وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ، وَرِوَايَةِ الأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ، وَالتَّعَصُّبُ، وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ، وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الإسلام، وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ..

وَشَرُّ هَؤُلاءِ وَضَرَرُهُمْ عَلَى أَهْلِ الإسلام لا يُحْصِيهِ الرَّجُلُ الْفَصِيحُ فِي الْكَلامِ.

فَعَارَضَ هَؤُلاءِ قَوْمٌ إمَّا مِنْ النَّوَاصِبِ الْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَإِمَّا مِنْ الْجُهَّالِ الَّذِينَ قَابَلُوا الْفَاسِدَ بِالْفَاسِدِ، وَالْكَذِبَ بِالْكَذِبِ، وَالشَّرَّ بِالشَّرِّ، وَالْبِدْعَةَ بِالْبِدْعَةِ،
فَوَضَعُوا الأثَارَ فِي شَعَائِرِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَالاكْتِحَالِ وَالاخْتِضَابِ، وَتَوْسِيعِ النَّفَقَاتِ عَلَى الْعِيَالِ، وَطَبْخِ الأَطْعِمَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْعَادَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُفْعَلُ فِي الأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِمِ،فَصَارَ هَؤُلاءِ يَتَّخِذُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَوْسِمًا كَمَوَاسِمِ الأَعْيَادِ وَالأَفْرَاحِ،

وَأُولَئِكَ يَتَّخِذُونَهُ مَأْتَمًا يُقِيمُونَ فِيهِ الأَحْزَانَ وَالأَتْرَاحَ،
وَكِلا الطَّائِفَتَيْنِ مُخْطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ السُّنَّةِ.."
(الفتاوى الكبرى لابن تيمية).

وذكر ابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء

تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيراً أو تقديماً، وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء.
(المدخل ج1 يوم عاشوراء).

أهم البدع والأخطاء الواقعة في يوم عاشوراء والمرتبطة به.

 
القسم الأول: بدع مبغضي أمهات المؤمنين

أولا : اعتبار عاشوراء يوم حزن.
أول البدع وأظهرها الذين يجعلون يوم عاشوراء يوم شؤم وحزن وبكاء ونحيب، ولبس سواد ودوران في البلاد وجرح الرؤوس والأبدان؛

لأنه يوم قتل فيه الحسين بن علي في كربلاء،

ومما لا شك فيه أن اتخاذ أيام المصائب مآتم ليس من دين الإسلام، بل هو إلى أعمال أهل الجاهلية أقرب، وهذا من شر البدع المتعلقة بهذا اليوم وقد استدلوا بأحاديث لا أصل لها كحديث " البكاء يوم عاشوراء نور تام يوم القيامة "
« وحديث » ما من عبد يبكي يوم عاشوراء إلا كان مع أولى العزم من الرسل يوم القيامة ، قاتل الله مفتعلها ومختلقها.
 

ثانيا: اعتبار عاشوراء عيدا دينيا.

ومن البدع المنتشرة أيضا اعتبار يوم عاشوراء عيدا دينيا، تعطل فيه الأعمال وتترك الوظائف ويظهر فيه الفرح والسرور، ولا عيد للمسلمين إلا عيدان الفطر والأضحى وقد حصر النبي – صلى الله عليه وسلم – أعيادنا في ذلك، فلم تجز الزيادة عليهما، ثم إن المشروع فيه يقينا هو الصيام؛ وهذا يخالف معنى العيد لأن العيد يحرم صومه.

وينبغي أن يعلم أن إظهار الفرح في هذا اليوم من ميراث النواصب الذين يفرحون في هذا اليوم لأنه يوم قتل فيها الحسين بن علي – رضي الله عنه -، فيخصونه بالأفراح وأنواع من المآكل والملابس وبالحناء وغيرها من مظاهر السرور. وبالنسبة لأهل السنة هو يوم كسائر الأيام من جهة الحزن والفرح إلا أنهم يصومونه اقتداء بنبيهم – صلى الله عليه وسلم –

ثالثا : الاكتحال ووضع الحناء

ومن البدع أيضا الاكتحال والخضاب، وهذا من فروع اتخاذه يوم فرح وسرور،
وقد نص العلماء على بدعية ذلك فقال ابن الحاج المالكي :
" ومن البدع التي أحدثها النساء فيه استعمال الحناء على كل حال، فمن لم يفعلها منهن فكأنها ما قامت بحق عاشوراء "،
وقال الحاكم النيسابوري : " فإن الاكتحال يوم عاشوراء لم يرو عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيه أثر وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين – رضي الله عنه – ، والخبر الوارد في الاكتحال من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا
خبر مكذوب كما صرح به غير واحد من الأئمة.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ولم يستحب أحد من أئمة المسلمين الاغتسال يوم عاشوراء ولا الكحل فيه والخضاب وأمثال ذلك، ولا ذكره أحد من علماء المسلمين الذين يقتدى بهم ويرجع إليهم في معرفة ما أمر الله به ونهى عنه ولا فعل ذلك رسول الله ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي – رضي الله عنهم  

رابعا : التوسعة على العيال في عاشوراء

ومن الأخطاء التي وقع فيها بعض الفقهاء المتأخرين قولهم باستحباب التوسعة على العيال في عاشوراء في المأكل والملبس ونحو ذلك، وقد اعتمدوا أحاديث لا تصح كحديث : " من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ".
أما الفقهاء المتقدمون والأئمة المتبوعون فليس فيهم من نص على ذلك
قال ابن تيمية : " لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم ".

وأصل هذه البدعة أيضا من النواصب لكن المتأخرين اغتروا بما ورد من أحاديث مختلقة ولم يتنبهوا إلى أصلها،
وقال العجلوني : باب فضائل عاشوراء ورد استحباب صيامه وسائر الأحاديث في فضله وفضل الصلاة فيه والإنفاق والخضاب والإدهان والإكتحال وطبخ الحبوب وغير ذلك
" مجموعه موضوع مفترى ".
 
 

خامسا : تخصيص مأكولات معينة

ومن البدع الظاهرة أيضا ادخار لحم عيد الأضحى ليؤكل في عاشوراء واعتقاد فضيلة ذلك أو لزومه، وتخصيص ليلتها بأنواع من المآكل (كالكسكس بالدجاج أو الرشتة ونحو ذلك)،

قال ابن الحاج : " أما ما يفعلونه اليوم من أن عاشوراء يختص بذبح الدجاج وغيرها، ومن لم يفعل ذلك فكأنه ما قام بحق ذلك اليوم، وكذلك طبخهم فيه الحبوب وغير ذلك، لم يكن السلف رضوان الله عليهم يتعرضون في هذه المواسم ولا يعرفون تعظيمها إلا بكثرة العبادة والصدقة والخير واغتنام فضيلتها لا بالمأكول ".

وممن نص على تخصيص الأطعمة فيها ابن تيمية إذ قال: " فصار أقوام يستحبون يوم عاشوراء الاكتحال والاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة.

القسم الثاني : بدع شركية وخرافية

أولا : الذبيحة في عاشوراء

ومن البدع تخصيص عاشوراء بالذبائح من الغنم أو الدجاج، وعادة الذبح هذه يخشى أن تكون من عادات النواصب الذين جعلوا عاشوراء عيدا، وقد تكون من ميراث دعوة أحد مدعي النبوة في المغرب الأقصى اسمه صالح بن طريف البربري، الذي أسس دولة بقيت قرونا في برغواطة (منطقة تقع قرب الدار البيضاء حاليا).

وقلد شعائر الإسلام مع تحريف وتبديل فيها ومن ذلك : نقله لشهر الصيام من رمضان إلى شهر رجب، وجعله عيد الأضحى يوم الحادي عشر من محرم أي بعد عاشوراء.

ثانيا : الوزيعة
ومن المظاهر الشائعة في كثير من المناطق ما يسمى بالوزيعة حيث يشترك أهل القبيلة والقرية كل حسب استطاعته لشراء الأغنام وأبقار فتذبح في هذا اليوم وتوزع على كل الأفراد أغنيائهم وفقرائهم (وضيوفهم)، وهذا من البدع الظاهرة اجتمع فيه قصد التوسعة وتخصيص الذبيحة واعتقاد فضيلة المأكول مع اعتقادات خرافية كاعتقادهم أن أرواح الآباء والأجداد تحضر وتشاهد عملهم وأنها ترضى عنهم بذلك، وإن اقترن ذلك بالذبح عند قبر ولي من الأولياء أو مقام من مقاماتهم صار من الشرك الصريح.

ثالثا : تحريم الخياطة والكتابة ليلتها

ومن الخرافات والعقائد الباطلة التي تقترن بعاشوراء تحريم بعض الناس الكتابة والخياطة ليلتها، وزعمهم أن من فعل ذلك ستصبح يده ترتعش، وهذا قد يكون من بقايا ديانة برغواطة المذكورة سابقا.

رابعا: المنع من البكاء والتشاجر

كثير من الناس ينهى عن البكاء في ليلة عاشوراء وعن التشاجر والتخاصم (بحق كان التخاصم أو بباطل)، ويقولون هذه العواشير، بمعنى أيام مفضلة وهذا داخل في الابتداع لأنه لا دليل عليه، وكثير من الناس يفعل ذلك خوفا من الجن والعفاريت وتقربا إليهم، وهذا داخل في معنى الشرك بالله – تعالى -.
خامسا : استعمال البخور
ومن البدع التي يظهر أنها من عبادة الجن استعمال البخور ليلتها،
قال ابن الحاج المالكي : « ومما أحدثوه من البدع البخور، فمن لم يشتره منهن في ذلك اليوم ويتبخر به، فكأنه ارتكب أمرا عظيما … ويزعمن أنه إذا بخر به المسجون خرج من سجنه، وأنه يبرئ من العين والنظرة والمصاب والموعوك، وهذا أمر خطر لأنه مما يحتاج إلى توقيف من صاحب الشريعة ».
سادسا : قص الشعر

ومن البدع المنتشرة أيضا في بعض المناطق قص الشعر تعبدا وتبركا بهذا اليوم، وكل اعتقاد صحب هذا العمل فهو من الخرافات التي لا أصل لها.
 

القسم الثالث: بدع أخرى مختلفة

أولا: تقنين الصيام بغير الوارد عن النبي – صلى الله عليه وسلم

وقد ورد الحديث على صيام عاشوراء، كما ورد الحث على قرنه بيوم قبله، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ » أي التاسع مع العاشر، كما ورد الحث على الصيام في شهر محرم، قَالَ – صلى الله عليه وسلم -: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ »، ما يفعله البعض من تخصيص العشر الأوائل بالصيام فهو من البدع،  

ثانيا: إخراج الزكاة في عاشوراء
من البدع المنكرة في عاشوراء (أو محرم) تخصيص إخراج الزكاة فيه، قال ابن الحاج في المدخل: « ثم إنهم يضمون إلى ذلك بدعة أو محرما، وذلك أنه يجب على بعضهم الزكاة مثلا في صفر أو ربيع أو غيرها من شهور السنة، فيؤخرون إعطاء ما وجب عليهم إلى عاشوراء، وفيه من التغرير بمال الصدقة ما فيه، فقد يموت أثناء السنة أو يفلس فيبقى ذلك في ذمته، وأقبح ما فيه أن صاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه شهد بأنه ظالم بقوله – عليه الصلاة والسلام -: » مطل الغني ظلم«، وفيه بدعة أخرى، وهو أن الشارع صلوات الله عليه وسلامه حد للزكاة حولا كاملا وهو اثنا عشر شهرا، وفي فعلهم المذكور زيادة على الحول بحسب ما جاءهم يوم عاشوراء فقد يكون كثيرا وقد يكون قليلا ».

ثالثا: هل هاجر النبي – صلى الله عليه وسلم – في محرم

ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الخطباء في شهر المحرم، تخصيصهم الحديث عن هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – ظنا منهم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – هاجر في محرم، والنبي – صلى الله عليه وسلم – إنما هاجر في ربيع الأول، ومنشأ الخطأ خلطهم بين ابتداء التأريخ من العام الذي هاجر فيه – صلى الله عليه وسلم – وبين الشهر التي تبتدئ به السنة القمرية الهجرية.

رابعا : زيارة القبور

قال ابن الحاج : « ومما أحدثوه من البدع زيارة القبور، ونفس زيارة القبور في هذا اليوم المعلوم بدعة مطلقا للرجال والنساء »،ولعل سبب هذا اعتبارهم لهذا اليوم عيدا، وهم يخصون الأعياد بزيارة القبور، فيكون هذا من قبيل الابتداع المركب من خطأين.

خامسا: الذبيحة عن المولود في عاشوراء

ومن الناس من يذبح عن المولود الذي ولد قبل عاشوراء في عاشوراء، وهذا تخصيص مبتدع لم يرد به الشرع، لأن العقيقة عن المولود لا تختص بيوم عاشوراء، بل هي مشروعة تشريعا مطلقا وتستحب في السابع والرابع عشر أو الحادي والعشرين.
سادسا: تخصيص ليلتها بالقيام

ومن البدع تخصيص ليلتها بالقيام لأنه تخصيص بلا مخصص،

سابعا : بدع أخرى لا أصل لها

قد عد بعض الفقهاء المتأخرين خصائص عاشوراء فأبلغها اثنتا عشرة خصلة وكلها لا أصل له عدا الصيام، ومنها ما سبق قال: « وهي الصلاة والصوم وصلة الرحم والصدقة والاغتسال والاكتحال وزيارة عالم وعيادة مريض ومسح رأس اليتيم والتوسعة على العيال وتقليم الأظفار وقراءة سورة الإخلاص ألف مرة ».

نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم، وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان،وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.

ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

في يوم من أيام شهر ربيع الأول كتب الله له خلود الذكر

كانت ولادة طفل ليس له مثيل في الأطفال من قبل ومن بعد وقد كانت قافلة الحياة
الإنسانية في بيئة جزيرة العرب جائرة القصد , ضلت بها السبل
وكان العالم الإنساني أجمع يعاني عوامل البلى

فالوثنية تهلك الروح والجهالة توثق العقل بقيود لافكاك منها والمادية ترهق الجسد وتكاد تمحقه

وقد كان ولاة الأمر قد غلب عليهم الفسوق والعصيان

والإنغماس في الترف وعامة الناس تملأهم الأنانية

وتنتابهم دوافع الهمجية والطمع

هذا كان حال الجزيرة العربية حين ولد نبينا نبي الهدى

وتلك كانت حال الإنسانية يوم مولد محمد صلى الله عليه وسلم في مكة بأرض الجزيرة العربية التي إختارها

الله موئلا لرسوله ولرسالته التي يخرج بها الناس من الظلمات إلى النور

نعم كان العالم الإنساني حين ولد محمد يعاني تفكك الأخلاق بل واندثارها وضياع المثل العليا وتحلل الرجولة

فكان هذا المولود الذي يشهد له الوحى الذي تنزل عليه

من الله سبحانه وتعالى بالخلق العظيم , لما انطبع عليه

من كمال الصفات النوادر والرجولة الكاملة
ولما حمل دين الله الإسلام الذي يجمع إلى سعادة

الدنيا نعيم وسعادة الآخرة
لقد ولد محمد رسول الله والعرب قد انصرفوا إلى نزاع لاينقطع وصراع لايتوقف فلما حانت رسالته بعد إذ أعده

الله ورباه قابلوها بالعناد ودافعوها بالكيد والعدوان

فما وهنت عزيمته ولا لانت قوته وإنما واجه الأذى بالصبر

والسفه بالحلم والغلطة بالرقة
وهذا هو الخلق الذي أثنى به عليه القراّن

فقال الله في وصفه "وإنك لعلى خلق عظيم "
وبهذا الخلق إنتصر هذا الوليد وحده على العرب جميعا

فدخلوا في دين الله أفواجا مبلغا رسالة الله إليهم

وما حفظ العرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

من قول وفعل وتقرير وبما نشأهم عليه من رجولة انتصر

العرب من بعده على العالم وصارت لهم أمة الإسلام ودولة المسلمين.

ألا ينظر المسلون أتباع هذا الوليد في يوم ذكرى ولادته

صلى الله عليه وسلم ماذا في نفوسهم من دينه الإسلام وماذا في أخلاقهم من خلقه وماذا في سلوكهم من مأثوراته وماذا في أيديهم من تراثه ؟
إن البعض من ضعاف القلوب إعتقدوا أن مولد الرسول

هوا يوما للإحتفال وقرع الطبول والمزمار وتناسوا إن لم

يكابروا أن الإحتفال بمولده هو الإقتداء بمسلكه
في ذكرى ميلاد نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم

ينبغي أن يراجع المسلمون شعوبا وحكومات رجالا ونساء

موقفهم من دينهم ليفيقوا من هذا النوم الذي ملأ قلوب

أكثرهم وليخففوا عن القدر اللوم الذي يصبونه عليه

فإن الله سبحانه وتعالى عدل لايظلم الناس مثقال ذرة

في ذكرى مولد النبي ذكرى انطلاق الإنسانية من أسر

الأوهام إلى حقيقة الإيمان فما أجدر النفوس الذاكرة

في هذه الأمة أن تخشع إجلا لا لذكرى ميلاد رسول

الله صلى الله عليه وسلم الداعي إلى التوحيد والوحدة

وداعية السلام والوئام بين بني الإنسان
في يوم مولدك يارسول الله أحرى بنا أن نقرأسيرتك

من جديد سيرة وسنة هذا المولود الذي من الله به

على البشرية هاديا ومبشرا ونذيرا
في يوم مولدك يا رسول الله ينبغي علينا أن نجمع أمرنا ونعرض حالنا على كتاب الله وسنة نبيه وأن نستقيم

على أخلاق صاحب الذكرى فقد كان صادق الوعد

وفيا بالعهد وبالعقد أمينا على رسالته وعلى أمته
شجاعا بلغ الرسالة وجمع الأمة على كلمة الله

وربى صحبه على أخلاقه فما وهنوا لما أصابهم في

سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا .
لتكن ذكرى مولد رسول الأمة تذكرة للمسلمين بأن

رسالة الإسلام خاتمة رسالات الله ينبغي أن تصان

عن العبث وأن تقود المجتمع وتسود ربوعه في

كل شئون الحياة وأن يكون كل مسلم ومسلمة حارسا أمينا عليها ويؤمن بها وينفذ أحكامها ولا يلتفت إلى غيرها

في سره وعلانيته وسلوكه وعبادته ومعاملاته مع الآخرين وأن يعلمها أهله وبنيه
حتى يقوم بناء هذه الأمة من جديد قويا على الأسس التي أقامها الله عليه وحتى تستمر رسالة هذا النبي

التي رسمت الطريق لإسعاد الناس أجمعين
"وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل

فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"

هذا هو الإحتفال من وجهة نظري بمولد نبي الأمة

بما يناسبه من إجلال وتكريم ومراجعة لأقواله وأفعاله

وأخلاقه لتقتدي به في الدين والدنيا
"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان

يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "
لتكن ذكرى مولد رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام

إيمانا بما نقل إلينا من معجزات أظهرها الله على يديه

تأييدا لدعوته دون مراء أو جدال
في ذكرى مولد الرسول دعونا نذكر سماحته وتواضعه

للناس ورفقه ورحمته بالضعفاء …
وصدق الله ربه الذي اصطفاه حيث وصفه فقال
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص

عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم "
في ذكرى مولدك يارسول الله فلنصل عليك كثيرا ونسلم

عليك تسليما
هذا هو واجبنا في ذكرى مولد نبي النور والإيمان

وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا

بقلمي عهد الأماني
المصادر :القران الكريم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

مايحدث للمسلمين فى جنوب السعودية الحبيبة لهو من الأمر الذى يجعلنا نقف وقفة مع انفسنا لنعرف ماسبب هذا البلاء وما هو الحل؟

ألم تسألى نفسك يوما هل قمت بواجبك تجاه إخوانك المسلمين؟

ماذا فعلتى ؟هل نظرتى إليهم نظرة الحزن دون ان تحركى ساكنا؟

ما هى إجابتك على الله عز وجل عندما يسألك يوم القيامة ماذا فعلتى لإخوانك المسلمين لإنقاذهم من البلاء؟

ما هو الحل ؟

الحل فى أيدينا بل فى يدك وفى يد كل مسلم ومسلمة

لتكن البداية منك انت

نعم منك النصر يبدأ منك انت إن شاء الله

كيف يكون ذلك؟
بالإيمان
نعم إنه النور الذى يضىء لنا طرقاتنا مهما كانت صعابها ومخاطرها يظل هو النبراس الذى يهدينا إلى طريق الحق والنصر بإذن الله تعالى

وإليكى من الأمثلة التى تثبت صدق كلامى

فكما قال الله تعالى فى كتابه الكريم
(لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)سورة يوسف 111
إذا لنتفكر فى قصص ما قبلنا من القوم لعلنا نقتبص منهم ما يكون حلنا وخلاصنا من الهلاك والبلاء

تفكرى معى فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام وكيف ينتقل من غيابة الجب وظلمته إلى سعة الأرض وإذا به ينتقل من ذل الأسر إلى عز القصر ومن ظلمة السجن إلى سدة الحكم وذلك ثبات وصبر وارتباط بالله بإذن الله عز وجل يفرج الكرب ويزيل المحن

قال تعالى (اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)آل عمران 200
ونتاج الفلاح طمأنينة فى الفؤاد وسكينة فى النفس ووضوح فى الرؤية فى هذه الدنيا

وهناك مثال من سيرة رسولنا الكريم يوضح لنا كيف ان الصبر والايمان واليقين بالله ترتب عليه النصر بإذن الله تعالى وتتجلى هذه الصورة فى اهل النفاق فى ضعف يقينهم وقلة إيمانهم وحرصهم على دنياهم

وذلك نجده فى الأحزاب الذين تألبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاطوا بالمدينة

(إذا جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا)الأحزاب 10

فقد تجمع عليهم شدة الخوف والجوع والبرد ولم يكن هناك بصيص من الأمل ولا منفذ وذلك من وجهة نظر أهل النظرات المادية

إنما كان الفناء والهلاك مصيرهم وزلزلوا زلزالا شديدا

العوامل التى يكون النصر حليفها :

1-البعد عن المعاصى

مما لا شك فيه أنه لا يمكن إنقاذنا لإخواننا المسلمين إلا بترك المعاصى بل بعدم الإصرار على المعصية

ولا تزول هذه الذنوب إلا بالاستغفار وترك المعصية مع عدم الاصرار عليها

كما قال الله عز وجل (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون)آل عمران135

2- التوكل على الله

(فتوكل على الله وكفى بالله وكيلا )النساء 81وعلى الله فليتوكل المؤمنون

3- الدعوة إلى الهدى

عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل أثام من تبعه لا ينقص ذلك من أثامهم شيئا )رواه مسلم

تفكرى فى هذه الكلمات

هل انتى داعية إلى الهدى أم داعية إلى الضلالة والذبوب ؟

(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)السجدة 24

فلتجعلى أولى الخطوات هيا خطاك ودعوتك لنصل إلى امة مؤمنة تقوى على الصعاب والمحن ننصر بها إخواننا فى كل مكان

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

الملكِ الحقِ المبين

والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين

وقدوةً للسالكين

نبيِنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه والتابعين

نحييكم بتحية من القلب

يطيب شذاها مسكا وريحانا

وتحمل في طياتها حبا ووفاء

تحية أهل الجنة يوم يلقونه سلام

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

رواد منتدى لكِ ورواد روضتنا الغناء

طبتم وطاب ممشاكم

وتبوأتم من الجنة منزلا

فحضوركم شرف لنا

ويضفي على حفلنا أنسا وسرورا

فبارك الله في مسعاكم

وجعل الجنة مثوانا ومثواكم اللهم أمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

يا صاحبة الرحمة… لا تبتعدي عن الرحمة!!!

أختي الحبيبة:

يا من أعزك الله بالإسلام والإيمان .. وأعزك بالطهر والعفاف والقرآن ..
لا تبتعدي عن رحمه الرحيم الرحمن ..
أبقي معنا في كنف ولطف ورأفته العظيم المنان..

من سيرحمك إن رحلتي عن فيض الرحمة الإلهية ..فهو سبحانه أرحم بك من نفسك ووالديك والناس أجمعين..

إلى من ستلجئين؟! إلى من تحتمين؟! وإلى رحمه من ترجين؟!
إن أغلق باب رحمته عنك؟؟!

إنك أختي الغالية .. توافقيني على أن أحد يستطيع العيش بدون رحمه الله تعالى.. وجميع الناس يذنبون .. لكنهم يأملون ويطمعون في رحمه الله تعالى.. ولو لم يرجوا رحمه الله تعالى لما أذنبوا….
إن لديك هموماً وآمالاً .. لا تقضى إلا باللجوء إلى رحمه الله تعالى..
ولديك ذنوباً وأوزاراً لا تغفر إلا برحمه الله تعالى..
وعندك ضعفاً وذلاً وفقرا.. لا يرفعه أحد إلا رحمه الله تعالى..

فكم أنت بحاجة إلى رحمته تعالى .. في كل دقيقة بل كل ثانية..

إذاً فلما ابتعدت عن مصدر الرحمة الحقيقية.. أوجدت أفضل منها ؟!!
لما هربت من باب الرحمة الرئيسي.. لترضي نفسك المسكينة التي لا تستغني عن الرحمة!!

.

نعم أنت ابتعدت عنها بنفسك ووليتيها ظهرك.. وحسبت أنك قادرة على العيش بدونها!! ولكنك في نفس الوقت تذنبين وتطمعين في رحمه الله تعالى إن تذكرت عذابه.. فلما هذا التناقض؟!!
عجباً لك أيتها الزهرة الندية..

سترتي نفسك بالحجاب فكنت لؤلؤه مصونة ودرة مكنونة
والتزمت بالحياء والعفاف فأنت جوهرة ثمينة..
وحافظت على الصلاة والصيام.. فأصبحت نوراً يتلألأ وضياءٌ يتألق..

ولكن أفسدت أعمالك ، بلذة ساعة، وبرضى الناس وسخط رب الناس!!
فما فائدة تلك الأعمال إن لم تحفها رحمه اللطيف الودود!!!

هااا … هل استعديت وتأهبت لأخبرك بالعمل الذي يبعدك عن الرحمة؟؟
إنه عمل صغير في نظرك، عظيم في ميزان سيئاتك..
إنه…"النمص"

روى البخاري ومسلم أن عبد الله بن مسعود قال: "لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله".
واللعن هو : الطرد والابتعاد عن رحمه الله تعالى… فهل ترضين ذلك؟؟!!!
·ربما تقولين أنا لا زلت أعيش في رحمه الله تعالى وأرى ذلك بنفسي.. نعم إن الله تعالى قدر لكل نفس أقداراً لابد أن يستوفيها .. سواءً كان عاصياً أم طائعا..
·ولكن..
وقت الضر والحاجة ..سيتضح لك الأمر … !!!
إن الله تعالى أحل لك معظم طرق الجمال والزينة.. فهلا استغنيت بها عن تلك الأعمال المحرمة؟!!
هل ترضين بنتف شعرات ضئيلة بمقابل الطرد والابتعاد عن رحمه الله تعالى ..!!
أعلم أنك أيتها الزهرة الزكية ..لم تفكري في هذا العمل جيداً قبل فعله، ولكن،، من الآن أدعوك لتفكري وتتمهلي.. لتصلي بإذن الله تعالى.

فهذا قلبي المحب .. ويدي الحانية تمتد لتأخذ بيدك الرقيقة.. إلى فيض الرحمة الدفاقة..ثم إلى جنه ملك الملوك.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء


الحمد لله وحدهُ .. نحمدهُ ونشكرهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ،،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد
وعلىَ آلهِ وصحبهِ أجمعين ..


اهلاًوسهلاً ومرحبا
:
يسرني في هذا الموضوع أن نعيش ونتعرف على قصة تحكي نزول أية قرانية
كانت نزولها بسبب مواقف من بعض النسوة ، ممن ضربن اروع الأمثلة في
الشجاعة والجرأة ، ومناقشة الكثير من الأمور التى تهم المجتمع ، أمام رسول الله
والمسلمين .. مطالبين بتشريع يحمي حقوقهن ومصالحهن ..
فحين نتأمل صفحات ماضينا نجد هناكَ صفحات مشرقة للمرأة .. أشرقت منذ بزوغ فجرالإسلام ، ومع
حقبة من الزمن .. كانت حياة مليئة بالمواعظ والعبر …
والتى تمثل أرقى فترة من الزمن.. نعيش بإذن الله سبحانه وتعالى ، مع قصص نساء ورد ذكرهن
في القرأن الكريم رضي الله عنهن ، وخلد موقفهن الذكر الحكيم .. ونلتمس القدوة الطيبة .. من الاتي
ضربن اروع الأمثلة والقصص في تكامل الشخصية المسلمة عملياً وعلمياً ، بكل جدارة وإحترام ..
:

فالنبدأ على بركة الله ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله رب العالمين
الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المتقين
وقدوة الخلق أجمعين
صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعه وسار على نهجه إلى يوم الدين
قوله تعالى : ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون . لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )المؤمنون

البرزخ الحاجز بين شيئين
ما بين الموت والبعث
فمن مات فقد دخل البرزخ

وفي هذا البرزخ نموذج من الجزاء الأخروي

فهو أول منزل من منازل الآخرة

ففيه سؤال الملكين ثم العذاب أو النعيم .
سؤال الملكين

ويسمى بفتنة القبر
وهو الامتحان والاختبار للميت حين يسأله الملكان
صفة سؤال الملكين للميت على ما وردت به الأحاديث

جاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قوله : " فتعاد روحه ( يعني : الميت ) في جسده ويأتيه ملكان " .

وفي " الصحيحين " من حديث قتادة عن أنس ، أن النبي قال : " إن الميت إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع خفق نعالهم ، أتاه ملكان فيقعدانه ، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله " . قال : " فيقول : انظر إلى مقعدك من النار ، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة " قال رسول الله : " فيراهما جميعاً " قال : " فأما الكافر والمنافق ، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس ، فيقولان له : لا دريت ولا تليت .

ثم يضرب بمطراق من حديد بين أذنيه ، فيصيح صيحة ، فيسمعها من عليها غير الثقلين " .

عذاب القبر ونعيمه

أهل السنة والجماعة يتفقون على أن النفس تنعم وتعذب منفردة عن البدن وتنعم وتعذب متصلة بالبدن والبدن متصل بها
فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعين كما يكون ذلك على الروح منفردة عن البدن
الأدلة الصحيحة الصريحة عن عذاب القبر

قال الله تعالى : ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ) الأنعام
عن ابن عباس أن النبي مر بقبرين ، فقال : " إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير : أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة " ثم دعا بجريدة فشقها نصفين ، فقال : " لعله يخفف عنهما مالم ييبسا " .الصحيحين
إذا بلغ الإنسان الأجل الذي قدره الله له واستكمل عمره ورزقه وما كتب له في هذه الدنيا

جاءته رسل ربه عز وجل ينقلونه من دار الفناء ( وهي دار الدنيا ) إلى دار البِلَى ( وهي حياة القبر ) ثم إلى دار البقاء ( وهي الحياة الآخرة ) التي لا موت فيها بل حياة أبدية

فيسعد فيها أهل الجنة سعادة لا شقاء معها

ويشقى فيها أهل النار شقاءً لا سعادة معه ولا بعده

فإذا حل الأجل وحان الرحيل واستوفى الإنسان أجله في هذه الدنيا جاءته ملائكة ربه تبارك وتعالى لقبض روحه فجلسوا منه مد البصر

ثم دنا منه الملك الموكل بقبض الأرواح فاستدعى الروح فإن كانت روحاً طيبة قال : اخرجي أيتها النفس الطيبة في الجسد الطيب وإن كانت غير ذلك قال لها الملك : اخرجي أيتها النفس الخبيثة في الجسد الخبيث

ويصدق ذلك حديث البراء بن عازب رضي الله عنه حيث قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي فقعد وقعدنا حوله كأن على رؤوسنا الطير ، وهو يلحد له فقال : أعوذ بالله من عذاب القبر ( ثلاث مرات ) .

ثم قال : (( إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا ، نزلت إليه الملائكة ، كأن على وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة ، فجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : يا أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ))

(( فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها ، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ،ويخرج منها كأطيب نفخة مسك وجدت على وجه الأرض )) .

قال (( فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة ، إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان بن فلان ( بأطيب أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ) . حتى ينتهوا بها إلى السماء ، فيستفتحون له ، فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتكم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى )) .

قال : (( فتعاد روحه في جسده ، فيأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله . فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام . فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله . فيقولان له : ما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت . فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة )) .

قال : (( فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره )) .

قال : (( ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد . فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الذي يجئ بالخير ؟ فيقول : أنا عملك الصالح . فيقول : يا رب ، أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي وما لي )).
قال : ( وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت ، حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة ، أخرجي إلى سخط من الله وغضبه ) .

قال: ( فتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزعه السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها ، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرجوا منها كأنتن ريح خبيثة وجدة على وجه الأرض فيصعدون بها ، فلا يمرون

بها على ملأ من الملائكة ، إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان بن فلان ، بأقبح أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له ، فلا يفتح له ( ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تفتح لهم في سجين في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحاً ( ثم قرأ : (( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )) فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ها ه هاه ، لا أدري . فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه ؟ لا أدري . فينادي منادي من السماء : إن كذب عبدي ، فافرشوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار . فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : من أنت ، فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر ؟ فيقول : أنا عملك الخبيث . فيقول : ربي لا تقم الساعة ) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح ، وأبو داود والحاكم وأبو عوانة في صحيحيهما وابن حبان .
أسباب عذاب القبر

النميمة سبب من أسباب عذاب القبر

وأيضا عدم الاستتار من البول

وعدم التنزه منه وهذا ما ذكره النبى .

أيضا من أسباب عذاب القبر الكذب والربا وهجر القرآن

كما فى حديث سمرة بن جندب رواه البخارى فيه النبى من أسباب عذاب القبر الكذب والرياء وهجر القرآن والزنا والغلول (كل شئ يأخذ من الغنيمة قبل أن تقسم ) ويدخل تحت الغلول السحت والحرام .

السبيل للنجاة من عذاب القبر

أعظم سبيل للنجاة من عذاب القبر أن نستقيم على طاعة اللـه جل وعلا وأن تتبع هدى النبى .
قال اللـه عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللـه ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(30)نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ(31)نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } فصلت .

ومن أنفع الأسباب كذلك للنجاة من عذاب القبر ما ذكره الإمام ابن القيم فى كتابه القيم ( الروح ) ، قال : ومن أنفعها أن يتفكر الإنسان قبل نومه ساعة ليذكر نفسه بعمله ، فإن كان مقصراً زاد فى عمله وإن كان عاصياً تاب إلى اللـه ، وليجدد توبة قبل نومه بينه وبين اللـه .
فإن مات من ليلته على هذه التوبة فهو من أهل الجنة ،نجاه اللـه من عذاب القبر ومن عذاب النار .
ومن أعظم الأسباب التى تنجى من عذاب القبر أن تداوم على العمل الصالح كالتوحيد ، والصلاة ، والصيام ، والصدقة ، والحج ، وحضور مجالس العلم والعلماء التى ضيعها أناس كثيرون وانشغلوا عنها بلهو قتل الوقت .

والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، كل عمل يرضى الرب فهو عمل صالح ينجى صاحبه من عذاب القبر والنار .

وأبشركم … أن من أعظم الأعمال التى تنجى صاحبها من عذاب القبر الشهادة فى سبيل اللـه ورد فى الحديث الذى رواه الحاكم وحسن إسناده الشيخ الألبانى أن النبى قال :

(( للشهيد عند اللـه ست خصال ، الأولى : يغفر له مع أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، الثانية : ينجيه اللـه عز وجل من عذاب القبر، الثالثة : يأمنه اللـه يوم الفزع الأكبر ، الرابعة : يلبسه اللـه تاج الوقار ، الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها ، الخامسة : يزوجه اللـه بثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، السادسة : يشفعه اللـه فى سبعين من أهله )).

فعلى المسلم أن يستعد للرحيل ويتزود له بالعمل الجليل

فقد دنت الآجال وتبددت الآمال

فلابد من الاجتهاد في الطاعات وزيادة القربات

فالكل متهيئ للسفر من دار الانتقال إلى دار القرار

فاستعدوا أيها المسلمون أمر التقوى في القول والعمل واحذروا حب الدنيا والتفاخر بحطامها واكتساب آثامها

فهي الهالكة والحالقة التي تهلك صاحبها وتحلق دينه وتذيب عقيدته

فمن وراء ذلك أهوال عظام ووحشة وظلمات جسام وهناك الهموم والغموم

والكروب وتضايق الأنفس

فاعملوا لذلك الزائر الأخير هادم اللذات ومفرق الجماعات الذي لا يعوقه عائق

ولا يضرب دونه حجاب وياله من نازل لا يستأذن على الملوك

ولا يلج من الأبواب ولا يرحم صغيراً ولا يوقر كبيراً ولا يخاف عظيماً ولا يهاب أحداً

وإن بعده أهوالاً عظاماً ووحشة وقبوراً وعذاباً ونعيماً فاستيقظوا من الغفلة واغتنموا دار المهلة

فكل محاسب بما عمل

فإن كان خيراً وعملاً صالحاً

فذاك الفلاح والنجاح

وذاك هو الفوز وتلك هي السعادة

وإن كان شراً وعملاً قبيحاً فذاك هو الخسران المبين

وتلك هي التعاسة والشقاء "

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده