التصنيفات
روضة السعداء

::

::

يُقبلُ شهرُ رمضان .. فترقُّ لهُ قلوب المحبين
و تتهلل له نفوسُ المؤمنين
وتستشعر النور في تباشير قدومهِ
حتى تطغى فرحةَ لقائهِ كل فرحةٍ ويُشغف بحلوِ
أيامهِ وليالهِ حتَّى الأطفال الـ يملىءُ الحماس
قلوبهم وأرواحهم ويتسابق الصغير منهم في سعادة
وإن لم يدرك معنى _ إني صائم

ولعلنا نُدرك أن الطفل بفطرته السليمة وتنشأته الأيمانية
في بيئته المسلمة أنه مُستعد لتلقينهِ تعاليم الإسلام وتربيته على المنهج الرباني
ورمضان فرصة للمربين حيث يشعُّ الجو الإيماني وتتوقد الهمم
من أجل تنشئة الأجيال التنشئة الدينية وترسيخ الإيمان في هذه البراعم الصغيرة
ومن هذا المنطلق فإن اهتمام الأبوين بتربية أبناءهم على طاعة الله هو من من باب
النصح للرعية التي استرعاهم الله عليها
" كُلّكُمْ رَاعٍ وَكُلكُمْ مَسئولٌ عَنْ رَعِيته "
..وسيسألون عنها يوم الدين ،
لذا فعلى المربين الاهتمام بالتربية الأيمانية للطفل من خلال
تعليمه الصلاة و الصيام ومتابعته منذ نعومة أضفاره
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ،
وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ،
وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)
.
رواه أبو داود (495) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"
كما كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يصوِّمون أولادهم
في صغرهم تعويداً لهم على هذه الطاعة العظيمة ،
عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ رضي الله عنها قَالَتْ :
أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ
إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتِى حَوْلَ الْمَدِينَةِ : (مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ،
وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ) ، فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ ،
وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ ،
فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ
أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ رواه البخاري (1960) ومسلم (1136 .

وقد كانوا رضوان الله عليهم يُعطون لهذا الأمر أهميته لأنهم يدركون مدى
آثارهِ ونتائجه في تربية الطفل وتنشئته
فقد قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِنَشْوَانٍ [أي : سكران] فِي رَمَضَانَ :
"وَيْلَكَ! وَصِبْيَانُنَا صِيَامٌ!" ،
فَضَرَبَهُ .
رواه البخاري – معلَّقاً – باب صوم الصبيان
وعلى المربين أن يدركوا ضرورة أن يعتاد الطفل العبادة
ويستشعر أن الثواب مقابل الفعل والعقاب مقابل الترك
وأن تربية الطفل على عبادة الصوم بالتدريج مع تحفيزه وتشجيعه
وترسيخها في ذاته عن طريق ذكر القصص التي تنمي رغبة الصيام لديه
مع الصبر والمراقبة
لكن من ظلم بعض الوالدين من يظن أن عدم تصويم الطفل وقيامه للصلاة
من باب رحمته والشفقة عليه لصغر سنه
وهذا خطأ تربوي وشرعي
وأن حرمانه وإهمال الاهتمام ببذر هذه التعاليم
في نفسه إنما يبعده عن الإرتباط بدينه عقيدة وعبادة
فيستثقلها في كبره وتشق عليه
والأجدر بالمربي المؤمن أن يحرص كل الحرص
على التربية الصالحة
كما كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يحمل هذا الهم
حيث كان لا يكتفي بدعوتهم للصلاة
وتشجيعهم عليها
إنما كان يطلب ويدعو من الله تعالى أن يوفقهم للصلاة
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّل دُعآء)
ابراهيم _40
وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( كَفَى بالمَرءِ إثْماً
أَنْ يُضَيَّعَ مَنْ يَقُوتْ) رواه مسلم
فالأبناء نعمة عظيمة لكنها في المقابل أمانة ومسؤولية
وسيجني الآباء ثمرة ما غرسوه في نفوس وأعماق براعمهم
ولا أخطر وأظلم من إهمال هذه الأمانة وتركها تضيع بسبب
إهمال تربية القلوب والأرواح بغرس الإيمان فيها
ورعايته
يقول ابن القيم رحمه الله ( فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه
وتركه سُدَى، فقد أساء غاية الإساءة؛ وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم
من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسُننه،
فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً ).

،

أقَّرَّ الله عيونكم بجيل ٍ يرفع راية الإسلام
ويجعل الدين كلّهُ لله ..~
والحمد لله رب العالمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي تقدست عن الأشباه ذاته ,
ودلت على وجوده آياته ومخلوقاته , وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ,
وسع كل شيء رحمة وعلما , وقهر كل مخلوق عِدًّة وحكماً ,
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله , أفضل العباد إيماناً وأعظمهم بِراً وإحسانا وبعد :
أُختي العزيزة: قال صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه:
(( اغتنم خمساً قبل خمس , شبابك قبل هرمك ,
وصحتك قبل سقمك ,وغناك قبل فقرك , وفراغك قبل شغلك ,
وحياتك قبل موتك ))
حديث صحيح
فاسلك طريق المتقين
وظُن خيراً بالكـــريم
واذكر وقوفك خائفاً
والناس في أمرعظيـم
فإما إلى دار الشقاوة
أو إلى العـــزالمقيـم
فاغنـم حياتك واجتهد
وتب إلى الرب الرحيم

قال أحد السلف :
لاتغتر بدار لابد من الرحيل عنها, تُخرب داراً لابد من الخلود فيها .

فيا قوم !

(( يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ 39مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ 40)) سورة غافر

إن تعلق القلب بالدنيا والركون إليها ونسيان الآخرة
من أعظم الأسباب التي تقسي القلب ,
فإن حب الدنيا إذا طغى على حب الآخرة تعلق القلب بها ,
وضعف إيمانه شيئا فشيئاً حتى تصبح العبادة ثقيلة مملة ويجد لذته وسلواه في الدنيا , ويغفل عن هادم اللذات ..
قد .. تقولين .. ماذا أفعل ؟؟ ماذا أصنع ؟؟
اذنبت كثيراً .. عصيت كثيراً
أقول لكِ أُختي الحبيبة .. عجلي .. عجلي .. مادام الباب مفتوحاً نعم لايزال باب التوبة مفتوحاً
يقول صلى الله عليه وسلم:
(( إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر )) إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

( بسم الله الرحمن الرحيم )—————————–

|| مدخل :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) الحشر : 18
——————————

عندما تتراكم الذنوب
عندما ننسى الآخره
ننسى غاية وجودنا
و عندما نغرق بالدنيا
عندها تهلـك القلوب
لاتعرف معروف ولاتنكر منكر
وعندها ننسى مراقبة الله لنا
و ذلك عندما لانحاسب أنفسنا
ونصبح و نمسي كالتائهين في هذه الدنيا
ليس بالدنيا فقط بل بالآخره دار البقاء نادمين نقول :
( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) الزمر 56

——————————

و لتجنب ذلك كله لابد :|[ محاسبة النفس ]|

هي كما قال إبن القيم :
( فمحاسبة النفس هو نظر العبد في حق الله عليه أولا ثم نظره هل قام به كما ينبغي ثانياً )
و قال الماوردي :
( أن يتصفّح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محموداً أمضاه وأتبعه
بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموماً استدركه إن أمكن وانتهى عن مثله في المستقبل )

——————————

بِـ محاسبة النفس : لايعجب الإنسان بنفسه و لايكتفي بعمل يراه حسناً ويعجب به بل
يمقت نفسه ويسعى لطلب رحمة الله .. و دعائه دائماً بأن يغفر الله له ويتقبل منه ..
وبمحاسبة نفسه يروض نفسه الآمّاره بالسوء على الطاعات ويمسك بزمامها نحو عمل الخير ..
وبمحاسبة النفس ترتاح النفس .. و أي راحــة ؟!
إنها الراحة الأبدية عندما يكون الحساب يسيراً لأننا حاسبنا أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله سبحانه ..
قال سبحانه : ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ) الانشقاق آية 7-8

——————————

قال الغزالي في ذلك : ( اعلم أن العبد كما ينبغي أن يكون له وقت في أول النهار يشارط فيه
نفسه على سبيل التوصية بالحق، فينبغي أن يكون له في آخر النهار ساعة يطالب فيها النفس
ويحاسبها على جميع حركاتها وسكناتها ، كما يفعل التجار في الدنيا مع الشركاء في
آخر كل سنة أو شهر أو يوم حرصا منهم على الدنيا، وخوفا من أن يفوﺗﻬم منها ما لو فاﺗﻬم
لكانت الخيرة لهم في فواته… فكيف لا يحاسب العاقل نفسه فيما يتعلق به خطر الشقاوة والسعادة
أبد الآباد؟ ما هذه المساهلة إلا عن الغفلة والخذلان وقلة التوفيق نعوذ بالله من ذلك ..) إنتهى كلامه رحمه الله

——————————

و محاسبة النفس تكون بمعرفة ماعلينا أولا من حقوق ثم تأدية هذه الحقوق ومن ثم سؤال أنفسنا هل أديناها على الوجه المطلوب – ولابد من تقصير –
وإن لم نؤدها على الوجه المطلوب بإمكاننا التعويض بالنوافل والإستغفار .. وهذا من نعمة الله علينا ..
فمثلاً الصلاة الواجبة علينا خمس مرات في اليوم نتبعها بالسنن الرواتب بذلك نجبر أي نقص قد يحدث ..

ومن محاسبة النفس محاسبتها على ماأنعم الله به عليها .. ونعم الله لاتحصى قال تعالى :
( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النحل 18

المال والشباب والعلم و الصحه كلها نعم يمن بها الله على من يشاء من عباده

وسوف يسألنا سبحانه ماذا عملنا بها ، قال عليه الصلاة والسلام :
( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه، وعن
شبابه فيما أبلاه، وعن عمله ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه )رواه الترمذي

فمن الآن لابد أن نعد للسؤال جواباً وذلك يكون بحساب النفس ..

القــــرآن الكريم .. لنسأل أنفسنا مانصيبنا منه ؟
نسأل الله أن لانكون من القوم الذين هجروه : قال سبحانه :
( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) الفرقان 30

——————————

فلنعقد العزم أحبتي من الآن على دوام محاسبة أنفسنا و تذكر أننا في مزرعة الآخرة نزرع
و سنحاسب عن ماغرسنا وحصدنا .. فلنحسن الغرس حتى يطيب الحصاد ..
و الحذر الحذر من العُجب بالنفس وبعملنا فإنه يعيق العمل الصالح و الإستمرار عليه ..

——————————

ولتكون لنا في السلف الصالح أسوة :

(1) عن أنس بن مالك قال سمعت عمر بن الخطاب ، وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته وهو
يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط عمر بن الخطاب أمير المؤمنين
بخ بخ والله لتتقين الله أو ليعذبنك ..
(2) عن عطاء قال: " دخلتُ علىّ فاطمة بنت عبد الملك بعد وفاة عمر بن عبد العزيز ، فقلت
لها : يا بنت عبد الملك ، أخبريني عن أمير المؤمنين ، قالت : " أفعل، ولو كان حيّاً ما فعلت !
إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نفسه وبدنه للناس ، كان يقعد لهم يومه ، فإن أمسى وعليه بقية من حوائج يومه وصله بليله ،
إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه ، فدعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ،
ثم قام فصلى ركعتين ، ثم أقعى واضعاً رأسه على يده تتسايل دموعه على خده ، يشهق الشهقة فأقول :
قد خرجت نفسه ، وانصدعت كبده ، فلم يزل كذلك ليلته حتى برق له الصبح ، ثم أصبح صائماً ، قالت: فدنوت منه. فقلت :
" يا أمير المؤمنين ، رأيت شيئا منك البارحة ما رأيته قبل ذلك ، فما كان منك ؟ " قال: " أجل، فدعيني وشأني وعليك بشأنك " ،
قالت: فقلت له : " إني أرجو أن أتعظ " ، قال: " إذن أخبرك، أني نظرت إليّ فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة صغيرها وكبيرها ،
وأسودها وأحمرها ، ثم ذكرت الغريب الضائع ، والفقير المحتاج ، والأسير المفقود وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض ،
فعلمت أن الله سائلني عنهم ، فخفت على نفسي خوفاً دمعت له عيناي ، ووجل له قلبي ، فأنا كلما ازددت لها ذكراً ازددت
لهذا وجلاً ، وقد أخبرتك فاتعظي الآن أو دعي "
(3) و سئلت عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى :
( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فاطر 32
فقالت: أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله بالجنة، وأما المقتصد
فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم..
فجعلت نفسها معنا، وهنا قال الشيخ محمد حامد الفقي معلًقا :
إنما قالت هذا تواضعًا، وإلا فهي من خيار السابقين المقربين..
(4) قال الحسن البصري : " المؤمن قوّام على نفسه ، يحاسب نفسه لله عزوجل ، وإنما خفّ
الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على
قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة ".
وفي قوله الله تعالى { ولا أقسم بالنفس اللوامة } القيامه 2قال الحسن البصري : " لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه :
ماذا أردت بكلمتي ؟ ماذا أردت بأكلتي ؟ ماذا أردت بشربتي ؟ والفاجر يمضى قدما لا يعاتب نفسه ..
(5) كان توبة بن الصمة بالرقة وكان محاسبا لنفسه فحسب يوماً عمره فإذا هو ابن ستين سنة
، فحسب أيامها فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم ، فصرخ وقال يا ويلتي ألقى
المليك بأحد وعشرين ألف ذنب وخمسمائة ذنب ، كيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب ،
ثم خر مغشيا عليه فإذا هو ميت ، فسمعوا قائلا يقول يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى ..
(6) وقال إبراهيم التيمي : " مثلت نفسي في الجنة ، آكل من ثمارها ، وأشرب من أنهارها ، ثم
مثلت نفسي في النار ، آكل من زقّومها ، وأشرب من صديدها ، وأعالج سلاسلها وأغلالها ،
فقلت لنفسي : يا نفس ،أي شيء تريدين ؟ فقالت : أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً، قلت : فأنت في الأمنية فاعملي "

——————————

هذا ماكان في النفس وأسأل الله لي و لكم الإخلاص في العمل
وأن نكون من المحاسبين لأنفسنا الجادين في نيل رضا الله والجنة ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مخرج
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ؛
فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ،
وتزينوا للعرض الأكبر ، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ||

——————————

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين


سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إن لكتاب الله، الذي أنزله سبحانه ليكون نورًا وهدًى وشفاءً ورحمةً للمؤمنين، أسرار وعجائب لا تنتهي ولا يعلمها إلا الله ، كلما ازدادت البحوث في هذا العصر كلما ازدادت البراهين على المعجزة القرآنية.


إن البارئ سبحانه وتعالى رتب جميع كلمات كتابه بنظام محكَم، وكلما تعمّقنا وتدبّرنا في كلمات القرآن رأينا إعجازاً أكبر وأكبر…

والنظام اللغوي والترتيب الزمني في قصص القرآن الكريم على علاقة وطيدة بتكرار القصة فيه، في عدة مواضع.


ولذا وجب علينا أن نجيب على السؤال الذي كثيرا ما نتساءلُه :


لماذا تتكرر القصة ذاتها في مواضع متعددة من كتاب الله عز وجل؟ وما سر هذا التكرار ؟


إن الحكمة من تكرار القصة القرآنية في مواضع متعددة من كتاب الله تعالى هي زيادة العبرة والموعظة ولتذكير المؤمن دائما بعاقبة المكذبين من الأمم السابقة.


ومن حكمة الله تعالى في ذكر القصة ذاتها في عدة سور هو استكمال جوانب القصة فتذكر القصة مختصرة جدا أحيانا وأحيانا مطولة، وأحيانا تُذكرُ أحداث جديدة في كل مرة، إذن هنا القصة لا تتكرر إنما تتكامل.


وتكرار القصة في القرآن الكريم يُظهِرُ المعجزة اللغوية والبيانية فيه.


فبالرغم من تكرار القصة عبر سور القرآن الذي استمر نزوله فترة 23 سنة لا نجد أبدا أي تناقض أو نقص أو خلاف.


لا يوجد في العالم كتاب مثل القرآن يسرد القصة ويكررها مراراً، وبالرغم من ذلك لا تملُّ منه الألسُن ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه، وهذا أمر طبيعي فالقرآن كتاب الله رب البشر، فهل يعقل أن يتفوق البشر على خالقهم؟

نأتي الآن إلى الحديث عن النظام اللغوي في القرآن الحكيم:


هو نظام محكم وأي كلمة من كلمات القرآن تُستخدمُ استخداما دقيقا جدا في موضعها من أول القرآن حتى آخره.


والانسجام البياني المبهر يتجلى في كل قصص القرآن الكريم ولكننا سنأخذ مثالين فقط على ذلك:


المثال الأول: قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل فهذه القصة تكررت كثيرا في القرآن.


فعندما يتحدث القرآن عن نجاة بني إسرائيل من فرعون نجد كلمة (أنجيناكم) تكررت في القرآن كله 3 مرات،


في هذه الآيات:


﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة: الآية 50].


﴿وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ [الأعراف: الآية 141].


3.﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى [طه: الآية 80].


ومع أن السور الثلاث التي ذكرت فيها هذه الكلمة متباعدة منها ما نزل بمكة ومنها ما نزل بالمدينة إلا أنها جاءت منسجمة من حيث المعنى اللغوي يفسر بعضها الاخر ويكمل بعضها الآخر فقال سبحانه وتعالى (فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ)بسبب أنهم (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ)ثم بعد ذلك (وَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى).


وبعد أن نجى الله بني إسرائيل وأنزل عليهم المن والسلوى، قابلوا هذه النعم بالعصيان:


1 ـ ﴿قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ [البقرة: جزء من آية 93].


2 ـ ﴿وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ [النساء: جزء من آية 46].


إن عبارة (سمعنا وعصينا) وردت في القرآن كله فقط في هذين الموضعين ولم ترد على لسان أي من البشر إلا بني إسرائيل، وكأن الله تعالى يريد أن يقول لنا أن المعصية لا تليق إلا بهؤلاء.


والمبهر في البيان اللفظي في هاتين الآيتين أن الآية الأولى جاءت بصيغة الماضي (قالوا) فهذا يدل على ماضيهم وتاريخهم في المعصية ولكي لا يظن أحد أن هذا الماضي انتهى جاءت الآية الثانية بصيغة الاستمرار (ويقولون) للدلالة على حاضرهم ومستقبلهم في معصية أوامر الله تعالى فهم في حالة عصيان مستمر.


ولم يكتفوا بعصيانهم بل أغلقوا قلوبهم وغلفوها بغلاف من جحود وكفر ويأتي البيان القرآني ليصف قلوب هؤلاء على لسانهم:


1 ـ﴿وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ [البقرة: آية 88].


2 ـ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء: آية 155].


وهنا أيضا تُستخدمُ كلمات القرآن بدقة متناهية فكلمة (قلوبنا غلف) لم ترد إلا في هذين الموضعين وهي لا تليق إلا ببني إسرائيل.


والنظام اللغوي في هاتين الآيتين يتجلى أيضا على النحو التالي:


فالآية الأولى جاءت على صيغة الماضي (وَقَالُواْ) لتخبرنا عن ماضي هؤلاء وحقيقة قلوبهم المظلمة، ثم جاءت الآية الثانية بصيغة الاستمرار (وَقَوْلِهِمْ) لتؤكد حاضرهم ومستقبلهم أيضاً، وهذا التدرج الزمني كثير في القرآن، فتسلسل الآيات والسور يراعي هذه الناحية لذلك يمكن القول بأن القرآن يحوي من الإعجازات ما لا يتصوره عقل: لغوياً وتاريخياً وعلمياً وفلسفياً وتشريعياً ورقمياً، ألا نظن أننا أمام منظومة إعجازية متكاملة في هذا القرآن؟


ولكي نزداد يقيناً بعظمة هذا النظام المُحْكَم ندقق النظر في:


مثال ثان: وهو قصة صالح عليه السلام مع قومه ثمود وتكرارها في كتاب الله، فقد ورد تحذير على لسان صالح عليه السلام فقال لقومه في ثلاث مواضع من القرآن عن عذاب الله:


1 ـ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الأعراف: الآية 73].


2 ـ﴿وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ [هود: الآية 64].


3 ـ﴿وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الشعراء: الآية 156].


كلمة (فَيَأْخُذَكُمْ) لم ترد في القرآن كله إلا في هذه الآيات الثلاث ودائما على لسان سيدنا صالح عليه السلام، وكأن هذه الكلمة خاصة بقوم ثمود وأنه سيأخذهم عذاب أليم – قريب – عظيم.


وانظر معي إلى التدرج اللغوي في هذه الآيات الثلاث عن صفة عذاب الله فحذرهم أولاً من (عذاب أليم) ولكنهم لم يستجيبوا لهذا التحذير فأكد لهم بعدها بقوله: (عذاب قريب) أي أن عذاب الله قد اقترب، ولكنهم لم يبالوا بهذا النداء فجاءهم التحذير الأخير ليصف أن اليوم الذي ينتظرهم قد اقترب كثيراً فقال لهم (عذاب يوم عظيم) فأكد صدق هذا الوعد بكلمة (يوم) وأنه سيكون يوماً عظيماً.


وعلى الرغم من معجزة صالح عليه السلام، وتحذيره لقومه فإنهم كانوا قوماً مفسدين، لم يستجيبوا لنداء الله تعالى ولا لتحذير رسوله فعقروا هذه الناقة. ويأتي البيان الإلهي ليصف هذا التعدي على حدود الله وعاقبة ذلك. لنتأمل الآيات الثلاث الآتية:


1 ـ﴿فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ [هود: الآية 65].


2 ـ﴿فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ [الشعراء: الآية 157].


3 ـ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا [الشمس: الآية 14].


إن كلمة (عقروها) لم ترد في القرآن كله إلا في هذه الآيات الثلاث، وكما نرى الحديث دائماً عن قصة ثمود. في هذه الآيات معجزة يمكن تسميتها بمعجزة تسلسل الحدث في القرآن، فالآية الأولى تحدثت عن وعد صالح عليه السلام لهم بالعذاب جزاء فعلتهم، ثم تأتي الآية الثانية لتعبر عن ندمهم لأنهم أدركوا أن العذاب واقع لا محالة، أما الآية الثالثة فجاءت بالعذاب مباشرة (فدمدم عليهم ربّهم). إذن جاء التدرج الزمني للأحداث عبر الآيات الثلاث من الوعد بالعذاب إلى اقتراب هذا العذاب حيث لا ينفع الندم، وأخيراً وقوع هذا العذاب.


ومع أن هذه الآيات متباعدة من حيث النزول ومن حيث الترتيب في القرآن فقد جاءت متناسقة ومتدرجة وتعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه القصة. فأين هم كُتاّب القصة من نظام كهذا؟


إن النظام اللغوي في قصص القرآن الكريم لا ينفصل عن ترتيب زمن الأحداث فيه، فلنتمعن في الآيات التاليات:


قال الله تعالى في حق يعقوب عليه السلام: ﴿وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [يوسف: الآية /68].


أما العبد الصالح في قصته مع موسى عليه السلام فقد قال الله فيه ﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً [الكهف: الآية 65].


وفي قصة داود وسليمان عليهما السلام: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ [الأنبياء: الآية 80].


ولكن عندما يكون الحديث عن خاتم النبيين يأتي البيان الإلهي ليمدح هذا النبي الأمي، ويؤكد بأن كل كلمة نطق بها إنما هي وحي من عند الله تعالى. يقول تعالى عن نبيه وحبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ [يس: 36/69].


والعجيب حقاً أن كلمة (عَلَّمْنَاهُ) وردت مع أنبياء الله وعباده المؤمنين دائماً بصيغة الإثبات إلا مع الرسول الأعظم، فقد جاءت بصيغة النفي (وما عَلَّمْنَاهُ) ليؤكد لنا أن القرآن هو كتاب الله تعالى وليس للرسول، ولا حرفاً فيه بل كلٌّ من عند الله. وهذه الحقيقة اللغوية ثابتة لأن كلمة (عَلَّمْنَاهُ) تكررت في القرآن كله 4 مرات، وجاء ترتيبها موافقاً ومطابقاً للتسلسل التاريخي لمجيء الأنبياء الأربع، يوسف فموسى فسليمان فمحمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين.


ونتساءل: هل جاء الترتيب الزمني والترتيب القرآني متطابقاً بالمصادفة؟ وهل يمكن لمصادفة أن تتكرر؟

إننا في هذه الحالة أمام برنامج متكامل لاستخدام الكلمات في القرآن، وهذا إعجاز جديد في كتاب الله تعالى وهو إعجاز استخدام الكلمات في القرآن الكريم.


ونتساءل: هل يستطيع أدباء البشر وشعراؤهم وعلماؤهم أن يؤلفوا كتاباً ضخماً مثل القرآن ويحددوا مسبقاً استخدام كل كلمة من كلماته؟


الحمد لله رب العلمين

من كتاب "الإعجاز القصصي في القرآن الكريم"


للدكتور: عبد الدائم الكحيل

من بين عدة مواضيع في الكتاب


استخرجْتُ الإعجاز اللفظي البياني فيه


لخصتُ ما استخرجتُهُ، نسقتُهُ وحررتُهُ بقلمي

أرجو أن أكون قد وُفقتُ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد الله الذي أنار قلوب أولياءه بالسُّـنّة ، واصطفاهم لاتِّبَاع نَبِيِّـه صلى الله عليه وسلم .

في حين أظْلَمَتْ قُلُوب أعداءه بالشِّرْك والبِدْعة .

قال الله تعالى : ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

القائل : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ الراوي: المحدث: البزار خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وقال عليه الصلاة والسلام : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلاَّ ملة واحدة . قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي . رواه الترمذي وغيره .
فالتمسّك بالسُّنَّة نَجاة

والتخلّف عن ركبها هلاك .

وقال الإمام مالك رحمه الله : مثل السُّنَّة مثل سفينة نوح ؛ من رَكِبها نَجَا ، ومَن تَخَلّف عنها غَرِق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذا حق ، فإن سفينة نوح إنما رَكِبها مَن صَدّق المرسلين واتبعهم، وإن من لم يركبها فقد كَذّب المرسلين

واتَّباع السنة هو اتِّباع الرسالة التي جاءت من عند الله

فتابِعها بِمَنْزِلة مَن رَكِب مع نوح السفينة باطنا وظاهرا

والْمُتَخَلِّف عن اتِّبَاع الرسالة بِمَنْزِلة الْمُتَخَلِّف عن اتَّباع نوح عليه السلام ورُكوب السفينة معه . اهـ .

ولقد عَلِم أعداء الله أعداء الإسلام إلى أسهل الطُّرُق للـنَّيْل مِن هذا الدِّين العظيم

وطريقتهم هي إسقاط رموزه مِن خلال الطعن المباشِر والتشكيك به
فَعَمِدُوا إلى خَرْق هذه السفينة بأيدي تنتسب إلى الدِّين – زُورا وبُهتانا –

وذلك بإدخال أُناس باسْم الدِّين إلى هذا الدِّين

يُفسِدون في الأرض ولا يُصْلِحون .

فكان أول ذلك الـنِّتَاج الـنَّكِد : هو نِتاج ابن السوداء – ابن سبأ – اليهودي

الذي تدثّر بِدِثار الإسلام ! فأنشأ قاعِدة الرفض
ومِنذ ذلك الحين والأمة تئنّ مِن جَرّاء ذلك الفساد

ومَعَاول الرَّفْض تهدِم في صُروح أمة الإسلام باسْم الإسلام
وابتليت الأُمة الإسلام ببلاء عظيم وفتنة شديدة ألا وهي الشيعة الروافض

الذين نسبوا إلى الإسلام ظلماً وزورا

وقد غيروا وبدلوا

ولعنوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

ولقد افتتن بهم كثير من الناس.

فكان من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وبيان الحق للناس

أن نظهر عقائدهم وشعائرهم

ودحض كثير مِن شُبهاتهم وإلْزامهم بالحجة والبيان

والإحتكام إلى العقل السليم

حتى تنجلي الغمة ويحذر كل مسلم من هذه الفتنة
قال ابن القيم رحمه الله : وإنما سُمِّيت الشُّبْهَة شُبْهَة لاشْتِبَاه الحق بالباطل فيها فإنها تُلْبَس ثَوب الحق على جِسْم الباطل . اهـ .

ولَمّا كانت الشُّبْهَة تلتبس بالْحقّ كان لا بُدّ مِن بيان شافٍ لكثير مِن شُبُهات القوم

نقدم لكم سلسلة من المواضيع المهمة

لـ التعرف على الشيعة الروافض

معنى الشيعة

فرقهم

أماكن تواجدهم

بداية فكر التشيع

عداء الروافض لـ أهل السنة

الدولة الصفوية

عقائد الروافض

وطبعا أي استفسار سوف يرد عليكم الأخ الفاضل

الرفشي

فلا تترددن بالاستفسار

وأسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم

وأن يجنبنا الخطأ والزلل إنه بالإجابة جدير

وهو على كل شيء قدير

وهو حسبنا ونعم الوكيل.

مواضيع السلسلة

إبتلاء ووباء عظيم (( الشـــيعــــة ))

إبتلاء ووباء عظيم ((بداية فكر التشيع))

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده