)(
{ 13 } إلـقـاءُ السَّـلام ~
~
إلقاءُ السِّلامِ ورَدُّه شعارٌ للمُسلمين ، وقد دعانا دينُنا الحنيفُ إليه ، وحثَّنا عليه ، فقال رَبُّنا تبارك وتعالى : ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ النور/61 .
وإفشاءُ السَّلام سببٌ لإيجاد المُحبَّةِ بين المُسلمين ، كما أنَّه سببٌ لدخول الجنَّة ، فعن أبي هريرة – رضى اللهُ عنه – قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا تدخلوا الجنَّةَ حتى تُؤمنوا ، ولا تُؤمنوا حتى تحابُّوا ، أَوَلا أدُلُّكُم على شئٍ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السَّلامَ بينكم )) رواه مُسلم .
ومِن آدابِ السَّلام : ما رواه أبو هريرةَ – رضى اللهُ عنه – أنَّ رسولَ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال : (( يُسلِّمُ الراكِبُ على الماشي ، والماشي على القاعِد ، والقليلُ على الكثير )) مُتَّفَقٌ عليه ، وفي روايةٍ للبُخارىِّ : (( والصغيرُ على الكبير )) .
والبعضُ قد يأنفُ مِن إلقاءِ السَّلامِ على الصِّغار ، ويقولُ : هؤلاءِ أطفالٌ صِغار ، كيف أُسلِّمُ عليهم ؟! ماذا سيقولُ عَنِّي الناسُ لو رأوني ..؟! ونسى أو تناسى أنَّ السَّلامَ على الصِّبيان الصِّغار قد فعله مَن هو أفضلُ منه وأعلى شأنًا ، وهو حبيبُنا ونبيُّنا محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فعن أنسٍ – رضى اللهُ عنه – أنَّه مَرَّ على صِبيانٍ فسلَّم عليهم وقال : كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – يفعله . مُتَّفَقٌ عليه .
بل إنَّ البعضَ قد يُلقي السَّلامَ على قومٍ جلوس ، فإذا لم يسمع منهم ردًا اتهمهم بالكِبْرِ وتجاهُلِهم له ، وقال فيهم كلامًا قبيحًا ، مع أنَّهم قد يكونوا لم يسمعوه ، أو لم ينتبهوا له حين سلَّمَ عليهم ، وقد يكونُ هناك مَن رَدَّ عليه منهم لكنَّه لم يسمع رَدَّه . وقد كان نبيَّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إذا أتى على قومٍ فسلَّم عليهم سلَّم عليهم ثلاثًا )) رواه البُخارىّ ، قال النووىُّ رحمه الله : ‹‹ وهذا محمولُ على ما إذا كان الجَمْعُ كثيرًا ›› .
فلنقتدي – أخواتي – بنبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ولنُفشي السَّلامَ بيننا في البيوتِ والشوارع وعند التَّحَدُّث في الهاتِف أو عند مُحادثةِ الأخوات على شبكةِ الانترنت ، لينتشرَ الحُبُّ بيننا .
جعلني اللهُ وإيَّاكُنَّ مِن المُتحابين فيه ، المُجتمعين على طاعته ، الفائزين بجنته .
1443-1436 هـ