وعلى آله وصحبه وأزواجه الكرام
تدعو من تنافس لرضا الرحمنِ بكلِ إخلاصٍ وحب
خيرُ أيام الدنيا تلك العشرُ الـ عظيمةُ وبـ القرآنِ ذُكرت
تتوقُ الروحُ لـ أعمالٍ وطاعاتٍ تُثقلُ الميزان وتُرضي الرحمن
بـ ذكرٍ وتسبيحٍ وتهليلٍ وتكبير وصدقات
وصيامٍ وتلاوةُ قرآنٍ وصالحِ الأعمالِ
فلنكسبْ من تلك النفحاتِ العظيمةِ
ما يزيدُ الحسناتِ ويرفعُ الدرجاتِ ويكفرُ السيئاتِ
ولا ننسى الدعاء بالتيسير من ربِ العباد ،
وإخلاصِ النيةِ ، والتوبةُ من كلِ الذنوبِ ،
جاءت بعد شهرُ رمضان الكريم لتجدد الروح
أيامُ الـ عشرِ المباركة هلتْ
فحيا الله نفحات الرحمة والرضوان
ونعيدُ حساباتُنا في العبادات من الروتين إلى عبادةٍ فيها الحبِ والذل
ويا فرحةِ القلوبِ المشتاقةِ لبركةِ تلك العشرِ التي أقسمَ بها ربنا جل وعلا
في كتابهِ الكريم "وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ" [الفجر: 1-2]
والتي جاء ذكرها في قوله تعالى "وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" [الأعراف: 142] ،
يقول أبو عثمان النهدي: كانوا – أي السلف – يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم.
مما يدل على سعة معنى العمل الصالح ، قال أبو شامة: "ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضّلاً فيه جميع أعمال البر؛ كعشر ذي الحجة… فمثل ذلك يكون أي عمل من أعمال البر حصل فيها كان له الفضل على نظيره في زمن آخر".
وبلا شك أن قسم الله تعالى بها يبين شرفها وفضلها , وجمهور المفسرين أجمعوا على أنها عشر ذي الحجة
* الأعمال الصالحة فيها أحب إلى الله تعالى فيها من غيرها وقد أستحب العلماء كثرة الذكر عن أبن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشرة فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد ) رواه أحمد .
التكبير والتحميد والتهليل والذكر قال تعالى : َويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ… الحج(28)
والتكبير نوعان .
ب- المقيد وهو الذي يكون عقب الصلوات والمختار أنه عقب كل صلاة أياً كانت ويبدأ من صبح عرفة إلى صلاة عصر أخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، وذكر البخاري رحمه الله عن أبن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهم أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر فيكبرون فيكبروا الناس بتكبيرهم
* يوم عرفة يوم من أيام العشرِ والذي له فضائل عظيمة
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة …الحديث رواه مسلم .
* أن فيه ليلة جمع وهي ليلة مزدلفة التي يبيت فيها الحاج ليلة العاشر من ذي الحجة بعد دفعهم من عرفة .
* أن فيه فريضة الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام .
* أن فيه يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة الذي يعد أعظم أيام الدنيا كما روي عن عبد الله أبن قرط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ، ثم القر" رواه أبو داود .
* أنها أفضل من الأيام العشر الأخيرة من رمضان لما أورده شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله فقد سئل عن ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟؟
فأجاب " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان , والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة " أ. هـ كلامه رحمه الله .
* ضرورة التوبة إلى الله تعالى والرجوع إليه ، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي ، والإقبال على فعل الطاعات
* الصدقات وبرِ الوالدين وصلة الأرحام وإماطة الأذى عن الطريق
* الذكر وقراءة القرآن ولتكن لنا ختمة في هذه الأيام المباركة
صح فيها حديث ابن عباس عن نبينا صلى الله عليه وسلم (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء )) .
هناك صيغتين صحيحتين للتكبير، هما:
ـ الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد.
فاليوم عملٌ بلا حساب وغداً حسابٌ بلا عمل …
وسنُجازى على كل الأعمال صغيرها وكبيرها يوم لا ينفع مال ولا بنون
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد …