التصنيفات
روضة السعداء

/

/
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين
وعلى آله وصحبه وأزواجه الكرام

وسلم أتم التسليم ..

/

وأقبلتْ هديةُ الرحمنِ بنفحاتِ الرحمةِ ورائحة الجنانِ تهب
تدعو من تنافس لرضا الرحمنِ بكلِ إخلاصٍ وحب
خيرُ أيام الدنيا تلك العشرُ الـ عظيمةُ وبـ القرآنِ ذُكرت
تتوقُ الروحُ لـ أعمالٍ وطاعاتٍ تُثقلُ الميزان وتُرضي الرحمن
بـ ذكرٍ وتسبيحٍ وتهليلٍ وتكبير وصدقات
وصيامٍ وتلاوةُ قرآنٍ وصالحِ الأعمالِ
فلنكسبْ من تلك النفحاتِ العظيمةِ
ما يزيدُ الحسناتِ ويرفعُ الدرجاتِ ويكفرُ السيئاتِ

/
هاهي العشرُ على الأبوابِ فلنهبُ بالإستعداد لها بما أوتينا من قوةٍ وعزمٍ وهمّة ،
ولا ننسى الدعاء بالتيسير من ربِ العباد ،
وإخلاصِ النيةِ ، والتوبةُ من كلِ الذنوبِ ،
جاءت بعد شهرُ رمضان الكريم لتجدد الروح
أيامُ الـ عشرِ المباركة هلتْ
فحيا الله نفحات الرحمة والرضوان

/

فـ لتكن لنا في تلك الأيام مع النفس وقفةً جادةً
ونعيدُ حساباتُنا في العبادات من الروتين إلى عبادةٍ فيها الحبِ والذل
ويا فرحةِ القلوبِ المشتاقةِ لبركةِ تلك العشرِ التي أقسمَ بها ربنا جل وعلا
في كتابهِ الكريم "وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ" [الفجر: 1-2]

بل ورد أنها هي العشر التي أتمها الله تعالى لموسى عليه السلام ،
والتي جاء ذكرها في قوله تعالى "وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" [الأعراف: 142] ،

وقال ابن كثير: ( وقد اختلف المفسرون في هذه العشر ما هي؟ فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة والعشر عشر ذي الحجة… فعلى هذا يكون قد كمل الميقات يوم النحر، وحصل فيه التكليم لموسى عليه السلام ، وفيه أكمل الله الدين لمحمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا … ) المائدة (3)
فعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أفضل أيام الدنيا أيام العشر – يعني عشر ذي الحجة – قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب» [رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني].
قال أبن حجر في الفتح : " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها وهي الصلاة والصدقة والصيام والحج ولا يتأتى ذلك في غيره " أ . هـ كلام أبن حجر .
يقول أبو عثمان النهدي: كانوا – أي السلف – يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم.
مما يدل على سعة معنى العمل الصالح ، قال أبو شامة: "ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضّلاً فيه جميع أعمال البر؛ كعشر ذي الحجة… فمثل ذلك يكون أي عمل من أعمال البر حصل فيها كان له الفضل على نظيره في زمن آخر".

ومن بركات عشرُ ذي الحجة التي لا تعدُ ولا تُحصى

* أقسم الله بها في كتابه الكريم قال تعالى : وَالْفَجْرِ{1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ{2} الفجر
وبلا شك أن قسم الله تعالى بها يبين شرفها وفضلها , وجمهور المفسرين أجمعوا على أنها عشر ذي الحجة

* أن الله سبحانه وتعالى سماها في كتابه الكريم (الأيام المعلومات) " َويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ… " الحج (28) وقد ذكر بعض المفسرين أن الأيام المعلومات هي العشر الأولى من ذي الحجة .
* الأعمال الصالحة فيها أحب إلى الله تعالى فيها من غيرها وقد أستحب العلماء كثرة الذكر عن أبن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشرة فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد ) رواه أحمد .
التكبير والتحميد والتهليل والذكر قال تعالى : َويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ… الحج(28)
والتكبير نوعان .

أ‌- المطلق وهو المشروع في كل وقت من ليل أو نهار , ويبدأ من أول شهر ذي الحجة ويستمر إلى آخر أيام التشريق .
ب‌- المقيد وهو الذي يكون عقب الصلوات والمختار أنه عقب كل صلاة أياً كانت ويبدأ من صبح عرفة إلى صلاة عصر أخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، وذكر البخاري رحمه الله عن أبن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهم أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر فيكبرون فيكبروا الناس بتكبيرهم

* يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة والذي تبدأ فيه أعمال الحج من أيام العشرِ المباركة
* يوم عرفة يوم من أيام العشرِ والذي له فضائل عظيمة
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة …الحديث رواه مسلم .
* أن فيه ليلة جمع وهي ليلة مزدلفة التي يبيت فيها الحاج ليلة العاشر من ذي الحجة بعد دفعهم من عرفة .
* أن فيه فريضة الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام .
* أن فيه يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة الذي يعد أعظم أيام الدنيا كما روي عن عبد الله أبن قرط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ، ثم القر" رواه أبو داود .
* أنها أفضل من الأيام العشر الأخيرة من رمضان لما أورده شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله فقد سئل عن ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟؟
فأجاب " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان , والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة " أ. هـ كلامه رحمه الله .

ومن الأعمال التي يستحب فعلها في العشر المباركة
* ضرورة التوبة إلى الله تعالى والرجوع إليه ، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي ، والإقبال على فعل الطاعات

* أداء الصلوات الخمس في أوقاتها فهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً , وعلى المؤمن أن يحافظ عليها جماعة مع المسلمين , وأن يكثر من النوافل في هذه العشر فإنها من أفضل القربات وقيام الليل والتهجد ، قال ابن رجب الحنبلي ( لطائف المعارف، 524 ): وأما قيام ليالي العشر فمستحب، وورد إجابة الدعاء فيها ،واستحبه الشافعي وغيره من العلماء. وكان سعيد بن جبير، وهو الذي روى الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما، إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، وروي عنه أنه قال: " لا تطفئوا سرُجُكم ليالي العشر "، تعجبه العبادة.

* الصيام سواء صيام تسع ذي الحجة جميعها أو بعضها وبالأخص يوم عرفة وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، روى مسلم عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صيام يوم عرفة , أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " وعن حفصة قالت : أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء , والعشر , وثلاث من كل شهر وركعتين قبل الغداة " رواه أحمد والنسائي .
* الصدقات وبرِ الوالدين وصلة الأرحام وإماطة الأذى عن الطريق
* الذكر وقراءة القرآن ولتكن لنا ختمة في هذه الأيام المباركة
صح فيها حديث ابن عباس عن نبينا صلى الله عليه وسلم (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء )) .
هناك صيغتين صحيحتين للتكبير، هما:
ـ الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد.

ـ الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً.

* العمرة والحج هما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة

وختاماً لابد أن نستلهمَ العبر من الرسول الكريم صلوات ربي عليه ومن الصحابةِ والتابعين ، وكيف تزودوا من تلك المحطاتِ الإيمانية بعظيمَ الإستفادة ، ومن تلك الأيام المباركة بالأعمال التي تثقل الميزان وتعلي الدرجات ، ولم تمر كسائر الأيام باللهو وتضييع الأوقات
فاليوم عملٌ بلا حساب وغداً حسابٌ بلا عمل …
وسنُجازى على كل الأعمال صغيرها وكبيرها يوم لا ينفع مال ولا بنون
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد …

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

قال الرسول صلى الله عليه و سلم:


(من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)متفق عليه


وقال:


(كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع) صحيح مسلم

إذاً، مسألة نقل الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه و سلم مسألة دقيقة و خطيرة، إذ أنها قد تودي إلى النار و العياذ بالله..


الأحاديث المنسوبة إلى النبي عليه الصلاة والسلام منها ما هو صحيح لا شك في نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما هو ضعيف في نسبته شك.

وقد حاول كثيرون – في الماضي والحاضر – أن يدسوا الأحاديث الضعيفة والموضوعة في الشرع المطهر وفي السنة النبوية ، لكن الله تعالى ردَّ كيدهم في نحورهم ، وسخَّر الله الأسباب لحفظ دينه ومنها العلماء الثقات الذين بذلوا جهوداً مباركة في تمييز الصحيح من غيره .


وكل ذلك يدل على أن هذه الأمة محفوظة في دينها مهما حاول الأعداء الكيد والعبث والتحريف.


فقد تكفّل الله تعالى بحفظ دينه، ومنه حفظ الكتاب المعجز ، ومعه حفظ السنة النبوية التي تعين على فهم القرآن.

قال الله تعالى


(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)


والذكر يشمل القرآن والسنة.


من هذا المنطلق، نود أن نوضح للجميع كيفية التأكد من صحة الأحاديث التي نسمعها ، قبل أن نحفظها أو نعمل بها أو نقوم بنقلها..

كيفية معرفة درجة صحةالحديث

مثال: أريد أن أتأكد من صحة هذا الحديث:


(كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ماسمع)

عن طريق موقع الدرر السنية:


إحدى طرق البحث باستخدام هذا الموقع هي:

ادخال بعض الكلمات الأساسية في الحديث، و اختيار (جميع الكلمات) من (خيارات البحث)، لكي أضيق نطاق البحث:

إحدى النتائج تبين أن خلاصة الدرجة : صحيح. إذاً، أقوم بنقل هذه الرواية الصحيحة حرفيا.

بالطبع هناك ألفاظ أخرى غير كلمة (صحيح) تدلل على صحة الحديث..لذلك نحن بحاجة إلى قاعدة نعتمد عليها لكي نميز بين هذه الألفاظ وبالتالي نعرف كيف نتعامل مع الحديث من حيث جواز الاحتجاج به أو عدم جوازه..

قراءة نتيجة البحث :: أقسام الحديث من حيث القبول والرد

ينقسم الحديث من حيث القبول والرد إلى قسمين:

الأول حديث مقبول، وهو قسمان : حديث صحيح و حديث حسن


الصحيح:ما رواه عدل ، تامّ الضبط ، بسند متصل ، غير مُعَلّ ، ولا شاذ.


الحسن:ما رواه عدلٌ ، خفّ ضبطه ، بسند متصل ، غير مُعَلّ ، ولا شاذ.

الثاني حديث مردود، وهو قسمان : حديث ضعيف وحديث موضوع


الضعيف:ما فقد شرطاً أو أكثر من شروط الحديث الحسن.

مثل: المعلّق، المرسل، المنقطع، المنكر، المضطرب،المعلل، الشاذ…..

الموضوع:الخبر المكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو بالحقيقة ليس بحديث، لكنهم سموه حديثاً بالنظر إلى زعم راويه.

إذاً ، الأحاديث المقبولة التي يمكنني أن أنقلها بثقة تامة، هي الصحيحة و الحسنة فقط.


بالنسبة للموضوع، فلا ينقل أبداً، لأنه كذب على لسان الرسول صلى الله عليه و سلم.


أما غير ذلك، الأحاديث الضعيفة بأنواعها، فإن اضطررت لنقلها، يجب علي ذكر درجة صحتها (أي أنها ضعيفة).


وفيما يلي بيان أقسام الحديث من حيث الصحة والضعف وحكم الاحتجاج بها..

أنواع الأحاديث وحكم كل نوع:


أولا: ما يصح الاحتجاج به:

الحديث الصحيح: ومنه: الصحيح لذاته,,الصحيح لغيره


الحديث الحسن: ومنه: الحسن لذاته,,الحسن لغيره


الحديث المسند (مع وجود ضوابط إذا اختلت فلا يجوز الاحتجاج به)


الحديث المتصل/الموصول (مع وجود ضوابط إذا اختلت فلا يجوز الاحتجاج به)

الحديث المرسل (الراجح أنه مُحتج به بشرط أن يكون المُرسِل ثقة)

بعض الألفاظ المستخدمة في الحكم على الأحاديث:


حسن غريب أو صحيح غريب أوحسن صحيح غريب (وهذه خاصة بالترمذي).


الجيد والقوي.


الصالح.


المعروف.


المحفوظ.


المجود والثابت.


سكت عنه (يعتمد على المُحِدّث).


اتصاله متصل.


رجاله ثقات أو إسناد رجاله ثقات.


إسناده صحيح أو صحيح الإسناد أو سنده صحيح.

ثانيا: الحديث الضعيف:


أنواعه: المنقطع/الشاذ/المنكر/المضطرب/المتروك/المعلل/المدرج/المقلوب/المدلس/المعضل

حكم روايته:


تجوز عند أهل الحديث روايته مع بيان ضعفه بالشروط التالية:

1. أن يُروى هذا الحديث الضعيف في الترغيب والترهيب والمواعظ والقصص


وأن لا يتعلق بالعقائد والأحكام الشرعية مما يتعلق بالحلال والحرام.


2. أن يروى بغير إسناد..كأن يُقال: رُوي أو يُروى أو يُذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا.

حكم العمل به:


الصحيح عدم العمل به لأنه ضعيف ولا يعمل إلا بالحديث الصحيح والحسن وما في حكمهما كالصحيح لغيره والحسن لغيره ولا يجوز العمل بأي حديث ضعيف ولأنه لا يتصور فضيلة أو أمرًا رغبت فيه الشريعة، أو رهبت منه إلا نقل لنا فيه من الأحاديث المقبولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمكن الاعتماد عليه، ولكن الأمر يحتاج من المسلم جهدًا يبذله لتحرى صحة الحديث وقبوله فلا حاجة حينئذ لإسناد قول للرسول صلى الله عليه وسلم لم يثبت عندنا أنه قاله ، خشية الوقوع تحت الوعيد والتهديد الشديد: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).

ثالثا: ما لا يُحتج به:


1. الحديث الموضوع:

لا يحتج به أبداً..لأنه ليس حديثاً في الأصل بل حسب زعم واضعه.

2. الحديث الغريب:


يوجد منه الصحيح ولكن الغالب عليه هو الأحاديث الغير صحيحة..

قال أحمد بن حنبل: "لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء"..


وقال عبد الرازق الصنعاني: كنا نرى أن غريب الحديث خير فإذا هو شر..

تنبيهات عامة (نقلا عن موقع الدرر) :


بالرغم من شمولية الموسوعة،إلا أن الإطلاع عليها و البحث فيها لا يغني عن اقتناء أصوله االمطبوعة.

الحكم على سند الحديث أو رجاله ليس بالضرورة حكماً على متن الحديث.


لابد من معرفة اختلاف مصطلحات المحدثين في عباراتهم عند الحكم على الحديث كمصطلح الحسن والمرسل والغريب وغير ذلك.


بناء على اشتراط بعض المحدثين شروطاً للأحاديث التي يوردونها في بعض كتبهم فقد تم وضع خلاصة الدرجة بما يناسب ذلك الشرط.

من نافلة القول أن المحدثين قد يختلفون في حكمهم على الحديث الواحد، بل المحدث الواحد قد يكون له حكمين مختلفين للحديث الواحد وللتنبيه جرى ذكره.

تنبيه أخير: عند استخدام موقع الدرر يمكننا اختيار أول خيارين (أي: الأحاديث الصحيحة وما في حكمها, الأحاديث التي أسانيدها صحيحة وما في حكمها)..


وبذلك نحصر البحث في الأحاديث الصحيحة وذات الأسانيد الصحيحة فقط..

وهذا أسلم وأحرز من الوقوع في الخطأ..

تنـويـه/هذا العمل جهد شخصي بالاستعانة ببعض المواقع وكتب علوم الحديث..


وهو محاولة منا؛ لتيسير الأمر على الأخوة والأخوات,,

وحفظا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم,,


وللحد من نشر الأحاديث المكذوبة والموضوعة المنسوبة إليه صلى الله عليه وسلم..

فإن أحسنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان..

تم بحمد الله..


أخواتكن في طاقم روضة السعداء..


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله جل في علاه ,
الحمد لله الذي يسجد له كل من في الكون طوعاً وكرهاً ,
مسير الأزمان ومدبر الأكوان,, بيده الأمر كله ,
وصلى الله على رسول الهدى و سيد الخلق أجمعين ,
......}

……………………{.. رسالتـــــــــي لكِ ,,
,

(أُخيــــــتي) يشتعل القلب خوفاً عليكِ كل ما لاح في الأفق ذكراكِ,
قلبكِ الذي ينبض بين ضلوعكِ, في جسدي أشعر به ينبض كل لحظة,
فمنذ عرفتكِ والحب في الله يجمعنا تحت مظلة الإخاء,
فنما نظيفاً نقياً يعبق طهراً وصفاء.
......}
فكيف يطيق ذلك القلب صبراً على حالكِ؟
وهو الذي يخشى عليكِ لفحات الهواء أن تجرح منكِ
موضعاً مهما تصاغر الألم, فكيف الجراح أتجرع مرارتها
الأيام تلو الأيام؟ ومنكِ هداكِ الله! أذوق ألماً أكتوي بناره
كل دقيقة ,معكِ أو بدونكِ فالألم لا يترك لي موضع شفاء.
......}
فكيف حالي إن غيبكِ الموت عني وأنتِ على حالكِ؟
كيف سيكون حالي في ما بقي لي من أيامٍ في الحياة؟
ليتكِ تشعرين بمرارة كلماتكِ حينما تسكبينها في أُذني سكباً
قاسياً كالحجر ونافذاً كالسهام, فتتوالى الطعنات تلو الطعنات و
رماح كلماتكِ تخترق ذهني كل آذان ووقت صلاة.
......}

كم نصحكِ المقربون وأنتِ لا استجابة منكِ سوى التسويف سلاحاً
ترفعينه في وجه الناصحين , وكأن العهد اتخذتيه عند الله أن يطول بكِ
العمر حتى تعلني التوبة إعلاناً, أوكأن الموت سينتظر ذلك ونسيتي أن كل
حياتكِ مقدرة ومكتوبة قبل وجودكِ
{ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [يونس:49]

نعم, أيتها الغالية, لن يتأخر الأجل إن
استوفى أيامه المكتوبة. فعجلي التوبة واستعجلي بها لعل رحمة الله
تشمل روحكِ ولعل بعدها يتماثل قلبي شفاءاً بعد سقم.
اعلمي أخيتي أن عمركِ أيامٍ ماضية لا محالة, دقائق وساعات محسوبة
إما لكِ أو عليكِ, وصلواتكِ التي ضيعتيها لن يذهب ذنبها سدى, فهي
نقطة سوداء تكبر شيئاً فشيئاً, تستفحل جنبات قلبكِ حتى القسوة منها
يُكسى.
......}
ضيعتِ صلاتكِ, فتركتي عماد دينكِ للشيطان يهدمه فرحاً مسروراً وفاءاً بعهدة ..

{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82 ) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)}(ص)

, نقطة سوداء خالطت فطرة نقاء وطهر, فانتشرت تحطم لبِنات
ما تبقى من عزة مؤمن لبنة لبنة, حتى ينهار ذلك الجدار ويسقط. هكذا
الحال بعد سنوات أخيتي. فجدار الإيمان لا يستغني عن قطعة واحدة ولا
يستعيض بها عن الأخرى, فلا عمل يغطي على عمل, ولا ركن يسد مكان
آخر. أما أنتِ فبيديكِ بدأتِ هدم عزتكِ, عماد دينكِ وفخر إسلامكِ وبيديكِ
وضعتي نقاط حبر قاتم أسود يزداد سواداً كل يوم وليلة.
غاليتي, ونوراً يضيء علي حياتي, تأملي معي قول الحق تبارك وتعالى

(إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) (النساء/103)
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة/238)

آياتِ بيناتِ من قرآننا الكريم الذي أُنزل على محمد صلى الله علية وسلم.
آيات تدعوكِ صريحة, وإلى الصلاة تناديكِ تأديتها في أوقاتها معلومة
ومكتوبة من عند الله.

أولم تؤمني بالله؟ أولم تصدقي بنبوة حبيبنا وقرة أعيننا محمداً الصادق

الأمين نبي الهدى وسيد خلق الله أجمعين؟ فكيف تعصين الله؟ و أيما

عصيان, إنما ناقض إيمان و فسوقٌ بائن واضح.
ثم قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) (مريم /59)
[غي]: وادي في جهنم..

جهنم , السعير المشتعل, التي يلقى لها كل وقت وحين وتقول هل من مزيد؟!
"جهنم" كلمة كبيرة .. تهتز لأجلها القلوب قبل المسامع.

وتنتفض الأبدان عندما تُنطق, فكيف بكِ أنتِ تتجهين إليها .


فمن يتحمل ألم حرق بسيط نتعرض له دوماً, بالتأكيد لا أحد يتحمل ذلك

العذاب الجسدي والنفسي..
فتأملي حديث رسول الله صلى الله علية وسلم.

حَدَّثَنَا ‏ ‏سُوَيْدٌ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا


‏مَعْمَرٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ


‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ


وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏‏نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تُوقِدُونَ جُزْءٌ وَاحِدٌ مِنْ


سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ قَالُوا وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ


لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ بِتِسْعَةٍ


وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا


‏قَالَ


‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏ ‏وَهَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ


‏‏هُوَ أَخُو ‏ ‏وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ‏ ‏وَقَدْ


رَوَى عَنْهُ ‏ ‏وَهْبٌ

نار الدنيا التي تُؤلمنا أن تصيبنا موضعاً ولو بسيطاً, تلك النار التي

نخافها أن تحرق جلودنا الطرية الحساسة, هي لا شيء أمام "جهنم"

فهي جزءاً صغيراً منها ولا يكاد يذكر, ولو أن نار الدنيا لتعذيبنا كافية,
نعم والله كانت لتكون كافية.
......}

فلا تلومي القلب إذ احترق قهراً وزاده الخوف عليكِ عذاباً,
فتشغلني صلاتكِ إذ ضيعتها تكاسلاً وتسويفاً,
وكأن الموت لا يصيب الصغار, بل الموت خطف الصغار قبل كبارهم,
و صحيحهم قبل المريض.

بضع دقائق فقط تنجيكِ عذاب الحريق, بضع دقائق تؤدين فيها صلواتك


المفروضة لن تأخذ من وقتكِ كثيراً, فالصفحات حين تطوى لا تُفتح


بعدها حتى يوم الحساب, والمداد إن جف فلن يسيل حتى يوم الميعاد.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الوقت عصرا……..استيقظت من نومها منذ بعض الوقت
تحتسى قهوتها …….أخبرتها والدتها ان ضيوفا سيحضرون اليوم
ليشاهدوه وجهها الجميل وطلتها البهية
نعم انهم خطاب
تهللت فرحا ورقصت طربا
جاءت الموافقة
لم تصدق ما سمعت اذناها حتى كادت الدنيا تميد تحت قدميها
زف العروسان وكان الحب يملأ عيون الجميع"
يقول تبارك وتعالى(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم: 21].


مرت أيام جميلة وليالى هانئة
وتمخض هذا الزواج عن طفلتين كالبدر بالليلة الظلماء
فى تلك الليلة أرادت النوم فى ساعة مبكرة كعادتها
"وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً" سورة النبأ(9)

حاولت النوم مرارا وتكرارا ……..تحدثت الى المرآة
تحدثت الى الضوء الشحيح الذى يخترق غرفتها الصغيرة
ولكن لا جدوى
وما هى الا لحظات حتى جاء صوت هدير عال
يا للهول ماذا حدث؟
نعم انهم جنود الاحتلال
اختطفوا زوجها ووالد طفلتيها الصغيرتين
تلك العواصف التى طرقت الباب احالت النعاس
هباء منثورا الى هذه اللحظة


زيارات ودموع وجلسات ومحاكمات
قضى الأمر بالسجن 25 عاما فقط
صعقت وبكت لكنها رجعت الى ربها وقالت فى نفسها
هناك من حوكم مدى الحياة وصابر ويصبر كل يوم
وتذكرت قوله جل وعلا"
" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ "سورة البقرة


مرت شهوووووور وشهور …..تجرى هنا وهناك
لتظفر أخيرا باذن الزيارة
انطلقت بعد صلاة الفجر عبر طريق قصير..طويل
استغرق10 ساعات
نقاط أمنية منتشرة بكل مكان تنقب وتفتش عن كل شئ
حتى أجبروها على خلع ملابسها
لتبثت للجندية أنها لا تحمل شئ
فى طريقها شاهدت اسم مدينتها
من هنا بلدى جدى ……جدتى …….اقربائى
قلبها يخفق بشدة لدرجة كاد ينفجر
ولكنها سعيدة
فلسانها لا زال رطبا بذكر الله
قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) سورة الرعد.

بعد طول عناء وانتظار رأت الموت!!!!!!!!
الموت أمامه –خلفه-فوقه- تحته
يحاصره من كل حدب وصوب
رائحة الظلم والقهر تفوح من كل مكان
ولكنه مبتسم
دهشت فقد جاءت لتشد أزره وتشاركه معاناته
فاذا به يشد أزرها يعلمها فنون الصبر بل والسعادة
فاكتشفت أنه سجن السجن اللعين وكان سعيدا بكرامته وبجهاده فى سبيل الله
قال تعالى:
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَالَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"(69) العنكبوت


مضى الوقت سريعا سريعا وانتهت الزيارة كسرعة البرق
وتمنت لو حفرت نفق بأظافرها لتعيش فيه حتى تأتى ساعتها
زاهدة عابدة ساجدة

عادت الى بيتها تعد الدقائق والثوانى للزيارة القادمة
فقد كانت سعيدة رغم قساوتها ومرارتها
على طولها حمدت وهللت وشكرت وتحدت الظالم بل جاهدت فى سبيله

حملت على عاتقها تربية بناتها تربية طيبة حسنة
فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى البنات والترغيب في الصبر عليهن ، وبيَّن فضل من رزق ببنات وأحسن تربيتهن ومن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل الني صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال (( من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )) متفق عليه


تذهب هنا وهناك من أجل لقمة العيش ولكنها سعيدة فخورة بعملها
حتى انها ارادت ان تقول لكل من

فقدت غال على قلبها ……… الصبر سر من اسرار السعادة
فقد قال صلى الله عليه وسلم-: "عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رواه مسلم

الى كل من تعانى من الحرمان والجوع والقهر والظلم……….
كل من تشكو من الوحدة والفراغ والظلام والجور
ارض بحالك وتمتعى بوقتك مهما كان وكيفما كان فقد قال ابن مسعود – رضي الله عنه-: "إن الله لقسطه وعدله جعل الروَّح والفرح فياليقين والرضا، وجعل الغم والحزن في السخط والشك"،

تقول الى كل أمرأة أنجبت بنتا او أكثر وأحسنت التربية كونى سعيدة برزقك من الله
فأنت جارة المصطفى عليه السلام فى الجنة فقد قال عليه السلام: ((مَن عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها))،

كانت تلك زوجة الأسير جاءت الى روضتكم اليوم
لتقول لكم ظن الجميع انها تبدلت الاحوال بها
الا قلبها ما زال شابا سعيدا ذاكرا لله يتحدى الصعوبات
ويقضى على الألام والاهات
فهل من مرحب بها؟؟؟؟؟؟
الى كل أخت مهتمة هذا رابط مشاركتى الاولى
http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=713879

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله الذي نهج لنا سبيل الرشاد وهدانا بنور القرآن ولم يجعل له عوجا
بل نزله قيِّمًا، مُفصَّلاً بَيِّنًا
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
من تجليات كتاب الله عز وجل أن كل كلمة فيه هي في موضعها، ليس فيه زيادة ولا نقصان ولا يمكن أن تستبدل كلمة مكان كلمة أو تقدم كلمة أو تؤخر، إنه كلام الله تعالى، كلام الحق عز وجل، ليس فيه قصور.
ولأجل أن نرضيه عز وجل يجب أن نحاول أن تكون قراءتنا ليس فيها قصور أيضا، أي يجب أن نتدبر القرآن.

إن التدبر في قراءة القرآن ليس أن نقرأه لنختم الصفحات أو ننهي الأجزاء أو نعد الختمات، بل يجب أن نقف عند الآيات فنتأمل، ونقف عند الجمل فنتدبر، بل يجب أن نقف عند الكلمات فنسمع شيئا جديدا في حروف الكلمات، تفتح لنا الأبواب وتحملنا إلى الآفاق، قال الله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ﴾*سورة ص-آية 29*.

علينا أن نقرأ القرآن ليس قراءة عدد بل قراءة نوع، قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنْ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا*سورة محمد– الآية 24*.

إن للقرآن بركات تتنزَّل بسبب هذه القراءة المتدبرة المتأنية الباحثة عن أوامر الله رب العالمين، الباحثة عن وجوه الإعجاز في كتابه الكريم، قال الله تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ، فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ *الأنعام – آية 155*، وتتنزَّل هذه البركات إذا صوحبت هذه القراءة بالتقوى، والقراءة المتدبرة هي التي تحرك القلوب للتقوى، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ *سورة الأعراف– آية 96*.

ويروي الترمذي رحمه الله عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ألا إنها ستكون فتنة، قلت وما المخرج منها يا رسول الله، قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم… هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله… وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم… هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه… هو الذي لم تنته الجن إذ سمعت به حتى قالت: ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾*سورة الجن- جزء من آية 1 و جزء من آية 2*، من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم)".

فأي كتاب يحمل من الأوصاف ما وصف به النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الله عز وجل.
إن التدبر في كتاب الله عز وجل هو الذي يقودنا إلى اكتشاف ما فيه من إعجاز
والتحدث عن الإعجاز العلمي إنما هو لتثبيت القلوب. قال الله تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى. قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ. قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾ *سورة البقرة آية 260*. بمعنى لنصل إلى مرتبة اليقين.

وللإعجاز وجوه وعجائب كثيرة تجعل المرء مشدوها أمامها، تحيله على عظمة القرآن الكريم الذي حين تمسكه فإنك تحس أنك تحمل معجزة من معجزات الله عز وجل.
قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ *سورة الأعراف– آية 204*
إن أوجه الإعجاز في القرآن الكريم لا يحصيها إلا الله، وما توصل العلماء إلى تحديده إنما هو قطرة من بحر.

من هذه الأوجه إضافة إلى الإعجاز العلمي، هناك الإعجاز البياني، الإعجاز اللغوي، الإعجاز البلاغي، الإعجاز التصويري الفني، الإعجاز الفكري، الإعجاز التشريعي، الإعجاز المنطقي، الإعجاز التاريخي، الإعجاز الجغرافي، الإعجاز الطبي، الإعجاز العددي، الإعجاز البيئي…

بحيث لا نستطيع أن نقول إلا أن القرآن لم يترك شيئا إلا وأشار إليه، حتى تحدث العلماء وقالوا: ( إن شئت الخياطة فاقرأ ﴿ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَق الْجَنَّةِ ﴾ *سورة طه – جزء من آية 121*، وإن شئت الحدادة فاقرأ ﴿ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ﴾ *سورة سبأ – جزء من آية 10*، وإن شئت البناء ﴿ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴾ *سورة الشمس-آية 5*، فالغزل ﴿ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا ﴾*سورة النحل-جزء من آية 92*، فالنسج ﴿ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ﴾*سورة العنكبوت-جزء من آية 41*، والفلاحة ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ﴾*سورة الواقعة-آية 36*، والصياغة ﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا ﴾*الأعراف-جزء من آية 148*، والملاحة ﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ ﴾*الكهف-جزء من آية 79*، والخبز﴿ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا ﴾*سورة يوسف-جزء من آية 36*، والطبخ ﴿ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾*سورة هود-جزء من آيٍة 69* (أي مشوي)، والغسل ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾*سورة المدثر-آية 4*، والنحت ﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ﴾*سورة الشعراء-آية149*، والكتابة ﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾*سورة العلق-آية 4*

قال تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾*سورة النحل-جزء من آية 89*.
ويقول السيوطي رحمه الله، أن أنواع العلوم ليس منها باب ولا مسألة هي أصل (يعني الأصول وليست الفروع) إلا وفي القرآن ما يدل عليها.
وإضافة إلى تغطية القرآن لكل هذا، فهو معجز بذاته. فالمعجزة أمر خارق للعادة، شيء لم يتعود عليه الناس، خرق لعادات الناس.

وللمعجزة شروط، أهمها:
أولا: أنها من صنع الله وليست من صنع مخلوق، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾*سورةالرعد-جزء من آية 38*، فآيات القرآن الكريم ومعجزات كل الأنبياء هي من الله رب العالمين.

ثانيا: سلامتها من المعارضة، أي لا يستطيع أحد أن يعارضها أو أن يأتي بمثلها أو أن ينافسها.

ثالثا: التحدي بها، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يتحدى بالإرهاصات الأخرى (المعجزات التي أوتيت للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة تسمى إرهاصات) كتكلم الجذع وتسليم الحجر والشجر عليه وغيره، هو تحدى بالقرآن فقط.

رابعا: أن المعجزة تتأخر في دعوى الرسالة، أي تأتي بعد الإعلان عن النبوة لتثبت صدق الرسول صلى الله عليه وسلم.

إذن، معجزة الإسلام الخالدة هي كتاب الله رب العالمين.

ومن طبيعة المعجزات أنها تأتي لأمر يكون القوم الذين أرسلت إليهم هذه المعجزة قد برعوا فيه، وتأتي من شيء يُحْسِنُونَهُ ومن طبيعة حياتهم، فنجد أن معجزات الأنبياء العرب قبل النبي صلى الله عليه وسلم متوافقة مع بيئتهم العربية، فالنبي صالح عليه السلام كانت معجزته الناقة، وجاءت معجزات موسى عليه السلام من جنس السحر الذي برع فيه المصريون في ذلك العهد، وجاءت معجزات عيسى عليه السلام تتحدى الطب الذي برع فيه أهل زمانه بداية من معجزة ولادته من غير أب ثم نطقه وهو في المهد إلى معجزة إحيائه الموتى.

ومعجزة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم جاءت أيضا موافقة للبيئة التي أرسل إليها. فلقد وصل العرب في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم إلى رُقِيِّ في اللغة لم تصل أي أمة لا قبلهم ولا في زمانهم ولا بعدهم إلى ذلك الرُقي ، وكانوا قد وصلوا بالاعتزاز بلغتهم أنهم قدَّسوا الشعر وسمُّوا أرقى الشعر بالـ"معلقات" التي كانوا يعلقونها على أقدس مكان عندهم وهو "الكعبة" (شرفها الله). كان أحيانا البيت الواحد من الشعر يرفع قبيلة ويخفض أخرى، فكانوا يلعبون بالكلام في شعرهم لَعِبًا لدرجة أنه كان لا يتبين عندهم الهجاء من المديح إلا عند المتقنين.
وشهد على هذا الرسول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم حين قال: ( إن من البيان لسحرا )، قاله لما سمع شعر"أمية ابن أبي الصلت".

فجاءهم القرآن بأن أعجزهم بأن يأتوا بآية واحدة منه.
ولم يكتفي القرآن بالتحدي اللغوي، وإنما جاء للقرآن خصوصية على كل المعجزات، فمعجزات الأنبياء السابقين جاءت لزمان معين وفي مكان معين، فنحن لم نكن حاضرين حينما شق الله سبحانه وتعالى لموسى البحر، ولم نشهد الناقة تخرج من الصخرة، ولم نرى عيسى عليه السلام يحيي الموتى…
أما القرآن الكريم فقد جاء ليكون معجزة لكل الخلق، عالمية، دائمة، خالدة لكل زمان ومكان. قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾*الأعراف-جزء من آية 158* وقال تعالى: ﴿ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ. فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ﴾*الأعراف-جزء من آية 158*.

أُمِّيٌّ يأتي بهذا الكلام!.

يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم: ( ما من الأنبياء إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيتُ وحيا أوحاه الله إلى، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة).

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

~ الحديث الثَّالِث عشر / مشروع بُستانْ السُنَّة ~

الحدِيثْ:

عن أنس رضي الله عنه قال – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{ من أحبَّ أنْ يُبسط لهُ فِي رزقِه وينسأ لَه فِي أثرهِ فليَصلْ رحٍمهْ }

¤¤¤¤¤¤¤

حديثْ مُشابِه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إن الله خلق الخلق ، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم ، فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطعية، قال: نعم ، أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك .

قالت : بلى يا رب ، قال : فهو لك .
قال : قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم : اقرءوا إن شئتم " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ " رواه البخاري .

¤¤¤¤¤¤¤
شرْح الحدِيثْ:


البسط في الرزق كثرته ونماؤه وسعته وبركته وزيادته زيادة حقيقية .
واختلفت عبارات العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ) .
فقيل : المعنى : حُصُولُ الْقُوَّةِ فِي الْجَسَدِ .
بِالْبَرَكَةِ فِي عُمْره , وَالتَّوْفِيق لِلطَّاعَاتِ , وَعِمَارَة أَوْقَاته بِمَا يَنْفَعهُ فِي الْآخِرَة , وَصِيَانَتهَا عَنْ الضَّيَاع فِي غَيْر ذَلِكَ .
وقيل : بَقَاءُ ذِكْرِهِ الْجَمِيلِ بَعْدَ الْمَوْتِ .
وقيل : يُكْتَبُ عُمُرُه مُقَيَّدًا بِشَرْطٍ كَأَنْ يُقَالَ : إِنْ وَصَلَ رَحِمَهُ فَلَهُ كَذَا وَإِلَّا فَكَذَا ، فتَكُون الزّيَادَة فِي العُمرِ زيَادَة حَقِيقِيّة .
راجع : "شرح النووي على مسلم" (16 / 114) – "فتح الباري" (4 / 302)
وهذا القول الأخير هو الراجح ، فيكون معنى الحديث : من أحب أن يبسط له في رزقه فيكثر ويوسع عليه ويبارك له فيه ، أو أحب أن يؤخر له في عمره فيطول : فليصل رحمه .
فتكون صلة الرحم سببا شرعيا لبسط الرزق وسعته ، وطول العمر وزيادته ، والتي لولاها لما كان هذا رزقه ، ولا كان هذا عمره – بتقدير الله تعالى وحكمته – .


قال الشّيْخ صالح الفوزانْ حفظَه الله :

" معناه : أن الله سبحانه وتعالى وعد من يصل رحمه أن يثيبه وأن يجزيه بأن يطيل في عمره ، وأن يوسع له في رزقه جزاءً له على إحسانه .
ولا تعارض بين هذا الحديث وبين الحديث الذي فيه أن كل إنسان قد قدر أجله ورزقه وهو في بطن أمه ؛ لأن هناك أسبابًا جعلها الله أسبابًا لطول العمر وأسبابًا للرزق ، فهذا الحديث يدل على أن الإحسان وصلة الرحم سبب لطول الأجل وسبب لسعة الرزق ، والله جل وعلا هو مقدر المقادير ومسبب الأسباب ، هناك أشياء قدرها الله سبحانه وتعالى على أسباب ربطها بها ورتبها عليها إذا حصلت مستوفية لشروطها خالية من موانعها ترتبت عليها مسبباتها قضاءً وقدرًا وجزاءً من الله سبحانه وتعالى " انتهى .
"المنتقى من فتاوى الفوزان" (98 / 1) .

¤¤¤¤¤¤¤
مامعنَى صِلة الرَّحِم ؟

صلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم، وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى الأقارب, وقيل بل هي الإساءة إليهم.
وهناك فرق بين المعنيين فالمعنى الأول يرى أنه يلزم من نفي الصلة ثبوت القطيعة,والمعنى الثاني يرى أن هناك ثلاث درجات:
1- واصل وهو من يحسن إلى الأقارب.
2- قاطع وهو من يسيء إليهم.
3- لا واصل ولا قاطع وهو من لا يحسن ولا يسيء,وربما يسمى المكافئ وهو الذي لا يحسن إلى أقاربه إلا إذا أحسنوا إليه, ولكنه لا يصل إلى درجة الإساءة إليهم.

¤¤¤¤¤¤¤
حُكمهـَا
لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة, وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب, وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعة القرطبي والقاضي عياض وغيرهما.

¤¤¤¤¤¤¤
ما ورَد فيِها مِن القُرآن

أمر الله بالإحسان إلى ذوي القربى وهم الأرحام الذين يجب وصلهم فقال تعالى :
((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ))

وقال تعالى : (( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَاعَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ))

وقال تعالى : ((يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ))

وقال تعالى : (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ علِيمٌ ))

وقال تعالى : ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ))

وقال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))

وقال تعالى : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ، رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً ، وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً))

وقال تعالى : (( فآتِ ذاَ القُرْبَى حقَّهُ والمسكِين وابْن السَّبيلِ ذلِك خيْر للذِينَ يُريدُونَ وجهَهُ وَأولئِك هُم المُفلِحوُن))

كما أنه سبحانه عظم قدر الأرحام فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ))

وقال سبحانه وتعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ))

وقال سبحانه وتعالى : (( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار))

ووردَ ذكرُها في سنة رسول الله صلى الله عليِه وسلّم كثيراً ، لكننا نكتفِي بالحديث وبالمُشابه له .
¤¤¤¤¤¤¤
من هُم الأرحامُ الواجبةُ صلتُهم ؟


اختلف العلماء في من الأرحام الذين تجب صلتهم, فهناك ثلاثة أقول :

القول الأوّل : هم المحارم الذين تكون بينهم قرابة بحيث لو كان أحدهما ذكراً والآخر أنثى لم يحل له نكاح الآخر وعلى هذا القول فالأرحام هم الوالدان ووالديهم وإن علو والأولاد وأولادهم وإن نزلوا, والإخوة وأولادهم والأخوات وأولادهن, والأعمام والعمات والأخوال والخالات.
يخرج على هذا القول : أولاد الأعمام وأولاد العمات وأولاد الأخوال وأولاد الخالات فليسوا من الأرحام.
واستدل أصحاب هذا القول بأن الشارع حرم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها وقال صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث عند ابن حبان : (( إنكن إن فعلتن ذلك قطعتن أرحامكن )).
ولو كان بنت العم أو العمة أو بنت الخال أو الخالة لو كان هؤلاء من الأرحام ما وافق الشرع على الجمع بين المرأة وابنة عمتها أو ابنة خالتها أو ابنة خالتها .
[ شرحْ النووي على مسلم 16/113].

القول الثّانِي : الأرحام هم القرابة الذين يتوارثون, وعلى هذا يخرج الأخوال والخالات, أي أن الأخوال والخالات على هذا القول لا تجب صلتهم ولا يحرم قطعهم [ القرطبي 16/248]
وهذا القول غير صحيح وكيف يكون صحيحاً والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ((الخالة بمنزلة الأم)) .

القول الثّالث : أن الأرحام عام في كل ما يشمله الرحم, فكل قريب لك هم من الأرحام الذين تجب صلتهم.
وعلى هذا القول فأولاد العم وأولاد العمة وأولاد الخال وأولاد الخالة وأولادهم كل هؤلاء يدخلون تحت مسمى الأرحام ، وإن كان تتنوع كيفية وصلهم فهذا تجب صلته كل يوم وهذا كل أسبوع وهذا كل شهر وهذا في المناسبات وهكذا.

كذلك يتنوع الموصول به فهذا يوصل بالمال وهذا يوصل بالسلام وهذا يوصل بالمكالمة وهكذا.
وقد قيل إن القرابة إلى أربعة آباء فيشمل الأولاد وأولاد الأب وأولاد الجد وأولاد جد الأب (المغني 8/529 ) .

¤¤¤¤¤¤¤
كيْفية الصِّلة ؟

أولاً : متى تكون الصّلة ؟

يختلف الأرحام بحسب قربهم وبعدهم من الشخص, البعد النَسَبي والبعد المكاني.

فالرحم القريب نسباً كالوالد والأخ يختلف عن الرحم البعيد كابن العم أو ابن الخال , كذلك الذي يسكن بحيك يختلف عن آخر يسكن في حي آخر والذي يسكن في مدينتك يختلف عن الذي يسكن خارجها وهكذا.

وعلى كل حال نقول إن الرحم القريب أولى بالصلة من البعيد, وليس هناك تحديد للزمن الذي يجب فيه الوصل فلا نستطيع أن نقول يجب عليك أن تصل أخاك كل يوم أو كل يومين أو كل أسبوع وعمك كل كذا إن كان في بلدك وكذا إن كان في غير بلدك.

وليس هناك زمن يمكن تحديده وإنما يرجع في ذلك إلى العرف بحيث يتعارف الناس على أن هذا الرحم يوصل في كذا وكذا وهذا إن كان قريب المسكن فيوصل عند كذا وكذا، فرتب أرحامك على حسب القرب منك وعليه فرتب صلتهم على هذا الأساس.

¤¤¤¤¤¤¤
ثانياً : بم تكونُ الصّلة ؟
تكون بزيارتهم والذهاب إليهم وإستضافتهم وتفقدهم والسؤال عنهم والسلام عليهم ( سواء كان ذلك عبر الهاتف أو بتبليغ السلام مع أحدهم ) ، إعطاؤهم من المال سواء كان صدقة ، إذا كان الموصول محتاجاً أو هدية إن لم يكن محتاجاً ، توقير كبيرهم ورحمة ضعيفهم ، إنزالهم منازلهم ، مشاركتهم في جميع أحوالهم ، عيادة مريضهم ، تتبع جنائزهم ، إجابة دعواتهم ، سلامة الصدر نحوهم ، إصلاح ذات البين بينهم ، الدعاء لهم ، دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب المناسب.
¤¤¤¤¤¤¤
فوائِدُ صلةِ الرّحِم
1- صلة الرحم سبب لصلة الله للواصل.
2- صلة الرحم سبب لدخول الجنة.
3- صلة الرحم امتثال لأمر الله .
4- صلة الرحم تدل على الأيمان بالله واليوم الآخر.
5- صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله.
6- صلة الرحم تنفيذ لوصية النبي صلى الله عليه وسلم.
7- الرحم تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة .
8- صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق .
9- صلة الرحم تعجل الثواب وقطيعتها تعجل العقاب.
10- صلة الرحم تدفع ميتة السوء.
11- صلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة.
12- صلة الرحم تثمر الأموال وتعمر الديار .
13- صلة الرحم سبب لمحبة الأهل للواصل.
14- أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة .
15- أن قاطع الرحم لا يقبل عمله.
16- أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم.

وإذا كانت كل هذه فوائد تحصُل بالصلة ، فما يحصُل بالقطيعة ؟
التي تكون أسبابها غالباً يا جهلا بفضلها ، يا كبراً على رحمه ، يا تقليداً لوالديه ( لم يتربى على الصّلة ) ، الإنقطاع الطويل ، الشحّ والبخل ، قلة الإهتمام بالزائر ، تأخير قسمة الميراث ، الإنشغال بالدنيا ، الحياء المذموم ، الاستغراب والتعجب الذي يجده الزائر من المزور ، قلة التحمل وعدم الصبر على الأقارب ، نسيانهم ، الحسد ، النميمة، سوء الظن .

¤ فائدة : عمل عكس هذه الأسباب يُعين على الصّلة.

من مظاهر القطيعة (وهناك الكثير غير هذه) :

1- عدم الصدقة على المحتاج من الأرحام, فبعض الأسر فيها أغنياء ومع ذلك تجد أن فيها فقراء محتاجين ربما تصلهم المساعدات من الأباعد.
2- عدم الإهداء إما بخلاً وإما اعتقاداً بأن الموصول ليس بحاجة وأنه ربما يفهمها خطأ بأن هذا ما أعطاه إلا لأنه رأى عليه آثار الحاجة, ومعلوم أن الهدية تجلب المودة (( تهادوا تحابوا )) .
3- عدم التزاور بين الأرحام فربما مضت الأيام والشهور والسنون ولم ير الأرحام بعضهم بعضاً.
4- عدم مشاركة الأرحام أفراحهم وأحزانهم.
5- عدم الحضور إلى اجتماع الأرحام إن كان لهم اجتماع.
6- عدم وصل الأقارب إلا إذا وصلوه, وهذا في الحقيقة ليس واصلاً وإنما هو مكافئ في الحديث الذي أخرجه البخاري (( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها )).
7- عدم دعوتهم إلى الهدى وعدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
8- تحزيب الأقارب وتفريق شملهم وجعلهم جماعات متنافرة.
9- الإساءة إلى الأرحام بالقول أو الفعل.

¤¤¤¤¤¤¤


أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما قلنا و سمعنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا اللهم أغفر لنا و لوالدينا ولإخواننا المسلمين .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبِه ومن تبعه بإحسانِ إلى يوم الدّين .

ملاحظة: إستعننا في النّص ببحث لـ / عبد الرحمان بن عايد العايد كتب الله أجره

¤¤¤¤¤¤¤

لا تنسوْنا من طيّب دُعائكُم ~

أخواتكنَّ في : مشروع بستان السُنَّة .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

تقوم من نومها تساعد اطفالها ليذهبوا للمدرسة
توقظ زوجها لعمله
تمارس مهامها واعبائها المنزلية
تغسل الملابس
وتتفانى في ابتكار الاصناف اللذيذة من الطعام
تنظف المنزل
يحضر الاولاد من المدرسة
تساعدهم في المذاكرة تدخلهم ليناموا فتنتظر زوجها
وبعد كل هذا التعب من اجله ومن اجل اطفاله لا يقدر ما تقوم به
يتهمها بالتقصير ويوجه لها اللوم على اتفه الاسباب
لا تسمع منه كلمة شكر
تصاب بالاحباط والحزن

تساعد امها في المنزل
تبذل قصارى جهدها لترضيها
تحاول التقرب لها بهدايا تلاطفها بكلمات رقيقة
لكن قلب امها موصد تجاهها
تتهمها بالعقوق
ربما تدعي عليها ايضا
تصاب بالاحباط والحزن

تصلح بين صديقاتها تقرب بينهم
يفهمونها خطأ ويتهمومها بالتفريق
والنفاق
تصاب الاحباط والحزن

لكل هؤلاء وغيرهم ممن لا يقدر الناس تعبهم واعمالهم
ممن يحزنون ان يتعبوا بلا مقابل ولو كلمة شكر
نقول لهم
احتسبوا

فالاحتساب يهون على الانسان التعب وما يلاقيه من الناس من اذى
فهو لا ينتظر منهم جزاء
بل من رب العباد
فقد قال تعالى
: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)[الشورى:36].

فلا افضل مما عند الله

والاحتساب يكون في الاعمال الصالحة ويكون ذلك باخلاصها لله تعالى
وعدم انتظار العوض والمكافأة من العباد
وتحمل مشقة الطاعة
فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم
(من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
رواه البخاري
احتسابا اي غير مستثقل لصيامه مستطيل لايامه


ويكون الاحتساب في الصبر على اقدار الله كلها

قال (صلى الله عليه وسلم)


(عجبت للمسلم إذا أصابته مصيبة احتسب و صبر و إذا أصابه خير حمد الله و شكر إنالمسلم يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه )
صحيح انظر حديث رقم: 3986 في صحيح الجامع

ويكون في الاعمال المباحة
يقول ابن الشاط" إذا قصد بالمباحات التقوي على الطاعات او التوصل اليها كانت عبادة كالاكل والنوم واكتساب المال"

فاحتساب الزوجة طاعة زوجها والقيام بالاعمال المنزلية يهون عليها التعب
وان لم يعجب احد
فقد عملت لله ولن تحزن
واحتساب البر ومحاولة ارضاء الوالدين لن يذهب سدى

فالحمد لله الذي لا يضيع اجر من احسن عملا
فاليك اختي
لا تلتفتي لرأي الناس فيما تقومين به فتحزني
ولكن انتظري اجر رب رحيم عدل
فقد قال تعالى

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة التوبة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ"
مسند أحمد وقال الألباني حديث حسن .
وكذلك جاء عن معاذ بن جبل "قل آمنت بالله ثم أستقم" .
الاستقامة : هي التقوى ، والمداومة على التقوى.
عُرِّفَت التقوى بـ :
أن تترك ما تهــوى ، لِما تخشـى .
علم القــلب ، بقـــرب الــرب .

الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والاستعداد ليوم الرحيل .

أن لا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفتقدك حيث أمرك .
( أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله ، وأن تترك معصية الله بنور من الله تخاف عقاب الله ) طلق بن حبيب رحمه الله .

أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكـن تراه فإنه يراك .

التقوى.. كنز عزيز فإن تظفر بها فكم فيه من جوهر ،، هي الجامعة .
والتقوى .. وصية النبي صلى الله عليه وسلم :" أوصيكم بتقوى الله " ، " اتقي المحارم تكن أعبد الناس"
التقوى .. الناصحين بها كثير ، والعاملين بها قليل
التقوى ..هي خير لباس " ولباس التقوى ذلك خير "
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى ** تجرد عريانا ولو كان كاسيا
وخير ثياب المرء طاعة ربه ** ولا خير في عبدٍ إذا كان عاصيا
التقوى .. هي خير زاد " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى "
التقوى .. هي علامة للعقلاء "واتقونِ ياأولي الألباب "
المتقين ..هم أكرم الناس " إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
من ثمرات التقوى العاجلة :
1. أن تجعل للعبد من كل ضيق مخرجا ، ويرزق من حيث لا يحتسب" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب".
2. اليسر في كل أموره " ومن يتقي الله يجعل له من أمره يسرا "
3. يُرزق المتقي العلم النافع "واتقوا الله ويعلمكم الله "
4. الحفظ من كيد الأعداء " وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا " .
5. البركـــات "ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات .."
6. ( لو أتقيت شَرُفت) من أشرف ممن انقطع إلى من بيده كل شيء؟! .
7. الذرة من صاحب التقوى خير من جبال ممن ليس له تقوى ، قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ( يا حبذا نوم الأكياس وفطرهم ، كيف يغبنون قيام الحمقى وصيامهم والذرة من صاحب التقوى ، خير من الجبال من غيره ) .
من ثمار التقوى الآجلة :
8. تكفير السيئات وتعظيم الأجور "ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا"
9.المتقون هم ورثة الجنة " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا "
10. عِز الفوقية فوق الخلائق " .. والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة "
11. تجمع بين أهلها يوم تقلب كل علاقة إلى مشاقة وكل خلة إلى عداوة " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"
12. يساق أهلها إلى ربهم زمرا "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا "
13. تتقرب الجنة إليهم " وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد" أزلفت : قُرِّبَت .

> فـ هل لك في الفوز والفلاح في لحظة واحدة ، أصدق مع نفسك ، واعزم على التقوى . <
> إنما سموا متقين لأنهم اتقوا ما لا يُتقى (تركواالكثير من الحلال خشية أن يقعوا في الحرام ) <
كيف تتحصل على التقوى :
1. محبة لله تغلب على القلب ، يدع لها كل محبوب ، ويضحي لأجلها بكل مرغوب .
2. أن تستشعر في قلبك مراقبة الله عز وجل " وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير " ، اقرأ هذه الآية جيدا ، كررها ولو مائة مرة .
3. أن تعرف ما في طريق المعاصي من الآلام والشرور .

4. أن يتدرب العبد : كيف يخالف هواه ويطيع مولاه " ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله "
5. دراسة مكائد الشيطان ومعرفتها -ننصح بكتاب تلبيس إبليس- .

6. الإكثار من ذكر الله عز وجل .
7. ترك الفضول من المباحات ( مطعم أو ملبس أو مسكن أو كلام أو… ، ألم نقل سموا متقين لأنهم اتقوا ما لا يُتقى ) .

كيف تتحصل على المحبة :
معرفة الله بأسمائه وصفاته وربوبيته وألوهيته.

قراءة القرآن بتدبر وتفهم لمعانيه ، قال عثمان ذي النورين رضي الله عنه ( لو طهرت قلوبكـم ، ما شبعتم من كلام ربكم ) .

وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يٌقَبِّل المصحف وقول ( كلام ربي ، كلام ربي !! ) .
كثرة النوافل بعداستكمال الفرائض " وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته .. " عن أبي هريرة عند مسلم .

كثرة الذكر ، فالذكر للقلب كالماء للسمك ، قال الحسن البصري : ( تلمسوا حلاوة الذكر والقرآن والصلاة فإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق- فاعلموا أنه لا قلوب لكم فاسألوا الله أن يرزقكم قلوبا- ) .

تقديم محبة الله جل وعلا على محبوباتك عند غلبة الهوى .

الخلوة بالله عز وجل في الثلث الأخير .
التفكر في مخلوقات الله عز وجل يورث المحبة لله والتعظيم لجلاله سبحانه.

سُئِل أبو هريرة رضي الله عنه ،عن التقوى فقال : هل مشيت في طريق ذا شوك ؟
قال : نعم، قال : فماذا صنعت ؟، قال : أشمِّر وأحاذر ، قال : فذلك التقوى .

فهكذا يكون حالك في الدنيا ، قبل أي شيء تتأكد من حله ، وكما تبحث عن أصفى بقعة لتضع فيها قدمك ، تهيأ أصدق النية قبل العمل .

قال بن القيم ( إذا غفل القلب عن الذكر ساعة جثم عليه الشيطان ، وأخذ يعده ويُمَنّيه) .

المتقي .. يدع ما لا بأس به ، حذر مما به بأس ، قيل ( لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يترك كثير من الحلال خشية أن يقع في الحرام ) .

من حلقات رياض الجنة ، الشيخ أحمد فريد .
تفريغ وتنسيق : ابنة الرميصاء ، شعبان 1443 .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات ،
الحمد لله الذي علم العثرات ، فسترها على أهلها وأنزل الرحمات ، ثم غفرها لهم ومحا السيئات ،
وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات ، وله الحمد ماتعاقبت الخطوات ،
والصلاة والسلام على نبي الهدى الذي ماترك خيرا إلا ودلنا عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ،

أما بعد أخواتي
نبدأ معكن بفضل الله ومنته رحلة من نور نحلق معها في بحر عظيم يجد فيه كل مسافر راحة قلبه وطمأنينة نفسه
إنه بحر عظيم يغترف منه كل طالب للأمان
هو بحر الأذكار والأوراد الشرعية التي يحرص عليها المسلم في اليوم والليلة
قال تعالى :
{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
(191 ـ آل عمران )
اختص الله تعالى هذة الفئة بالذكر وامتدحها في مواضع كثيرة من كتابه
والذكر يعمر القلب ، وبدوامه يتم البناء كشجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء
هو حديقة المتقين وفي رباها يتنقل قلب المؤمن ويتربى ويتعلم عن ربه كمال صفاته
فيرتشف نداها ويمتلئ بوردها طمأنينة وأمانا فيزهر القلب وتسمو الروح وتتهادى ترنيماته في سماء التقى
فاملأوا صفحات قلوبكم سطورا من ذكر لتجتمع تعبيرا نورانيا يهبكم غيثا يهمي انشراحا وسلوانا .

هو مشروع سيدور حول فهم معاني الأذكار ومعرفة مقاصدها ..
وما من شك أن في المواظبة على هذه الأذكار والمحافظة عليها خيرات متوالية ونعما متتالية في الدنيا والآخرة
ولاسيما إن وفق المحافظ عليها إلى التأمل في دلالاتها والتفكر في مقاصدها وغايتها والتحقيق لأهدافها ومقتضياتها ..
إن من الموضوعات الجليلة والأمور المهمة التي تمس إليها حاجة كل مسلم مايتعلق بالمسلم في يومه وليلته في قيامه وقعوده
وحركته وسكونه ، ودخوله وخروجه ، وسائر شئونه ، ويوظف ذلك كله في طاعة الله ويستعمله فيما يرضيه
فيكون في ذلك كله ذاكرا لربه مستعينا به وحده مفوضا أموره كلها إليه ..
ومن يتأمل السنة المباركة والهدي النبوي الكريم يجد أن هناك أذكارا للصباح والمساء وأذكارا للنوم والانتباه وأذكارا للصلوات وأعقابها ..
وأذكارا للطعام والشراب وأذكارا لركوب الدابة والسفر وأذكارا تتعلق بطرد الهم والغم والحزن ….
إلى غير ذلك من الأذكار التي تتعلق تعلقا مباشرا بأحوال المسلم في يومه وليلته ..
وفي تلك الأذكار العظيمة وتنوعها حسب مناسباتها تجديد لعهد الإيمان وتقوية للصلة بالله عز وجل
واعتراف بنعمه المتوالية وآلائه المتتالية ، وشكر له على تفضله وإنعامه وجوده وإحسانه ..
وفيها لجوء إليه وحده واعتماد عليه دون سواه بالتعوذ به سبحانه من نزغات الشيطان وشرور النفس وشر كل ذي شر من الخلق ومن شر كل نقمة أو بلاء أومصيبة
وفيها تقرير لتوحيد الله عز وجل وبراءة وخلوص من الإشراك به ، وإقرار وإذعان بربوبيته وألوهيته
ومن كان ذا عناية واهتمام بأدعية النبي صلى الله عليه وسلم المأثورة عنه
فإنه يبوء ويعترف مرات كثيرة بأن الله عز وجل هو الذي أمات وأحيا وأطعم وأسقى وأفقر وأغنى وألبس وأكسى وأضل وأهدى
وأنه وحده المستحق لأن يؤله ويعبد ويخضع له ويَذِلُ ، وتصرف له جميع أنواع العبادة
والأذكار مشتملة على غاية المطالب الصحيحة ونهاية المقاصد العلية وفيها من الخير والنفع والبركة والفوائد الحميدة والنتائج العظيمة مالايمكن أن يحيط به إنسان أو يعبر عنه لسان
ومن المعلوم أن هذه الأذكار المتعلقة بعمل المسلم في يومه وليلته تحظى باهتمام المسلمين البالغ وعنايتهم الكبيرة
غير أن الكثير منهم :

قد لايميزون بين الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين الضعيف الذي لايثبت عنه
و.قد لايعرفون أيضا معاني هذه الأذكار العظيمة ولا مقاصدها الجليلة فيفوتهم بذلك نفعها العظيم وتأثيرها البالغ

قال ابن القيم رحمه الله :
(وأفضل الذكر وانفعه ما واطأ القلب اللسان ، وكان من الأذكار النبوية ، وشهد معانيه ومقاصده )

ومن هنا كانت فكرة هذا المشروع
نسأل الله تعالى أن يجعله رزقا مباركا فهو صاحب الفضل والمنة
نتناول ـــ إن شاء الله تعالى ـــ فيه طائفة عطرة ونخبة مباركة من تلك الأذكار المتعلقة بعمل المسلم في يومه وليلته
مع بيان ما يتيسر من حكمها العظيمة ودلالتها القويمة ومعانيها الجليلة

ونحب أن ننوه أحبتي أن هذه المعاني جمعت من كلام أهل العلم ــ حفظهم الله ورحمهم أحياءا وأمواتا ــ
فقد يسر الله لهم وفتح عليهم بشرح معاني بعض هذه الأذكار
ولا جهد لنا فيها إلا التنسيق والتجميع لعل الله ينفعنا وينفعكم بها
ونسأله أن يرزقنا الإخلاص
ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله

وسيتم بإذن الله إضافة روابط جميع الدروس في هذه الصفحة
وسيكون أول درس في هذا المشروع خاصا بفضل الذكر وبعض آدابه

وبإذن الله سنورد المراجع والمادة العلمية في نهاية لقاءاتنا
ونسأل الله تعالى العون والتوفيق والسداد
وأن يرزقنا الإخلاص ويطهر قلوبنا وماظهر منا وما بطن
مرجع غالب المقدمة بتصرف :
كتاب : فقه الأدعية والأذكار
الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

شكر خاص
للأخوات الحبيبات :
ثمال
أنين الأمة
ضوء النهار

موضوعات السلسلة

✿~✿رحلة نور في دوح ( الأذكار )( فضل الذكر وآدابه وأوقاته )✿~✿

✿~✿ رحلة نور في دوح الأذكار ( أذكار الوضوء ) (2) ✿~✿

✿~✿ رِحْــلَةُ نُــورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَـــارِ ( أذكار الأذان ) (3) ✿~✿

✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ( أذكارالصلاة: التكبير ، الاستفتاح )(4)✿~✿

✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ( أذكارالصلاة[2]: الركوع ، السجود )(5)✿~✿

✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ( أذكارالصلاة[3]: التشهد ومابعده )(6)✿~✿

✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ( أذكارالصلاة[4]: أذكار بعد السلام )(7)✿~✿

✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ()( دعاء القنوت والا ستخارة )(8)✿~✿

✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ []( دعاء دخول وخروج المنزل)(9)✿~

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

تشكو الى صديقتها في الهاتف او ربما تكتب مشكلتها على منتدى
لقد يأست من الحياة تماما وكرهت حالها
لقد جربت كل الطرق لحل مشكلتها ولا فائدة
زارت الاطباء وبحثت عن الحل في كل مكان
ترى ما هي مشكلتها الرهيبة
انها
حب الشباب!!!!!!!!!!
نعم غاليتي لقد وهبها الله كل النعم فلم تفكر الا في تلك المشكلة او غيرها من الامور البسيطة
كلون بشرتها او ان لديها سيارة قديمة
او منزل تريد تجديده
نست او تغافلت عن كل ما اعطاه الله لها من النعم
تطلب الاستزادة وتنسى سببها هو ما ذكره الله تعالى فقال:
((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )) سورة ابراهيم
بالفعل فقد وهب الله كل منا نعم لا تحصى ولا تعد
من صحة ومال واولاد ومسكن وطعام وامن
والاسلام افضل واجل نعمة
لكن تجد الجزع والسخط والقنوط هو السمة العامة في الانسان
الا من رحم ربي
قال الله تعالى
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34]
فلو احضرنا ورق وحاولنا كتابة النعم لافنينا اعمارنا ولم نحصيها
واهم واعظم نعمة هي الاسلام فما لنا من فضل ان ولدنا في بيوت مسلمة
قال الله تعالى (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)

ونعمة الله تعالى علينا بالبصر فكم من محروم منها
ونعمته سبحانه علينا بالسمع والحواس كلها
ونعمته علينا بالطعام والشراب والهضم والاخراج
فلا احد منا يملك في جسده شئ
وبالرغم من ذلك كل عضو يقوم بمهمته كاملة
وذلك كله من صنع الله تعالى ورحمته بنا
فكم من مريض في المشفى يعرف قيمة الصحة والوقوف على القدمين
احد اصدقاء والدي كان فاحش الثراء ولديه الكثير من الفيلات والسيارات الفارهة والاموال الطائلة وزوجة شابة جميلة
ولكنه كان مريضا بضمور في العضلات
لا يحرك شئ من جسده ابدا ولا رقبته
فقط لسانه رحمه الله فقد توفي
لقد كانت هذه حاله لسنوات طويلة لم يتمتع بشئ ويحتاج للاخرين في كل شئ
هل دخلتي اليوم الحمام وحدك وخرجت منه بلا مساعدة؟
اذا فهذه نعمة عظيمة تحتاج الشكر عليها

هل ولدت طفلك سويا؟
كامل السمع والبصر والاطراف ؟
هل كان لك فضل في ذلك ام هي نعمة الله ؟
فالحمد لله

فمن اوجب الاخلاق وافضلها الشكر
ان يشكر العبد ربه ويعترف بنعمه عليه
فان وفقه للشكر فتلك ايضا نعمة الله

اذا ما هو الشكر
الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان
فهل وفيت ربك حقه عليك من الشكر
فانعمه نازلة علينا ليل نهار وذنوبنا اليه صاعدة ليل نهار

يعطينا البصر فنطلقه فيما حرم
يعطينا اللسان فنتكلم فيما حرم
يعطينا الصحة فنستخدمها فيما حرم
يحلم علينا فنزيد طغيانا الا من رحم ربي

ولعل كلكم تعرفون قصة الاقرع والابرص والاعمى

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنّ ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس ، فمسحه ، فذهب قذره ، وأعطى لونا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل أو قال : البقر شك الراوي – فأعطى ناقة عشراء فقال : بارك الله لك فيها ، فأتى الأقرع ، فقال :أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس ، فمسحه فذهب عنه ، وأعطى شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملا ، قال: بارك الله لك فيها . فأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله إلى بصري فأبصر الناس ، فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب اليك ؟ قال : الغنم ، فأعطى شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد الغنم ، ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسالك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلع به في سفري ، فقال : الحقوق كثيرة ، فقال : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس ؟ فقيرا فأعطاك الله ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ، فقال إن كنت كاذبا فصّيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأقرع في صورته وهيئته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة ، أتبلغ بها في سفري فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عزّ وجّل ، فقال أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رضي الله عنك ، وسخط على صاحبيك. " متفق عليه (البخاري ومسلم)

ففيها من العظة ما يغني عن التوضيح

فلو تفكر كل منا في نفسه وحق الله عليه من الشكر والحمد
وفيمن ابتلاه الله بانواع الابتلاءات المختلفة لصبر وحمد الله
وسعد في الدنيا والاخرة
واما من سخط فزاد سخطه وضيقه
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:

"عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ،

وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ،

فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا،

وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" صححه الالباني في السلسلة الصحيحة

ولقد علم الله ان الشكر صعب على النفوس فقال

(وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) سورة سبأ

وقد امرنا الله بالشكر فهو واجب علينا وجعل الكفر ضده

قال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152].

والايات الدالة على الشكر كثيرة وفيها عدد الله للانسان الكثير من النعم
ومنها نعمة الليل والنهار
وقال: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [سورة غافر: 61].

وقال ايضا:{وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}
[الأنفال: 26].

وقال ايضا:{وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}
[الأنفال: 26].

وحدثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم )ان الشكر من اسباب رضى الله على العبد

فقال: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها) مسلم

والشكر من اخلاق النبيين ودرب الصالحين

قال تعالى في خليله ابراهيم: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) سورة ابراهيم

ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، فقال: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا} [الإسراء: 3].

وقال الله تعالى عن سليمان -عليه السلام-: {قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل: 40].

وهذا رسولنا (صلى الله عليه وسلم)
تحكي عنه السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنه كان يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: (أفلا أكون عبدًا شَكُورًا)
[متفق عليه].

ومن الاذكار التي اوصانا بها بعد الصلاة(اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) صحيح الترغيب والترهيب
فطلب من الله العون ليتمكن من شكره سبحانه

وقد امر رسولنا (صلى الله عليه وسلم) بالتحلي بهذا الخلق الكريم حتى مع الناس
فاذا صنع لك احد معروفا وجب عليك ان تشكره وتكافؤه
او تقول له جزاك الله كل خير
قال الله صلى الله عليه وسلم: (من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء) [صححه الالباني في صحيح الترمذي
وامرنا الله بشكر الوالدين يقول تعالى: {أن اشكر لي ولواديك إلي المصير} [لقمان: 14].
رزقنا الله واياكم الشكر ووفقنا لما فيه رضاه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده